ملفات خاصة

 
 
 

تكريم مستحق في الجونة السينمائي

"الإنجاز الإبداعي" لمنة شلبي يرسّخ مكانتها كأيقونة جيلها

البلاد/ طارق البحار:

الجونة السينمائي

الدورة الثامنة

   
 
 
 
 
 
 

شهد افتتاح الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي ليلة مضيئة بتكريم الفنانة المصرية منة شلبي، التي مُنحت جائزة الإنجاز الإبداعي تقديرًا لمسيرتها الفنية المتميزة ومن قبل الفنانة الكبيرة يسرا. هذا التكريم لم يكن مجرد لفتة احتفالية عابرة، بل جاء ليؤكد أهمية الاعتراف المبكر بقيمة ممثلة تعد بحق من أفضل ممثلات جيلها وأكثرهن تأثيرًا في السينما والدراما العربية على مدار ربع قرن.

منة شلبي، التي بدأت مسيرتها الفنية مطلع الألفية، نجحت بذكاء فني لافت في تجاوز القوالب النمطية، مقدّمة أدوارًا جريئة ومعقدة لا تزال عالقة في ذاكرة الجمهور. فمنذ أدوارها المبكرة في أعمال مثل "الساحر" و"بحب السيما" مروراً بـ "تراب الماس" و"الجريمة" وغيرها من الأعمال السينمائية والتلفزيونية الكبيرة، أثبتت منة شلبي قدرة استثنائية على تجسيد الشخصيات النسائية المتنوعة بعمق وصدق. وتميزت اختياراتها الفنية بـالنضج والتجديد، ما جعلها محط أنظار النقاد والجماهير على حدٍ سواء، بل وتم ترشيحها سابقاً لأكبر الجوائز العالمية مثل جوائز الإيمي الدولية، لتكون أول ممثلة عربية تحقق هذا الإنجاز.

ويأتي اختيار مهرجان الجونة لمنة شلبي لتكريمها بجائزة الإنجاز الإبداعي ليؤكد أن الموهبة الحقيقية يجب أن تُحتفى بها في أوج عطائها. فتكريمها في هذه المرحلة هو رسالة قوية للجيل الجديد مفادها أن التفاني في العمل والاجتهاد والذكاء في اختيار الأدوار هو الطريق الأمثل لترك بصمة خالدة في الصناعة، ويعزز مكانة الفنانة كواحدة من أبرز رموز القوة الناعمة للسينما المصرية والعربية. وقد عبرت منة شلبي عن سعادتها بالتكريم، مشيرة إلى أن هذا التكريم ‏الذي أهدتها لوالدتها والمخرج رضوان الكاشف يحقق حلماً راودها منذ 25 عاماً بأن يُكتب اسمها كفنانة في دعوات المهرجانات الكبرى، وهو ما يؤكد على عمق تأثير هذا التقدير في مسيرة أي فنان.

 

####

 

مركز "GFF Hub".. محرك مهرجان الجونة السينمائي

البلاد/ طارق البحار:

أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن برنامج  GFF Hub واصفاً إياه بـ "الإطار العقلي للمهرجان" والمكان الذي "فيه نفكر، نتحدث، ونعيد شحن الطاقة" لصناعة السينما.

يُعدّ المركز بمثابة "غرفة محركات" لمهرجان الجونة، حيث تُناقش فيه أفكار حول حاضر ومستقبل السينما في الوقت الفعلي، من خلال 34 حلقة نقاشية، وخمس جلسات حوارية، وسبع ورش عمل.

يفتتح المركز أبوابه يوم 17 أكتوبر في تمام الساعة 11 صباحاً، ويستمر حتى 24 أكتوبر. ويجمع المركز نخبة من الأصوات الرائدة في الصناعة لسلسلة من الجلسات الحوارية التي ترتكز عليها فعاليات الأسبوع:

 * تبدأ الجلسات الحوارية الرئيسية مع الفنانة منة شلبي في تمام الساعة 1:30 ظهراً.

 * يتحول التركيز نحو التاريخ السينمائي بعرض معرض خاص للمخرج يوسف شاهين في تمام الساعة 12 ظهراً.

 * تلي ذلك نظرة استعادية بصرية لمسيرة النجمة يُسرا في تمام الساعة 12:30 ظهراً، لتتبع التطور في لغة السينما المصرية ووضع الإرث والتجريب في حوار هادئ.

في الوقت نفسه، يتوسع سوق "سيني جونة" ليجمع 30 عارضاً من دول مثل السعودية، الإمارات، العراق، الهند، الصين، وغيرها.

ويضم السوق مبادرات متنوعة مثل "نافذة على الدولة المضيفة" و"ركن التصوير السينمائي" و"صالون السوق".

كما يوفر المركز مساحة اجتماعية حيوية في "فيلا كوكونت" حيث غالباً ما تكون المحادثات العفوية بين الزوار، بعيداً عن الجلسات الرسمية، بنفس القدر من الأهمية والكشف عن الأفكار بالمهرجان.

 

####

 

قلب المهرجان النابض بالسينما والتواصل

انطلاق فعاليات "مركز الجونة السينمائي"

البلاد/ طارق البحار:

انطلق مركز الجونة السينمائي (GFF Hub)، وهو المساحة الحيوية للمهرجان، اليوم 17 أكتوبر ويستمر حتى 24 أكتوبر، ليتحول إلى محور للعمل والحوار والتعاون وتبادل الخبرات خلال الدورة الحالية.

يحتضن المركز برنامجاً مكثفاً يتضمن 34 حلقة نقاشية، و5 جلسات حوارية "Fireside Chats"، بالإضافة إلى 7 ورش عمل متخصصة، مما يجعله مساحة عمل فعّالة للمحترفين والمشاركين.

افتتح برنامج المركز بجلسة حوارية مع النجمة منة شلبي، تليها معارض مخصصة للاحتفاء بإرث السينما المصرية، حيث يتم تسليط الضوء على لغة وإرث كل من المخرج الكبير يوسف شاهين والنجمة يسرا.

يستضيف المركز سوق "سينما الجونة" بمشاركة 30 عارضاً من المنطقة ومختلف أنحاء العالم، مما يعزز مكانة المركز كأرض خصبة للتعارف والتواصل المهني والفرص التجارية.

تتجاوز أجواء المركز حدود الفعاليات الرسمية، حيث يشهد حركة دائمة تشمل جولات في السوق وعروض الأفلام، إلى جانب التجمعات الاجتماعية. يؤكد "مركز الجونة السينمائي" على دوره كالقلب الحي للمهرجان، حيث تلتقي صناعة السينما بالحوار والتواصل الفعّال لخلق شراكات وإطلاق مشاريع جديدة.

