اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

ملفات خاصة

رحيل العملاق يوسف شاهين

وداعاً شاهين

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

ابن المحامي الشامي الذي تمرد على ذاته وأحب الإسكندرية

رحيل آخر عمالقة الإخراج في السينما المصرية

كتب - طارق العامر

 
     
  

ما كان يمكن ان يكون ابن البحر وابن المحامي الشامي الاصل والذي ولد أواسط العشرينات بمدينة الإسكندرية، ونما وعيه في الاربعينات من القرن العشرين بإرهاصاته وثقافاته - ما كان يمكن ان يكون سوى فنان، بل مخرج عالمي.. اختلف معه الكثيرون، ووجهت له الكثير من الاتهامات - وبالذات في أفلامه الأخيرة.. لكن سيظل يوسف شاهين وهو الذي جعل من أفلامه مرآة لذاته، حالة خاصة ونادرة وعلامة مميزة ليس في السينما المصرية فحسب بل والعالمية بشكل عام.

عندما بدأ »جو« - كما يحب القريبون منه تسميته - الإخراج في الأربعينات، كانت أفلامه تنم عن صراع الطبقات وهو ابن الطبقة الوسطى وعاشق الإسكنرية، ويلقي بأحوال العالم على ما يقدمها.

كانت افلام يوسف شاهين سلسلة عشقها الجميع.. كلنا نذكر »صراع في الوادي« (٤٥٩١)، »باب الحديد« (٨٥٩١)، »الناصر صلاح الدين« (٣٦٩١) وهو المخرج المسيحي الوحيد والذي قدم ملحمة الحرب الصليبية بكل شفافية، بل نطق بالحق عندما أكد ان القدس أفضل في حمى المسلمين، ثم فيلم »الأرض« (٠٧٩١)، »العصفور« (٤٧٩١) و»عودة الابن الضال« (٦٧٩١).

في ذاك الوقت، كان على صلة وثيقة بالمشاهد، ولم يكن يقصد ان يباعد المسافة مع المشاهد عندما قدم »اسكندرية ليه« وهذه بالفعل معضلة اختلف حولها الكثيرون، ومن بينهم مَنْ اتهمه بالتعالي وعدم الاهتمام بقضايا الجماهير، كان يريد ان ينتقل بالمشاهد من مرحلة نمو الوعي الاجتماعي الى مرحلة تعميق الوعي السياسي..أراد ان يرتقي بالسينما والمشاهد والذي كان بالنسبة له العائق في عدم دخوله المرحلة الجديدة.

فقدم للمشاهد مدينة الإسكنرية في العشرينات في فيلم »اسكندرية ليه« بمرحلة نمو الوعي الاجتماعي بإرهاصاتها المتأرجحة بين مراهقة النضال وتاريخ يمتد لمئات السنين وسيرته الذاتية المتأثرة بعشقه لهذه المدينة، فقدم نفسه على انه »يحيى شكري« (محسن محيي الدين) الذي يعيش ايامه متأرجحا بين حبه للمدينة، ومتابعته للنضالات الوطنية ضد الاحتلال الانكليزي فيها، وبين رغبته العارمة في السفر الى موطن الحرية »اميركا«!!

ثم تلاشى حلم الهجرة الى امريكا بعد الهروب من مراهقة النضال والصراع الطبقي والتعصب الديني بالإسكندرية، عندما وصل »يحيى شكري« على متن السفينة الى مشارف نيويورك - وهي لقطة شاهينية - ليجد متعصبي اليهود في كل مكان وليجد تمثال الحرية يغمز له غمزة كريهة جدا تدعوه الى المصير المجهول.

ليعود بعد ربع قرن بعد نكسة ٧٦ حيث كانت بمثابة الصدمة التي آفاق بعدها شاهين ودخوله مرحلة تعميق الوعي السياسي، ليكمل فشل الهجرة الى امريكا بفيلم »اسكندرية - نيويورك« والذي منع في ٤٠٠٢ من العرض في امريكا.. اصطدام بواقع مر، والمحصلة تناقض في جيل من الأبناء تاه بين الهوية العربية والأمريكية، ثم قدم »الأرض« وهي تعبير عما يدور في نفسه من صراع داخلي في لحظة الانكسار بعد النكسة والتي تشبث فيها بالأرض، فنشاهد »محمود المليجي« وهو يتمسك بالأرض ويحاول التثبت بالزرع لحظة ربطه بالحبل وجره بالخيل من قبل العسكر.

هذا النوع من لغة التخاطب المعقدة، كان على اية حال، من ألعاب سينما شاهين دائماً والتي اختار لغة سينمائية جدية بأدوات وتقنية مختلفة وتكنيك جديد، لم يألفها الجمهور لكن تقبلها فيما بعد، بعد ان أصبحت من سمات السينما المصرية في الألفية الجديدة،التي تترك للمشاهد اختيار النهاية حين يحلل اعماله ويفهم فيلمه وابعاده الحقيقية.

وبلغة السينما الجديدة خاطب المشاهد بفيلم »المصير«، »الآخر«، »سكوت ح نصور« وآخر فيلم له »هي فوضى«.

