اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

ملفات خاصة

رحيل العملاق يوسف شاهين

وداعاً شاهين

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

الأب الروحي للسينما العربية الحديثة

يوسف شاهين.فن السينما وفن عدم الخضوع

شاهين : بحث "الهوية" وفن "عدم الخضوع"

بقلم صلاح هاشم

 
     
  

يوسف شاهين الذي توفي اليوم عن 82 عاما ، هو ببساطة، هرم ثقافي من اهرامات مصر الثقافية، انه اشهر واهم مخرج مصري عربي في العالم كله، وأفلام شاهين، هي كنز من كنوز وتراث مصر الثقافي السينمائي العريق. انه " بوابة " ثقافية عملاقة، الي تاريخ هذا البلد مصر الذي انجبنا وحضارته

وأفلامه في مجملها، التي تنضح عذوبة وحلاوة بحب هذا الوطن، الذي ينتمي اليه بافتخار، وعشق أهله في بر مصر العامرة بالخلق، تقدم أعظم " بانوراما " اي مسح دقيق شامل ، لتاريخ مصر الثقافي والاجتماعي والسياسي ، والتطورات والتغيرات التي طرأت عليه، بل لقد دخلت مجموعة من افلام شاهين العملاقة، مثل " الارض " و " حدوتة مصرية " و " العصفور " و " باب الحديد " و " الاسكندرية ليه " و " الناصر صلاح الدين " وغيرها، دخلت تاريخ السينما باقتدار من اوسع باب، وتعد الآن من " كلاسيكيات " السينما العظيمة

ان جو - لقب يوسف شاهين - هو الأب الروحي للسينما العربية الحديثة، بأسلوبه السينمائي الذي استحدثه، فهو المؤسس لهذه " السينما الحديثة " منذ بداية الستينيات في أفلام مثل " الاختيار " و" عودة الابن الضال "ن التي تتجاوز حدود الوطن, وتستشرف - بعد هضم وتمثل - انجازات السينما الحديثة - علي مستوي المضمون والشكل ، في أعمال فيلليني وانطونيوني من ايطاليا، وجان لوك جودار، ورواد " الموجة الجديدة الفرنسية " في أواخر الخمسينيات، آفاق المستقبل، سينما تتجاوز الحكاية التقليدية المكررة المعادة، لكي تبحر في بحر سينما الحداثة ، وتدلف الي داخل المياه من دون خوف او وجل

شاهين المتمرد ضد كافة أشكال القهر ، وظلم السلطة ، هذه السلطة التي لم تنجح ابدا في تدجينه وترويضه ، لكي يشتغل لحسابها، هو أيضا المؤسس لهذا التيار في السينما المصرية، تيار " المكاشفة وسؤال الذات " ، سينما الأنا في " الاسكندرية ليه " و " الاسكندرية كمان وكمان " ثم " الاسكندرية - نيو يورك " وغيرها ، التي تطرح مشاكلها الذاتية الفردية ، وتتواصل من خلال هذه المكاشفة ، تتواصل بجرأة مع الآخر، وتعانق - حين تنطلق من اسرها - تعانق الوجود كله

سينما المتناقضات هذه، التي يمثلها شاهين، هي سينما سياسية بالدرجة الاولي، لأنها تكشف من خلال أزمة الذات ، أزمة وطن، وبحث متواصل عن " هوية " وهي تستكشف تناقضات المجتمع المصري في مناخات القمع السياسي والفكري، والديمقراطية المجهضة ، وغياب المشروع القومي

شاهين هو " رفاعة الطهطاوي " السينما في مصر، ففي حين يعتبر رفاعة ( 1801-1873) رائد نهضة مصر الحديثة ، يجيي حفيده شاهين من بعده ، ليؤسس لرفاعة مصري سينمائي جديد - بعد ان سافر الي امريكا وعاد وهو يحمل حلم التغيير والنهضة مثل جده - ويفرش بساط السينما الحديثة في مصر، ويحقق بافلامه، كما حقق رفاعة بنضاله وكتبه وافكاره ومدرسة الالسن- يحقق دخول السينما المصرية الي عالم جديد وعصر جديد،وتواصلها مع العالم. جرب شاهين كل الانواع السينمائية ، وحقق افلاما ممتازة في كل نوع، كما في فيلمه " بياع الخواتم " بطولة فيروز الكوميدي الموسيقي، وتبعه بعد سنوات بفيلم من نفس النوع ، فيلم " سكوت حنصور " ، وفي " نوع" الفيلم التاريخي ايضا ، حقق شاهين فيلم " صلاح الدين " و" وداعا بونابرت " و " المهاجر " ، وهي افلام شلمخة علي مستوي النوع، وتحسب لشاهين، و ذلك قبل ان تصبح افلامه في ما بعد، افلاما هاربة من حدود النوع ، و منفتحة اكثر علي كل التصورات والاحتمالات والرؤي، ومثيرة بالتالي اكثر للنقاش والجدل، ولم يهدأ شاهين ابدا ، وكان ينفخ من روحه في نفس تلك الاجيال التي وعت درسه الحداثي ، وتعلمت منه ، وحتي من دون ان تلتقي به ، فقد كانت افلام شاهين ذاتها " كائنات حية " او كيانات حية ، مشحونة بالتأمل والفكر، ومعجونة او بالاحري مخبوزة في فرن شاهين المصري البلدي الاسكندراني بالاسي والهم والفن والضجر والتهكم والتمرد، وهي تحمل هوية مصر الجديدة، أساها وهمها وضياعها وحزنها وتمردها علي اليأس والظلم والقهر، ولا " هي فوضي " وتصرخ كفاية كفاية

