جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

حين ميسرة.. (3)

إخراج متذبذب ودعائي ضاع في الزحام..!!

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

شخصيات فيلم (حين ميسرة) عموماً، بالرغم من نجاح الكاتب وحذره في انتقائها من المجتمع، نرى بأنه لم يحسن صياغتها درامياً، وبدى اهتمامه أكثر بما يحيطها من أحداث، الأمر الذي أثر على بناء هذه الشخصيات، وأفرغها من تلك اللحظات الدرامية الإنسانية العميقة التي تعبر عن مشاعرها وتصرفاتها.. وبالتالي لم يتعاطف المتفرج معها، بل افتقد ذلك الإحساس بمشاعر الأم حين تضطر للتخلي عن وليدها في الشارع، ومشاعر المرأة حين تغتصب، ومشاعرها وهي تنجب على قارعة الطريق.. وكلها مشاعر وأحاسيس لابد من التأكيد على مدلولاتها درامياً لكي تزيد من مصداقية الشخصية نفسها..!!

كما لم ينجح السيناريو بالإمساك بحيثيتات مهمة وتفاصيل صغيرة تحيط بالشخصيات، للتأكيد على خصوصية كل شخصية على حدة، خصوصية تمس واقع الشخصية المعاش وأحلامها المؤجلة وأمنياتها المفتقدة.. علاوة على أن السيناريو يقدم صورة نمطية مكررة لمجمل تلك الشخصيات في الفيلم.. إن كان لفتاة الريف الهاربة من مجتمع تقليدي متخلف، إلى تصويره لتلك الجماعات الإسلامية المتطرفة بشكل كاريكاتوري، مما أفقد القضية جديتها وابتعد عن طرح أي أثر للواقع والمجتمع لظهور ونمو هذه الجماعات..!!

خالد يوسف كمخرج، قدم أسلوباً إخراجياً متذبذباً عموماً.. فنشاهد مثلاً مشاهد قوية فنياً، بل وتثير الدهشة، في مقابل مشاهد تتميز بالنبرة التجارية البعيدة تماماً عن الفن، حيث يبدو التحايل في استخدام مشاهد الجنس والاغتصاب والشذوذ، بهدف دعائي وتجاري بحت، مما أفقد العمل مصداقيته، وجعل الحالة الإخراجية في الفيلم تضيع في زحام ما يطرحه الفيلم من قضايا مثيرة ولكن مبعثرة هنا وهناك.. زد على ذلك، حالة الإخفاق الواضح في عناصر المونتاج والموسيقى الدرامية التقليدية والمؤثرات الصوتية، وفشل واضح أيضاً للماكياج والملابس في إيضاح ذلك التطور الزمني الذي تدور فيه الأحداث.. بالرغم من ذلك الاجتهاد الواضح من مدير التصوير رمسيس مرزوق في تقديم إضاءة درامية معبرة وموحية لواقع الشخصيات وأعماقها، ساعده في ذلك الديكور الموفق لحامد حمدان، في جزئياته وحيثياته المطابقة للأمكنة الحقيقية للعشوائيات.

أبرز عناصر الفيلم إجمالاً، كان الأداء التمثيلي، حيث نجح مجمل الممثلين في استغلال كل الفرص المتاحة لإبراز قدراتهم الأدائية، وتألقت على رأسهم  هالة فاخر في دور أم البطل، دور يعد من بين أهم ما قدمته على مدى مشوارها الفني.. ثم يأتي عمرو عبدالجليل في دور صديق البطل، كاكتشاف حقيقي لقدرات هذا الممثل المتميزة.. وكذلك وفاء عامر، رغم قصر دورها، إلا أنها نجحت في تجسيد شخصية كاملة الملامح درامياً ونفسياً، وكشفت بها عن عمق استثنائي في الأداء.

 

هنا البحرين في

28.01.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)