رحل »جو« وترك موسوعة سينمائية تحاور فيها مع نفسه ومع التاريخ، وترك جيلا من المخرجين ليكمل مشواره في الإبداع..

لم يختر شاهين نهايته، لكن اختار في آخر اعماله المعارضة والتمرد على الوضع المزري في مصر والحياة فيها والتي اصبحت - على حسب فكره - مباحة لكل شيء، ونطق بأن الوضع وصل الى مرحلة الفوضى ويجب عدم السكوت عنه.. صرخة عنيفة اطلقها في آخر افلامه بشكل جريء وصارخ لم يسبقه إليه أحد.. »هي فوضى«!!

 

يوسف شاهين يرحل بعد ٨٥ عاماً خلف الكاميرا

بالأمس رحل يوسف شاهين عن عمر ٢٨ عاما، في مستشفى المعادي للقوات المسلحة بالقاهرة بعد ان نقل اليه منذ ايام بعد اجراء عملية جراحية في فرنسا نتيجة اصابته بنزيف دموي بالمخ.

وكان شاهين الذي ولد عام ٦٢٩١ في الاسكندرية قد حصل عام ٧٩٩١ على جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان في عيده الخمسين عن فيلمه »المصير«.

يوسف شاهين المعروف بمواقفه العربية، خاض صراعا طويلا مع المتشددين في مصر، التي هاجمت فيه »المهاجر« عام ٤٩٩١، والذي اتهم بسرد قصة النبي يوسف، الفيلم الذي منع من العرض في الصالات، عاد وعرض مرة اخرى بعد معركة قضائية شهيرة خاضها المخرج.

يوسف شاهين قدم في عام ٧٩٩١، فيلما، اعتبره البعض ردا على صعود قوى التيار الديني في العالم العربي، فيلم »المصير« يتعرض لحياة العالم العربي ابن رشد، الذي عاش حياته في ظروف تشبه السنين العشرين الاخيرة التي تمر على منطقة الشرق الاوسط.

ومن باريس وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحية تقدير الى المخرج السينمائي المصري الكبير يوسف شاهين الذي توفي الاحد، واصفا اياه بانه »مدافع كبير عن حرية التعبير وبشكل اوسع عن الحريات الفردية والجماعية«.

وكتب الرئيس الفرنسي في بيان »فقد الفن السابع لتوه احد اشهر المساهمين فيه، يوسف شاهين المتعلق جدا بمصر لكنه منفتح على العالم، هو مخرج ملتزم ومدافع كبير عن حرية التعبير وبشكل اوسع عن الحريات الفردية والجماعية«.

واضاف »ان يوسف شاهين سعى طوال حياته من خلال الصورة الى التنديد بالرقابة والتعصب والتشدد«.

واضاف ساركوزي »ان موهبته سمحت له بتطوير اشكال مختلفة للتعبير الفني وولوج كل انواع الافلام، الافلام التي تتناول السير الذاتية واستعادة التاريخ وايضا الاستعراضية. يوسف شاهين مفكر صاحب استقلالية كبيرة وهو مدافع كبير عن تزاوج الثقافات«.

سيرته المهنية

بعد رجوع شاهين إلى مصر، ساعده المصور السينمائي ألفيز أورفانيللي بالدخول في العمل بصناعة الأفلام. كان أول فيلم له هو بابا أمين (٠٥٩١). وبعد عام واحد شارك فيلمه ابن النيل (١٥٩١) في مهرجان أفلام كان. في ٠٧٩١ حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاج. حصل على جائزة الدب الفضي في برلين عن فيلمه »اسكندرية ليه؟« (٨٧٩١)، وهو الفيلم الأول من أربعة تروي عن حياته الشخصية، الأفلام الثلاثة الأخرى هي حدوتة مصرية (٢٨٩١)، إسكندرية كمان وكمان (٠٩٩١) وإسكندرية - نيويورك (٤٠٠٢). في ٢٩٩١ عرض عليه جاك لاسال أن يعرض مسرحية من اختياره لـ كوميدي فرانسيز، اختار شاهين أن يعرض مسرحية كاليجولا لألبير كامو والتي نجحت نجاحًا ساحقـًا. في العام نفسه بدأ بكتابة المهاجر (٤٩٩١)، قصة مستوحاة من الشخصية الدينية يوسف ابن يعقوب. تمنى شاهين دائمًا صنع هذا العمل وقد تحققت أمنيته في ٤٩٩١. ظهر شاهين كممثل في عدد من الأفلام التي أخرجها مثل باب الحديد و إسكندرية كمان و كمان.

في ٧٩٩١، وبعد ٦٤ عامًا و٥ دعوات سابقة، حصل على جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان في عيده الـ ٠٥ عن فيلمه المصير (٧٩٩١)، منح مرتبة ضابط في لجنة الشرف من قبل فرنسا في ٦٠٠٢.

نيويورك تمنع يوسف شاهين

في ٤٠٠٢ قررت إدارة مهرجان نيويورك للسينما منع عرض فيلم يوسف شاهين أسكندرية - نيويورك بدون إبداء أي أسباب.

