بيروت
- “الخليج” ووكالات: توفيت في العاصمة الفرنسية باريس أمس الأول المخرجة
السينمائية اللبنانية رندة الشهال عن عمر يناهز 55 عاماً بعد صراع مع مرض
السرطان.
وقال مصدر
من العائلة في باريس في اتصال هاتفي مع “يونايتد برس انترناشونال” إن
الشهال توفيت مساء أمس الأول، وسوف ينقل جثمانها إلى لبنان غداً، على أن
توارى الثرى في اليوم التالي في مسقط رأسها بطرابلس شمال لبنان.
وولدت
الشهال في طرابلس - لبنان 1953 ودرست السينما في جامعة فينسان وبعدها في
مدرسة لوي لوميير الوطنية العليا .
وحققت أول
أفلامها “خطوة خطوة” عن دور الدول المعنية بالحرب اللبنانية عام ،1979 ثم
فيلم “لبنان أيام زمان” عام 1980 وقدمت أول أفلامها الروائية عام 1991
“شاشات الرمال” الذي شارك في مهرجان البندقية السينمائي.
وقدمت
الشهال الفيلم الوثائقي “حروبنا المتهورة”، ثم فيلمها الروائي “متحضرات”
عام ،1988 قبل أن ينال فيلمها “طيارة من ورق” عن الجولان السوري مع زياد
الرحباني جائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية الستين عام ،2003 والشهال
متزوجة من إيلي بيير صباغ ولها منه ثلاثة أولاد، صبيان وبنت.
ومع
الإعلان عن وفاتها رثاها وزير الثقافة تمام سلام أمس وقال: “انطفأت كاميرا
رندة الشهال، ونال المرض العضال من هذه السينمائية اللبنانية الجريئة،
وانتقلت إلى رحمة الله، تاركة إرثا قيما من الأفلام التي وصلت إلى
المهرجانات العالمية وباتت محور النقاشات الفنية والسياسية في العالم
العربي والعالم.
وتابع:
رندة الشهال اسم سيتذكره محبو الفن السابع للجرأة التي طبعت أعمالها،
وللأسلوب الواقعي في طرح القضايا بقساوتها الفعلية لا بالتجميل الفني
والمواربة والتقليل من وطأتها. فهي في معالجتها للمواضيع السياسية كانت
تحكي قصص الحب والحرب والوطن والمنفى، وكانت تقف عند التقاطعات الثقافية مع
تلك القضايا التي تشغل بال الإنسان العربي.
وختم: هي
ابنة طرابلس الفيحاء وتحمل وسام الأرز اللبناني من رتبة فارس تقديرا
لإعمالها، وهي التي وقفت ورفضت ان تتقاسم جائزة اليونيسكو للسلام مع المخرج
“الإسرائيلي” عاموس غيتاي عام 1999. رحم الله الفقيدة وهي تغادر الفن
السابع والدنيا تاركة بصماتها التي ستكون حتما الشاهد على فترة قاسية في
لبنان والعالم العربي”.
وقد أشادت
الصحف اللبنانية امس “بجرأة” المخرجة اللبنانية رندة الشهال، و”عنادها” في
نقل المعاناة السياسية والانسانية للانسان العربي الى الشاشة في اعمال
“نخبوية”.
وكتبت
صحيفة “النهار” ان “الشغل الشاغل للشهال كان العبث بالمسلمات” في افلام
“نخبوية” “اتسمت “بالذاتية والحميمية” وواجهت “سيلا من الانتقادات وسوء
الفهم والتحليل”.
ولفتت الى
ان الشهال “يسارية مناضلة بقيت على موقفها بعد انهيار كل الايديولوجيات”
وانها “استفزازية في طباعها مشاكسة متعنتة في قناعاتها عنيدة وطموحة”.
وعنونت
صحيفة “السفير” مقالتها بعبارة “رحيل غزالة السينما اللبنانية”.
وكتبت
الصحيفة انها “صنعت مساراً من التساؤلات الجمة وتمارين خصبة في آلية صنع
سينما لبنانية عربية منفتحة على افاق الاختبارات الانسانية والثقافية
والفنية العالمية”.
وقالت
صحيفة “المستقبل” ان رندة الشهال كانت “شخصية جدلية بامتياز صدامية ومقاتلة
ومتمردة في كافة مراحل حياتها”.
ومن ابرز
افلامها الروائية “متحضرات” (1999) الذي منعته الرقابة في لبنان بذريعة
بذاءة تعابيره و”طيارة من ورق” (2003) الذي نال جائزة الاسد الفضي في
مهرجان البندقية السينمائي.
الخليج الإماراتية في 28
أغسطس 2008
|