ملفات خاصة

 
 

عن رحيل جودار

سحر السينما

   
 
 
 
 
 
 

أمير العمري

وفاة جودار لا تعني أن السينما خسرت، وأننا خسرنا. هذا هو الكلام الاعتيادي المألوف الذي لا يعني شيئا في هذه الحالة تحديدا، فجودار رحل وقد قارب الثانية والتسعين من عمره. وكان قد توقف عمليا وفعليا، منذ 2018 عن تقديم اي جديد.

جودار بموته لن يغيب عنا وعن عالمنا. هو فقط غاب بجسده بعد أن أنهكته الشيخوخة. ولم يكن ليقدم أفضل مما قدم لو أنه عاش حتى بلغ المائة عام.

جودار إذن حي يعيش معنا، في وجداننا وضميرنا الثقافي، بأفلامه الكثيرة المتنوعة تنوعا مذهلا حقا، والتي بدأها لحسن حظه وحظنا وهو شاب لم يبلغ الثلاثين من عمره. وقد واصل العطاء الى أن بلغ الثامنة والثمانين. أي أنه استطاع أن يكمل تجربته ومشروعه السينمائي بكامله، وهو ما لم يتحقق لأحد غيره من جيل الموجة الجديدة الفرنسية على نحو ما تحقق لهذا العملاق الذي تربو افلامه على الـ 130 فيلما، روائيا، طويلا وقصيرا، تليفزيونيا، فيديويا، وتجريبيا.. الخ

لن أنعى جودار بل سأحتفي به وبمنجره السينمائي المتعدد الهائل الذي يعيش معنا والذي غير وجه السينما. وهو تأثير لن يغيب بغيابه، بل سيبقى لكل الأجيال القادمة.

 

####

 

أمير العمري

من كتابي "عصر نادي السينما"- رسالة غاضبة من جودار الى وزير الثقافة أندريه مالرو

=======

من الكتابات الفريدة التي نشرت في نشرة النادي عند عرض فيلم "المرأة هي المرأة"، الذي أخرجه جودار عام 1961 في تجربة فريدة له في الفيلم الموسيقي الغنائي، الذي يقدم فيه رؤية مناقضة تماماً لأفلام هوليوود من نفس النوع، مقال ترجمه الناقد وحيد النقاش الذي كان قد رحل عن عالمنا في حادث أليمً وهو شاب في ريعان الصبا والشباب. وقد نشر المقال في المحلق الأدبي لجريدة "الأهرام" (بتاريخ 27 مايو 1966) وأعيد نشره في نشرة النادي (14 مارس 1973) وهو عبارة عن خطاب أرسله جودار إلى أندريه مالرو وزير الثقافة الفرنسي، في عهد حكومة الجنرال ديجول احتجاجاً على منع فيلم "الراهبة" لجاك ريفيت، عن رواية دينيس ديديرو (من القرن الثامن عشر).

يقول جودار في رسالته القوية الغاضبة: "من حسن الحظ أن الحوار يمكن أن يدور بيننا على مستوى أرفع طالما أننا من رجال الفكر: أنت وديدرو وأنا، ومع ذلك فلست على يقين كامل يا عزيزي أندريه مالرو من أنك ستفهم شيئاً في هذا الخطاب. وبما أنك الديجولي الوحيد الذي أعرفه فلا مفر من أن ينصب عليك جام غضبي.

"إنني من السينمائيين مثلما هناك آخرون من الزنوج أو اليهود. وقد بدأت أسأم عملية الذهاب لرؤيتك في كل مرة، لأطلب منك الشفاعة لدى أصدقائك روجيه فراي وجورج بومبيدو، للحصول على العفو عن فيلم حكمت عليه الرقابة بالإعدام. والرقابة ليست سوى جستابو على الروح، غير أنني لم أكن أعتقد أنني يجب أن أوسطك لتشفع لأخيك ديدرو وهو صحفي وكاتب مثلك، وراهبته (إشارة إلى رواية الراهبة التي كتبها) شقيقة لي. ومعنى هذا أنه مواطن فرنسي يطالب أبانا أن يحمي استقلاله".

