اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

ملفات خاصة

رحيل العملاق يوسف شاهين

وداعاً شاهين

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

الموت يغيب صاحب "العصفور" المخرج السينمائي يوسف شاهين

 
     
  

القاهرة - القدس، وكالات - اعلن في القاهرة اليوم الاحد ان المخرج السينمائي المصري الذائع الصيت يوسف شاهين توفي عن 82 عاما. وكان شاهين الذي اصيب بنزيف دماغي في السادس عشر من الشهر الماضي ونقل بعدئذ الى باريس للعلاج بقرار رئاسي، عاد الى القاهرة واخضع للمراقبة الطبية في مستشفى المعادي وسط العاصمة، بعد ان اعلن الاطباء الفرنسيون ان حالته ميؤوس منها. وكان المخرج والمنتج المصري المولود في 1926 في الاسكندرية حصل في 1997 على جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي على مجمل اعماله التي عبر فيها عن مواقفه السياسية.

كان شاهين ضد الإرهاب والإسلاميين المتطرفين، ومعارضا لنظام الرئيس حسني مبارك. وكان يؤمن بحقوق الطبقات الفقيرة والمعدمة من الشعب. وكان اخر أفلام شاهين شريط "هي فوضى" الذي عرض في دور السينما في وقت سابق من العام الحالي، وقداكمل اخراج هذا الفيلم تلميذه المخرج السينمائي خالد يوسف لمرض شاهين.

ولد يوسف جبريل شاهين، وهو اسمه الكامل، لوالدين مسيحيين مصريين من الطبقة الوسطى، في 25 كانون الثاني (يناير) 1926، في مدينة الإسكندرية. وكمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة ، كان هناك خمس لغات يتحدث بها افراد اسرة يوسف شاهين في بيتهم. وعلى رغم إنتمائه للطبقة المتوسطة، كانت دراسته في مدارس خاصة منها مدرسة "كلية فيكتوريا" حتى حصوله على الشهادة المدرسية الثانوية. وبعد ان امضى عاما واحدا في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة ليمضي سنتين في دار پاسادينا المسرحي (پاسادينا بلاي هاوس - Pasadena Play House) حيث درس صناعة الأفلام والفنون الدرامية.

وبعد رجوعه إلى مصر، ساعده المصور السينمائي ألڤيز أورفانيللي في الدخول في العمل السينمائي. وكان أول فيلم له هو "بابا أمين" (1950). وبعد عام واحد شارك فيلمه "ابن النيل" (1951) في مهرجان كان. وفي 1970 حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاج. وحصل على جائزة الدب الفضي في برلين عن فيلمه "إسكندرية ليه؟" (1978)، وهو الفيلم الأول من أربعة تروي فصول من سيرته، والأفلام الثلاثة الأخرى هي "حدوتة مصرية" (1982)، "إسكندرية كمان وكمان" (1990) و"إسكندرية - نيويورك" (2004). وفي عام 1992 عرض عليه چاك لاسال مدير مسرح الـ"كوميدي فرانسيز"أن يعرض مسرحية من إختياره فكانت مسرحية "كاليغولا" لألبير كامو التي نجحت نجاحاً ساحقاً. وفي العام نفسه بدأ بكتابة شريطه "المهاجر" (1994)، الذي استوحى فيه الشخصية الدينية يوسف بن يعقوب. وكان شاهين يعبر دائما عن رغبته بانجازهذا العمل وقد تحققت أمنيته في 1994. ظهر شاهين كممثل في عدد من الأفلام التي أخرجها مثل "باب الحديد" الذي قدم فيه شخصية قناوي وادهش الجميع بادائه المتقن و ظهر كذلك في افلام اخرى اخرجها مثل "إسكندرية كمان و كمان"و"فجر يوم جديد" و"اليوم السادس". وكان آخر ظهور له في فيلم "ويجا" مجاملة لتلميذه خالد يوسف.

ورغم اختلاف وجهات نظر النقاد والمخرجين حول السينما التي قدمها في سنواته الاخيرة فان الجميع يتفق على ان شاهين هو الذي اوصل السينما المصرية للعالمية واحتفاء مهرجان كان به ومنحه جائزته في الذكرى الخمسين لتاسيسه دليل على ذلك.

يقول الفنان نور الشريف الذي عمل معه في "حدوته مصرية" و"المصير" و"11 سبتمبر" ان "افضل ما يمكن قوله لوصف تجربة شاهين قبل افلامه "العصفور" و"الارض" بانه ثوري شيطاني كما عبرت عنه افلامه الاولى دون اية ابعاد تنظيرية (..) لديه احساس مبكر بتلمس هموم الوطن والمواطنين". ويضيف نور الشريف "كان وعيه المبكر بهذه الهموم مدهشا فمثلا فيلم "نداء العشاق" كان يحمل دعوة مبكرة للحفاظ على عمال المصانع وتوفير التامين الصناعي الذي لم يكن مطروحا في تلك الفترة في الواقع المصري".

وكان شاهين كذلك مهتما "بالصراع العربي الصهيوني من خلال الاسترجاع التاريخي للحروب الصليبية في فيلم "الناصر صلاح الدين" والصراع ضد الاستعمار كما في "جميلة بوحيرد" الا ان وعيه حقق قفزه جديدة بعد "الارض" و"العصفور" اثر احتكاكه وتعامله مع قادة الفكر الاشتراكي في مصر مثل عبد الرحمن الشرقاوي ولطفي الخولي".

