ملفات خاصة

 
 
 

خاص

مهرجان كان يراهن ضد الصوابية بفيلم الافتتاح "جان دو باري"

أحمد شوقي

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

"ما يقولونه من أمور غبية هذه الأيام أمر جنوني، وهن يحدثن أضرارًا جانبية جسيمة". "عندما أسمع النساء يقلن إن الرجال لا يهتمون إلا بمؤخراتهن، أقول لهن: استمتعن بالأمر لأنه لن يدوم".

الاقتباسات السابقة قالتها المخرجة والممثلة الفرنسية مايوين في حديثها المنشور مع مجلة "باري ماتش" عام 2020، في أوج اشتعال حركة "مي تو" المناهضة للتحرش والاعتداء الجنسي. عبارات كهذه كفيلة بإنهاء مسيرة المخرجة بالكامل لو أتت داخل صناعة السينما الأمريكية، بل وحتى في أماكن أخرى لا تحترم الصوابية بشكل مفرط كما تفعل هوليوود الآن. لكن في فرنسا فقط يُمكن لصاحبة تلك التصريحات أن تصعد بعد أقل من ثلاث سنوات الدرجات الشهيرة لقصر مهرجان كان، كي تعرض فيلمها الجديد في افتتاح الدورة السادسة والسبعين.

الجدل المحيط حول مايوين وفيلمها "جين دو باري Jeanne du Barry" لا يتوقف عن تصريحاتها المذكورة، بل يكاد يمتد لكل ما يتعلق بالفيلم ومخرجته، التي اختارت النجم الأمريكي جوني ديب للعب دور البطولة أمامها، في وقت تسببت المحاكمة الشهيرة ضد زوجته السابقة في هزة عنيفة لمسيرته تجعل اختياره للعب بطولة فيلم بهذا الحجم في الولايات المتحدة أمرًا يحتاج بعض الوقت.

مايوين أشعلت المزيد من النيران خلال العام الحالي عندما فوجئ صحفي التحقيقات إدوي بلينل خلال جلوسه في مطعم بامرأة لا يعرفها تجذب رأسه وتبصق في وجهه، ليُدرك بعدها أنها مايوين، التي اعترفت علنًا بالبصق عليه في حديث تلفزيوني، دون أن توضح سبب فعلها، الذي تؤكد التقارير أنه ينطلق من الحملة التي قادها بلينل في الموقع الذي أسسه "ميديا بارت" للهجوم على المخرج لوك بيسون، زوج مايوين السابق، والذي نشر الموقع تسع شهادات مختلفة تتهمه بالتحرش والانتهاك الجنسي، القضية التي وصلت إلى المحكمة لينال بيسون البراءة عام 2021.

ولنزيد الشعر بيتًا، مايوين التي انفصلت عن بيسون بالفعل أنجبت منه طفلًا عندما كان عمرها لا يتجاوز 16 سنة، وقيل إن علاقتهما بدأت عندما كانت في الرابعة عشر من عمرها فقط، بين سن التراضي الرسمي للعلاقات في فرنسا هو 15 سنة!

لماذا نذكر ما سبق؟

لا نكتب تلك المعلومات من باب النميمة الصحفية، ولا لإثارة السخط على المهرجان الذي لا يراعي القواعد التي صارت مقدسة، بل تحديدها نكتبها للعكس: كي نشير إلى قيمة الموقف الذي اتخذه مهرجان كان دومًا، ليس فقط بدعم حرية صناع الأفلام في التعبير، وإنما بدعم حريتهم في الشطط والخروج عن المألوف أحيانًا.

قد يبدو ما نقوله عجيبًا في كل سياق آخر بخلاف كان، سواء كان السياق تقليديًا محافظًا يصعب فيه قبول من يجاهر بالخروج عن الأعراف عمومًا، أو حتى في سياقات أكثر تحررًا لكنها صنعت من الصوابية دينًا جديدًا يُنبذ من يتركه. وحده كان بين المهرجانات، والثقافة الفرنسية بقدر ما، يمكنها قبول مايوين وجوني ديب في عمل واحد، بل وتختاره لافتتاح المهرجان.

ونحن هنا لا ندافع عن خطايا بيسون أو عنف ديب أو تصريحات مايوين أو عن أي خطأ آخر، ولكن عن حرية البشر في الخطأ، دون أن يكون ذلك سببا في إلغائهم وإيقاف مسيرتهم. ولنؤكد دوما أن معايير الصوابية لو تم تطبيقها بأثر رجعي، كانت الإنسانية لتفقد قدرًا لا بأس به من تراثها الإبداعي، لما كنا عرفنا آرثر رامبو ولا شهدنا المسيرة الأيقونية لتشارلي تشابلن ولا احترمنا المتنبي أشعر العرب.

الفيلم مواصلةً للموقف

في رأيي، لا يمكن نزع فيلم "جين دو باري" عن كل هذا السياق المحيط به، لا سيما مع موضوع التي يتابع مسيرة امرأة خاصة في التاريخ الفرنسي، العاهرة التي شقت طريقها باستخدام ذكاءها وجمالها لتصير محظية الملك لويس الخامس عشر، وتعيش ست سنوات داخل قصر فرساي ليعتبرها كل البلاط فضيحة ملكية مكتملة الأركان، ويجعل بنات الملك الثلاثة خصومًا مباشرين لبطلة الحكاية. قبل أن تأتي امرأة أخرى لتنضم إلى قائمة الخصوم هي ماري أنطوانيت، زوجة وريث العرش والتي ستصبح بعد أعوام قليلة أشهر ملكة في التاريخ الفرنسي عندما أطاحت الثورة بعرش زوجها وبأعناق الجميع.

لاحظ ما فعلته مايوين هنا: وضعت بطلتها المدججة بمزيج الجاذبية الجنسية والذكاء والجرأة في مواجهة القواعد السائدة للعالم، والتي تلتزم بها النساء بالأساس، اللاتي تصمن من تقرر الخروج عن هذا التوافق العام بأي صورة أيًا كانت، بداية من ممارسة الجنس مع الملك، وصولًا إلى ارتداء فستان من لونين أو حضور حفل بشعر طبيعي لم يتم رفعه للأعلى بالقوة على طريقة الباروك!

ما يدافع عنه الفيلم هو الحق في الاختيار المستقل بعيدًا عن الجموع، والالتزام بتبعات هذا الاختيار وما يأتي به من مزايا ومتاعب، ويكفي أن جين دو باري الحقيقية قررت عندما اندلعت الثورة الفرنسية أن تنحاز لصف مليكها الراحل، لتموت على المقصلة مع عائلته التي لفظتها. وكأنها تنسلخ بذلك من الطبقة التي انتمت أساسًا لها، منحازة حتى آخر نفس إلى اختيارها الحر.

