اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

ملفات خاصة

رحيل العملاق يوسف شاهين

وداعاً شاهين

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

رحيل شاهين يفقد الفن العربي آخر عباقرة السينما

كتب(ت) »الوطن« - علي الستراوي

 
     
  

توفي أشهر المخرجين المصريين يوسف شاهين أمس الأحد عن عمر ناهز 82 عاماً، بعدما أمضى ستة أسابيع في غيبوبة إثر إصابته بنزيف في الدماغ.

وكان شاهين نُقل إلى مستشفى في فرنسا حيث بقي شهراً كاملاً جرّاء إصابته بنزيف في الدماغ في مصر دخل على إثره في غيبوبة في 16 يونيو (حزيران).

ويُعتبر الكثير من أفلام شاهين وعلى رأسها فيلم ''الأرض'' علامات شامخة في الإبداع السينمائي وكشف الحقيقة التي تعزز الكثير من جوانب ما يدور في كواليس تاريخ الأمة العربية. وفضحت أفلامه فساد الأنظمة العربية وأبرزت أصالة الإنسان العربي البسيط ووضعته في مكانه الحقيقي من مسيرة تاريخ الأمة العربية.

واستطاع شاهين أن يثبت استمرارية وعطاء الفنان العربي حتى ولو بلغ الثمانين من عمره، واقنع شركات الإنتاج السينمائية العالمية وخصوصاً في فرنسا التي وقفت بجانبه في إنجاز أفلامه الأخيرة، وذلك لقناعتها بجدية ما يطرح هذا الفنان القدير. وسيظل شاهين مثالاً ورمزاً وقدوة لكل جيل الشباب والسينمائيين العرب.

يقول الفنان والمخرج إبراهيم الدوسري: ''يوسف شاهين مدرسة سينمائية مستقلة نهل منها الكثيرون من السينمائيين العرب وغير العرب''.

ومن جهته، يرى الفنان الموسيقي محمد حداد أن شاهين ''عبّر عن واقع الإنسان العربي من خلال أفلامه المعاصرة بصدق، كونه فنان يمتلك الجرأة والتغيير بين فلم وآخر''.

ويضيف حداد: ''أعتقد بأن شاهين اهتم كثيراً بالموسيقى التي تقدم في أعماله، إذ دمج مرات عدة بين الموسيقى والأغنية العربية في الأفلام واستخدمها بشكل غير تقليدي، مؤسساً رؤية جديدة للفيلم العربي.. إن العلاقة الحميمة التي جمعته بطاقم العمل الذي يعمل معه أدت إلى تعميق التجربة.. ورحيله خسارة كبيرة للسينما العربية والعالمية معاً''.

أما الناقد يوسف الحمدان فاعتبر رحيل شاهين ''رحيل آخر العباقرة في السينما العربية''، وقال: ''بلاشك سوف يترك فراغاً كبيراً في السينما العربية، والسينما الدولية، فهو حالة فردية استثنائية تحتاج دراسة وباحثين كي يفككوا الشفرات البصرية الإبداعية التي وظفها في أكثر أعماله، ووجود أي ممثل في أي فيلم لشاهين، إضافة لرصيد الممثل''.

وأردف الحمدان: ''عالج شاهين الواقع الإنساني والواقع العربي في أفلامه، وفقده حدث محزن يحتاج فيه الناقد أزمنة طويلة لدراسة (ظاهرة شاهين السينمائية والإبداعية)''.

وقال الفنان عبدالله ملك: ''في كل سنة نخسر عمالقة في مجالات الفن، ولأن مصر هي الولاّدة فلها النصيب الأكبر من هذا الرحيل.. شاهين منذ بدايته حتى رحيله أسس ما لم يؤسسه الآخرون من مخرجي جيله، فهو رائد، كونه مجنون سينما، يفتخر كل ممثل أن يمثل معه، ورحيله خسارة للسينما العربية والعالمية، ونحن بحاجة لفنان مخرج في مستوى جرأته''.

 

العملاق شاهين

حسن حداد

رغم أن رحيل الكبير يوسف شاهين لم يكن مفاجأة، إذ كان في غيبوبة ما يقارب الشهرين.. فإن هذا الرحيل يعد بالفعل خسارة فادحة للسينما والفن في كل مكان.. فهذا الفنان العملاق يشكل حالة خاصة ونادرة في السينما العربية، فهو الفنان الباحث دوماً عن أسلوب مختلف وصوغ جديد لأفكار ومفاهيم عادية ومتداولة.. فقد أعطى هذا الفنان الكثير للسينما المصرية والعربية، من خلال ما قدمه من أفلام تعد حتى الآن علامات مضيئة في سماء الفن العربي والعالمي.. أو بما علمه لأجيال كثيرة من تلاميذه..!!

