مشاهير السينما أو نجومها.. هم بمثابة المخلوقات السحرية التي تظهر من انبثاق الضوء الأبيض على الشاشة.. هؤلاء النجوم أصبحوا أبطالاً.. بل أصبحوا أكثر من مواضيع للإعجاب.. شخصيات شكلت إبداعاتهم ظواهر فنية وحياتيه..!!

هؤلاء النجوم.. لا ينتهي الحديث عنهم، حتى بعد رحيلهم.. بل أن الحديث يتجدد كل عام.. مع قصص جديدة تحكي عن ملابسات رحيلهم.. ذكرياتهم.. مواقفهم..!! وأكبر مثال على ما ذكرنا.. أساطير السينما أمثال مارلين مونرو وجيمس دين..وغيرهم..!!

في عالمنا العربي.. تبقى قصة رحيل سندريلا الشاشة الراحلة سعاد حسني، مثار للكثير من التحقيقات والدراسات.. خصوصاً بعد رحيلها بفاجعة انتحارها في شقتها في لندن.. ونقل هذه القصة لقاعات المحاكم البريطانية والمصرية..!!

فنانتنا الكبيرة سعاد حسني أصبحت أحد أهم شخصية عربية في القرن العشرين.. وذلك بما قدمته من أعمال وشخصيات، أثرت بشكل لا يدع مجالاً للشك، على أجيال كاملة من البشر..!!

أتذكر تماماً.. بأن خبر انتحارها في أحد أيام مايو 2001 كان له أثر كبير وحزين على الجميع.. حتى مع مرور سنوات طويلة على اعتزالها الفن والناس.. فهي مثال صارخ للفنانة المتألقة طوال مشوارها الفني الذي تعدى النصف قرن.. حيث ذاك التواجد الفني الطاغي والأداء المذهل يشكلان علامتان بارزتان لممثلة موهوبة خارقة في كل مرحلة من مراحل مشوار طويل ومليء بالحواجز والآمال الكبيرة والأحلام المؤجلة.. متسلحة بالنظرة الثاقبة والنابعة من الأعماق.. والحس الفني السليم.. ليكونا طريقاً سلساً وواقيا يحميها من كل الثغرات..!!

وسعاد.. نجمة عالمية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.. ولدت معها النجومية.. طفولتها خلت من الراحة، مما أنتج شخصية ذات تركيبة شديدة الخصوصية.. تمتلك صفات النجومية الحقة.. وقل أن نجد مثيلاً لها في سينمانا العربية.. نجحت في شحذ هم الكثير من الفنانات.. من خلال المنافسة الشريفة والعمل على تقديم فن حقيقي خالص..!!

تنقضي السنون.. ونحن بدون السندريلاً.. تلك النجمة التي ملئت حياتنا بهجة وسعادة.. حتى مع أكثر أدوارها ميلودراما.. فطلتها على الشاشة تنقلك من عالم إلى عالم.. من عالم الواقع إلى عالم الخيال.. مع قصص أكثر واقعية من الواقع نفسه..!!

سعاد.. ممثلة ممتازة وغير عادية، نجحت في تجسيد كل الأدوار بدون افتعال، ووصلت إلى القلوب بسرعة ملفتة.. فنانة كانت تتمتع بعبقرية حقيقية في التوصيل لأعمق الأعماق من المعاني.. هذه هي سعاد حسني التي لن تتكرر أبداً في تاريخ السينما المصرية.