 
 
 
 
 
 

Muhamad Zarzour

حدث في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين لأول مرة في التاريخ،أن يصنع السينما مخرجون شباب أمثال لويس مال وفرانسوا تروفو وجان لوك غودار وكلود شابرول، الذين بدأوا كمحبين للسينما وأصبحوا نقاداً، ووجهوا حبهم النقدي أو نقدهم المحب في أفلامهم.

وقد أطلق على هذه الحركة (الموجة الفرنسية الجديدة) فعكسوا روح العصر آنذاك بطرق أخرى في أفلامهم غير تلك التغيرات التي تُعنى بالمونتاج أو حركة الكاميرا .

وقد وصفت الممثلة الفرنسية فرانسوا بريو هذه الموجة بأنها "كانت عبارة عن حرية تعبير، وأسلوب جديد في التمثيل، وإصلاح كبير على مستوى المكياج. ... حيث فجأة رأيت ممثلين بدوا طبيعيين، كما لو أنهم لقد نهضوا من النوم للتو"

هذا مافعله جان لوك غودار في السينما, فكم نملك في سينمانا العربية من أمثال غودار؟ وألم يحن الوقت لتوثيق تجربتهم؟ أما أننا سننتظر ..

 
 
 
 
 

Salah Hashem

جديد موقع "سينما إيزيس" الجديدة :

صلاح هاشم يكتب عن جان لوك جودار أسطورة السينما المعاصرة

توفي المخرج الفرنسي - السويسري الكبير الأسطورة جان لوك جودار يوم الثلاثاء 11 سبتمبر عن عمر يناهز ال91 عاما، وقد كتب ايمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية عن جودار ، الذي أخرج أكثر من مائة فيلم روائي ووثائقي في حياته، من ضمنها مجموعة من الروائع مثل " على آخر نفس " و " العار " و " موسيقانا" و " عاشت حياتها " و" تاريخ- تواريخ السينما " و " كتاب الصور" و" بييرو المجنون " وغيرها..

،كتب ماكرون في موقعه على شبكة تويتر يقول، أن جودار كان يمثل كنزا سينمائيا وطنيا لفرنسا ، ومخرجا صاحب " نظرة " عبقرية، ،فلم يكن جودار عرّابا ومؤسسا، مع مجموعة من المخرجين الفرنسيين من أمثال شابرول وتروفو ورومير وآنياس فاردا وغيرهم، لما أطلق عليه بالموجة الجديدة،في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات في فرنسا ، بفيلمه الفذ " على آخر نفس " فقط، بل كان مفكرا وفيلسوفا، وشاعرا كبيرا،أيضا، ومدافعا عن قضية فلسطين، وقد إشتهر بمناهضته العلنية للصهيونية، حتى أنه ضم في فيلمه الوثائقي" هنا وهناك " من إنتاج 1976 صورا لهتلر، الى جانب صور لرئيسة وزراء إسرائيل السابقة جوادا مائير، وكشف كما في فيلمه " موسيقانا" عن طرد الفلسطينيين من أرضهم وإحتلال وطنهم فلسطين

وهنا قراءة لصلاح هاشم لفيلمين مهمين، - فيلم" موسيقانا " الذي يحكي عن فلسطين، وفيلم " كتاب الصور" الذي يتضمن" وصية " لجودار- من أفلام المخرج الفرنسي الكبير الأسطورة، الذي جعل السينما تكمن أهميتها، في " إختراع النظرة" ، حتى تكون أداة تأمل وتفكير، في مشاكل وتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، وتقربنا أكثر من إنسانيتنا..

 
 
 
 
 