 

####

 

في حضرة الضوء:

مهرجان الجونة السينمائي يحتفي بمئوية يوسف شاهين

البلاد/ مسافات

يسرّ مهرجان الجونة السينمائي، أن يفتح ذراعيه في دورته الثامنة لاحتفاءٍ استثنائي بمئوية أحد أكثر المخرجين العرب تأثيرًا وجموحًا في تاريخ السينما؛ يوسف شاهين. لم يكن شاهين يلتقط الصورة فحسب، بل كان يفتح مجالاً لأسئلة لم تجرؤ الكاميرا العربية على طرحها من قبله. 

تنطلق الاحتفالية من مدينة الجونة، لا بوصفها افتتاحًا تقليديًا لمئوية، بل كأول محطة لقطار عابر للحدود، لا يعترف بالمسافات ولا الأزمنة، يحمل في مقصورته مخلوقات من ضوءٍ وحركة، ليمرّ بمحطاتٍ متفرّقة، لا ليستريح، بل ليوقظ الذاكرة، محطات تتحدث بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق على معنى واحد، أن السينما كانت وستبقى فعل حياة ومقاومة.

إنها ليست مئوية تُختصر في خطاب أو تكريم، بل لحظة مُمتدة وتفاعلية، تتفرّع وتتجدد، وترفض الاكتمال. تبدأ هنا، من شاطئ الجونة، في فضاء مفتوح يشبه سينماه؛ لكنها لا تمكث بل تمضي كما كان يمضي هو، من فكرة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر؛ من مهرجان مونبلييه في فرنسا، حيث اختار الشباب شاهين ليكون بوصلتهم في إعادة اكتشاف السينما، مروراً باليابان وسويسرا، ومنها إلى مهرجانات كبرى تستعد لاستقباله لا كضيف، بل كغائب حاضر، يعود في كل لقطة، وفي كل سؤال.

يوسف شاهين، مُخرِج خلق بأفلامه سُلَّم قوامه الأحلام، لنرتقي عليه جميعا ونرى العالم بعيونه، كل فيلم من أفلامه كان امتدادًا لذاته المشحونة بالاسئلة والهواجس، من باب الحديد إلى الآخر، من إسكندرية ليه؟ إلى حدوتة مصرية، من الأرض إلى العصفور، بحثَ شاهين عن حقه في الحُلم، فتّش عن الهويّة والجسد، وطرح أسئلة عن الذات والمجتمع، الشباب والكهولة، الخضوع والثورة، بكاميرا حساسة لا تسعى إلى الرصد الجاف بقدر ما تحفز المشاعر، وتخلق شريط سينمائي مُربك وثوري؛ لم يلبث أن تحول إلى خفقات من السحر، حتى في أكثر لحظاته قسوة وعنف.

فتح مهرجان الجونة السينمائي فضاءه لاستحضار هذا الصوت الفذ الذي غيّر شكل الحكاية، وكسّر أنماط السرد؛ ليعود يوسف شاهين، الذي وُلد 25 يناير/كانون الثاني 1926 في الإسكندرية، وينير القاعات والأروقة مرّة أخرى، في أيام شاهينيّة يتجاوز حضورها الشاشة، لتمتد إلى ثلاثة مسارات مختلفة، تتعاطى مع سينماه بمناظير متباينة وأنماط إبداعية ذات أشكال تفاعلية، وتشتبك مع إرث شاهين كقضية مفتوحة، لا كأرشيف مغلق؛ إنها مئوية لا تكتفي باستحضار مخرج، بل تستدعي عالمًا بأكمله.

"باب الحديد": معرض يُعيد تعريف السينما والمكان

يقوم المعرض على فكرة تحرير الصورة نحو فضاء تفاعلي، حيث تمتزج الذاكرة بالمسار المكاني، فمع دخول الزائر إلى معرض "باب الحديد"، يتجاوز كونه مُراقب على مسافة من الحدث،  ويتحرك إلى الداخل؛ يمنحه المعرض تجربة الانخراط بصريا وفكريا في رحلة شاهينيّة، أشبه بقطار قضبانه حكايات ومحطاته أفلام سينمائية؛ تُتَرجَم داخله الفيلموغرافيا إلى أنساق بصرية حيّة، بتصميم يجمع بين التراث والابتكار، والمواد البصرية والسمعية والتركيبات الفنية. يأتي المعرض كثمرة تعاون بين المخرجة والمنتجة ماريان خوري المديرة الفنية لمهرجان الجونة السينمائي، والمهندسة المعمارية شيرين فرغل مؤسسة ومديرة شركة JYStudios ومصممة المعرض، وبدعم من شركة أفلام مصر العالمية، والشريك الداعم للأثر مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية.
يستحضر المعرض تجربة حسية، مستوحاة من خصوصيّة فيلم "باب الحديد" البصرية والجوهرية، تتقاطع مع لقطات سينمائية من فيلموغرافيا شاهين، لتخرجها عن إطارها وتصنع منها نسيج لسرديّة بديلة مفعمة بالسحر؛ تستحضر شاهين كأنه يجلس في المقعد المجاور، ويأخذك في رحلة خاصة تعيد فيها اكتشاف سينماه، رحلة لا تنتهي بخروجك من المعرض، بل تبدأ.

وما يمنح معرض "باب الحديد" ثقلاً إبداعياً؛ هو محاولة إزاحة التجربة البصرية ذات الطابع المكاني، إلى تجربة مكانية، لا تكتفي بالعرض، بل تعيد اكتشاف الفيلم في مساحة مختلفة وتفاعلية، تؤطر سينما شاهين في حيّز جديد، لتتحول إلى محيط تفاعلي ينبض بالضوء والاحتمالات، إلى جانب كون فكرة تغيير الوسيط الذي نشاهد فيه السينما يمنحنا فرصة لإعادة اكتشاف السينما كفن، ويوفر لنا فرصة اختبار مشاعر جديدة لها حضور مادي.

من "إسكندرية كمان وكمان؟" إلى الجيل الذي كبر في ظل شاهين

يعود شاهين إلى الشاشة الذهبية، حيث تختار الجونة عرض أحد أهم التجارب الشاهينيّة الخالصة "إسكندرية كمان وكمان؟" ثالث أفلام سلسلة السيرة الذاتية التي تعتبر بمثابة نقطة تحوّل في السينما العربية، حين أعلن شاهين أن حياته تستحق أن تُروى. وإلى جوار فيلمه، تُعرض أربعة أعمال لمخرجين عرب تتلمّذوا على قلقه الوجودي وثورته وجموحه، واستلهموا من جرأته تلك القدرة النادرة على الوقوف والحكي، لم يسيروا على خطاه كظلٍ باهت، بل كمُريدين أتقنوا لغة البوح، ونسجوا من ذواتهم سردًا سينمائيًا حيًّا، أخذوا عنه الإيمان بأن السيرة ليست مجرد انكشاف، بل مقاومة، وبأن الحكي ليس رفاهية، بل ضرورة للنجاة.

الأفلام الأربعة المعروضة في برنامج يوسف شاهين إلى جانب "إسكندرية كمان وكمان":

"نهلة - Nahla" عام 1979 للمخرج الجزائري فاروق بلوفة.

