جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

الشفافية بوصفها طريق

رصد حكايات وحالات خاصة

 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

يتناول فيلم (إشارة مرور ـ 1995) رصداً جميلاً وجريئاً لحالات مفعمة بالحيوية والمعاناة، ليؤكد بأن الشفافية في العلاقات الاجتماعية تشكل طريقاً سلساً للحياة الإنسانية المفتقدة في مجتمع مليء بالمتناقضات.

يأخذنا خيري بشارة في فيلمه (إشارة مرور) في رحلة ممتعة، وفي يوم غير عادي، إلى مدينة القاهرة الصاخبة والمزدحمة.. وفي موقع إحدى إشارات المرور الكثيرة التي تمتلئ بها هذه المدينة الكبيرة. والمناسبة، هي مرور موكب رسمي في أحد الشوارع الرئيسية. وحادث مرور عند الإشارة في الطريق الفرعي المحاذي والذي من المفترض أن يكون احتياطياً للشارع الرئيسي.. عند إشارة المرور هذه، تتوقف حركة المرور تماماً، وتبدأ الحكايات.. أنماط مختلفة من البشر تتجمع في وسط الزحمة، كل له حكايته. حيث ينجح المؤلف في انتقاء شخصياته بدقة وعناية، ليصيغ حولها حكايات، منها المضحك الساخر، ومنها المأساوي الميلودرامي.

فهناك سوسو أو سمية (ليلى علوي) الممرضة الباحثة عن الشهرة من خلال هوايتها للغناء. وهناك أيضاً ريعو (محمد فؤاد) كبير المشجعين وعامل البناء الذي يبحث عن والد خطيبته شرطي المرور، فيقع في حب سوسو الممرضة ويتفقان على الزواج. وكذلك الموسيقي الشاب نبيل (عماد رشاد) الذي يعاني حادث غريب تعرض له في صباح نفس اليوم. أما المدرس زكريا (سمير العصفوري) الذي حملت زوجته نعمات (إنعام سالوسة) بعد خمسة وعشرون سنة زواج. فيكاد أن يصاب بالجنون لمجرد إحساسه بأنه سيفقد ابنه الوحيد. وحكاية رجل الأعمال علي ظاظا (عزت أبو عوف)، المتجه إلى المطار لإنهاء صفقة رابحة والذي على علاقة عاطفية بسكرتيرته وزوجته على علم بذلك ومصرة على الفوز به. وضابط المرور (سامي العدل) الذي يكتب الشعر ولا يملك سيارة خاصة، والذي يريد أن يخلي الشارع بأسرع ما يمكن تفادياً لأي ارتباك في حركة المرور في الشارع الرئيسي. وكذلك المراهق المهووس بحبيبته، والذي يخجل من البوح بمشاعره. وعندما تواجهه وتطلب منه الكف عن ملاحقتها، يصارحها بحبه ومعرفة مشاعرها تجاهه، حيث يخرجان مع بعض ويطلب منها مسك يدها بشكل صريح، ويتزوجان في النهاية. أما بائع الآيس كريم (محمد لطفي) الذي يتورط مع عصابة إرهابية في محاولة تفجير الموكب الرسمي، فتكون نهايته في فتحة المجاري حيث يموت، والقنبلة تنفجر في يد طفلة بريئة. والكثير من الحكايات والشخصيات التي صاغها السيناريو لتعطي للفيلم مذاق خاص.

يقدم خيري بشارة في فيلمه هذا، أسلوب السهل الممتنع.. ويبتعد كثيراً عن الحكاية التقليدية، مع أنه يقدم فكرة بسيطة، مع حادث ومواقف يومية يمكن أن تحدث كل يوم. هنا يتشكل مجتمع صغير، يتكون من أنماط مختلفة من البشر.. يتعايشون مع بعض، لتظهر كافة التناقضات، جراء تلك الحكايات المتداخلة في نسيج درامي واحد.. إنها حالات وحكايات جسدها السيناريو ونجح خيري بشارة مع طاقمه الفني في إيصالها على شكل أحاسيس ومشاعر أخاذة.

 

هنا البحرين في

25.04.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)