اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

ملفات خاصة

رحيل العملاق يوسف شاهين

وداعاً شاهين

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

الموت يغيب شاهين.. (حدوتة مصرية) و(الأرض)

عمان - ناجح حسن

 
     
  

غيب الموت في إحدى مستشفيات القاهرة أمس المخرج المصري العالمي يوسف شاهين عن 82 عاما بعد أن وقع في غيبوبة مرضية لازمته لأربعين يوما.

يعد شاهين من ابرز قامات الإبداع ليس في السينما العربية بل والعالمية وهو من بين القلائل من المخرجين العرب الذين جالت أفلامهم بالعديد من المهرجانات والملتقيات والاحتفاليات السينمائية العالمية واثبت فيها حضورا طاغيا . مبكرا بزغ اسم شاهين في فضاء السينما العربية وذلك العام 1950 لدى عودته إلى القاهرة بعد إتمامه دراسة السينما في واحدة من الجامعات الاميركية.

منذ ستة عقود من الزمان واسم شاهين المولود في الإسكندرية لعائلة من الشريحة الاجتماعية الثرية العام 1926 يثير الإعجاب والجدل نتيجة تلك الإبداعات السينمائية التي صنعها بأسلوبيته الخاصة ذات السمات والمفردات البصرية اللافتة. بجدارة عمل شاهين على تطوير أفلامه بحذق ومهارة عالية المستوى في تدرج نادر طافح باللقيات والإيحاءات والدلالات العميقة المضامين دون أن تكون على حساب لغته السينمائية المبتكرة.

طوال مسيرة شاهين السينمائية الطويلة والتي توجت بالكثير من التقديرات والجوائز الرفيعة كان من بينها جائزة السعفة الذهبية في مهرجان  كان  السينمائي الدولي العام 1995 عن مجمل أعماله عشية عرض فيلمه المصير ووسام بدرجة فارس من الرئيس الفرنسي السابق حافظ شاهين على ريادته في حقل السينما ليس في مصر وإنما في العالم وهو المخرج الذي طالما حقق معظم أفلامه بالتعاون مع الإنتاج الفرنسي المشترك او من خلال جهات إنتاجية مستقلة مثلما تلك الأعمال التي قدمها مع المنتج الفرنسي الراحل اومبير بالزان أو مع السينما الجزائرية قبل عقود. ظلت أفلام يوسف شاهين مثل :  باب الحديد  ..  الأرض  ..  العصفور  ..  حدوتة مصرية  و  المصير  من بين الأفلام القليلة القادمة من بلدان العالم الثالث التي تلقى اهتماما أوروبيا من خارج حدود توزيع الفيلم العربي السائد.

جاء هذا الاهتمام نظرا لما كانت تشتمل عليه تلك الأعمال من موضوعات وقضايا وهموم إنسانية بعيدة المرامي والأهداف ينظر إليها المشاهد الأجنبي بالكثير من الاهتمام والدراسة عن علاقة الشرق مع الغرب عدا عن كونها من المواد الدراسية الرئيسة التي كانت تلجأ إليها المعاهد والجامعات هناك في عرضها أمام طلابها لما تكتنزه من أسلوبية فنية وفكرية جريئة مختلفة عن أفلام السينما العربية التقليدية . آثر شاهين الذي نال تعليمه المبكر في كلية فكتوريا بالإسكندرية قبل أن ينتقل وهو شاب لم يتعد العقد الثاني من عمره إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما أن يقدم منهجية سينمائية تحيد عما كان يقدمه أقرانه من المخرجين .. فهو في بداياته الأولى منح أعماله تلك الميزة التي تكتشف عن أسلوبية دقيقة في مجال عمق الصورة والأداء واختيار الأمكنة التي تدور فيها الأحداث .

وعندما أخذت أفكاره بالنضوج اقتحم بجرأة شديدة غير مسبوقة محرمات السينما المصرية السائدة وعلى وجه الخصوص الثالوث المقدس الدين والجنس والسياسة فكان عمله التاريخي الضخم الناصر صلاح الدين وجميلة الجزائرية أبو حيرد و  إسكندرية ليه  وفيلمعودة الابن الضال لكنه في منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي بلغ تحديه للثوابت الفنية الفكرية في مجتمعه مما أثار الكثير من اللغط والجدل حول السينما التي يقدمها الأمر الذي أدى إلى منع عرض فيلمه المعنون أسكندرية ليه  في أكثر من بلد عربي نظرا إلى تضمينه تلك الشخصية التي يؤدي فيها الممثل الشهير الراحل يوسف وهبي لدور يهودي مصري الأصل . كما أن فيلميهالمهاجر والمصير زادا من حمى الصخب والجدل بسبب تلك الإشارات والدلالات المحملة لاحداثهما ولئن كان ذلك لم يمنع كثير من الشرائح والنخب العربية من الدفاع عنه ومساندته أمام تلك الهجمات والسجالات النقدية التي نادت بمحاكمته اخضع فعلا لأكثر من محاكمة وأوقفت عروض بعض أفلامه فعلا.

وفي هذه الأجواء لم يكن شاهين بعيدا عن التحولات السياسية التي شهدتها مصر والعالم العربي وظل ملتصقا مع حركة نبض الشارع السياسي وخاض غمار السياسة من داخل أحزاب المعارضة وشارك في فعاليات سياسية تضامنية مع مشكلات وقضايا عربية ساخنة كما صورها في فيلمه الأخير  هي فوضى  أو كما جسدها بفيلم  الإسكندرية .. نيويورك  عن شيء من السيرة الذاتية إبان دراسته في أميركا كاشفا عن نواحي الغضب من نهج الإدارة الاميركية وسياستها تجاه المنطقة مقابل ما تفيض به الحياة هناك من نبض إنساني وإبداع في سائر حقول المعرفة والسينما خاصة.

الرأي الأردنية في 28 يوليو 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)