يكرم مهرجان دبي السينمائي في دورته السادسة هذا العام، الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، بمنحها "جائزة تكريم إنجازات الفنانين" لهذا العام.. وقد جاء في تقرير اللجنة: (تقديراً لمساهمتها الكبيرة في السينما المصرية، وتعزيز دور المرأة في مسيرة تطور صناعة الفن السابع في المنطقة.. حيث لعبت المنتجة والممثلة المصرية الشهيرة فاتن حمامة، البالغة من العمر 77 عاماً، العديد من الأدوار المميزة بمختلف الأساليب الفنية، بما فيها الميلودراما والأعمال التاريخية والكوميدية. وتميّزت النجمة المصرية ببراعتها الكبيرة في أداء الأدوار الرومانسية، وكانت سبّاقة إلى تحدي المفاهيم النمطية السائدة).

وبهذه المناسبة، تحدث السيد عبدالحميد جمعة، رئيس المهرجان، عن هذا التكريم، فقال: (إن منح “جائزة تكريم إنجازات الفنانين” للممثلة القديرة فاتن حمامة، هو حدث تاريخي بالنسبة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، باعتبارها أول امرأة تحصل على هذه الجائزة منذ انطلاق المهرجان قبل ست سنوات..).

إن هذا التكريم، قد جاء مستحقاً لمثل فنانة كبيرة كفاتن، هذا بالرغم من انقطاع ظهورها على الشاشة، منذ آخر أفلامها (أرض الأحلام) عام 1992، أي منذ خمسة عشر عاماً مضت..!!

مع إننا، مع نهاية العام الماضي، قد قرأنا تقريراً مهماً، يتعلق بعودة سيدة الشاشة العربية، في فيلم جديد.. وهو خبر مثير حقاً، إلا أنه مر عليه عام كامل الآن، ولم نسمع عن الفيلم.. فقد طال انتظارنا لهذه الفنانة الرائعة.. العمل الجديد يكتبه لها خصيصاً الكاتب محفوظ عبدالرحمن، بعد أن أنجزه لحلقات إذاعية.. إلا أن فاتن أصرت أن تعود به إلى السينما.. لذا قرر أن يتفرغ لكتابته لفيلم لها، والذي سيكون تحت اسم (دولت أناضول)..!!

فاتن حمامة.. هي الفنانة التي منحتنا من روحها المحلقة برهافة في سماوات الفن.. ومشاعرها المسكونة بالدهشة خمسون عاماً .. نفرح .. نحزن .. نتعذب معها .. ندافع عنها لنحتويها بمشاعرنا ولا نتركها أبداً..!!

لقد كان حقاً يوماً سعيداً للسينما المصرية، وليس اسماً لفيلمها الأول فقط. تلك الطفلة ذات الثمان أعوام، التي أدهشت محمد كريم وأضحكت محمد عبد الوهاب.

هي فاتن حمامة.. علامة مميزة وهامة في السينما المصرية عبر تاريخها الطويل.. عُرفت في البداية برومانسيتها، ثم تطورت معها حتى وصلت سن الرشد ومرحلة النضج الفني.

هي إذن كتاب سينمائي ضخم، من الصعب تصفحه في حيز كهذا.. ولكننا نقدم منه سطوراً قليلة.. هذا الكتاب مازال مفتوحاً، ومازالت الصفحات فيه كثيرة.. ومازال العطاء مستمراً، مع كل فيلم جديد تقدمه فنانتنا القديرة.. وستبقى "فاتن حمامة" شامخة مع تراث مصر الحضاري، تتجدد وتجدد في السينما المصرية، طالما هناك نبض الحياة.

إذن.. هل ستعود فتون للشاشة من جديد.. ونستمتع بعطائها الأخاذ.. فدائماً ما نشتاق لهذه الفنانة الكبيرة.. نشتاق لفنها الجميل.. لطلتها المريحة التي تحيل كل شيء أمامها إلى خيال.. ليتعلق القلب بها وبسحر عطائها الخلاق فقط.. سننتظر إذن.. القادم الجديد من فاتن حمامة.. ومهما يكن من ظروف ستصاحب هذا العمل.. إلا أننا سنكون في حالة تألق مع هذه الفنانة الاستثنائية..!!