جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

محمد خان.. سحر السينما يهدينا

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

شخصياً.. أهنيء المخرج محمد خان على الاحتفاء الذي يحظى به هذه الأيام في الأوساط السينمائية.. فهو مخرج كبير ومبدع فذ يستحق كل هذا التقدير، باعتباره من بين أبرز أعلام الإخراج في السينما المصرية.. هذا الفنان العاشق لفن الصورة الساحر.. منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي وحتى الآن، مازال يقدم السينما التي يريدها.. ومصراً على صنع الصورة التي يحبها.. لم يهتم بهذا التحول السلبي الذي تعيشه السينما المصرية في السنوات العشر الأخيرة.. وسيطرة تيار الكوميديا الاستهلاكية على مجمل الإنتاج السينمائي المصري.

كان برفقة محمد خان، في مطلع الثمانينات، جيل من المخرجين المتميزين، مخرجين تمردوا على السائد، وحاولوا تقديم أفلاماً مختلفة.. وكونوا مع بعض تياراً هاماً في السينما المصرية، أطلق عليه فيما بعد (تيار الواقعية الجديدة).. كان أبرزهم رأفت الميهي، خيري بشارة، عاطف الطيب، داود عبدالسيد.. هؤلاء الذين صنعوا سينما الثمانينات في مصر.. أين هم الآن..؟! لا نرى منهم إلا اثنان، خان وعبدالسيد.. توقف الباقون عن صناعة الأفلام، وعن مواجهة تيار السينما التقليدية السائد..!!

هؤلاء هم من قدم أفلاماً هامة مثل (للحب قصة أخيرة، الطوق والإسورة، أحلام هند وكاميليا، الكيت كات)، أفلام مازالت تعيش في ذاكرة الجمهور، وتسعى للبحث عن أشكال جديدة في الطرح، ومواضيع قل تناولها.. تلك الأفلام التي صنعت لنفسها جمهوراً مختلفاً أيضاً، تعود على متابعة مختلفة لأفلام تعالج قضايا حياتية هامة ولصيقة بواقعه، وبطريقة لم يسبق للسينما المصرية تقديمها..!!

كانت سنوات الثمانينات من أجمل فترات السينما المصرية.. حيث التنافس الجميل والمثمر، في تجاوز أزمات الإنتاج والفن الاستهلاكي التي سادت سنوات العقد الذي سلف (السبعينات).. حيث كانت الثمانينات فترة زاخرة بأسماء وعناوين صنعت جيلاً مختلفاً من السينمائيين والمتابعين والنقاد والجمهور على السواء.. بل صنعت مناخاً سينمائياً صحياً وفاعلاً في تجسيد فن خلاق ومتميز.. بعيداً عن النمطية في الاستهلاك.. وشاهدنا كيف سيطر الفن على الاستهلاك، في فترة مهمة من تاريخ السينما المصرية.. باعتبار أن تلك الفترة لم تخل أيضاً من تواجد التيار التقليدي.. إلا أنه لم يكن يجاري الترحاب الذي تحظى به السينما الجديدة..!!

بعد رحيل عاطف الطيب، وتوقف بشارة والميهي، وندرة أعمال عبدالسيد (فيلم كل خمس سنوات)، ترى بأن محمد خان يتفوق عليهم جميعاً، في صموده وتحديه ومواجهته لهذه السينما التقليدية العتيقة.. نراه ينتهي من فيلم، ليعد للفيلم التالي.. نشيط وذكي في تعامله مع وسط سينمائي استهلاكي خانق.. صحيح بأنه توقف لخمس سنوات بعد (أيام السادات ـ 2000)، لكنه عاد بثلاثة أفلام في ثلاث سنوات.. وها هو الآن يحظى بشهرة يستحقها في الأوساط السينمائية العربية، بعد فوز فيلمه (في شقة مصر الجديدة) بجائزة مهرجان دمشق للفيلم العربي.. وترشيح نفس الفيلم لأوسكار أفضل فيلم أجنبي.. وهو بهذا يثبت للجميع بأن طريقه هو الصحيح.. وما يقوم به لابد أن يأخذ طريقه للنجاح.. وعليه التعامل مع الواقع السينمائي بحذر وذكاء، لتوصيل السينما التي يريد..!!

 

هنا البحرين في

05.12.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)