جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

الرواية والفيلم.. جدل لن ينتهي

(2)

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

في بحثه القيم حول الرواية والفيلم، يحدد الناقد الصديق أمين صالح، المشكلات التي تعترض المخرج في معالجته للرواية.. ولكن قبل ذلك، يتحدث عن الفروقات بين الوسطين: الرواية والفيلم.

فالرواية تحلل بينما الفيلم يرصد، الرواية داخلية أما الفيلم فيصور الخارج، الرواية هي عن ما تفكر فيه الشخصيات الفيلم هو عما تفعله الشخصيات - الفيلم يتعامل مع الجوهر بدرجة أقل ومع التفاصيل بدرجة أكبر.

الفيلم بخلاف الأدب لا يملك لغة ذات قوانين منسقة وقواعد وعلم نحو وصرف وبناء الجمل الفيلم - كما يرى بازوليني - فعال في تعبيره عن الرؤية أكثر من كونه وسطاً لتوصيل أفكار مركبة. الأدب الذي هو مرتبط ببنى وتراكيب من القواعد اللغوية منذ مئات السنين هو وسط متجانس وملائم أكثر لتلك الأفكار.

الرواية تعتمد على نظام من الإشارات اللفظية بينما الفيلم يعتمد على البصري والسمعي واللفظي. اللغة الأدبية حافلة بالمجازات والرموز والتشبيهات والصورة الأدبية - كما تقول فرجينيا وولف - تستدعي العديد من الإيحاءات ليست الإيحاءات البصرية إلا واحدة منها وترى فرجينيا وولف إن نتائج تحويل التعبير اللغوي إلى صور مرئية تكون خطيرة بالنسبة لهما معاً فالخلاف بينهما على قدر من الاتساع لا يمكن تجاوزه فاللغة لها قوانينها الخاصة ولا يمكن فصل الشخصيات الأدبية عن اللغة التي تشكلها.

اللغة الأدبية تقوم على الحروف والكلمات أما السينما فسمعية ومرئية تعتمد على الكاميرا والإضاءة والمونتاج والصوت والموسيقى والألوان والملابس في تمديد وإثراء وتعميق المنظور أو المادة. وبالتالي فإن الوصف اللفظي للشخصيات والأمكنة والأفكار لا يمكن نقلها إلى وسط آخر لا يعتمد على اللفظ. أما الرمز فيوجد في الفيلم كفكرة أكثر منه كصورة.

السينما تقدم صورا متتابعة والتي تفرض نفسها على المتفرج بماديتها وليس باحتكامها إلى التجريد. إن تعاقب الصورة يخلق الحس الخاص بها والذي هو مستقل تماماً عن التراكيب المنطقية حتى عندما تحاول الأفلام أن تقدم قصة منطقية فإن الصور تتجلى في سرعة هائلة إلى حد أن المتفرج بالكاد يجاري ما يفسر منطق الصور.

 

هنا البحرين في

16.07.2008

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)