"السينما العربية الفتية - The Young Arab Cinema" عام 1987 للمخرج التونسي فريد بوغدير.

"عصفور السطح - Halfaouine" عام 1990 للمخرج التونسي فريد بوغدير.

"وداعا فوران - Bye-Bye Souirty" عام 1998 للمخرج المغربي داوود أولاد سيد.

رحلة مع الاستاذ: من عدسته إلى عوالمهم الخاصة  - مئوية يوسف شاهين

وفي لقاء مفتوح لا يودّع بل يستحضر، يقيم المهرجان جلسة حوارية تبحث في الأثر الذي تركه شاهين، لا كأيقونة، بل كعلامة استفهام مستمرة. كيف أثّر في اللغة البصرية؟ كيف فتح الباب أمام سينما الاعتراف؟ وكيف ظل، رغم اختلاف الأزمنة، مرجعًا في تأمل الذات والوطن والعالم؟

يوسف شاهين، أحد أعمدة السينما العربية، شكّل أجيالاً من المخرجين الذين صاغوا لغاتهم السينمائية الخاصة. في هذه الجلسة، يتحدث كل من يسري نصر الله، داوود أولاد السيد، وفريد بوغدير عن أفلامهم الأولى، مسيرتهم الفنية، والأثر العميق لتجربتهم مع شاهين الذي لا يزال صوته الإبداعي يتردد في السينما العربية والعالمية.

وبهذه المناسبة صرحت ماريان خوري، المديرة الفنية لمهرجان الجونة السينمائي "يوسف شاهين لم يكن مخرجًا فقط، بل كان حالة من والتساؤل الدائم. الاحتفال بمئويته في مهرجان الجونة ليس مجرد تكريم لماضٍ مجيد، بل هو حوار متجدد مع إرثٍ لا يزال يُلهم أجيالًا من السينمائيين. نسعى من خلال هذه الفعاليات إلى إعادة اكتشاف شاهين لا كرمز فقط، بل كطاقة إبداعية حية تتجدد في كل من يؤمن بأن السينما قادرة على طرح الأسئلة ومقاومة النسيان."

مهرجان الجونة السينمائي أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويهدف إلى عرض باقة مختارة من الأفلام من مختلف أنحاء العالم، مع إيلاء اهتمام خاص بالسينما العربية، وإتاحة منصة للحوار والتواصل بين الثقافات عبر فن السينما. كما يسعى المهرجان إلى ربط صناع الأفلام العرب ونظرائهم الدوليين، وتعزيز فرص التعاون والتبادل، إضافة إلى دعم صناعة السينما في المنطقة واكتشاف المواهب الجديدة التي تثري المشهد السينمائي.

 

####

 

الجونة السينمائي ينطلق بتكريم "50 عامًا من يسرا"

البلاد/ طارق البحار:

انطلق اليوم بمركز الجونة السينمائي (GFF Hub)، بحدث استثنائي تمثل في التدشين الرسمي لـمعرض "50 عامًا من يسرا"، والذي يُعد أروع تكريم لمسيرة فنية فريدة، ويأتي بمبادرة من إنستجرام وبالتعاون مع [يُرجى إضافة اسم الجهة المتعاونة]. هذا المعرض يقدم للجمهور نظرة غير مسبوقة على مسيرة النجمة التي تحولت إلى ركيزة أساسية في الثقافة السينمائية المصرية والعربية. يمكن للزوّار استكشاف الأزياء الأيقونية التي ارتدتها يسرا في أعمالها، ومقتنياتها الشخصية، ومواد نادرة تُعرض لأول مرة، إلى جانب كتيب خاص أعده الناقد السينمائي أحمد شوقي، يقدم تحليلات معمقة ورؤى فنية لخمسة عقود من النجاح لحضور نجوم الفن والمدغوين والصحافة ومشاهير السوشال ميديا.

ويتضمن المعرض مجموعة من الملصقات الدعائية لأشهر أفلام يسرا، بالإضافة إلى صور نادرة ولقطات من أعمال سينمائية وتلفزيونية تركت بصمتها في تاريخ الفن العربي، محتفيةً بمسيرة تمتد لنصف قرن من العطاء المتواصل.

وإلى جانب هذا التكريم البارز، يفتتح البرنامج الحواري للمركز بـجلسة حوارية خاصة مع النجمة منة شلبي، تتبعها معارض أخرى تستعرض إرث يوسف شاهين، لترسم بذلك خريطة للإرث السينمائي المصري. يتحول المركز إلى مساحة عمل احترافية متكاملة من خلال أجندة غنية تتضمن 34 حلقة نقاشية، و5 جلسات حوارية في أجواء ودية، بالإضافة إلى 7 ورش عمل متخصصة. ولا يكتمل المشهد المهني إلا عبر سوق "سينما الجونة" الذي يحتضن 30 عارضاً من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز مكانة المركز كأرض خصبة للتواصل المهني وفرص الشراكات.

 

####

 

"أنا هاوية بأجر محترف.. وأحترم التمثيل أوي"

منة شلبي تفكك أسرار المهنة في الجونة السينمائي

البلاد/ طارق البحار:

وسط حضور جماهيري ونخبوي لافت، كرّم مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة النجمة منة شلبي بجائزة الإنجاز الإبداعي 2025، تقديراً لمسيرتها الاستثنائية التي صنعت خلالها جسراً بين السينما والتلفزيون بأدوار جريئة ومؤثرة.

شهدت فعاليات المهرجان ندوة "لقاء مع منة شلبي"، التي أدارها المخرج البارز كريم الشناوي، حيث قدمت منة رؤية عميقة وغير تقليدية لمهنة التمثيل. في حوارها الصريح، أكدت شلبي أن الشغف هو محركها الأساسي، قائلة بوضوح: "أنا هاوية بأجر محترف.. وهفضل غاوية للشغلانة دي طول حياتي، وبحترم التمثيل أوي".

وكشفت النجمة عن فلسفتها في التوازن بين القيمة الفنية والمهنية، موضحة: "أنا عارفة قيمتي كويس لأن عندي تراكم ومهم إنك تعرف قيمتك، لكن متاخدش قيمتك وأنت بتمثل. وأنا بتفاوض عارفة أنا فين، لكن وأنا بمثل مش بكون عارفة أنا فين". كما تطرقت إلى مفهوم التواضع أمام الفن، مؤكدة أن "إيجو الممثل لو عليّ هيكون محدود جدًا"، مشددة على أن هذا التواضع هو ما يمكّن الفنان من تطوير ذاته والاستمرار في تقديم أدوار فارقة لجيل جديد من الفنانين.

جاء هذا اللقاء وسط حضور حاشد من نجوم الفن الذين حرصوا على دعم زميلتهم، ومن بينهم إلهام شاهين، حسين فهمي، هدى المفتي، نور النبوي، أشرف عبد الباقي، ولبلبة.

