اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

رحيل العملاق يوسف شاهين

 

وداعاً شاهين

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

يوسف شاهين .. سيرة وطن بأفراحه وأتراحه

دبي ـ أسامة عسل

 
     
  

كان يسعى طوال حياته السينمائية إلى أن يقترب مني ومنك، يغوص في أعماقنا، يزيح الصدأ الذي تراكم بفعل تلوث العصر المادي، عصر السندوتش السريع وصفقات الموبايل وذبذبات مؤشرات البورصة، كان يميل إلى مؤشرات المستقبل ويقدم أفلاما تخاطب العقل والمشاعر.

أفلام إذا تأملنا اليوم تفاصيلها ومعانيها، شعرنا بسعادة بالغة، لأنها من دون أن ندري ستنفض عن كاهلنا غبار المتاعب اليومية والمعاناة الدائمة، لتعلن أن تحت الجلد مشاعر لا تزال حية نابضة، وأننا رغم كل الضغوطات والأزمات نؤمن أن الفن مادة الإنسان، وأن عليه العودة للفن حبا وأملا في حياة أكثر نبلا وإنسانية. كانت أفلام يوسف شاهين السينمائية، تغربل مشاعرنا، وتطرد من أعماقنا القلق والكراهية والعنف، لتستقر بنا على شاطئ نظيف، مغسولا متطهرا، لتساهم في نماء الحب والخير والسلام بداخلنا. وهذا معناه أن نهر السينما لم ينضب، لا يزال متدفقا بقوة، جيل العظماء يسلم وثائق الوداع والخبرة والحكمة، وجيل الشباب يحاول ويبدع ويقاوم ليحمي النهر من التلوث والجفاف.

لم تفقد أفلامه روح المرح والسخرية التي كانت من أهم سمات شخصية (جو) كما كان يحب أن يناديه الجميع، لم يقدم في أعماله خطبا رسمية متشنجة، بل أراد أن يطرح وجهة نظر فنان يشعر بآلام الآخرين، ويفهم ألاعيب الكبار، ويضعنا دائما في موضع الدهشة والتساؤل والتحدي أيضا، تحدي العثور على وسيلة الإنقاذ من هذا المستنقع. وبالطبع هذا الوضع لم يعجب خفافيش الظلام، فكثيرا ما حاربوه وحاصروه وأطلقوا عليه الشائعات، وضيقوا مصادر تمويل أفلامه، ولكنه كان ينجو من ألاعيبهم بأعمال تجعله عاليا كالنخلة المثمرة، كلما قذفوها بحجر أسقطت ثمارا ناضجة، ما يزيد إعجابنا وتقديرنا لهذا المخرج الجريء والممتع.

فهو لا يريد أن يتعطل، كان هدفه أن تفيض أفلامه بالحنين للوطن، وتعكس مشاعر الحب الأصيلة، والتي تنبع منها القدرة على الاستمرار والعطاء. فبعد كل هذه السنوات التي تعدت الخمسين عاما فنا وإبداعا، بقي دائما في حالة لهاث مستمر، من أجل النجاح، فالنجاح عمل إيجابي جميل حققه خارج حدود بلده، لكنه كان يبحث دوما عن النجاح الأجمل داخلها وبين ناسه وأهله. ولم يعد مستغربا توهجه الفني وحيويته التي تواصل بها مع السينما، وحركته السريعة لكي يتقدم الصفوف، ويقف على قمة خريطة السينما العالمية المعاصرة.

اكتسبت السينما العربية من خلال أعماله جوائز مهمة، وكانت بالفعل مجمل أفلامه حدوته مصرية شديدة الثراء ومثيرة للجدل، قاسى عذابات كثيرة وأهمها آلام مرضه، لكنه لم يستسلم، ودون إسفاف أو تهريج أو أية حركة غير محسوبة، احتلت عشرة من أعمالة تصنيف الأهم ضمن 100 فيلم تشكل تاريخ السينما المصرية.

تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل: فيلم صراع في الوادي ـ الأرض ـ عودة الابن الضال ـ إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل: ـ جميلة بوحريد ـ وداعاً بونابرت ـ إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل: ـ باب الحديد ـ الاختيار ـ فجر يوم جديد ـ والتي شكلت تجربة شاهين الفنية والثرية فناً وإبداعاً لينافس بالتالي أشهر المخرجين وليتصدر وبجدارة لائحة الإبداع الإخراجي.

وبعد هذه الرحلة الناجحة يتحول شاهين إلى منحيً سينمائي جديد هو.. سينما الذات.. أو سينما السيرة الذاتية وقدم لها الأفلام التالية: إسكندرية ليه إنتاج1978، ـ وحدوتة مصرية إنتاج عام1982 ـ إسكندرية كمان وكمان إنتاج عام 1990 ـ إسكندرية نيويورك إنتاج عام 2004.