ويتناول الفيلم السيرة الذاتية للمخرج المصري يوسف شاهين ومشاعره تجاه الولايات المتحدة منذ عام ٦٤٩١ إلى الآن.

وتدور أحداثه في مدينة نيويورك حيث يقوم بدور يوسف شاهين راقص البالية المصري أحمد يحي في حين يؤدي دوره كهلا الفنان محمود حميدة ويتقاطع الفيلم في الزمن من خلال عملية استرجاع تشاركه فيها حبيبته الأمريكية جنجر التي تؤدي دورها الفنانة يسرا اللوزي وفي مرحلة أخرى من العمر الفنانة يسرا.

ويهاجم شاهين في الفيلم السياسة الأمريكية تجاه القضايا العربية والصراع العربي الإسرائيلي بالإضافة إلى رفض الولايات المتحدة تمويل السد العالي كما يمتدح موقف الاتحاد السوفيتي السابق في الإنذار الذي وجهه لإسرائيل خلال العدوان الثلاثي.

 مرضه

في مساء يوم ٥١ يونيو ٨٠٠٢، أُصيب يوسف شاهين بنزيف متكرر بالمخ، وأذيع خبر عن نقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمباشرة العلاج. إلا أن الخبر نفي لاحقا، عرها دخل يوسف شاهين في ٦١ يونيو ٨٠٠٢ في غيبوبة حسب ما جاء على العربية نت فجر ذلك اليوم إثر نزيف في الدماغ وأدخل إلى مستشفى الشروق بالقاهرة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الأطباء أن المخرج البالغ من العمر ٢٨ عاماً، يرقد في غيبوبة كاملة، وحالته »خطرة«. طالب خالد يوسف الذي أخرج مع شاهين فيلم »هي فوضى« باستئجار طائرة خاصة لنقل شاهين إلى »فرنسا أو بريطانيا« لتلقي العلاج. وتتطلب نقله إلى الخارج. وأضاف ان اتصالات تجرى لوصول هذه الطائرة ولكنه لم يعط المزيد من الايضاحات، ولاحقا في ذلك اليوم نقل شاهين على متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلى باريس حيث تم إدخاله إلى المستشفى الأمريكي بالعاصمة الفرنسية.

 

يوسف جبريل شاهين

هو »يوسف جبريل شاهين« ولد لوالدين مسيحيين مصريين »والده من اصل شامي« من الطبقة الوسطى، في ٥٢ يناير ٦٢٩١، نشأ بمدينة الإسكندرية و كمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة فقد كان هناك خمس لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهين. وعلى الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة كانت دراسته بمدارس خاصة منها مدرسة كلية فيكتوريا حتى حصل على الشهادة المدرسية الثانوية. بعد سنة في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في دار اسادينا المسرحي اسادينا لاي هاوس يدرس صناعة الأفلام والفنون الدرامية.

 

افلام شاهين

عقد الخمسينات

١. بابا أمين (٠٥٩١)

٢. ابن النيل (١٥٩١)

٣. المهرج الكبير (٢٥٩١)

٤. سيدة القطار (٢٥٩١)

٥. نساء بلا رجال (٣٥٩١)

٦. صراع في الوادي (٤٥٩١)

٧. شيطان الصحراء (٤٥٩١)

٨. صراع في الميناء (٦٥٩١)

٩. ودعت حبك (٦٥٩١)

٠١. أنت حبيبي (٧٥٩١)

١١. باب الحديد (٨٥٩١)

٢١. جميلة (٨٥٩١)

٣١. حب إلى الأبد (٩٥٩١)

عقد الستينات

٤١. بين إيديك (٠٦٩١)

٥١. نداء العشاق (٠٦٩١)

٦١. رجل في حياتي (١٦٩١)

٧١. الناصر صلاح الدين (٣٦٩١)

٨١. بياع الخواتم (٥٦٩١)

٩١. فجر يوم جديد (٥٦٩١)

٠٢. رمال من ذهب (٦٦٩١)

عقد السبعينات

١٢. الأرض (٠٧٩١)

٢٢. الاختيار (٠٧٩١)

٣٢. الناس والنيل (٢٧٩١)

٤٢. العصفور (٤٧٩١)

٥٢. عودة الابن الضال (٦٧٩١)

٦٢. إسكندرية... ليه؟ (٩٧٩١)

عقد الثمانينات

٧٢. حدوتة مصرية (٢٨٩١)

٨٢. وداعاً بونابارت (٥٨٩١)

٩٢. اليوم السادس (٦٨٩١)

عقد التسعينات

٠٣. إسكندرية كمان وكمان (٠٩٩١)

١٣. المهاجر (٤٩٩١)

٢٣. المصير (٧٩٩١)

٣٣. الآخر (٩٩٩١)

عقد ٠٠٠٢

٤٣. سكوت ح نصور (١٠٠٢)

٥٣. ١١ - ٩ -١٠ (٢٠٠٢)
٦٣. إسكندرية - نيويورك (٤٠٠٢)

٧٣. هي فوضى (٧٠٠٢)

الأيام البحرينية في 28 يوليو 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)