هذا الفنان رغم عمره الطويل وصحته السيئة.. استمر في العطاء الفني حتى آخر حياته، ولازال آخر أعماله يعرض الآن في صالات السينما بالبحرين، ألا وهو (هي فوضى)..!!

شاهين إذن.. أقل ما يقال عنه إنه فنان مثير للجدل، مصطحباً ضجة مع كل فيلم جديد يقدمه.. بل لازالت أفلامه بعد كل هذه المشوار الطويل، تثير عند عرضها الكثير من الأسئلة وردود الأفعال الإيجابية والسلبية.. فهو من الفنانين المشاغبين.. أقصد القادرين على إعطاء شحنات صادمة للمتفرج.. وعدم اكتفائه بالتسلية والترفيه.. وباعتباره فناناً مشاغباً، فهو يحتاج متلقياً مشاغباً أيضاً.. يقدم له السينما كما تعلمها وعرفها وعلمها تلاميذه..!!

ومهما اختلف معه الآخرون فهم يجمعون بالطبع على أنه كان فناناً ملتزماً، قدم أفكاراً اجتماعية وسياسية جماهيرية، وناقش قضايا حياتية تهم غالبية الشعب المصري والعربي بشكل عام.. لكنه في الوقت نفسه قدمها بأسلوب مغاير وتكنيك وإبهار سينمائي جديد لم يسبقه إليه أحد، ولم تعتده عيونهم وأمزجتهم.. وشاهين بالتحديد لا يهتم إن كان هذا المتفرج قد يفهم أو لا يفهم ما يقدمه له.. فهو كفنان خلاق يرى أن الفنان لا يقف عند هذه الحدود الشكلية.. فهو يفهم السينما كرؤية وفكر وفن قبل أن تكون تسلية وإبهار.

الوطن البحرينية في 28 يوليو 2008

 

يوسف شاهين.. الغامض.. المنطلق.. الجريء

حسن حداد

نحن هنا أمام فنان كبير، مثير للنقاش وللجدل، مصطحباً ضجة مع كل فيلم جديد يقدمه.. مخرجنا هو يوسف شاهين.

والحديث عن يوسف شاهين يطول، فهو كفنان يشكل حالة خاصة ونادرة في السينما المصرية، بل والعربية بشكل عام.. وهو الفنان الباحث دوماً عن أسلوب جديد وصوغ مختلف لأفكار ومفاهيم تبدو عادية ومتداولة.

يوسف شاهين.. الذي قدم حتى الآن 30 فيلماً، بدأها بفيلم (بابا أمين ـ 1950) وذلك بعد عودته من أمريكا حيث درس السينما.. هذا الفنان، اختلف معه الكثيرون، ووجهت له الكثير من الاتهامات ـ وبالذات في أفلامه الأخيرة ـ أهمها بعده عن قضايا الجماهير، والاهتمام بتقديم تكنيك وإبهار سينمائي فقط، على حساب المضمون، متجهاً بذلك نحو الجمهور الغربي والأوروبي. وللتحقق من صحة هذه الاتهامات أو عدمها، سنقوم بمسح سريع لمسيرة هذا الفنان، والقيام برحلة في فكر وفن يوسف شاهين.

إن المتابع لمسيرة شاهين السينمائية، من خلال جميع أفلامه، يكتشف أنها تعكس ـ إلى حد كبير ـ ذلك التطور الفكري والفني، وذلك الوعي الاجتماعي والسياسي الذي تحمله شخصية هذا الفنان. ويمكننا تقسيم مشوار شاهين السينمائي إلى مرحلتين أساسيتين: مرحلة نمو الوعي الاجتماعي، ومرحلة تعمق الوعي السياسي، حيث إن شاهين عندما بدأ هذا المشوار، لم تكن القضايا الاجتماعية والاهتمامات السياسية تعني له الشيء الكثير، ولكنه ـ عفوياً وتلقائياً ـ وجد نفسه يدافع، ببساطة متناهية وصدق مؤثر، عن الفلاح المصري في فيلمه (ابن النيل ـ 1951).