ثم تروح تطوف العالم، فتصبح سفيرة لنا في انحاء الدنيا ، وتمنح دور الريادة في الفن السينمائي لمصر من دون جدال وهي تشمخ ب" الفن " الشاهيني ، ومن دون ان يستطيع احد ان ينتزع من مصر هذا الشرف ، لانه مصير مصر وقدرها

قدرها في ان تكون من خلال فنانيها السينمائيين والكتاب والمبدعين دوما في مقدمة المسيرة، و في طليعة الثورة علي الظلم ، وطليعة النهضة ، والكرم المصري الاصيل ، وقد كانت مصر منذ اقدم العصور أول من يفتح للمشردين في العالم حضنها ،اول من يفتح الابواب لاستفبال المنفيين المعذبين والغرباء في اوطانهم وحتي داخل جلودهم، وهي تقول لهم اهلا ومرحبا ، وكان هذا وما يزل دورها أم الدنيا

وأفلام شاهين بالذات ، تحتاج الي أكثر من مشاهدة ، لأنها أفلام تحرض - بعد استمتاعنا بقيمتها الفنية وجمالياتها الخاصة ( انظر مثلا الي تكوين الكادر في افلام شاهين، الذي يحتاج وحده الي رؤية متعمقة وتحليل ودراسة مستقلة لا يتسع المجال لها هنا ) تحرض علي التفكير، وتحثنا علي التعبير ، بجرأة مذهلة، بل ولا تستكنف الوقاحة في بعض الاحيان والعنف - أليس العنف الواقع علينا، من طرف السلطات والحكومات اكثر قسوة وعنفا وتوحشا ودموية من عنف السينما ووقاحتها ؟ - وتعلمنا منظومة من القيم ، لعل أهمها قيمة التسامح. أو ليست السينما كما نري حضارة " السلوك " الكبري أولا

افلام شاهين كانت وسوف تبقي" مدرسة " تفتح أبوابها لاجيال السينما العربية الجديدة ، لكي يتعلموا فيها ابجدية الفن السينمائي، ليس فن السينما فحسب ، بل " فن عدم الخضوع " أيضا
وداعا شاهين ، وداع لقطعة شامخة عملاقة، من هذه البلاد التي نعشق، ومؤسسة فنية سينمائية متوهجة و " منورة بأهلها " ، ومتجددة دوما بالعطاء والسخاء والمعارف الجديدة

 

اعتمدت في كتابة هذا المقال ، علي مقال لي بعنوان " يوسف شاهين في السينماتيك الفرنسي " ، كنت كتبته بمناسبة تكريم لشاهين في دار الافلام الفرنسية الشهيرة عام 1996 وكان عمره 72 سنة آنذاك ،وعرض له 31 فيلم في تلك التظاهرة . وكان السينماتيك عرض بالمناسبة فيلم شاهين " الناس والنيل " ، الذي هرب نسخته الي فرنسا بعد ان منعت الرقابة عرض الفيلم في مصر

ونشر المقال في جريدة " الاهرام الدولي " بتاريخ 16 اكتوبر 1996 ، ثم اعيد نشره في كتابي " السينما العربية خارج الحدود " الصادر عن المركز القومي للسينما في مصر عام 1999

صلاح هاشم

 

شاهين في الاعلام الفرنسي المرئي

صلاح هاشم  

شاهين. قلبي يخفق بشدة

وفراشة في معدتي، علي وشك أن تطير

الاعلام الفرنسي المرئي يشيد بمخرج التسامح والالتزام

ضد الارهاب والسلطة القمعية وقهر البشر

باريس. صلاح هاشم 

تري ما هي أبرز ملامح شخصية يوسف شاهين الحياتية والسينمائية ، كما عرضتها وسائل الاعلام المرئي الفرنسي ومحطات التلفزيون، وبثتها مباشرة بعد اعلان وفاته؟

تنشر هنا "سينما ايزيس" كمثال لقطتين من "تقرير مرئي، بثته قناة " اي تيليه "الفرنسية الاخبارية ، احدي القنوات التلفزيونية الفرنسية المتخصصة، وذلك بعد اعلان اليوم الاحد 27 يوليو 2008، خبر وفاة مخرجنا السينمائي العربي الكبير يوسف شاهين عن 82 سنة. ويحكي التقرير عن مسيرة شاهين الحياتية والسينمائية، وكيف كانت افلامه، حربا علي التعصب والتقوقع علي الذات والارهاب، ومع النضال والالتزام والمقاومة، مقاومة كافة اشكال القهر. وكان شاهين اعتبر ان الرئيس مبارك المصري، هو عدو لدود، ليس من جهة كونه انسانا مثل كل البشر، بل من جهة كونه يمثل السلطة القمعية في مصر، وانه يجب الوقوف ضد جبروته، كممثل رسمي لها، وفضح عجزها، وكان شاهين كما يذكر التقرير يؤمن بان من واجبه كسينمائي حداثي وملتزم، ان يعلن الحرب دوما عليها في أفلامه.في حين تحكي اللقطة الثانية - من ذات التقرير - عن حصول شاهين علي جائزة مهرجان "كان" الخمسيني لمجمل اعماله، كأحد أهم وأعظم المخرجين العمالقة في القرن العشرين، ويقول شاهين في اللقطة، وهو يتسلم جائزته عام 1997: "لقد انتظرت هذا التكريم، لسبعة واربعين سنة خلت، واحس الآن بأن قلبي يخفق بشدة مثل طفل، وان فراشة في معدتي، علي وشك ان تطير من الفرح.

وداعا شاهين

مدونة "سينما إيزيس" في 27 يوليو 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)