جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

ماذا حدث "في شقة مصر الجديدة"..؟!

( 4 )

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

إضافة إلى الشخصيتان الرئيسيتان في فيلم "في شقة مصر الجديد" (نجوى ويحيي)، هناك الكثير من الشخصيات التي تحيطها وتؤثر فيها وفي تصرفاتها.. حيث يحمِّلها الفيلم الكثير لتأكيد ثيمة الفيلم الرومانسية.. مثل الجار (يوسف داود) الذي يمثل الزمن الماضي الجميل.. كذلك مديرة بيت المغتربات (عايدة رياض) التي تدعو للبحث عن الحب دائماً، وتقول بأنه لابد من العثور على الحب، حتى بعد ذكرى حب فاشلة.. هناك أيضاً شخصية سائق التاكسي (أحمد راتب)، التي ملكنا بشفافيته وحساسيته..!!

لو كنا لا نعرف عن أسلوب محمد خان في تعامله مع الصورة المعبرة من خلال كادر سينمائي أخاذ وحركة كاميرا لافتة.. أقول لو أننا لا نعرف عنه ذلك، لقلنا بأن فيلمه هذا قد صوره خارج القاهرة.. فقد أمتعنا خان بتلك الحالة من العشق التي تعامل بها مع المكان.. حيث بدت شوارع القاهرة، في مصر الجديدة، أو في ميدان رمسيس وغيرها من الأماكن التي صور فيها فيلمه.. هذه الأماكن بدت في شكل مختلف لم نشاهده في أي فيلم مصري من قبل، إن كان من ناحية زوايا التصوير أو تلك الإضاءة الدرامية المتميزة، والتي نجحت تماماً في إعطاء إحساس واضح لتأثير المكان على مجريات الأحداث وعلى الشخصيات نفسها.. حيث حاول المخرج أن يؤكد على علاقة المكان بالبشر الذين يعيشون فيه.. نرى ذلك جلياً في شقة المعلمة تهاني بمصر الجديدة، حيث نستشعر روحها بين زوايا الشقة، ومن خلال جدرانها وأشيائها المتناثرة التي مازالت تحمل ذكراها ورائحتها.. كما ينقلنا خان إلى محطة رمسيس المزدحمة بالبشر، وينجح في أن يجعل من دورة المياه في المحطة مكاناً للولادة، وسط فرحة وزغاريد النسوة.. إذن فمحمد خان قد قد تعامل مع المكان بشكل درامي وأعطاه دوراً خاصاً ومؤثراً في فيلمه هذا، بل أنه أعطاه بطولة رئيسية تهيم فيها أرواح شخصياته ليصبح معبئاً بروحهم.

ولا شك بأن الأداء التمثيلي التي فاجأتنا به غادة عادل، كان مثار الحديث لدى غالبية من شاهدوها في أفلامها السابقة.. بدت وكأنها لا تمثل، بل تعيش الحالات النفسية المتقلبة التي تمر بها.. نصدقها ونصفق لها بعمق على هذا التجلي في أداء أخاذ وجميل.. يجعلنا أكثر ترقباً لفيلمها القادم..!!

وعندما ينسب الفيلم السينمائي لمخرجه، فهذا يتجسد واضحاً عند محمد خان.. حيث الخصوصية التي تتحلى بها أفلامه.. خصوصية استثنائية لا تخطئها عين المتفرج أبداً.. من اختزال للكثير من المعاني والتعبير عنها بالصورة.. تقديم كادرات جمالية لافتة، تعتمد الإضاءة الدرامية المعبرة.. والعمل على الممثل بشكل يبتعد عن النمطية، ويتجه به نحو آفاق رحبة من الإبداع الأدائي.. كلها تمثل شخصية محمد خان الإخراجية.. هذا الذي يصر أن يهدينا أعمالاً تبقى في الذاكرة لفترة طويلة، وتعيش في أعماقنا وأحاسيسنا..!!

 

هنا البحرين في

25.03.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)