وفي لحظة التكريم بالافتتاح، أعربت منة شلبي عن سعادتها الغامرة، مؤكدة فخرها بالحصول على الجائزة من مهرجان كبير، مشيرة إلى أنها كانت تحلم منذ 25 عاماً بأن تصل إليها دعوة تحمل اسمها، وها هي اليوم تُكرم من قِبل كبار الفنانين الذين طالما حلمت بالوقوف أمامهم، مثل يسرا، محمود حميدة، هالة صدقي، وإلهام شاهين. وقدمت شلبي الشكر لكل من دعم رحلتها الفنية التي جعلتها صوتاً تعريفياً في سرد القصص العربية المعاصرة

 

####

 

رقصة تحرر طريفة على إيقاع التقاليد البالية

فيلم "DJ أحمد" يتألق في مهرجان الجونة

البلاد/ طارق البحار:

فيلم "DJ أحمد" للمخرج والكاتب جورجي إم. أنكوفسكي، الذي شاهدته لكم في مهرجان الجونة السينمائي 2025 بعد أن كان قد حقق استقبالاً حاراً في مهرجان سراييفو وصندانس 2025، يقتحم المشهد الاجتماعي بجرأة ليقدم تحدياً عصرياً للتقاليد البالية. يستعرض العمل كيف أن المناطق الريفية حول العالم تلتزم بعاداتها، التي تتحول أحياناً إلى قيود ثقيلة تُسحب عبر الأجيال. هنا، يأتي "DJ أحمد" ليقترح طريقة لمواجهة هذا الإرث، عبر لمسة من الدعابة والأسلوب الفني المتميز، وكأنه "رقصة طاردة للأرواح" تتخلص من الأعراف البالية ببراعة آسرة.

تدور أحداث الفيلم في إحدى قرى شمال مقدونيا، حيث نتابع البطل أحمد، وهو مراهق مفعم بالحيوية اضطر إلى ترك المدرسة لرعي الأغنام مع والده وأخيه الأصغر الصامت بعد وفاة والدته. رغم واجبه، يميل أحمد إلى التجول على إيقاعات الموسيقى والرقص في حياته. لكن عالمه ينقلب رأساً على عقب مع وصول جارة جديدة هي آيا، الفتاة المتابعة لـ"تيك توك" والعائدة من ألمانيا، حيث يكتشف أحمد شعور الحب ويجعل مهمته تحريرها من زواج مُدبَّر وشيك. الفيلم بذلك يقدم قصة تحرر أنثوي قوية، مدعومة بصبي يفتقر إلى التعليم الرسمي ولكنه يتمتع بذكاء عاطفي عالٍ.

تولى دوكسيفسكي، اهتماماً خاصاً للمناظر الطبيعية الخلابة، حيث تلتقط اللقطات البانورامية الطويلة التلال والغابات، بينما يتردد صدى الأذان من المسجد وتتبادل النساء الهمسات والأحلام. ينجح المخرج أنكوفسكي في مزج التشويق بالكوميديا والفرح في قالب متعدد الطبقات، قادراً على تحدي الأفكار العتيقة وربطها برغبات جيل جديد وأكثر حرية. ومما عزز قوة الفيلم هو الاستعانة بممثلين غير محترفين من السكان المحليين، حيث اختير عارف جاكوب (الذي يلعب دور أحمد) من عائلة تعمل في الرعي بعد عملية بحث استمرت أربعة أشهر، مما أضفى على العمل طابعاً أصيلاً وطريفاً.

يُذكر أن "DJ أحمد" هو الإنتاج المشترك بين شمال مقدونيا وجمهورية كوسوفو، وقد كان هناك تحدٍ إنتاجي تمثل في ترجمة السيناريو إلى اللغة التركية حتى يتمكن الممثلون من فهمه والتعبير عنه. ويحظى الفيلم بأهمية خاصة لكونه أول فيلم من مقدونيا الشمالية يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان سراييفو، وفقاً لبعض التقارير، مما يبرز الأهمية الثقافية للمنطقة التي لطالما كانت نقطة التقاء للحضارات. الفيلم  يؤكد أن الضحكات حقيقية والشخصيات لا تُنسى، مما يجعله جديراً بالمكانة التي حققها.

وجوه من الريف

اعتمد المخرج جورجي إم. أنكوفسكي في فيلم "DJ أحمد" على نهج فريد في عملية الكاستينج لضمان أعلى مستوى من الأصالة، حيث اختار غالبية الممثلين من غير المحترفين ومن سكان القرى المحلية في شمال مقدونيا. وقد استغرقت عملية البحث عن الوجوه المناسبة أربعة أشهر.

عارف جاكوب في دور أحمد

تم اختيار البطل الرئيسي للفيلم، المراهق أحمد، ليقوم بدوره عارف جاكوب الذي ينحدر بالفعل من عائلة تعمل في رعي الأغنام. هذا الاختيار لم يوفر فقط الموهبة المطلوبة، بل جسّد واقع حياة البطل الرئيسية، مما أضاف عمقًا وواقعية لا يمكن أن يقدمها ممثل محترف.

دورا آكان زلاتانوفا في دور آيا

تلعب دور الفتاة العائدة من ألمانيا التي تحدث تحولاً في حياة أحمد، وهي أيضاً من الوجوه الجديدة التي اختارها المخرج بعناية.

أغوش أغوشيف في دور نعيم

يشارك أيضاً بتمثيل دور مؤثر في الفيلم.

هذا المزيج من الممثلين المحليين، الذين لم يسبق لهم الوقوف أمام الكاميرا، ساهم بشكل كبير في إضفاء حس فكاهي طبيعي وأصالة ثقافية عميقة على الفيلم، خصوصاً أن العديد من مشاهده تدور في محيطهم الحقيقي.

كما تجدر الإشارة إلى أن عملية التواصل مع الممثلين كانت تحدياً بحد ذاته، حيث اضطر فريق العمل إلى ترجمة السيناريو إلى اللغة التركية لمساعدة الممثلين على فهم النص والتعبير عنه، نظراً لاختلاف اللغات واللهجات المحلية في شمال مقدونيا.

 

البلاد البحرينية في

17.10.2025

 
 
 
 
 

«الجونة السينمائي» يركز على «الرسالة الإنسانية» ويوجّه تحية للراحلين

أكد دعمه للفنانين الشباب... وتأجيل عرض فيلم الافتتاح أثار تساؤلات

الجونة مصرانتصار دردير

أعلن مهرجان الجونة السينمائي، في افتتاح دورته الثامنة، الخميس، التي تقام في الفترة من 16 إلى 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تركيزه على الرسالة الإنسانية التي يقدمها عبر أفلامه وفعالياته المختلفة، كما وجّه تحية للفنانين الذين رحلوا عن عالمنا العام الماضي.