وفي النهاية

قد يبدو "جين دو باري" فيلمًا متوسطًا بالمعايير الفنية، وسريعًا ما سيسقط من حسابات النقاد في المهرجان مع توالي عرض أفلام أفضل وأهم، لكنه يظل بكل ما أحاط به من تحفظات، وبقرار مهرجان الشجاع باختياره فيلمًا للافتتاح، نموذجًا لما تبقى في الثقافة السينمائية من رحابة وتحمل للفن والفنانين على شططهم. فهل يستمر الحال أم تُجبر الظروف المهرجان على تعديل بوصلته في السنوات المقبلة؟ سؤال لن يجيب عنه سوى الانتظار والمراقبة.

 

موقع "في الفن" في

20.05.2023

 
 
 
 
 

مراجعة «منطقة الاهتمام»:

يعمق شر الجناة ولا يقدم صورة للضحايا

كان (فرنسا) ـ خاص «سينماتوغراف»

من بين مئات الأفلام الدرامية الطويلة التي تناولت موضوع الهولوكوست، فإن القليل منها قد أثار - أو حتى حاول - تجربة ما حدث داخل معسكرات الاعتقال، ولكن هناك مجموعة صغيرة من الأفلام، مثل «قائمة شندلر» و«ابن شاول» و«المنطقة الرمادية»، التي واجهت هذا الرعب وجهاً لوجه وبطريقة لا تمحى من ذاكرة المشاهدين، وإلى تلك القائمة يمكن إضافة «منطقة الاهتمام ـ The Zone of Interest» للمخرج البريطاني جوناثان غلازر، الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دروته الـ76.

إنه عمل رائع - مخيف وعميق، تأملي وغامر، فيلم يرفع الظلام البشري إلى النور ويفحصه كما لو كان تحت المجهر. لا يقدم صورة لضحايا الهولوكست بل يعمق صورة الجناة، يحوم فوق كل لحظة حدثت، والمفزع هو صورة الشر التي يقدمها.

في البداية، يبقى العنوان على الشاشة لفترة طويلة، ونسمع موسيقى «ميكا ليفي»، إنها مثل الجوقة التي يتم تشغيلها بشكل عكسي مع صوت منمق لصراخ بشري، بعدها ينتقل الفيلم إلى لقطة ثابتة لبيئة شاعرية: مرج منحدر بجوار بحيرة، مغمور بأشعة الشمس، مع نزهة على بطانية لعائلة لديها أطفال، والعديد من الرجال يقفون في ملابس السباحة. كل شيء يبدو سعيدًا للغاية و «طبيعيًا» حتى نلاحظ عنصرًا متناقضًا.. قصة شعر أحد الرجال - رأسه حُلق من الخلف والجانبين، وشعر طويل داكن مثل بقعة الزيت في الأعلى.

هذا الرجل هو رودولف هوس (كريستيان فريدل)، ضابط ألماني في قوات الأمن الخاصة، ومعظم أحداث الفيلم، نلاحظه هو وعائلته في منزلهم، عباره عن مبنى كبير من طابقين على شكل صندوق مليء بالغرف ذات الديكور البسيط الذوق، بالإضافة إلى حديقة واسعة مع مسبح صغير، وتنمو صفوف من الزهور في الحديقة بجانب الجدار المجاور. لكن هذا الجدار، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 12 قدمًا، هو الذي يوقفنا في مساراتنا، ويوجد في الجزء العلوي ثلاثة صفوف من الأسلاك الشائكة مثبتة في مكانها بواسطة أعمدة منحنية، إنه السلك الشائك لأحد معسكرات الاعتقال، حيث يقع المنزل، مباشرة على الجانب الآخر من جدار أوشفيتز، مصنع الموت البولندي الذي بدأ بذبح وإحراق ضحاياه معظمهم من اليهود في أغسطس 1941.

رودولف هوس، ليس مجرد شخص يعمل في المخيم. إنه القائد - الرجل الذي لا يدير أوشفيتز فحسب، بل كان له دور فعال في تصميم وتنفيذ آلية الموت الجماعي هناك، والتي تم تصديرها بعد ذلك إلى معسكرات الاعتقال النازية الأخرى. كل هذا على أساس تاريخي، وفيلم «منطقة الاهتمام»، الذي تم تصويره في أوشفيتز مقتبس بشكل فضفاض من رواية مارتن أميس لعام 2014، والتي تتناول شخصية رودولف هوس الحقيقية وعائلته. ومع ذلك، لا يقوم غلازر بتهويل ما في الكتاب بطريقة تقليدية. إنه يعطينا مشاهد ممتدة - تستغرق وقتًا طويلاً ثابتة، نلاحظ فيها الشخصيات وهي تمضي في حياتها كما لو كنا نشاهدها على كاميرا مراقبة يستخدمها ستانلي كوبريك. الكثير مما يحدث عادي وإن كان له دلالته: تناول وجبات الطعام، وقراءة قصص ما قبل النوم، والجلوس في الحديقة. تتمتع عائلة هوس بحياة مدللة يدعمها فريق من مدبرات المنازل، ويتميز منزلهم بهالة من الراحة.

في حالات نادرة فقط، يتطفل واقع معسكر الموت بقوة إلى وعي عائلة هوس، لا سيما خلال فترة ما بعد الظهيرة، حيث يقضي رودولف وقته في الصيد والتجديف داخل النهر مع أطفاله. خائفًا من إدراك أن سطح الماء يتناثر عليه رماد الجثث المحروقة، ما يجعله يسارع إلى تنظيف الأطفال بالداخل.

إن الرؤية الواضحة (والرائحة المفترضة) للدخان المتصاعد من محارق الجثث في المخيم وصوت صراخ السجناء أو نباح كلاب الحراسة أو الضباط الذين يأمرون بالإعدام لا يظهر على الشاشة، بل يكون كل هذا الرعب أشبه بضوضاء خلفية التلفزيون المتروكة في غرفة أخرى بالمنزل.

وتتكشف أغرب فترات الفيلم وأكثرها رعباً على صوت قراءة رودولف لقصص ما قبل النوم. تتحول الصور المرئية إلى التصوير الحراري، حيث تظهر فتاة صغيرة تقوم بواجبها من أجل الحركة الحزبية اليهودية، وتتسلل ليلاً لتقطف التفاح والكمثرى وتتركها حيث يمكن للسجناء العثور عليها.

ثم يأتي الصراع الذي يمزق رضا العائلة عندما تلقى رودولف خبرًا بأنه سيتم نقله إلى المكتب الرئيسي، بالقرب من برلين، وعندما يبلغ زوجته هيدويغ تغضب، وتذكره بأن العيش بعيدًا عن المدينة مع وجود مساحة للتنفس كان حلمهم منذ أن كانا في السابعة عشرة.

