اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

رحيل العملاق يوسف شاهين

 

وداعاً شاهين

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

وصية المصرى.. يوسف شاهين

ماهر زهدي

 
     
  

تزينت الكنيسة بكمية كبيرة من الورود، وبمجموعة كبيرة من صور "جو" الشخصية، وأهم أعماله، انتشرت هنا وهناك كاميرات سينمائية، والعشرات من عدسات مصورى الفوتوغرافيا. 

وكأن الكنيسة استعدت لاستقبال عُرس كبير.. أو حدث جلل. 

وقد كان.. فقد استقبلت فقيد الأمة العربية والعالم.. يوسف شاهين. 

رحل يوسف شاهين، وخرج المصريون لوداعه.. آلاف المشيعين المصريين، فى وداع حبيبهم وابنهم وشقيقهم وأستاذهم.. يوسف! 

آلاف المصريين.. وغيرهم الملايين فى مصر ودوا لو أنهم خرجوا خلف يوسف إلى مثواه الأخير.. لولا ضيق المكان وزحام وسط القاهرة.. وحرارة الجو.. غير أن قلوبهم كانت فى وداعه.. ملايين المصريين من عشاق يوسف وفنه، لم يطلب أحد منه يوما أن يطلع على خانة الديانة فى بطاقة تحقيق الشخصية ليعرف إذا ما كان يوسف مسيحيا مصريا، أم مسلما مصريا، وحتى عندما اكتشف البعض يوم الوفاة ديانة يوسف.. لم يغير الاكتشاف من الأمر شيئا، بل زحف المسلم قبل القبطى لوداع ابنهم "المصري". 

وهذه هى حقيقة مصر.. والمصريين، بعيدا عن الذين يدفعوننا دفعا فى طريق لا رجعة منه، وهى نفس الحقيقة التى أدركها يوسف جيدا.. أننا فقط مصريون، وربما كان هذا ما دفعه لأن يوصى بما أوصى به قبل الغيبوبة.. ثم الرحيل. 

فقد سرت شائعة ـ وأظنها حقيقة وليست شائعة ـ بين أغلب من حضروا جنازة يوسف، تؤكد أنه أوصى المقربين منه، أنه فى حال وفاته، وبعد أن يتم الصلاة عليه فى الكنيسة، أن يتجهوا بجثمانه ليخرجوا به من مسجد عمر مكرم! 

هكذا كانت وصيته، ليس كما فسر البعض الشائعة ـ بين مصدق ومكذب ـ أنه ربما أشهر يوسف شاهين إسلامه فى حياته وقبل المرض، وهذا ليس صحيحا بالمرة، فقد كان عليه رحمة الله أشجع من أن يكتم ذلك، ولو كان فعلها، لأعلنها صراحة فى شجاعة معروف بها، مهما واجه من حروب أو اعتراضات، ولكنه أوصى بذلك لأنه أرد أن يضرب المثل الأخير على مصريته ووطنيته، حتى بعد رحيله، وأنه لا فرق بين مسيحى مصرى، ومسلم مصرى، على أرض مصر، وأنه كما قدم "صلاح الدين، والمهاجر والمصير"، ليحارب بهم الفتنة الطائفية وتجار الدين والسياسة، أراد بإبداع أخير أن يواجه من يدعون أن هناك عنصرين للأمة، بهذه الوصية الشجاعة التى لا تخرج إلا من يوسف شاهين، حتى ولو كانت النتيجة هى التفسير والتأويل لوصية رجل عرف معنى كلمة "مصر".. ومعنى أن يكون "مصريا". 

من قلوب كل المصريين.. رحمك الله يا يوسف. 

العربي المصرية في 3 أغسطس 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)