ولا يختلف اثنان من محبي ومتابعي السينما على عبقرية شاهين الإخراجية وتفرده بنمط خاص في الأسلوب الإخراجي، فمعظم النقاد يتفقون على أن أفلاماً مثل ـ باب الحديد ـ الأرض ـ المصير، هي أهم ما أنتجت السينما العربية عموماً والمصرية خصوصاً، وقد اختلف النقاد حول خصوصية صنعة شاهين السينمائية بين معجب ومتذمر. وإذا ما فكر دارس أو مهتم أن يتناول تاريخ السينما المصرية وكشف محطاتها، ومفاصلها الأساسية، وإظهار أعمالها الإبداعية بكل المقاييس العلمية والتقنية، فإن يوسف شاهين ـ المخرج المجنون ـ كما يصف هو نفسه سيحتل الأولوية في عملية بحث التاريخ هذه.. بأعماله وأطروحاته وأفكاره ولمساته الإبداعية في السينما وفي المواقف والرؤى على حد سواء.

يوسف شاهين المبدع الذي قضى من عمره في السينما زهاء ستة عقود من السنين، كان هو الأقدر خلالها، ومنذ فيلمه الأول الذي حمل اسم (بابا أمين) عام 1950، وكان إذ ذاك لم يبلغ الأربعة والعشرين عاماً، على أن يكون مخرجاً متميزاً له سماته وبصماته على فن كان حتى ذلك الحين يعتبر جديداً وطارئاً على الإبداع العربي في مجال المعرفة والتقنيات السينمائية، وعلى الرؤية والثقافة البصرية لغالبية العرب الذين أراد شاهين أن يكون واحداً من المؤثرين عليهم في تغيير النمطية السائدة في التعامل مع كل أولئك الذين وجدوا في الفن السابع (فن السينما) تقليداً للغرب في محاكاة قصص تخلق عالماً أسطورياً أو خرافياً في ذهن المتفرج وحتى عند محبي السينما.

الاسم: جبريل يوسف شاهين

مواليد: 25 يناير 1926

خريج: كلية فيكتوريا في الإسكندرية

أول أعماله: بابا أمين 1950

آخر أفلامه: هي فوضي 2007

أهم الجوائز: جائزة اليوبيل الذهبي لمهرجان كان 1997 عن مجمل إنجازاته

وفاته: الأحد 27 يوليو2008

«صراع في الوادي»

رغم اهتمام شاهين بتصوير أوضاع الفلاح المصري وإشكاليات الصراع الطبقي في القرية إلا أن العمل لم يرسم بدقة الملامح الإخراجية لمخرجه، ولم يأت على مستوى طموحاته.

سنة الإنتاج: 1954

بطولة: عمر الشريف وفاتن حمامة

أهميته: أول فيلم مصري في «كان»

(إسكندرية ليه)

هذا الفيلم خلق تغييراً جذرياً في سينما يوسف شاهين فقدم من خلاله محاولة رائعة للمزج بين العام والخاص، المزج بين التأريخ الفردي وتأريخ وقضايا الوطن وقد تضاربت آراء النقاد حوله.

سنة الإنتاج: 1978

بطولة: أحمد زكي ونجلاء فتحي

تصنيفه: اجتماعي سياسي

«حدوتة مصرية»

تزاوج غريب بين أجواء غرائبية وواقعية شديدة النبرة، حدوتة شاهين مع ثلاث نساء: أمه وأخته وزوجته.. يمزج فيها صبي صغير هو يوسف الذي يخرج من أعماقه ليسأله عن أفعاله في استعادة رؤى مساره السينمائي والحياتي.

سنة الإنتاج: 1982

بطولة: نور الشريف ويسرا

الفكرة: وضعها الكاتب يوسف إدريس

البيان الإماراتية في 3 أغسطس 2008

 

غضب «هي فوضى» صرخة ضد الفساد 

الأخطاء تتزايد من حولنا، أخطاء في السياسة والمجتمع، في الحب والزواج، في كل العلاقات الإنسانية، قد نكون نحن مسؤولين عن بعض هذه الأخطاء، ولكن بالتأكيد لسنا مسؤولين عنها جميعا، فقد أصبحت الأخطاء مفروضة علينا كأمر واقع، أفرزتها سرعة تلاحق الأحداث وسرعة حركة التطور.

ويقع الفرد منا في مأزق، هل يتخلى عما يراه ويعتقد أنه الصواب، ويترك نفسه لتيار الأخطاء، يشارك فيها ويباركها، أم يقف ضد التيار محافظا على كل ما هو صادق وأصيل؟ هذا المأزق أو السؤال هو ما حاول أن يجيب عنه فيلم «هي فوضي». يعود الفيلم إلى أسلوب سينما شاهين في السبعينات حين حملت أفلامه حسا سياسيا يجسد هموم المواطن ويبحث في قضاياه المصيرية لتذكر نهايته بشكل مباشر بأجواء فيلم (العصفور) الذي تناول فيه مخرج (حدوتة مصرية) هزيمة مصر عام 67 وما أعقبها.