وأثار تأجيل عرض فيلم الافتتاح «عيد ميلاد سعيد»، لليوم التالي من الافتتاح، تساؤلات في أروقة المهرجان، وقالت ماريان خوري، المدير الفني للمهرجان، لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار جرى بالتوافق بين إدارة المهرجان وصُناع الفيلم لإتاحة فرصة أفضل لعرض الفيلم، حيث جرت العادة أن يغادر الحضور قاعة الافتتاح مبكراً، مما يؤثر على المشاهدة الجيدة للفيلم.

وأبدت مُخرجة الفيلم، سارة جوهر، ترحيبها بهذا التأجيل، قائلة، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد حضرتُ المهرجان في أكثر من دورة، وكنت ألحظ مغادرة أغلب الحضور بعد فقرات الحفل الأولى إلى الحفل الآخر (After party)، دون انتظار للفيلم، اعتماداً على أنهم سيشاهدونه في عرضٍ آخر، خلال أيام المهرجان، لذلك رحبتُ بتأجيل عرضه لمساء اليوم التالي، لأضمن أن من أراد مشاهدة الفيلم سيحضر خصوصاً له».

وكانت الفنانة حنان مطاوع، إحدى بطلات فيلم «عيد ميلاد سعيد»، قد شاركت في حفل افتتاح الجونة لحضور عرض الفيلم ليلة الافتتاح، ثم السفر؛ لارتباطها بتصوير أحد أعمالها، لتُفاجأ بتأجيل العرض، مما جعلها تمدد إقامتها يوماً آخر.

ويقول الناقد الفني المصري طارق الشناوي إن «كل المهرجانات الكبرى مثل كان وبرلين وفينسيا وغيرها تعرض فيلماً ليلة الافتتاح، والجمهور يتكالب على حضوره، ثم يقام له عرض ثانٍ في يوم آخر»، مضيفاً، لـ«الشرق الأوسط»، أن «تأجيل عرض فيلم الافتتاح ليومٍ تال يرجع لعدم ضبط الوقت، فقد تأخّر افتتاح المهرجان لنحو ساعة عن موعده».

ويُعد فيلم «عيد ميلاد سعيد» هو أول الأفلام الطويلة للمُخرجة سارة جوهر، وهو من بطولة نيللي كريم وحنان مطاوع وشريف سلامة، وتدور أحداثه عبر دراما مؤثرة عن الانقسام الطبقي، وقد جرى اختياره ليمثل مصر في منافسات الأوسكار المقبلة.

وتميّز حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي بالبساطة والأناقة وسرعة الإيقاع، بحضور عدد كبير من نجوم وصُناع الفن المصري والعربي، وحرص فنانون على الحضور برفقة أزواجهم، وفي مقدمتهم إيناس الدغيدي وزوجها، وجومانا مراد وزوجها، وطه الدسوقي وزوجته، وتحولت الـ«ريد كاربت» إلى ساحة تعج بالألوان والأزياء من مختلف بيوت الأزياء المصرية والعالمية.

وظهر الشقيقان رجلا الأعمال نجيب وسميح ساويرس على المسرح معاً، حيث تحدّث نجيب، مؤسس المهرجان، مؤكداً أن «السينما لغة عالمية تكشف جوهر الإنسان وتعكس آماله وأحلامه»، لافتاً إلى أن «مهرجان الجونة بات منارة ثقافية»، في حين أشار سميح، مؤسس مدينة الجونة ورئيس مجلس إدارة المهرجان، في كلمته، إلى أن «منصة سيني جونة تُواصل توفير الفرص لعدد متزايد من المواهب الشابة؛ لتمكين صُناع الأفلام من الصاعدين ودعم الجيل الجديد من رواة القصص».

واستعرض الحفل أسماء رؤساء لجان تحكيمه، بمصاحبة صور لهم على الشاشة، حيث تترأس الفنانة ليلي علوي لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، كما يترأس المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ويرأس المخرج الفلسطيني مهدي فليفل لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، وتتولى اللبنانية جانا وهبة لجنة تحكيم مسابقة «نجمة الجونة الخضراء» لأفضل فيلم عن البيئة، بينما تخضع جائزة «سينما من أجل الإنسانية» لتصويت الجمهور.

وقال عمرو منسي، المدير التنفيذي للمهرجان، خلال كلمته، إن «الدورة الثامنة تجسد روح الإبداع، حيث تقدم تجربة ثقافية متكاملة تجمع صناع السينما من جميع أنحاء العالم». ولفتت ماريان خوري إلى دور السينما بوصفها صوتاً إنسانياً في مواجهة الواقع، مشيرة إلى فخرها بعودة برنامج «نافذة على فلسطين»، الذي «يمنح صُناع الأفلام في غزة فرصة رواية قصصهم، وتحويل الألم إلى فن»، وفق تعبيرها.

وشهد حفل الافتتاح تكريم الفنانة منة شلبي، حيث صعدت الفنانة يسرا لتقدم لها جائزة «الإنجاز الإبداعي»؛ تكريماً لمسيرتها الفنية المتميزة وأدوارها المؤثرة. وأشادت يسرا بموهبة منة شلبي، التي أهدت جائزتها للمخرج رضوان الكاشف؛ أول من قدمها في فيلم «الساحر».

كما أهدتها إلى والدتها الفنانة زيزي مصطفى، التي دعّمتها في مسيرتها، وأكدت منة، خلال كلمتها، امتنانها «للنجوم الكبار الذين عملت معهم وتعلمت منهم كثيراً؛ على غرار ليلى علوي ويسرا ومحمود عبد العزيز، وأيضاً المخرجين الكبار الذين آمنوا بموهبتها»، على حد تعبيرها.

واستعاد المهرجان وجوهاً فنية غابت عنا؛ من فنانين وصُناع أفلام، عبر فقرة «تحية إلى الراحلين»، مستعرضاً صورهم على الشاشة؛ ومن بينهم نبيل الحلفاوي، وكلوديا كاردينالي، وديفيد لينش، وسليمان عيد، وسميحة أيوب.

وقدَّم الفنان طه دسوقي فقرة «إستاند أب كوميدي»، خلال حفل الافتتاح، أضفت جواً من المرح، انتقد فيها التعامل الإعلامي مع الفنانين الشبان، والنظر إليهم على أنهم قدوة. كما تطرّق لأجواء التصوير، مؤكداً أن «اللوكيشن» هو البيت الذي يعيش فيه طاقم العمل أكثر من بيتهم، ويتضمن مشاعر إنسانية جداً متوافقاً مع شعار المهرجان «سينما من أجل الإنسانية».

