وبنظرة سريعة تفحصية على ما نشاهده على شاشة رمضان هذا العام.. والتي ستكون رؤية شخصية من متفرج صعب المزاج.. ويحتاج لعلاج من عدوى الدراما..!!

أول الغيث.. كانت حلقات (أسمهان) الأولى، والتي جاءت دسمة، نبأت عن دراما قوية زاخرة بالأحداث الجسام.. أحداث بدايات القرن العشرين، أحداث تحكي عن الحرية والاستعمار.. الفن والغربة.. لتنساب هذه الدراما بشكل حساس لثنايا الفنانة ذات الصوت الملائكي "أسمهان".. ولا ننسى أن نشير إلى ذلك الأداء الأخاذ الذي أهدته لنا وأمتعتنا به السورية سولاف فواخرجي.. في تقمص لافت لطبيعة الشخصية المرسومة في السيناريو بعناية وحذر. أما المخرج التونسي شوقي الماجري المتألق فقد نجح في إدارة فريقه الفني والتقني بشكل استثنائي يحسد عليه.. إدارة أنتجت دراما جميلة وقوية لا تضاهيها إلا ما قدمه السوري حاتم علي العام الماضي في حلقات "الملك فاروق".. الفنان أحمد شاكر في دور فريد الأطرش، كان متميزاً في جميع المشاهد التي شاهدناها.. في حركاته ولفتاته وطريقة كلامه، وفي كل شيء.. لدرجة جعلنا نتذكر فريد مع كل إيماءة منه..!!

بقية الدراما التي تابعتها، كانت مصرية.. تلك الدراما المليئة بالنجوم والمشاهير.. فيسرا تسحر القلوب من أول إطلالة لها في حلقاتها التي، حتى الآن، لم تحمل أحداث يشار إليها بالبنان.. لكنها حلقات تقول الكثير عن يسرا، أو أمينة التي لابد أن تكون أمينة على شرفها ووطنها ومجتمعها.. وتناضل من أجل حياة كريمة ومجتمع مثالي..!!

شرف فتح الباب.. يقدم الفنان يحيي الفخراني في ثوب جديد عليه.. في شخصية ابتعدت عن المثالية، كما عودنا الفخراني في السنوات الماضية.. شخصية واقعية وتحاول أن تقول بأن الظروف الصعبة التي يعاني منها هذا المواطن الشريف، لهي قادرة على تجاوز المحرم في العلاقات الاجتماعية والمعيشية..!!

وبوسي، في رمانة الميزان.. تصارع بين الغربة والوطن، في حلقات تنبئ عن أفكار جريئة عن أهمية الطبقة الوسطى في المجتمع.. والخوض في دهاليز القانون.. والدفاع عن الشرف والأمانة..!!

وسميرة أحمد بطلتها المشعة المليئة بالأمل والتفاؤل ـ كعادتها ـ مع تلك الشخصية المثالية، في دور الطبيبة المحافظة الملتزمة بالشرف والأمانة.. ومازال هناك الكثير لتقول ضمن حلقات مسلسلها (جدار القلب)..!!

هنا البحرين في

01.10.2008