لم يكن شاهين، في ذلك الوقت، يفهم مشكلة الفلاح المصري، ولا كان يعي الواقع الاجتماعي والمعيشي الذي فرض على هذا الفلاح أوضاعاً حياتية مزرية، وربما جاء ذلك نتيجة انتماء شاهين الطبقي إلى بيئة بورجوازية. ومع هذا، كان فيلم (صراع في الوادي ـ 1953) صرخة عنيفة ضد الإقطاع، عبّر فيه عن نظرته المليئة بالحنان والحنو للفلاحين. صحيح أن الفيلم يفتقر إلى التحليل الاجتماعي الجدي للواقع الذي يتناوله، إلا أنه طرح قضية الصراع الطبقي بين الإقطاع والفلاحين بشكل صارخ لم تشهده السينما المصرية من قبل.. وبالتالي يمكن اعتبار (صراع في الوادي) بمثابة الخطوة الحقيقية الأولى في مرحلة نمو الوعي الاجتماعي عند شاهين. وكانت الخطوة التالية في فيلم (صراع في الميناء ـ 1956)، الذي اهتم فيه شاهين ـ ولأول مرة ـ بأوساط العمال والبحث في مشكلاتهم.

أما في فيلم (باب الحديد ـ 1958)، فوصل شاهين إلى مرحلة فنية متقدمة، جعلته أهم شخصية سينمائية في مصر آنذاك، إذ كان هذا الفيلم متقدماً على السينما المصرية بسنوات، الأمر الذي يفسر فشله التجاري وإحجام الجمهور عنه. ففي فيلمه هذا، برع شاهين في تصوير قطاع من الحياة اليومية، بقدر ما برع في تجسيد شخصية ذلك الفقير المقعد ''قناوي''. وكان (باب الحديد) مفاجأة حقاً، ليس لصدقه المتناهي ومضمونه المتميز فحسب، وإنما ـ أيضاً ـ لأسلوبه الجديد ولغته السينمائية المتقدمة وجمالياته الخاصة.. وليس هناك شك في أن يوسف شاهين سجّل، بهذا الفيلم، خطوة متقدمة في مرحلة نمو الوعي الاجتماعي.

بعدها، قدم يوسف شاهين (جميلة الجزائرية ـ 1958) معبراً فيه عن ذلك الشعور القومي والتضامن العربي مع الجزائر في حربها التحررية ضد الفرنسيين.. لم يتضمن الفيلم أي تحليل سياسي لقضية الشعب الجزائري، وإنما جاء فيلماً حماسياً صادقاً، هذا رغم أنه يعد نقطة تحول عند يوسف شاهين، إذ يقول: ''...دخل الوعي الاجتماعي أفلامي بعد فيلم جميلة.. في جميلة كنت وطنياً بالفطرة، كانت الأمور بالنسبة إليّ أشبه بالعسكر والحرامية، الناس في الفيلم كانوا إما جيدين أو سيئين، وعندما خرجت الجماهير من قاعة العرض وأحرقت السفارة الفرنسية، أدركت أني فجرت شيئاً لا أعرفه، هناك صراعات أبعد من قصة العسكر والحرامية. بدأت أقرأ عن مذاهب فلسفية واجتماعية، وتعرفت على عدد من السياسيين، بدأت أكتشف تدريجياً بعض القوانين ولغة الصراع، فأخذت تتكون عندي عموميات فكر سياسي...''.

وفي فيلم (الناصر صلاح الدين ـ 1963) يؤكد شاهين قدراته السينمائية والتقنية، حيث يقدم من خلاله ملحمة على طريقة أفلام هوليوود الضخمة، عن الحروب الصليبية التي قادها صلاح الدين الأيوبي ضد أوروبا، مشيراً ـ بشكل واضح ـ إلى عبد الناصر، الذي قاوم أوروبا ـ أيضاً ـ إبان العدوان الثلاثي على مصر.  قدم شاهين بعدها، فيلم (فجر يوم جديد ـ 1964) متناولاً فيه وضع الطبقة البورجوازية في مصر بعد ثورة يوليو .1952 ويعلق شاهين على هذا الفيلم، فيقول: ''... كنت لازلت مثالياً، فتصورت أن الأمل يأتي من داخل البورجوازية ذاتها، وربما يعود هذا التصور إلى طبيعة انتمائي الطبقي...''.

وفي عام ,1967 بدأ شاهين العمل في فيلم (الناس والنيل) وهو إنتاج مشترك مصري/سوفياتي، عن تعاون البلدين في بناء السد العالي، إلا أن النسخة الأولى من الفيلم لم تعجب المسئولين المصريين، ما اضطره إلى إجراء تعديلات انتهت إلى نسخة جديدة منه لم تعجبه هو. وكان هذا الفيلم خاتمة مرحلة نمو الوعي الاجتماعي؛ وبداية تعمق الوعي السياسي عند شاهين، مرحلة جديدة أعقبت هزيمة ,1967 بدأها بفيلم (الأرض ـ 1968)، حيث لم تكن هذه المرحلة هامة وحاسمة بالنسبة لشاهين فقط، وإنما كان صدى الهزيمة وتأثيرها قد أصاب غالبية المثقفين العرب، إن لم نقل غالبية الشعب العربي.