يتم تقديم العائلة في الفيلم، بطريقة ساخرة شبه جامدة، خاصة عندما يركز على الرفاهية الاستهلاكية القاسية والانشغالات المدللة لزوجة رودولف، التي تلعبها ساندرا هولر، والتي جعلت من هيدويغ زوجة وأمًا «نموذجية» من المدرسة القديمة، غافلة عن كل شيء خارج منزلها، إلى أن يصبح هذا الوجود مهددًا.

يقول المخرج البريطاني جوناثان غلازر إنه بحث كافة تفاصيل فيلمه «منطقة الاهتمام» لمدة عامين قبل التنفيذ، وعمل مع متحف أوشفيتز ومنظمات أخرى، وعلى عكس رواية مارتن أميس، استخدم الأشخاص الواقعيين بدلاً من الأسماء الخيالية، مما جعله أقرب للحقيقة قدر الإمكان، وسمحت التكنولوجيا التي أبقت الطاقم بعيدًا عن موقع التصوير للممثلين بالارتجال في بعض الأحيان، وكل هذا أضاف تخيلاً للفظائع التي ارتكبها هؤلاء الأشخاص ولكن دون رؤيتهم أبدًا، وجعله خاليًا من العنف حتى يحقق الرسالة التي يريدها .

 

####

 

شون بن يدعم من «كانّ السينمائي» كتّاب هوليوود المضربين

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

اعتبر الممثل الأميركي شون بن، في مهرجان كانّ السينمائي، أنّ عدم مراعاة استديوهات هوليوود الكبرى كتّاب السيناريو المضربين أمر "غير لائق"، مؤكداً "دعمه الكامل" لحركتهم المطلبية.

بدأ الآلاف من كتاب السينما والتلفزيون الأميركيين إضراباً في الثاني من مايو، بسبب فشل مفاوضات مع الاستوديوهات والمنصات الرئيسية، تتعلق بزيادة أجورهم، وبحد أدنى من الضمانات للاستفادة من وظائف ثابتة، وبحصة أكبر من الأرباح الناتجة عن الطفرة في خدمات البث التدفقي.

ورداً على سؤال حول هذا الإضراب الذي يشل هوليوود حالياً، قال الممثل والمخرج شون بن إنّ "القطاع هو الذي يشلّ كتاب السيناريو والممثلين والمخرجين منذ زمن بعيد جداً جداً"، معلناً "الدعم الكامل" لكتّاب السيناريو.

وأضاف الممثل الذي يؤدي بطولة فيلم "بلاك فلايز" Black Flies المشارك حالياً في مهرجان كانّ: "طُرحت مفاهيم جديدة كثيرة، بما فيها استخدام الذكاء الاصطناعي (لكتابة نصوص). يبدو لي أنه من غير اللائق أنّ هناك نوعاً من عدم الاهتمام من جانب المنتجين".

وسبق لشون بن (62 عاماً) أن دعم الكثير من القضايا. وتوجه إلى أوكرانيا حيث صوّر فيلماً وثائقياً عُرض ضمن مهرجان برلين السينمائي في فبراير.

عرض فيلم "بلاك فلايز" للمخرج الفرنسي جان-ستيفان سوفير، مساء الخميس، ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان كانّ السينمائي، وتابع المتفرجون فيه الحياة اليومية للمسعفَين في نيويورك، أولي كروس (تاي شيريدان) وجين روتكوفسكي (شون بن)، في مواجهة عنف مدينة لا تنام.

 

####

 

التونسية كوثر بن هنية تنافس على السعفة الذهبية

«بنات ألفة» .. مزيج بين الوثائقي والروائي يتناول جذور التطرف

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

تروي المخرجة كوثر بن هنية في فيلمها “بنات ألفة، أو أربع بنات” الذي عُرض مساء أمس الجمعة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، “اللعنة” التي حلّت على عائلة ألفة، وهي امرأة تونسية تواجه انزلاق اثنتين من بناتها نحو التطرف والإرهاب.

وشاءت مخرجة “على كف عفريت” (2017) و”الرجل الذي باع ظهره” (2020)، أن يكون فيلمها الذي ينافس على السعفة الذهبية للدورة السادسة والسبعين لمهرجان كان، مزيجاً هجيناً بين الوثائقي والروائي.

ويخيّل إلى المشاهد أنه أمام شريط وثائقي عن كواليس تصوير فيلم آخر هو ذلك الذي يتناول قصة التونسية ألفة الحمروني التي ذاع اسمها في كل أنحاء العالم سنة 2016 بعد إثارتها علناً مسألة تطرف ابنتيها المراهقتين رحمة وغفران. وتركت الشقيقتان تونس للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، حيث اعتُقلتا وأودعتا السجن.

ويمتزج الوثائقي بالروائي بطريقة مميزة في الفيلم، فتتولى ألفة الحقيقية توجيه الممثلة التي تؤدي دورها، فيما تشرف ابنتها آية الشيخاوي على الممثلتين اللتين تجسّدان شخصيتَي شقيقتيها رحمة وغفران.

ويعيد الفيلم تكوين مشاهد من الحياة اليومية للبنات، من الطفولة إلى المراهقة. وتستخدم بن هنية في الفيلم مقتطفات من نشرات الأخبار التلفزيونية تتناول القضية.

ولا يقتصر تميُّز هذا العمل، وهو الفيلم الروائي الخامس لبن هنية، على الشكل، بل يكمن كذلك في المضمون، إذ أن المخرجة التونسية التي تُنافس مع ست نساء أخريات على السعفة الذهبية، تسعى من خلال “بنات ألفة” إلى البحث عن جذور المشكلة.

فبن هنية لا تركّز على الخلفيات الخاصة وحدها، بل تتناول الجانب السياسي أيضاً، من خلال تطرقها إلى الطابع الذكوري للمجتمع الذي يسحق النساء.

وتستعيد بن هنية ثورة الياسمين وصعود الإسلاميين، وتشير إلى أن مناداة هؤلاء بالحجاب الكامل لم تُخف ألفة التي رأت فيه بادئ الأمر طريقة “لحماية” شرف بناتها.

لكنّ نظرتها تغيرت عندما أصبحت اثنتان منهنّ متطرفتين، ومنعتاها من الخروج من دون الحجاب الكامل.

 

####

 

المونتير المصري أحمد حافظ يشارك في ندوة «مهرجان كان»  

عن صناعة السينما بالعالم العربي

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

سجل المونتير المصري أحمد حافظ حضوراً مميزاً ضمن فعاليات الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي، حيث شارك في في مؤتمر MENA 360 الذي أقيم ضمن فعاليات سوق الأفلام بمهرجان كان يوم أمس الجمعة 19 مايو، كما يُعرض أحدث أفلامه" إنشالله ولد" في مسابقة أسبوع النقاد، وهو أول مشاركة رسمية لفيلم أردني في مهرجان كان.