وشاهين لا يمكن ان تراه باي شكل من الاشكال مواليا للنظام السياسي الحاكم او للراسمالية او الاقطاع او ظلم الانسان للانسان وهو ما عبرت عنه افلامه ال 33 بدءا من عام 1949 مع فيلم "بابا امين".

فهو "حارب الاقطاع في "صراع في الوادي" والراسماليه في "صراع في الميناء" وكان التزامه نابعا من موقف اخلاقي انساني اكثر منه بعد ايديولوجي"، كما يؤكد المخرج داود عبد السيد الذي عمل معه مساعدا في فيلم "الارض" احد علامات السينما المصرية المميزة واحد 12 فيلما ليوسف شاهين اختيرت من بين اهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

ويرى داود عبد السيد ان "شاهين لم يدخل في صراع مباشر مع الدولة لكنه كان يتطرق الى ملامح انسانية مفقودة بسبب الظلم الواقع على الانسان وهذا نابع من تجربته كرجل جاء اهله من لبنان وولد وعاش في مدينة كوزموبوليتية شهدت بدايات وعيه وسط جاليات اوروبية ودرس في مدرسة مختلطة واتقن الفرنسية والانكليزية".

ويضيف "رغم سقف الحرية المنخفض واجواء الرقابة المتشددة استطاع شاهين اختيار اللحظة التي توافق فيها الدولة على تصوير افلام متميزة مثل +الارض+ لانها كانت تستجيب في تلك الفترة لرغبة الدولة التي بدأت مشروع الاصلاح الزراعي ومواجهة الاقطاع".

ويعتبر داود السيد ان ذلك "ينطبق ايضا على فيلمه الرائع +النيل والناس+ الذي يصور انتصار الانسان على النهر بتشييد السد العالي والعلاقات الروسية المصرية وهو توجه كانت توافق عليه الدولة".

والى جانب الموقف السياسي والاجتماعي والاقتصادي حارب شاهين بشجاعة التطرف الديني ورفضه في اكثر من فيلم. وتشير الناقدة علا الشافعي الى ان "شاهين اخذ على عاتقه بصورة مبكرة مواجهة التطرف الديني وكشف الدور العالمي في تشجيع هذه الظاهرة في عدد من افلامه مثل +المصير+ و+الاخر+".

هذه الاهتمامات الانسانية والاجتماعية والسياسية مزجها شاهين في افلام سيرته الذاتية الاربعة خصوصا فيلم "اسكندرية ليه" الذي صور اوضاع مصر قبل ثورة 23 تموز/يوليو 1952.

فقام بتصوير الحراك الاجتماعي فيها ودور الحركة الشيوعية في المجتمع وتاثيرها الى جانب تاثير الحرب العالمية الثانية ودور النازية وتاثير ذلك على اليهود المصريين وهجرة اعداد كبيرة منهم تخوفا من وصول النازيين الى مصر.

واستكمل ذلك في فيلم "اسكندرية كمان وكمان" الذي صور مقاومة الاحتلال البريطاني مرورا بفيلم "حدوته مصرية" وصولا الى ادانته للسياسة الاميركية وقطيعته معها في اخر هذه الافلام "اسكندرية نيويورك".

وجاء اخر افلامه الذي اخرجه وتلميذه خالد يوسف "هي فوضى" ليعبر عن رفضه لما يجري في الواقع المصري من خلال تصويره للفساد والقمع البوليسي وتحيزه لصالح الجمهور وسيادة القانون الذي يراعي الانسان وحقوقه.

وهو الفيلم الذي قال شاهين في لقاء مع فرانس برس انه "يسعى من خلاله للتاكيد على حق الانسان بالعيش بكرامة في بلاده ورفض انتشار رجال الامن في كل مكان رغبة من النظام ببث حالة من الرعب والخوف حيث يقوم مئات من الامن المركزي بمحاصرة بضع عشرات من المتظاهرين الواقفين على باب نقابة الصحافيين".

واستطاع صاحب اهم مدرسة سينمائية عربية خرجت العديد من المخرجين اللامعين مثل داود عبد السيد ويسري نصر الله وعلي خان ومجدي احمد علي وخالد يوسف، ومن الممثلين مثل عمر الشريف وخالد نبوي ومحسن محي الدين وهاني سلامة وروبي واخرين ان يعلم جيلا قدم افضل ما انتجته السينما المصرية.

وهو كما تصفه يسرا التي عملت معه في خمسة افلام اولها "حدوته مصرية" في عام 1982 ثم "المهاجر" وصولا الى "اسكندرية نيويورك"، "اسطورة غير متكررة في السينما العربية والعالمية".

وتقول يسرا لـ"فرانس برس" ان "تاثيراته لا يستطيع احد ان ينكرها محليا وعالميا"، مشيرة الى "القيمة الانسانية التي يمثلها شاهين الذي يؤسس لعلاقات عائلية بين العاملين معه ويخلق اجواء تدفع الجميع للتعامل كاسرة واحدة يحبون بعضهم ويحملون همومهم المشتركة".

وتؤكد الفنانة ليلى علوى ذلك بقولها "استفدت منه ليس على الصعيد العملي فقط في فيلم المصير بل من الناحية الانسانية فهو من القلائل الذين يفهمون العمق الداخلي للانسان والفنان وقدم لي اجابات على اسئلة كثيرة تجول في داخلي كنت بحاجة للتاكيد عليها"

القدس الفلسطينية في 27 يوليو 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)