وقدّمت الفنانة «لي لي» فقرة غنائية تضمنت مجموعة من أغنيات الأفلام العالمية والمصرية بعدة لغات، بمشاركة الطفلة عائشة السويدي. ويراهن «الجونة السينمائي» على رسالته الإنسانية، التي تعكس «شعار المهرجان»، ويخصص لها مسابقة يتنافس على جوائزها 10 أفلام في هذه الدورة، كما يراهن على أفلام إنسانية يَعرضها من خلال برنامج «نافذة على فلسطين»، يضم 8 أفلام جرى تصويرها خلال الحرب، وكذلك على برنامجه الذي يتضمن أفلاماً قوية في عروضها الأولى عالمياً، وأخرى حازت جوائز دولية في عروضها الأولى بالشرق الأوسط.

 

####

 

منة شلبي: أعيش مع الشخصيات التي أقدّمها في أعمالي الفنية

تحدّثت عن مسيرتها في ندوة تكريمها بـ«الجونة السينمائي»

الجونة مصرأحمد عدلي

قالت الفنانة منة شلبي إنّها تعيش مع الشخصيات التي تُقدّمها في أعمالها الفنية، وتحمل همومها خارج موقع التصوير، لأنّها تؤمن بأنّ الصدق في الأداء هو ما يجعل الناس تتأثر، موضحة أنّها تنتمي في أدائها إلى مدرسة «التمثيل المنهجي» التي تقوم على أن يعيش الممثل التجربة بكاملها، فيتوحّد مع الشخصية إلى درجة تلامس واقعه الداخلي، وهو ما يمنح الأداء عمقاً إنسانياً حقيقياً، لكنه في الوقت نفسه مرهق نفسياً.

وخلال ندوة تكريمها في مهرجان «الجونة السينمائي»، الجمعة، عقب منحها جائزة «الإنجاز الإبداعي» التي أدارها المخرج كريم الشناوي، أكّدت منة شلبي أنها أحياناً تجد نفسها غارقة في مشاعر الشخصية التي تؤديها حتى بعد انتهاء التصوير، لأنّها ترى أن التمثيل ليس مجرد مهنة، بل حالة من التقمص الكامل للروح الإنسانية.

وأضافت: «في بعض المشاهد الصعبة ألجأ إلى البساطة بوصفها وسيلة للتعبير الصادق»، مستعيدة أحد المواقف في فيلم «العشق والهوى» مع أحمد السقا، حين أمضت ليلتها تُفكر في كيفية أداء مشهد مؤثر، لتكتشف أنّ «الإحساس الحقيقي لا يحتاج إلى مبالغة، وأنّ القليل أحياناً يكون أكثر عمقاً وتأثيراً»، على حد تعبيرها.

وشهدت ندوة التكريم حضور عدد كبير من الفنانين، منهم حسين فهمي، وليلى علوي، ويسرا، وهالة صدقي، وإلهام شاهين التي تحدثت عن تجربتها مع منة شلبي في مسلسل «بطلوع الروح»، وحرص منة على تنفيذ توجيهات المخرجة كاملة أبو ذكري والتعرض للضرب بالكورباج الحقيقي خلال تصوير أحد مشاهد الفيلم.

وأكّدت إلهام شاهين أن «منة ممثلة جريئة في اختياراتها، وتعمل على إيصال الدور بمصداقية شديدة حتى مع الصعوبات التي تتعرض لها»، مشيرة إلى وجود كثير من المواقف الصعبة التي يتعرض لها الممثلون ولا يعرفها الجمهور.

وقالت منة شلبي إنّها شعرت بالخوف والتقدير في آنٍ واحد عند تكريمها، مؤكدة أن «أجمل ما في التكريم أن يشعر الفنان بأنّ تعبه لم يذهب سدى، وأن رحلته الطويلة بكل ما فيها من صعوبات قد تركت أثراً في قلوب الناس».

وأضافت أنّ «الجوائز عن مجمل الأعمال لا تأتي بسهولة، لأن طريق التمثيل مليء بالتحديات، والممثل الحقيقي يبذل جهداً هائلاً ليُقدّم لحظة صدق واحدة أمام الكاميرا»، ووصفت لحظة التقدير بأنها «لحظة جمال نادرة لا تُنسى».

وأوضحت منة شلبي أنّها لا تمتلك طريقة ثابتة في اختيار الأدوار، وتتعامل مع كل عمل بإحساس مختلف، مضيفة أنها قد تختار أحياناً بشكل خاطئ، أو تعتذر عن عمل فتجده لاحقاً يُحقق نجاحاً كبيراً، لكنّها تعدّ كل تجربة درساً جديداً في فهم الإنسان قبل الشخصية.

وأكدت أنّها لا تبحث عن الأدوار السهلة أو المتوقعة، بل عن تلك التي توقظ بداخلها الشغف والفضول، لأنّها ترى أنّ التمثيل الحقيقي يبدأ من الرغبة في الاكتشاف.

وتحدّثت عن مسيرتها الفنية، مشيرة إلى أنّ جيلها كان محظوظاً بالعمل مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين، وأسامة فوزي، وأسامة بدران، الذين تركوا فيها أثراً كبيراً وأسهموا في تشكيل وعيها الفني، مؤكدة أنّ الاحترام والاحتراف هما الأساس في أي عمل ناجح، وأنّ الفنّ عمل جماعي لا يكتمل دون تعاون الجميع، قائلة: «حتى لو كنت البطل، لا يُمكنك أن تصنع مشهداً حقيقياً من دون الفريق الذي يقف خلف الكاميرا».

وأعربت منة عن سعادتها بتكريمها في «الجونة السينمائي»، عادّة أنها لحظة فخر وامتنان لبلدها ومهنتها، مضيفة «النجاح الحقيقي ليس في الألقاب أو الجوائز، بل في الاستمرار في تقديم فنّ يُشبه الناس، ويصل إلى قلوبهم بصدق».

 

الشرق الأوسط في

17.10.2025

 
 
 
 
 

مهرجان الجونة يحتفي بمئوية ميلاد يوسف شاهين

بمعرض «باب الحديد» يروي مسيرته السينمائية

الجونة ـ «سينماتوغراف»

افتتح مهرجان الجونة السينمائي، اليوم الجمعة، معرض «باب الحديد» احتفالًا بمئوية ميلاد المخرج يوسف شاهين.

وشهد المعرض حضور نخبة من نجوم وصناع السينما، من بينهم المخرج خالد يوسف، الفنانة لبلبة، المخرجة ماريان خوري، المنتج جابي خوري، الفنان محمود حميدة، الفنان حسين فهمي، والمدير التنفيذي للمهرجان عمرو منسي، الذين حرصوا على المشاركة في هذا الحدث الاستثنائي.

وجاء تصميم المعرض مستوحى من القطار الشهير في فيلم «باب الحديد»، أحد أبرز أعمال يوسف شاهين، ليأخذ الزوار في رحلة بصرية عبر محطات حياته الفنية، من بداياته وحتى آخر أفلامه، مع عرض مقتنيات وصور نادرة ومقاطع من أعماله التي شكلت علامات بارزة في السينما المصرية.