المؤتمر هو الأول من نوعه ضمن مهرجان كان، وقد نظمه سوق الأفلام بمهرجان كان بالتعاون مع شركة نيوم للصناعات الإعلامية ومركز السينما العربية، وحضره مسؤولون وخبراء من أنحاء العالم العربي تحت عنوان الوصول إلى أكبر سوق غير مستغل في العالم.

وشارك حافظ في حلقة نقاشية بعنوان "مواقع ومواهب" بجوار واين بورغ المدير العام للصناعات الإعلامية والترفيه والثقافة في مؤسسة نيوم، ومهند بكري مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وماركو أورسيني مؤسس ورئيس مجلس إدارة الرابطة الدولية للمواهب السينمائية الصاعدة (IEFTA)، وصانع الأفلام أمجد أبو العلا منتج فيلم وداعاً جوليا الذي انطلق بعرضه العالمي الأول في قسم نظرة ما بمهرجان كان.

وأدارت الندوة ميلاني جودفيلو الصحافية في موقع Deadline، وتناول المشاركون كيفية وصول الثروة السينمائية من المواهب العربية ومواقع التصوير الساحرة في العالم العربي إلى مشاريع الإنتاج العالمية.

وحضر حافظ أيضاً ضمن فريق عمل الفيلم الروائي الطويل إن شاء لله ولد للمخرج أمجد الرشيد الذي يشهد عرضه العالمي الأول من خلال مهرجان كان السينمائي حيث ينافس الفيلم في قسم أسبوع النقاد، ليكون أول فيلم أردني ينافس إحدى مسابقات المهرجان الفرنسي العريق.

إن شاء لله ولد هو ثاني عمل لحافظ يشارك بشكل رسمي في مهرجان كان، بعد فيلم اشتباك للمخرج محمد دياب الذي شارك في قسم نظرة ما في الدورة 69 من مهرجان كان، إضافة إلى فيلم 18 يوم الذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة 64 من مهرجان كان خلال أمسية احتفالية تكريما لمصر.

حافظ هو عضو في جمعية مونتيري السينما الأميركية (ACE)، وهو المونتير الوحيد من العالم العربي في هذه الجمعية الفخرية التي تضم في عضويتها أهم فناني المونتاج في هوليوود ومن جميع أنحاء العالم، ومؤخرا فاز حافظ بجائزتين عن فيلم ليلة قمر 14، جائزة أفضل مونتاج من مهرجان جمعية الفيلم، وجائزة أفضل مونتاج من مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما.

 

####

 

كان 2023 | سليمان سيسيه أيقونة السينما الأفريقية الذي حظي بجائزة «العربة الذهبية»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

يجر وراءه تجربة سينمائية أفريقية غنية ومتنوعة ذات جودة عالية، بشهادة النقاد. إنه المخرج المالي سليمان سيسيه، الذي يعتبر "أفلامه ثورة ضد الظلم"، والمتوج في مهرجان كان السينمائي الـ 76 بـ"العربة الذهبية"، اعترافا بمساره الكبير في الفن السابع أفريقيا.

وكان سيسيه قد حصل على جائزة لجنة التحكيم لمهرجان كان عن فيلمه "النور" في 1987، وواصل بذلك شد انتباه عشاق الشاشة الكبرى عبر أعماله المتميزة والمنخرطة في هموم الشعب المالي والأفريقي عامة، بينها "الفتاة الصغيرة" الذي عرض أمام جمهور "نصف شهر المخرجين" بمناسبة تكريمه.

"كل أفلامي تحمل ثورة ضد الظلم". هكذا يلخص المخرج المالي المعروف سليمان سيسيه، 82 عاماً، مسيرته السينمائية المثيرة والغنية، الممتدة لأكثر من خمسين عاما، كمقاومة فنية منه للحيف والظلم، صنع منها خيطا رفيعا، يربط بين مجموع أعماله.

وقال أمام جمهور "نصف شهر المخرجين" في مهرجان كان، الذي حضر لمشاهدة فيلمه المتميز "الفتاة الصغيرة"، وهو عمل فريد أخرجه في 1975 وقدم في عرض استثنائي قبل الحديث عن تجربته وتكريمه، "أمقت الظلم، وحيثما وجد يجب الانتفاض ضده". وتعرض في إطار برنامج هذه الفئة أفلام وقع عليها الاختيار، لـ"خطابها الاستثنائي، الذي "يجسد روح المقاومة لكل أشكال الإيديولوجيا والخطاب المهيمن"، وفق الجهة المنظمة.

واختيار نقابة المخرجين الفرنسيين، التي تشرف على تنظيم "نصف شهر المخرجين"، لسيسيه لمنحه "العربة الذهبية"، له ما يبرره فعلاً، بحكم أنه قامة سينمائية، ينظر لها عادة كأيقونة الفن السابع في أفريقيا، استطاعت أن تصنع لها اسما على المستوى العالمي في ظروف ليست بالسهلة.

كما يأتي ضمن أسباب هذا الاختيار، أسلوبه الفريد الذي يدرس في مجموعة من معاهد السينما لمخرج متمرس، يملك فعليا أدوات الإبداع السينمائي على كل المستويات، ما يصبغ على أعماله روح خاصة، لا نراها إلا في أعمال كبار المخرجين. فهو يعتمد فيها عادة، "المزج بين الشعر والسياسة والنقد الاجتماعي والأساطير.. ".

ولد سليمان سيسيه في باماكو بمالي قبل أن ينتقل برفقة أسرته إلى داكار، التي ترعرع فيها، وهناك بعض وسائل إعلام تعتبره خطأ سينغاليا. وعاد إلى مالي في 1960. عشقه للسينما تولد في داكار قبل أن ينتقل في 1963 إلى موسكو لدراسة السينما على يد أحد كبار المخرجين السوفيات وقتها مارك دونسكوي.

ذاع صيته خاصة بين 1975 و1987 بفضل أربعة أفلام توجت بفيلم "يلين" "النور" الفائز بجائزة التحكيم في مهرجان كان السنة نفسها. وهو ثاني مخرج أفريقي يحصد جائزة "العربة الذهبية" بعد السنغالي سامبين عثمان في 2005، الذي خصص له وثائقيا بعنوان "أو عثمان"، إذ يعد الأخير أحد رواد السينما الأفريقية أيضا، ويعتبر هذا العمل ذاكرة حقيقية ورمزية لأحد الأسماء المهمة في إشعاع سينما القارة عبر العالم.

وفي إطار تكريم سيسيه، اختير فيلمه "الفتاة الصغيرة" للعرض أمام جمهور "نصف شهر المخرجين" رغم قدمه، حيث يعود تاريخ إخراجه إلى أكثر من أربعين عاماً. لكن كل هذه السنوات التي مرت عليه، لم يفقده أي شيء من قيمته السينمائية ولا حتى التيمية أو الموضوعاتية.