وإذا كان الشعب تتقدمه النساء خرج في (العصفور) في تظاهرة رافضة للاستسلام لتصرخ بطلته (هنحارب) ويرددها الجميع وراءها فان النساء أيضا في «هي فوضي» خرجن في تظاهرة جديدة في حي شبرا القاهري لخوض حرب من نوع آخر، الحرب على الفساد المستشري في دوائر السلطة في مصر. وفي (هي فوضي) تتقدم هالة صدقي وهالة فاخر التظاهرة الرافضة للظلم والطغيان وانتشار الفوضى (النساء أقل قدرة على تحمل الظلم وأكثر قدرة على الثورة عليه).

تؤدي كل من هالة فاخر وهالة صدقي في الفيلم دور الأم الشجاعة التي تربي وتعلم وتدفع بأبنائها إلى الأمام بينما يتمثل الفساد في شخص ضابط الشرطة حاتم الذي يغطي مرؤوسوه الفاسدون مثله على تصرفاته وجرائمه إلى أن يستبيح نور صبية الحي الجميلة العاشقة. وتؤدي النجمة المصرية الشابة منة شلبي دور نور المدرسة الصادقة المتزنة المتطلعة إلى مستقبل أفضل بينما يؤدي خالد صالح ببراعة دور حاتم الطامع في كل شيء إلى درجة الاغتصاب والقتل.

وكان هذا الممثل المصري أدى الكثير من الأدوار الثانوية خلال مسيرته الفنية لكنه قفز إلى الصف الأول في السنوات الثلاث الأخيرة لتتكلل هذه المسيرة ببطولة «هي فوضى» حيث حمل عبء الفيلم على كتفيه. يصور الفيلم كيفية انسحاق الطبقة العاملة المجتهدة المكونة من كادرات صغيرة في المجتمع المصري وخضوع هذه الفئة التي لا تزال تحافظ على عزة نفسها وكرامتها وتؤمن بمستقبل أفضل، هذه الفئة هي التي تدفع ثمن ذلك الفساد من مالها وفكرها وروحها وجسدها مثل نور (منة شلبي) التي يغتصبها حاتم في الفيلم والتي تجسد نموذجا لهذا الانحراف الذي وصلت إليه السلطة وما تمارسه بحق الشعب الذي يسجن ويعذب ويقهر ويغتصب.

إنها سينما الاحتجاج والغضب التي ظهرت في أفلام سابقة لشاهين وهو في آخر أعماله يعود إليها لالتقاط نبض الشارع ويتحدث عن واقع مصر بعد مرحلة اهتم فيها المخرج بقصص ذاتية وضع السيناريو لها بمفرده. ولا يخلو فيلم «هي فوضى» من تلك المفردات التي شكلت أساسا ثابتا لسينما شاهين والتي تتمثل في الأغنية والرقصة وأيضا التظاهرة التي تمنح فيها الكلمة عادة للشعب والمرأة التي تثور، غير أن العمل ينطوي على قدر من المبالغة في المعالجة لأحداث صدمه مطلوبة، وفي تصوير هذا الجانب الأسود الطاغي على كل شيء، في محاولة لخلق حالة من الرفض والتغيير للفساد والواقع الأسود، الذي ينقله الفيلم من دون أي رتوش.

ويعتبر (هي فوضي) أهم وأفضل أفلام مخرجه الكبير شاهين منذ سنوات، فهو هنا يعود إلى موضوع سياسي ساخن يرتبط بالتغيرات التي حدثت في الواقع خلال العقد الأخير، وأدت إلى تفسخ واضح في البنية الاجتماعية والسياسية على كل المستويات.

اسم الفيلم: هي فوضى

تاريخ العرض: 2007

بطولة: خالد صالح ومنة شلبي

إخراج: يوسف شاهين - خالد يوسف

إنتاج: شركة أفلام مصر العالمية

قصة: ناصر عبد الرحمن

مدير التصوير: د. رمسيس مرزوق

توزيع: شركة أفلام مصر العالمية

الانتقال البارع خالد صالح

يحمل الفيلم على كتفيه، ويطوع الشخصية التي يؤديها لثقافته وحسه الخاص، يتحول إلى وحش كاسر في ثانية، ثم في اللحظة التالية يتحول إلى قط وديع يكاد يقنعك بلطفه ورقته.

الدور: حاتم «أمين الشرطة»

رمز : الشر

درجة الأداء: ممتازة

بطلة الفيلم منة شلبي

بلغت ذروة جديدة في الأداء السلس البسيط الآسر، بقدرتها الهائلة على التعبير بالوجه والعينين، والتحكم في حركة اليدين والجسد، وقدرتها الفائقة على استخدام صوتها، والتلون من التعبير عن الحب إلى الكراهية.

الدور: نور «المدرسة الضحية»

رمز: الخير

درجة الأداء: جيد جدا

خالد يوسف

هذه هي المرة الأولى في تاريخ يوسف شاهين التي يقوم فيها بتجربة إخراج مشترك خلال مشواره السينمائي مع أحد تلامذته، وعلى الأرجح أن ذلك كان لأسباب صحية وليست فنية، لكن من المهم التأكيد على نجاح التجربة.

اللقب: أفضل تلاميذ (جو)

أشهر أعماله: حين ميسرة

آخر أفلامه: الريس عمر حرب

البيان الإماراتية في 3 أغسطس 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)