كما يتضمن المعرض مجموعة مختارة من الأفلام التي قدمها مخرجون تأثروا بفن يوسف شاهين ورؤيته السينمائية، في محاولة لتسليط الضوء على الإرث الإبداعي الذي تركه للأجيال الجديدة من المبدعين، ومن المقرر أن يعلن المهرجان قريبًا عن تفاصيل هذه الأفلام وجدول عروضها الرسمية ضمن فعاليات الدورة الثامنة، والتي ستقام في قاعات مختلفة بمدينة الجونة احتفاءً بتاريخ هذا المخرج الكبير وإرثه الفني الخالد.

 

####

 

احتفاء بمسيرتها الفنية ..

«الجونة السينمائي» يفتتح معرض «50 سنة يسرا»

الجونة ـ «سينماتوغراف»

شهد اليوم الثاني من مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة، افتتاح معرض خاص للفنانة يسرا، يحمل عنوان «50 سنة يسرا»، احتفاءً بمسيرتها الفنية الطويلة والمليئة بالنجاحات في السينما والدراما المصرية والعربية.

يوثق المعرض تاريخ الفنانة يسرا الفني الكبير من خلال مجموعة من الصور النادرة، والبوسترات الأصلية لأعمالها، ومقتنيات شخصية، إلى جانب مقاطع فيديو تُعرض لأول مرة من كواليس أشهر أفلامها ومسلسلاتها.

حضر الافتتاح عدد من النجوم وصُنّاع السينما، الذين حرصوا على تهنئة يسرا بهذا التكريم المميز الذي يأتي تتويجًا لمشوارها الممتد لأكثر من خمسة عقود، قدّمت خلالها عشرات الأدوار التي أصبحت علامات في تاريخ الفن المصري.

على مدار مشوارها، شاركت يسرا في أكثر من 80 فيلماً، قدمت فيها أدواراً متنوعة جمعت بين الكوميديا والدراما والرومانسية، ما جعلها تحظى بمكانة راسخة لدى الجمهور والنقاد على حد سواء. وقد بلغت شهرتها ذروتها في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، لتصبح إحدى أيقونات السينما المصرية في تلك الحقبة

ومن أبرز محطات مشوارها الفني تعاونها مع الزعيم عادل إمام، حيث شكّلا معاً ثنائياً ناجحاً ترك بصمة كبيرة في تاريخ السينما، إذ قدما ما يقرب من 15 فيلماً إلى جانب عدد من الأعمال الدرامية والمسرحية، وكان أول لقاء بينهما في فيلم "شباب يرقص فوق النار" عام 1978، لتتوالى بعدها سلسلة من الأعمال الناجحة منها: "الإنسان يعيش مرة واحدة"، "على باب الوزير"، "الأفوكاتو"، "الأنس والجن"، "كركون في الشارع"، "المولد"، "جزيرة الشيطان"، "الإرهاب والكباب"، "طيور الظلام"، "رسالة إلى الوالي"، "عمارة يعقوبيان" و"بوبوس"

 

####

 

منة شلبي في ندوة تكريمها بـ «الجونة السينمائي» :

أنا «هاوية» أعمل بأجر «محترفة»

الجونة ـ «سينماتوغراف»

تألقت الفنانة منة شلبي خلال الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي 2025، بمناسبة تكريمها بجائزة الإنجاز الإبداعي.

وعبّرت منة عن سعادتها بهذا التكريم الذي وصفته بأنه "تقدير كبير ودافع للاستمرار"، مؤكدة أنها لا ترى نفسها قد وصلت بعد إلى مرحلة "إنجاز العمر".

وقالت منة بهذا الخصوص: فكرة إنجاز العمر كبيرة عليّ، فما زال لدي الكثير لأقدمه. سأعتبر نفسي أنجزت إنجاز العمر حين أحصل على جائزة الأوسكار، لكن هذا التكريم يمنحني دفعة كبيرة، ويؤكد أن خطواتي مؤثرة في أجيال كثيرة، وهذا في حد ذاته إنجاز.

وتحدثت منة شلبي بصدق عن معاناة الممثل الحقيقية، مشيرة إلى أن مهنة التمثيل مرهقة وتتطلب مجهودًا نفسيًا كبيرًا، وقالت: الممثل يشقى كثيرًا، وقد لا ينام لليالٍ طويلة، ويعيش في حالة من الشك الدائم حول ما إذا كان يستطيع تقديم الدور أو المشهد كما يتمنى.

وأضافت أنها في بعض المراحل شعرت بالشك في قدرتها على الاستمرار في المجال، لكنها لم تشك يومًا في موهبتها، مؤكدة: الممثل الحقيقي أداة في يد المخرج، ففي فيلم (سالمة يا سلامة) كان دوري صغيرًا، لكن كل مخرج عملت معه أضاف لي شيئًا، وأنا أيضًا أضفت من روحي وتجربتي.

وعبّرت منة شلبي عن أمنيتها أن يكون الفنان الراحل محمود عبد العزيز والمخرج الراحل رضوان الكاشف حاضرين لحظة تكريمها، إذ كانا أصحاب الفضل في انطلاقتها الأولى من خلال فيلم "الساحر"، فغيابهما ترك أثرًا بالغًا في نفسها، مؤكدة أن هذا التكريم كان سيكتمل بوجودهما.

واستعادت منة ذكرياتها خلال تصوير مسلسل "بطلوع الروح" مع الفنانة إلهام شاهين، قائلة: في أحد المشاهد كان عليّ أن أتعرض للضرب بالكرباج، لكنني لم أستطع الصراخ، وإلهام كانت ترفض أن تؤذيني لأنها تحبني كثيرًا، فجربت الكرباج على كاملة أبو ذكري والفريق أولًا، ثم نفذنا المشهد، ولما أرادت كاملة إعادة التصوير في اليوم التالي، رفضت إلهام تمامًا.

وفي سياق حديثها عن أجور الفنانين، أوضحت منة شلبي أنها ما زالت تحتفظ بروح الهاوي رغم احترافيتها، قائلة: أنا هاوية بأجر محترفة، لأن روح الهاوي هي التي تمنح الفنان الإبداع، لكن في الوقت ذاته يجب أن يحصل على أجر محترف تقديرًا لجهده، وأنا دائمًا أحترم المهنة وأعرف قيمتي، ولكن لا أحملها معي إلى موقع التصوير، فأنا أرى نفسي أقل من الجميع.

ووجهت منة شلبي نصيحة للفنانين الشبان، مؤكدة أن إدارة الموهبة أصعب من امتلاكها، وقالت: لا يمكن أن تكون ممثلًا حقيقيًا وأنت تحمل قدرًا كبيرًا من الغرور، لأنه يقيدك ويمنعك من التعمق في نفوس الناس، والممثل الحقيقي هو من يترك نفسه تنصهر داخل الشخصيات التي يقدمها.