ويعالج الفيلم حمل الفتيات غير المتزوجات ومعاناتهن وسط أسرهن. ويروي القصة في قالب درامي، مصاحب بالصور الشعرية والمقاطع الموسيقية والغنائية المستقاة من التراث المحلي. وفكرة الفيلم تولدت من داخل عائلته، حيث وقعت ابنة أخيه في هذا الوضع المأساوي بالنسبة لأي فتاة بالقارة السمراء.

والصعوبات الأولى التي واجهها المخرج هو إيجاد ممثلين قادرين على تبني فكرة الفيلم، وتقمص الأدوار المطلوبة بشأنه على الشاشة الكبرى. فاستغرق البحث ثلاثة أشهر لإيجاد ممثلة تقوم بهذا الدور. وللحصول على ترخيص لتصويره، كان عليه أن يمر من جمعية حكومية، وعند إخراجه زعمت ذات الجمعية أنها تولت إنتاجه، وهو ما ينفيه سيسيه إطلاقاً، مؤكداً أنها لم تدفع ولو سنتيما واحدا في الفيلم.

وعلى خلفية هذا النزاع، وضع رهن الاعتقال لمدة عام قبل أن يفرج عنه بقرار من رئيس البلاد وقتها موسى تراوري. فنال الفيلم شعبية كبيرة بعد أن كان ممنوعاً لثلاث سنوات.

 

موقع "سينماتوغراف" في

20.05.2023

 
 
 
 
 

أفلام لا تنسى حصلت على جائزة السعفة الذهبية

بسمة خالد

بعد 76 عاما من انطلاق مهرجان كان السينمائي، لا تزال جائزة السعفة الذهبية واحدة من أعلى الجوائز في صناعة السينما، وهي جائزة تمنح لأفضل فيلم شامل، فاز بها بعض من أعظم المخرجين على مدار العقود  الماضية.

وعلى الرغم من أن جائزة الأوسكار لأفضل فيلم قد تكون معروفة أكثر في العديد من البلدان، فإن قائمة الفائزين بالسعفة الذهبية متنوعة أكثر. وقد فازت بالجائزة أفلام عديدة باللغة الإنجليزية لكنها اعترفت بأفلام دولية بلغات أخرى أكثر بكثير من جائزة الأوسكار.

أقيم مهرجان كان السينمائي أول مرة في عام 1946، لكن أنواع الجوائز اختلفت من عام إلى آخر حتى عام 1955، عندما بدأ يطلق على الجائزة الكبرى رسميا اسم السعفة الذهبية بدلًا من الجائزة الكبرى.

وبين عامي 1964 و1974 عاد المنظمون إلى تسميتها الجائزة الكبرى، ثم في عام 1975 كانت مرة أخرى تحت اسم السعفة الذهبية، وظلت بهذا الاسم منذ ذلك الحين.

1- سائق التاكسي-Taxi Driver

يعدّ فيلم "سائق التاكسي" من التحف الفنية في حياة مارتن سكورسيزي، حصل الفيلم على جائزة السعفة الذهبية عام 1976، ويروي قصة "ترافيس بيكل"، وهو شاب منعزل ومضطرب (يجسده روبرت دي نيرو) يعمل سائق سيارة أجرة في مدينة نيويورك، يعاني من الأرق فيطارد الشوارع ليلًا.

ينفصل الشاب ترافيس رويدا رويدا عن الواقع بينما يحلم بتنظيف المدينة من الشخصيات التي تؤثر عليها سلبا. وعندما يلتقي العاملة الجميلة بيتسي (تلعب دورها سيبيل شيبرد)، يصبح مهووسًا بفكرة إنقاذ العالم، ويخطط أولًا لاغتيال مرشح رئاسي، ثم يوجه انتباهه نحو إنقاذ البغي إيريس (تجسدها جودي فوستر) البالغة من العمر 12 عاما.

2- عازف البيانو-The Pianist

"عازف البيانو" من أكثر الأفلام شهرة، وقد حصل على جائزة السعفة الذهبية عام 2002. يروي الفيلم قصة مؤثرة تدور أحداثها خلال الاحتلال النازي لبولندا في الحرب العالمية الثانية.

يتتبع الفيلم عازف بيانو بولنديا من أصل يهودي يدعى فلاديسلاف زبيلمان (يمثل دوره أدريان برودي)، وهو يكيف تجاربه الواقعية في القتال من أجل البقاء على قيد الحياة في الحرب بتجنب إرساله إلى معسكر اعتقال.

الفيلم من إخراج رومان بولانسكي الذي استند إلى تجربته الخاصة في كونه طفلًا من أصول يهودية وبولندية في الأراضي التي احتلها النازيون في الحرب العالمية الثانية.

3- القيامة الآن-Apocalypse Now

بعد نجاح أفلام "العراب"، وضع فرانسيس فورد كوبولا نصب عينيه صنع فيلم ملحمي عن حرب فيتنام، مقتبس من رواية جوزيف كونراد.

حصل الفيلم على جائزة السعفة الذهبية عام 1979، ويروي قصة الكابتن ويلارد (يجسده مارتن شين) في رحلة محفوفة بالمخاطر المتزايدة إلى أعلى النهر للعثور على الكولونيل كورتز (يمثل دوره مارلون براندو) الذي أصيب بالجنون لقتله.

4- باريس، تكساس-Paris, Texas

"باريس، تكساس" فيلم مميز للمخرج الألماني ويم فيندرس، حصل على جائزة السعفة الذهبية عام 1984.

تدور أحداثه حول متشرد يدعى ترافيس (يجسده هاري دين ستانتون) يجول في الصحراء في حالة شرود؛ غير متأكد مما حدث.

يبحث ترافيس عن شقيقه (مثل دوره دين ستوكويل) وابنه (أدى دوره هانتر كارسون)، وبعد أن يجد الصبي ينطلق الاثنان في مهمة عبر الجنوب الغربي الأميركي للعثور على زوجة ترافيس المفقودة (تجسدها ناستاسجا كينسكي).

5- الطفيلي-Parasite

أصبحت السينما الكورية مصدرا للإبداع على مدى السنوات الماضية، ومن أفضل إنتاجاتها فيلم "الطفيلي"، أخرجه لبونغ جون-هو الذي يصنف على أنه يجسد مدرسة الكوميديا السوداء.

حصل الفيلم على جائزة السعفة الذهبية عام 2019، ويروي قصة عائلة من الطبقة الفقيرة يتسلل أفرادها تدريجيا للعيش مع أسرة أخرى ثرية، وذلك بالتخطيط ليعمل كل فرد منهم لدى الأسرة الثرية في وظيفة ما، ومن ثم يقيمون في منزلها الفاخر.

