جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

سعيد مرزوق.. (1)

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

تتابعت الأخبار عن الوضع الصحي للمخرج المصري سعيد مرزوق (69 عاماً)، حيث تفاقمت حالته الصحية بسبب مرض السكري، الذي يعاني منه منذ سنين.. ووصل الموضوع إلى بتر أحد أصابع قدمه.. وهو الآن يستعد للسفر للخارج للعلاج على نفقة الدولة.

سعيد مرزوق، وقبل أن يكون اسماً بارزاً في عالم الإخراج السينمائي المصري، كان فناناً تشكيلياً، من الجيل الذي ذاق مرارة هزيمة 1967، وقدم مجموعة من الأعمال التسجيلية، تبين مدى تعلقه وحماسه للثورة والمقاومة.

وبعد أن قدم فيلمه الروائي الأول (زوجتي والكلب) عام 1971، قفز ليجد له مكاناً مرموقاً بين أساتذته وزملائه المخرجين.. بل أنه أثبت بجدارة موهبته الفنية، وذلك بفرادة أسلوبه السينمائي، ووعيه لماهية السينما وحرفيتها، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال أفلامه الأولى (زوجتي والكلب ـ الخوف ـ أريد حلاً ـ المذنبون) خلال السبعينات من القرن الماضي.. تلك الأفلام التي ناقش فيها مواضيع جديدة وأفكار هامة لصيقة بأزمة الإنسان المصري والعربي. فكانت شخصياته واقعية جداً، بل وتشكل نماذج حقيقية استقاها من صميم المجتمع وقدمها برؤية وفهم جديد للغة السينمائية.

نحن إذن، أمام مخرج عاشق للسينما.. يتعامل معها بحب واحترام، مبتعداً بذلك عن كل ما هو هابط ومبتذل. مخرج يقدم رؤية فكرية وقيمة فنية من خلال أعماله السينمائية. لذلك نراه مقلاً في إنتاجه السينمائي، ورافضاً للتنازل عما يحمله من أفكار ومبادئ من أجل الانتشار فقط.

فسعيد مرزوق، ومن خلال مسيرته الفنية الطويلة، خصوصاً في العشرين عاماً الأولى (1971 ـ 1983)، قدم خمسة أفلام روائية طويلة فقط. يقول مرزوق: (...أرفض أفلام التسلية، وأرفض الإسفاف والتنازل لمجرد أكل العيش.. لهذا أحرص دائماً على أن تكون حياتي بسيطة، بحيث لا أحتاج للعمل لمجرد أكل العيش.. وبحيث أضل هاوياً مدى الحياة، حتى لو اضطر الأمر بأن لا أقدم إلا فيلماً واحداً كل عشر سنوات.. فأنا لست مجرد منفذ.. المخرج في نظري مثل صاحب القلم.. هو يكتب بقلمه وأنا أكتب بالكاميرا.. وكل منا له فكره وفلسفته ووجهة نظره.. هذه هي مشكلتي مع الفن ومع السينما...).

 

هنا البحرين في

23.12.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)