واختتمت منة حديثها مؤكدة أن طريقها الفني لا يزال ممتدًا، وأن ما وصلت إليه ما هو إلا بداية جديدة في مسيرتها، قائلة بثقة وهدوء: "أنا ممتنة لكل خطوة في رحلتي، وسعيدة أني ما زلت أتعلم وأتطور، لأن الفنان الحقيقي لا يتوقف عن النمو".

شهدت الندوة حضورًا مكثفًا لنجوم الفن، من بينهم: يسرا، ليلى علوي، إلهام شاهين، عبير صبري، حسين فهمي، هالة صدقي، أحمد السعدني، نجلاء بدر، مايان السيد، ركين سعد، هدى المفتي، تارا عماد، يسرا اللوزي، نور النبوي، محمد العدل، طارق الشناوي، عبد الرحيم كمال، مريم نعوم، أشرف عبد الباقي وابنته المخرجة زينة أشرف عبد الباقي، صبري صخر، سامية الطرابلسي، ألفت عمر، جهاد حسام الدين، وعدد كبير من صناع الدراما والسينما.

 

####

 

عُرض ضمن فعاليات «الجونة السينمائي 8»

مراجعة فيلم | «ضع روحك على يدك وامشِ»

الجونة ـ خاص «سينماتوغراف»

بينما نشاهد ابتسامة المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، البالغة من العمر 25 عامًا، خلال أكثر من 100 دقيقة من فيلم «ضع روحك على يدك وامشِ»، لم تكن ابتسامة حسونة أكثر إشراقًا من أي وقت مضى عندما تخبرها المخرجة الإيرانية سبيده فارسي، في وقت متأخر من الفيلم، بقبول فيلمهما الوثائقي في مهرجان كان السينمائي لهذا العام.

تخطط المرأتان بحماس لاصطحاب حسونة إلى فرنسا حتى تتمكنا من اللقاء شخصيًا لأول مرة. بعد ساعات، ستُقتل حسونة وجميع أفراد عائلتها في هجوم إسرائيلي بالقنابل.

يؤثر الخبر بشدة، لأنه خلال فيلم فارسي الوثائقي، تعرفنا على هذه الصحفية المشرقة ورعيناها، التي حافظت على شعور بالأمل، حتى مع اشتداد الحرب في غزة وتساقط القنابل حولها.

من خلال محادثات الفيديو عبر واتساب التي استمرت عامًا كاملًا مع فارسي، التي كانت تتواصل معها بانتظام من جميع أنحاء العالم، استطاعت حسونة أن تنقل ما لاحظته من حياة يومية في غزة، حيث تحاول العائلات الحفاظ على حياة طبيعية بينما ينهار العالم من حولها.

انبثقت فكرة الفيلم الوثائقي من فارسي، التي كانت تتوق إلى تكوين منظور عن الحياة في غزة بالسفر إلى رفح لمشاهدة الدمار عن كثب.

مُنعت فارسي من الدخول فورًا، فلجأت إلى لاجئة فلسطينية التقتها في القاهرة، والتي بدورها ربطتها بحسونة.

كانت المحادثة الأولى بين السيدتين محرجة - ولكن من الناحية التقنية فقط، حيث كان أحد الهاتفين يتواصل مع الآخر أثناء تصوير الاجتماع، إلا أن جوهر تلك المحادثة كان بعيدًا كل البعد عن المعتاد.

في البداية، طرحت فارسي، صانعة الأفلام الوثائقية الدائمة، أسئلةً لتهيئة المشهد، باحثةً عن تفاصيل حول الحرب.

لكن بعد أن رأت انفتاح حسونة حول تأثير الحرب على حياتها، أصبحت الأسئلة أكثر شخصية. كيف تشعر؟ كيف حال عائلتها؟ كيف هي حياتكم اليومية؟ بينما نشاهد، نرى الفوارق الاجتماعية تتلاشى مع ازدياد التوافق بينهما. منذ تلك اللحظة، أصبحت كلمات حسونة وكاميرتها بمثابة عيوننا وآذاننا في غزة.

قد يجعل قرار فارسي بعرض الفيلم كصور صغيرة على شاشة هاتف ذكي يبدو متقطعًا في بعض الأحيان، وغالبًا ما يخلق مواقف غير متوقعة.

وكما هو الحال في العديد من المحادثات الهاتفية، تحدث بعض الانقطاعات - فارسي مع قطتها المتطلبة، وحسونة مع أفراد عائلتها الكثيرين، وطائرات هليكوبتر تحلق بالقرب من شقة العائلة في غزة.

قد تنقطع أيضًا إشارات الواي فاي، وفي بعض الأحيان، تكون حسونة متلهفة لاستئناف المحادثة لدرجة أنها تسافر إلى منزل صديقة للحصول على إشارة واي فاي أفضل.

في الواقع، إن صعوبة الاتصال ببعضهن البعض تُبرز المسافة بينهن، سواءً من حيث المسافة أو في حياتهن اليومية.

إدراكًا منها أن تصوير المكالمات الهاتفية لن يكفي لعرض الصورة الأوسع للحياة في غزة، تُكمل فارسي الفيلم بعنصرين رئيسيين: لقطات إخبارية معاصرة لآخر تطورات الحرب، والأهم من ذلك، صور حسونة الخاصة، التي تُوثّق المباني المدمرة والأرواح المتضررة جراء القصف. لكن أكثر ما يُلفت الانتباه في صورها هو وجوه الناس الذين التقطتهم. الكثير منهم يبتسمون، حتى وسط الأنقاض، وكأنهم يقولون: "سنتجاوز هذا".

تنعكس هذه الروح المتفائلة في كل محادثة تقريبًا مع حسونة، وابتسامتها حاضرة حتى عند الحديث عن الأصدقاء الذين قُتلوا في القصف. يخفف من تفاؤلها بمحادثات السلام في بداية الحرب إدراكنا لفشل كل ذلك. ومع ذلك، هناك أوقات تبدو فيها ابتسامتها كقناع لإخفاء أملها المتضائل بشأن نتائج الحرب والثمن الذي ألحقته بعائلتها ومجتمعها.

لم يكن هذا القناع حاضرًا أكثر من أي وقت مضى عندما تتحدث بصراحة عن الموت. عندما رأت ذلك يحدث لأصدقائها وجيرانها، أدركت حضوره الدائم في حياتها اليومية، لكنها عازمة على ألا يوقفها ذلك. ظلّ أملها متقدًا حتى النهاية، كما أوضحت في إحدى محادثاتها اللاحقة مع فارسي أنها تتطلع إلى اليوم الذي "أستطيع فيه أن أخبر أطفالي بما عشته وما نجوت منه". للأسف، لم يكن ذلك مقدرًا لها.

لم يكن المقصود من فيلم "ضع روحك على يدك وامشِ" أن يكون سردًا شاملًا لحرب غزة. بل هو بمثابة لمحة عن عام أخير في حياة فنانة فلسطينية شابة، شجاعتها وصدقها قادران على تغيير العقول وملامسة القلوب.

 

موقع "سينماتوغراف" في

17.10.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004