6- خيال رخيص-Pulp Fiction

تدور أحداث فيلم "خيال رخيص" حول اثنين من صغار المجرمين، هما جول وينفيلد (يجسده صامويل إل جاكسون) وفينسينت فيجا (يمثل دوره جون ترافولتا) يؤديان ما يطلبه منهما زعيمهما، فيستعيدان حقيبة تخصه من أحد تجار المخدرات.

كما يشرفان على تنفيذ اتفاق لخسارة أحد الملاكمين مباراة ملاكمة، ويكلف أحدهما باصطحاب زوجة الزعيم (مثلت دورها أوما ثورمان) إلى الخارج للترفيه عنها في غيابه.

ورغم أن الملاكم بوتش (يجسده الممثل بروس ويليس) تلقى رشوة من زعيم العصابة "مارسيلوس ولاس" (قام بدوره الممثل فينغ راميس) ليخسر المباراة، فإنه غير رأيه وتغلب على خصمه، ثم قرر الفرار.

كذلك يعرض الفيلم قصة قاتلين مأجورين يسعيان لإخفاء آثار جثة شخص قُتل بالخطأ.

 

الجزيرة نت في

20.05.2023

 
 
 
 
 

نظرة أولى | «قتلة زهرة القمر» فيلم العام بلا منازع حتى الآن

كان (فرنسا) ـ خاص «سينماتوغراف»

«قتلة زهرة القمر» أول فيلم يتم الإعلان عنه في تشكيلة مهرجان كان السينمائي الـ 76 هذا العام، وتم استخدام صورة ليوناردو دي كابريو وليلي جلادستون على مائدة العشاء ليس فقط للترويج للإنتاج، ولكن أيضًا لحقيقة أن مدينة كان لا تزال الوجهة المفضلة للعظماء.

ومما يثير الحيرة أن المهرجان قرر قصر فيلم Killers of the Flower Moon على عرض عام وآخر صحفي واحد لكل منهما، مما يضمن عمليًا ندرة وجود التذاكر المرغوبة وإحداث ضربة عبقرية لوجود مخرج بحجم وقيمة مارتن سكورسيزي.

يرصد الفيلم إرنست بوركهارت (دي كابريو)، عقب عودته إلى الولايات المتحدة من الحرب العالمية الأولى، فيذهب ليكون تحت جناح عمه، «ملك تلال أوساج» ويليام هيل (روبرت دي نيرو)، وذلك بعد أن جعلت أموال النفط المباشرة وما تلاها من أوساج الأمة الأغنى بين السكان الأصليين، وعندما يلتقي بوركهارت بمولي ( ليلى جلادستون)، يقترح عمه هيل الزواج بين الاثنين لضمان زيادة حصة أمواله، لكن بالطبع، شريحة واحدة من الكعكة لا تكفي أبدًا، وسرعان ما تبدأ أجساد شعب أوساج في التراكم.

الكتاب غير الخيالي للصحفي ديفيد جران الذي يشرح بالتفصيل عهد الإرهاب في أوكلاهوما 1920 يخدم كأساس الفيلم، مع سيناريو انتقائي ببراعة من تأليف إريك روث يقدم إخطارات فكاهية دون أن تظهر على أنها هزلية. يتفوق عمل الكاميرا، لا سيما مع المنطقة التي تمتلك العديد التضاريس، لدرجة أن المتفرج سيشعر بحصى الأسفلت الذي تسير عليه السيارة من خلال حركاتها الوعرة أو اهتزاز الأرض أثناء حفر الزيت.

ليس من المستغرب أن يكون التمثيل مميزاً على جميع الجبهات، حتى وإن كان من الممتع رؤية دي كابريو ودي نيرو يتنافسان على من يمكنه أن يسحب عبوسهما بعيدًا، مما يمنحهما نوعًا من التشابه الأسري.

وتستحق دراما الجريمة المروعة للغاية بلا منازع حتى الآن، المكانة التي تحتلها في قوائم مشاهدة المعجبين لأكثر الأفلام المنتظرة لعام 2023، ومن المستحسن بالتأكيد مشاهدتها في دور السينما قبل إطلاقها على Apple TV + في أكتوبر المقبل.

 

####

 

مراجعة «قتلة زهرة القمر» | ملحمة رائعة للولادة الدموية لأمريكا

كان (فرنسا) ـ خاص «سينماتوغراف»

على مدار 60 عامًا تقريبًا - نصف تاريخ السينما نفسها - قدم مارتن سكورسيزي العديد من الأفلام الأمريكية الرائعة والممتعة فكرياً وبصرياً، وفيلم «قتلة زهرة القمر ـ Killers Of The Flower Moon» هو أيضاً من التحف الفنية في تاريخ هذا المخرج العبقري.

يستخرج سكورسيزي مع هذا الفيلم ملحمة غربية من جرائم الحياة الواقعية المروعة التي ارتكبت ضد قبيلة أوساج الأمريكية الأصلية في عشرينيات القرن الماضي، استنادًا إلى أكثر الكتب مبيعًا من تأليف ديفيد جران مع الكاتب المشارك إريك روث، حيث يقدم الرعب الوجودي حول ولادة القرن الأمريكي، وهي قصة بشعة عن عمليات قتل تشبه الإبادة الجماعية التي تحاكي المحو الأكبر للأمريكيين الأصليين من الولايات المتحدة، ويضع في مقدمة الدراما زواجًا مضاءً من الأكاذيب والحب المسموم أمام الاستيلاء الوحشي على الأرض والموارد والسلطة.

تقدم «ليلي جلادستون» أداءً للقوة المأساوية من خلال الشخصية التي تجسدها «مولي»، وهي امرأة أمريكية أصلية من قبيلة أوساج، والتي أصبحت، مثل كل شعبها، ثرية بشكل غير متوقع لأن الأرض الحجرية وغير الواعدة على ما يبدو في أوكلاهوما والتي سمحت السلطات للأوساج بالاستقرار فيها لديها احتياطيات ضخمة من النفط. لكنهم ما زالوا خاضعين لشرط «الوصاية» العنصري والطفولي للمطالبة بالدخل وإنفاقه، حيث يحتاج أفراد أوساج للاستفادة من ذلك إلى توقيع أبيض. وهناك شيء آخر، مولي وعائلتها منزعجون بشدة من الأمراض الغامضة التي تقتل أفراد أوساج، واحدًا تلو الآخر. في وقت لاحق يتم العثور على جثث ضحايا قتل أوساج، بما في ذلك أخت مولي الضالة آنا (كارا جايد مايرز)، التي تم تشريح جثتها بشكل غريب في الهواء الطلق، في مسرح الجريمة نفسه.

