جديد حداد

 
 
 
 

مشهد سينمائي..

سايكو... هيتشكوك

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

لا يزال فيلم هيتشكوك للإثارة النفسية Psycho (1960) يسبب رعباً وصدمة كبيرين  خصوصاً اللقطة المركبة لجريمة القتل الوحشية التي تحدث تحت الدش.

الشابة الجذابة ماريون كراين (جانيت ليغ) التي تعمل سكرتيرة في مكتب عقارات والتي تكون على علاقة حب بأحدهم تتهور وتسرق مبلغ 40.000 دولار وتهرب من فونيكس، وتنتهي رحلتها أخيراً في فندق بايتس المهجور. بعد تحدثها حول العشاء مع مدير الفندق الخجول والمتع  طف معها والقلق تتعهد بالتخلص من الورطة التي أوقعت نفسها فيها وباعادة المال الذي سرقته، ولتطهير نفسها قبل إعادة المال تستعد لأخذ حمام تحت الدش.

في المشهد التالي، تُطعن المرأة بصورة مفاجئة حتى الموت – في أشهر مشهد لجريمة قتل تم تصويره على الإطلاق. هذا المشهد ذو السمعة السيئة يبدأ بشكل هادئ حيث تغلق الفتاة باب الحمام المعقم ذو الستائر البيضاء، وتخلع ثوبها ثم تسير عارية في حوض الحمام وتسحب الستائر ثم تفتح صابونة جديدة وتفتح ماء الدش الموجود فوق رأسها. وأثناء خلوتها في الحمام تبدأ في الاستحمام وهي تستمع بشكل واضح بالشعور الذي يتركه الماء الذي ينظف بشرتها وتشعر بالراحة والماء يغسل ذنوبها. وتوضح لقطة كبيرة مقربة لفوهة الدش الماء وهو يتساقط عليها. يُفتح باب الحمام ونرى خيال شخص  يدخل الحمام – نراه من خلال ستارة الدش التي تمتلئ بضباب بخار الماء، يحرك الستارة جانباً، ويرفع السكين عالياً في الهواء موجهاً لها عدة طعنات وضربات بصورة متكررة، قاضياً على إحساسها بالأمن والنجاة. نرى صور سريعة لجثتها، والسكين، والدم، ووميض ستارة الحمام على الشاشة. كما إن موسيقى الكمان الحادة التي تطلق أصواتاً عالية ولاذعة والتي يعزفها بيرنارد هيرمان تلعب دوراً كبيراً في إنتاج رعب تام خلال المشاهد المرعبة. تقاوم ماريون وتصرخ – ونرى مشهد القتل وحركاته من عدة زوايا ولقطات. نرى الفتاة وهي تقف في الماء المختلط بالدم وتقع على ستارة الحمام، ويدها تحاول الإمساك بالجدار خلف الدش، يستدير القاتل (وخياله يبدو كخيال امرأة ذات شعر رمادي) ويغادر المكان مسرعاً. في لقطة مقربة نرى ماريون وهي ترفع يدها وتشد ستارة الحمام وتقتلعها أثناء انهيارها على حافة حوض الحمام – وينضغط وجهها على أرضية الحمام. تسقط سابحة في بركة من الدماء على الأرض، ولا يزال الماء يتدفق على جسدها. وتتعقب الكاميرا ببطء الدم والماء اللذان يتدفقان ويتحركان معاً إلى ظلمة فتحة تسرب مياه الصرف في الحوض. تتلاشى لقطة فتحة الماء إلى لقطة مقربة لماريون وهي ميتة وعينها اليمنى مفتوحة وقد سقطت منها قطرة واحدة من الدموع (أو لربما كانت قطرة ماء). تنسحب الكاميرا إلى الوراء بعيداً عن العين المحدقة الخالية من الحياة، متخذة مساراً لولبياً في الاتجاه المعاكس كاشفة وجهها – متصلباً، وممداً على أرضية الحمام.  

 

هنا البحرين في

03.06.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)