جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

عن غياب حسين كمال السادس

( 3 )

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

نجح حسين كمال في كسر وتحطيم بعض القواعد التقليدية، وتقديم شكل جديد وضعه في مصاف أهم المخرجين المصريين المجددين آنذاك.. ففي فيلمه الأول (المستحيل) إنتاج عام 1965، قدم حسين كمال مشكلة اجتماعية نفسية بأسلوب فني جيد وجديد على السينما المصرية آنذاك. حيث لجأ فيه إلى تطبيق خبراته الفنية التي أكتسبها من دراسته وعمله في التليفزيون، وقدم فيلماً بطله هو التصوير السينمائي. فقد اهتم بالناحية التشكيلية فيه من تقسيم الكادر وتوزيع الظل والضوء في المشهد. وكان مدير التصوير الكبير عبد العزيز فهمي هم من ساهم بشكل أساسي في تجسيد ما أراده حسين كمال.

بعد ذلك قدم فيلمه الثاني (البوسطجي) عام 1968، ليؤكد به هذه المرة مقدرته كمخرج في التعامل مع ذلك التخلف الشديد الذي تعاني منه القرية المصرية في الصعيد. واستطاع أن يحقق استخداما متقناً للمونتاج بقيادة المونتيرة رشيدة عبد السلام، التي عملت معه في أغلب أفلامه فيما بعد. كذلك استفاد كثيراً من التفاصيل الصغيرة والشخصيات الثانوية في إغناء الخط الدرامي الرئيسي  وتعميقه.

واستطاع حسين كمال، في تقديم أسلوب سبنمائي مستحدث في السينما المصرية، وذلك في فيلمه الثالث (شيء من الخوف)، إنتاج عام 1969، حيث لجأ إلى جعل الفيلم أشبه بالحكاية الشعبية، علماً بأن الفيلم مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب ثروت أباضة. وكان كمال ذكياً في لجوءه إلى أسلوب الحكايات الشعبية واستخدام الأغنيات التي توزعت طوال الفيلم للتعليق على الأحداث، حيث أكسب الفيلم نكهة خاصة جعلت المتفرج يتحمس للفيلم حتى النهاية.

بعد هذه الثلاثية الهامة، يأتي فيلم (أبي فوق الشجرة ـ 1969).. هذا الفيلم الذي حطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر في مصر، فقد إستمر عرضه في دار سينما واحدة مدة ثلاثة وخمسين أسبوعاً.

أما بالنسبة للمخرج حسين كمال، فيعتبر فيلم (أبي فوق الشجرة) بمثابة نقطة تحول خطيرة في مسيرته السينمائية، الفنية والفكرية على السواء. بإعتبار أنه آثر أن يكون مخرج شباك وينخرط ضمن تيار السينما التجارية.

 

هنا البحرين في

15.04.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)