مع هذه الحالة، يصل شخص «زلق فاسد» يدعى إرنست بوركهارت، يلعبه ليوناردو دي كابريو؛ رجل طموح وخاضع وجشع وطيب، عاد إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء خدمته في الحرب العالمية الأولى، وجاء إلى العقارات الشاسعة لعمه الثري، الذي عرض عليه وظيفة للعمل جنبًا إلى جنب مع شقيقه الصعب براين (الذي يُلفظ بـ «ران ران»)، والذي يؤديه سكوت شيبرد، ومن الواضح أنه تم تطبيعه على نطاق واسع في أعمال العنف والفساد التي يترأسها العم ويليام هيل، الذي يلعب دوره روبرت دي نيرو، رجل سييء يستأجر إرنست في منصب مساعده الغامض، الذي يقوم بالعمل القذر، ويشجعه على المواعدة والزواج من مولي، التي التقى بها إرنست بالفعل، الأمر الذي من شأنه أن يمنحه (وبالتالي هيل) مطالبة قانونية بشأن «استحقاقات مولي من النفط وثروتها»، وهكذا يبدأ زواج إرنست ومولي المحكوم عليه بالفشل.

يقضي سكورسيزي الكثير من الوقت في اكتشاف شخصية دي كابريو، ومع تزايد هيمنة هيل على إرنست، ينتهي هذا «الغبي» الكسول الذي يحب المال فقط بخيانة كل ما هو جيد في حياته، أداء قوي من دي كابريو، وهو يقدم الصورة الداكنة لرجل لم يكن لديه أخلاق ليخسرها.

عندما يصبح الوضع سيئًا للغاية بحيث لا يمكن للسلطات الفيدرالية تجاهله، ترسل واشنطن ضابطًا من مكتب التحقيقات الوليد (الذي أصبح لاحقًا مكتب التحقيقات الفيدرالي). هذا هو توم وايت، الذي يؤديه جيسي بليمونز. لكن سكورسيزي يوضح لنا السياسة، حيث يبدو ظهور المكتب المتأخر، هو مسألة احتواء الوضع الصعب الذي يشمل البيض وشعوب أوساج الأثرياء، وتعزيز السيطرة الفيدرالية على ولاية أوكلاهوما الجديدة.

ونظرًا لأن الفيلم يرتكز بشكل واضح على ثقافة أوساج، فإن كل مشهد هو تعزيز للموضوعات التي تبدو مقطوعة وجافة، ولكنها مظللة بدرجة أكبر أثناء المشاهدة، ومن المحتمل أن تكون بعض الانتقادات حتمية، بالنظر إلى الأوقات التي نعيشها، لتصوير أوساج كضحايا وإعطاء مركز الصدارة للأبطال الذكور البيض الذين يسيئون إلى القبيلة، ورغم ذلك يمكن القول بأن أداء جلادستون كان يهيمن على كل مشهد تكون فيه، وهي القوة التي أوصلت الفيلم إلى نهايته.

وتبقى العلاقة بين مولي وإرنست ملتبسه، هي تثق فيه وتحبه وتأتمنه، وهو صادق بشأن مشاعره تجاهها، لكنها جزء من سياق سوء النية والعنف، وعلاقته الحقيقية مع عمه حتى أنه أصبح نسخة أصغر منه سناً، وأضحى مثل كلب يشبه سيده، ومع المشاهد الأخيرة من الفيلم تصنع جلادستون شخصية مختلفة لمولي، تشعر ببعض الخجل من تعاونها مع مضطهدها، صحيح لديها كرامة وهدوء وترتفع فوق القذارة من حولها، لكن هذا الهدوء هو أيضًا جمود المرض، خصوصاً بعد أن تعلم أن إرنست لم يكن جيدًا أبدًا، لكنها حتى لحظاتها الأخيرة تبقى مفتونة به.

يوقع سكورسيزي على فيلمه بزخرفة جميلة، يركز خلالها على الاستيلاء والتبرير الذاتي والشفقة للبارون السارق، الجشع ضد جمال الأرض التي ينهبونها والأشخاص الذين يمتلكونها، كل هذا وسط قصة جريمة تكاد لا تصدق في انتشارها وكذبها، لكنها ببساطه التاريخ السري للقوة الأمريكية، التي لوثت منسوب مياة المشاعر في النفس الإنسانية.

 

موقع "سينماتوغراف" في

21.05.2023

 
 
 
 
 

رسالة مهرجان كان

بسنت حسن

عقد ظهر اليوم المؤتمر الصحفي العالمي للمخرج العالمي صانع الأفلام (مارتن سكورسيزي ) والذي بلغ هذا العام عامه الثمانين ويشارك في فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السادسة والسبعين بفيلم جديد (خارج المنافسة) وهو فيلم ( the killers of the FLOWER MOON ) والذي عرض ٣ مرات في المهرجان ونفدت البطاقات الخاصة بالفيلم ومازال كثيرون يتوقون لرؤية الفيلم.

ولم يشارك سكورسيزي في مهرجان كان منذ عام ١٩٨٦ و ظهر اليوم بصحبة  نجمه التاريخي (روبرت دي نيرو) والذي كان بطلا لأول أفلامه الأشهر ( taxi driver) والذي شارك به (سكورسيزي)  و(دي نيرو) في فعاليات مهرجان كان عام ١٩٧٦ وفاز حينها اولى افلام سكورسيزي و دي ميرو  بسعفة المهرجان الذهبية الاكبر في تاريخ صناعة السينما في العالم عام ١٩٧٦ و فاز ايضا في عام ١٩٨٠ عن فيلمه( raging Bull ) ايضا بسعفة كان الذهبية و بالتالي حصل سكورسيزي على السعفة الذهبية لمهرجان ( كان )مرتين و رشح لجائزة الاوسكار ٥ مرات فين حين حصل عليها مرة واحدة عن فيلمه ( المغادرون ) عام ٢٠٠٦ و ولم يظهر سكورسيزي بصحة (دي نيرو ) الايطالي الاصل مثله فقط  بل ظهر كذلك  بصحبة النجم الذي صعد لافاق أرحب و اكثر اهمية منذ عمله مع صانع الافلام العالمي سكورسيزي منذ اول افلامه ( the age of innocence) عام ١٩٩٣.