كانت الهزيمة بمثابة الصفعة القوية والحدث الأفجع، بل كانت مرحلة انتهت فيها العفوية والتعاطف مع الطبقات الشعبية، وجاءت لحظة الالتزام الحقيقي والوعي السياسي والاجتماعي الجاد. وقد بدا ذلك واضحاً بالنسبة ليوسف شاهين، حيث ذلك الفرق ما بين فيلمي صراع في الوادي، الأرض، على الرغم من طرحهما لموضوع متشابه، ألا وهو صراع الفلاحين ضد الإقطاع. فقد عبر شاهين بصدق عن هذا الصراع في فيلمه (الأرض)، وأكد مقدرته على النفاذ إلى أعماق الفلاح وتصوير حياته البسيطة التي تمتزج فيها المأساة بلحظات الفرح، وكان الفيلم بمثابة التحفة الفنية الرائعة، ومن أهم ما أنتج في السينما المصرية عن الأرض والفلاح.

بعد (الأرض)، أصبحت الرؤية الفكرية والوعي السياسي لدى شاهين واضحين، بل أخذا يتأكدان من فيلم إلى آخر. ففي فيلم (الاختيار ـ 1970) يتأمل شاهين أوضاع المثقفين وينتقد مواقفهم، وكأنه بذلك يمارس نقداً ذاتياً، حيث يناقش قضية ازدواجية المثقف ودوره في التفاعل مع قضايا الجماهير. أما في فيلم (العصفور ـ 1973) فيناقش، وبتحليل فكري ناضج، الأسباب الحقيقية للهزيمة، ويطرح وجهة نظر جريئة جداً، بل ويعلن صراحة بأن الشعب لم يهزم، وإن القيادة هي التي انهزمت. إن (العصفور) هو أكثر أفلام شاهين وعياً وجرأة، فيه يسجل اكتمال مرحلة تعمق الوعي السياسي والاجتماعي، ويصل به إلى خط اللارجعة، فلم يعد بإمكانه أن يرجع خطوة واحدة إلى الوراء.

أما أفلامه الأخرى، والتي تلت (العصفور)، فقد حاول فيها ـ ونجح إلى حد كبير ـ يتابع ويقدم كل ما هو جديد ومتطور في الأوساط السينمائية العالمية، كأسلوب وأدوات وحتى تقنية، هذا مع استمراره في تناول قضايا سياسية واجتماعية تهم الجماهير وتهمه هو بالذات، خصوصاً في ثلاثيته (إسكندرية ليه ـ 1978 ، حدوتة مصرية ـ 1982 ، إسكندرية كمان وكمان ـ 1990)، ففي أفلامه هذه قدم يوسف شاهين أسلوباً جديداً تميز بحركة كاميرا خاصة وسريعة، وزوايا تصوير استثنائية، وحوار سريع ومركز، إضافة إلى المونتاج الحاد السريع والنابض بالحركة.. وهذا بالطبع شيء مربك لعين المتفرج، هذا المتفرج الذي أصر على عدم الفهم.

وفي مرحلته الأخيرة، أو في أفلامه الأخيرة على أصح تعبير قرر يوسف شاهين أن يقدم ما يريده هو، دون اهتمام قصدي إن كان جمهوره سيعي أو سيتواصل مع ما يقدمه، وهذا بالطبع حق مشروع لأي فنان، حيث إن ارتفاع مستوى الجمهور الثقافي والفني أو عدمه، يُفترض أن لا يكون عائقاً أمام أي فنان يسعى إلى التجديد، وبالتالي ليس على الفنان أن يتوقف عن إطلاق الحرية لخياله وأفكاره، لمجرد أن هناك متفرجاً/متلقياً لم يتطور أو حتى لم يحاول الارتقاء بفهمه واستيعابه للفن المتجدد. وهذه بالفعل معضلة اختلف حولها الكثيرون، ومن بينهم مَنْ اختلف مع يوسف شاهين واتهمه بالتعالي وعدم الاهتمام بقضايا الجماهير.

ولم يكن رصدنا السابق، لمسيرة يوسف شاهين، إلا رداً وتذكيراً لهؤلاء، إذ إن هذا المخرج لم يتناسَ قط قضايا المجتمع، سياسية كانت أو اجتماعية، بل قدمها بشكل جريء وصارخ لم يسبقه إليه أحد. ثم هل الفنان مطالب بالرضوخ لرغبات الجمهور، وتقديم ما يريده هذا الجمهور؟ أم إن العكس هو الصحيح؟ شخصياً، أعتقد بأن هذا إجحاف بحق الفن والفنانين بشكل عام.

الوطن البحرينية في 28 يوليو 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)