ويعد فيلم سكورسيزي الجديد هو الفيلم السابع له مع دي كابريو و قبل بدء موعد المؤتمر الصحفي الذي جمع الثلاثة الكبار ( سكورسيزي و دي نيرو و دي كابريو ) بنصف ساعة اغلقت ابواب القاعة التي امتلئت! وامتد المؤتمر لساعة و نصف و كان مقرر له ان يكون ٤٥ دقيقة فقط ووقف الجمهور و الصحفيين خارج القاعة طوال ٩٠ دقيقة لرؤية العمالقة الثلاث و التقاط الصور لهم و قد خرج من القاعة سكورسيزي مسرعاً وسط حراسة مشددة و في مشهد مؤثر وقفت سيدتين و هما يمسكن ب (تي شيرت ) طبعت عليه صورة سكورسيزي فهو مخرج بشهرة لاعب كرة و يتم الاحتفاء به ربما اكثر من نجومه ! و هو أمر يبدو طبيعياً للعاملين في حقل السينما فقد أسهم  سكورسيزي و بلا جدال  في صنع نجومية غالبية نجوم هوليوود بل وصنع لنا اهم الافلام في تاريخ السينما في العالم

وفي اطار برنامج (نظرة خاصة) و هو أحد برامج مهرجان (كان ) الرسمية  عرض ظهر اليوم اول فيلم يشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي من جمهورية منغوليا منذ تأسيس المهرجان منذ ٧٦ عاما و هذه المشاركة الاولى كانت بالفيلم الروائي الطويل  ( if only I could hibernate )  و الذي قدم له التليفزيون الفرنسي منحة دعم الى جانب عدة منح اخرى قدمت له من عدة جهات منها مهرجان لوكارنو السويسري ومؤسسة الدوحة للافلام

والفيلم يعتبره صناعه بل و يعتبره المهرجان العريق حدثاً استثنائيا في تاريخ منغوليا  و التي سبق لها المشاركة في مهرجان كان بفيلم قصير  اما عرض اليوم فهو العرض العالمي الاول للفيلم الروائي الطويل لمنغوليا في فعاليات مهرجان كان السادسة و السبعين.

وتعد هذه المشاركة الرسمية الاولى لمنغوليا في المهرجان هي المشاركة الرسمية الثانية بعد ان شاركت السودان ايضا و لاول مرة أمس في فعاليات مهرجان كان السادسة و السبعين بفيلم (وداعا جوليا).

 

الدستور المصرية في

21.05.2023

 
 
 
 
 

احتفاء كبير بفيلم سكورسيزي «قتلة زهرة القمر» في مهرجان كان

كان: «الشرق الأوسط»

خطف نجوم فيلم «كيلرز أوف ذا فلاور مون» (قتلة زهرة القمر) للمخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، الأنظار على السجادة الحمراء بمهرجان كان السينمائي، الذي يشهد العرض الأول للفيلم المدجج بالنجوم.

واستقبل النقاد والجمهور الفيلم، الذي تبلغ مدة عرضه 3 ساعات و26 دقيقة، مساء (السبت) بحفاوة بالغة ونال تصفيقاً حاراً من الحاضرين استمر 9 دقائق.

وقال سكورسيزي بعد العرض: «كانت هذه تجربة مؤثرة، لا أعتقد أنني مررت بشيء من هذا القبيل من قبل»، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

والفيلم مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه وحققت مبيعات قياسية. وتدور أحداثه حول عدة جرائم قتل في عام 1920 تستهدف أمة أوسيدج الغنية بالنفط في أوكلاهوما في عشرينات القرن الماضي.

يشترك في بطولة الفيلم نجما هوليوود ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو إلى جانب جيسي بليمونس وبرندان فريزر وجون ليثجو وليلي جلادستون.

ولن ينافس الفيلم في «كان»، رغم أن مدير المهرجان تيري فريمو، قال إنه وجه دعوة لصناع الفيلم للمشاركة في سباق السعفة الذهبية بعد أن وافقت شركة «أبل» على عرضه في دور العرض قبل عرضه عالمياً.

ويعد الاستقبال الحار في المهرجان إشارة جيدة بالنسبة لشركة «أبل أوريجينال» للأفلام، التي أفادت بأنها منحت سكورسيزي ميزانية قدرها 200 مليون دولار لتحويل الكتاب الصادر في عام 2017 ويحمل الاسم نفسه إلى فيلم سينمائي.

تيم كوك المدير التنفيذي لشرك «أبل» عقب عرض فيلم «كيلرز أوف ذا فلاور مون» في مهرجان كان (إ.ب.أ)

واشتركت «أبل» مع «باراماونت بيكتشر» لعرض الفيلم حصرياً في دور العرض في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) قبل عرضه عالمياً، وهو أحد الشروط المسبقة للسماح للفيلم بالمنافسة في مهرجان كان.

ويقام مهرجان كان السينمائي في شهر مايو من كل عام في مدينة كان الفرنسية، ويعد واحد من أهم مهرجانات السينما الأوروبية إلى جانب فينيسيا وبرلين، وحمل الملصق الدعائي لنسخة هذا العام صورة الممثلة الفرنسية كاترين دينوف التي سبق وأن حصلت على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان في عام 2005.

 

####

 

دي نيرو يقارن شخصيته الشريرة في «كيلرز أوف ذي فلاور مون» بترمب

كان: «الشرق الأوسط»

رأى النجم الأميركي روبرت دي نيرو، في تصريح أدلى به (الأحد)، على هامش مهرجان كان السينمائي، أنّ الشخصية التي يؤديها في فيلم «كيلرز أوف ذي فلاور مون» تنطوي على الشر نفسه الذي يظهره الرئيس السابق دونالد ترمب.

ويتشارك النجم البالغ 79 عاماً مع ليوناردو دي كابريو بطولة «كيلرز أوف ذي فلاور مون» الذي شهد مهرجان كان السينمائي، (السبت)، عرضاً أول له، ووقعه المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي.

ويؤدي دي نيرو في الفيلم الذي تدور أحداثه في عشرينات القرن الفائت وسط قبيلة أوساج من السكان الأصليين، دور ويليام هيل الذي ينال ثقة أفراد القبيلة قبل أن ينخرط في جرائم قتل عدة بهدف الاستيلاء على النفط في أرضهم.

وقال دي نيرو للصحافيين على هامش مهرجان كان السينمائي: «لا أفهم الكثير عن هذه الشخصية ولماذا خانت» أفراد أوساج، مضيفاً: «لكننا بتنا أكثر وعياً بعد مقتل جورج فلويد»؛ في إشارة إلى الرجل الأسود الذي قُتل بيد شرطي أبيض في حادثة أشعلت احتجاجات ما يُعرف بحركة «حياة السود مهمة».

وتابع: «إنها تفاهة الشر، وهو ما يجب أن ننتبه إليه. كلنا ندرك عمّن أتحدث، لن أقول اسمه».

لكن بعد لحظات، قال دي نيرو ضاحكاً: «الأمر مشابه لما حصل مع ترمب... كان علي أن أذكر اسمه»، مضيفاً: «ثمة أشخاص يعتقدون أنّ ترمب قادر على إنجاز ما هو جيّد. تخيّلوا أي جنون هذا».

 

الشرق الأوسط في

21.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004