Maram Soboh

عشت مع والدي أخر أيامه كان يبقى صامتاً طوال الوقت لا يخرج ولا يلتقى أحداً، داخل البيت لا يتحرك كثيرا ولا يقوم بأي نشاط نشاطه الوحيد هو أخراج الكاست من المسجل عندما ينتهى عبد الحليم حافظ من الغناء ويدخل الكاست التالي هكذا كانت أيامي معه ، لم اتبادل أنا وهو أي نوع من الأحاديث ولا حتى عن المدرسة وعن المواد التى أدرسها في الثانوية العامة ، كنت أهرب من وحشة البيت وقلة الحديث إلى بيت أم رياض لم تكن تغضب لأنني أترك البيت وأتى إليها كانت تعرفني لا أحب الصمت أحب الحديث أحب أن أتكلم حتى مع نفسي يظن بعض الناس أن يتكلم الأنسان مع نفسه جنون أنا أره سلوك طبيعي وصحيا حتى هذا السلوك الطبيعي والصحي والدي لم يمارسه ، نسيت ملامح وجه ونسيت تفاصيله الباهته لدرجة أنني أتعمد أن لا أسمع لعبد الحليم حافظ ، لكنني لم أنسى صوته عندما طلب مني أن احضر له أدويته قبل أن يموت بثواني ، عندما أحضرت له الدواء كان متوفى كنت أتمنى لو تحدث معي قليلا قبل أن يذهب كنت أريد أن أسمع صوته أن يتحدثني عن صمته .

قبل سنتين في شهر مارس عندما جاء وباء كورونا على الكون وجاءت معه قرارات الأغلاقات والحظر ، كنت أتجول بموقع التواصل الأجتماعي توتير رأيت فيديو لغودار مقتطع من بث مباشر كان على موقع الأنتسغرام قبل بيوم ، كان أنيقً يحمل سيجارة يدخن يضحك ويضع ساق على ساق ، يتحدث عن الأفلام التى يحبها أن يشاهده فهو بالعادة يسجلها ويكرار مشاهدتها كان يتحدث بمتعة ويضحك عندها قارنت بينه وبين والدي وطبعا فاز غودار المتحدث الممتع بالمقارنة وخسر والدي الصامت الباهت .

 
 
 
 
 

Said El Mazouari

عندما أخبرني الصديق سمحمد بيوض هذا الصباح بنبأ وفاة جان-لوك غودار، لا أعرف لماذا تذكّرت يوم الاثنين 30 يوليوز 2007. حين اتّفق أنتونيوني وبرغمان على مغادرة عالمنا تباعاً، على بعد بضع ساعات فقط. ربّما لأنّ غودار، علاوة على كونه مخرج من طينة العظمة نفسها، هو سينمائي متعدّد في شخص واحد. فيه الشّيء ونقيضه، يصنع السينما وينادي بموتها، ويجرّب في أفلامه الاخيرة تكنولوجيا الأبعاد الثلاثية من فوق عقده الثّامن. حدّة آرائه وصرامة مواقفه تخفيان إحساساً رهيفاً ورومانسية طافحة. حس التّناقض هذا هو ما مكنه من أن يرى أن "كل فيلم روائي ناجح ينحو للوثائقي، وكل وثائقي جيّد ينتهي كفيلم روائي". حتى مبالغاته تحمل في طيّاتها حقيقة لا مماراة فيها، كما حين قال أنّ فاسبندر "كان يصنع السينما الألمانية بمفرده"، أو لمّا وضع وفق رؤية توظيف المونتاج للمقارنة التاريخية، وتعاطفه مع القضية الفلسطينية، في "هنا وهناك"، صورة غولدا مائير فوق صورة هتلر! نعم، بفقدان غودار كما قالت "دفاتر السينما" في نعيها هذا الصباح، "تخسر السينما بعضاً من أسلحتها"، لأنّها تفقد ألذّ المنافحين عنها وأنبل مناوئيها في آن. بموت غودار، لا نفقد سينما معيّنة، ولا حتّى فكرةً محدّدة عن السينما، بل علاقةً فريدةً وتموقعاً رهيفاً منها كان وحده يملك أسراره، لكنّ جوهره يكمن في نوعٍ من القطيعة المستمرّة. قطيعةٌ مع الأشياء والأشخاص والمفاهيم كان لا يكفّ عن إحداثها لتغذية آلةٍ رهيبةٍ تعيد تصوّر الواقع بعينٍ منزاحة ومستفزّة بتفرّدها المطلق. كان لا يفتأ يذكّر بأن الثقافة من وحي القاعدة، فيما الفنّ ينتمي للاستثناء، محذّراً ممّن يسعون لتعميم قاعدةٍ واحدة بقتل الاستثناء. غودار هو الاستثناء مدفوعاً إلى أقصاه. كل مواقفه الداعية لحذف "حقوق المؤلفين" بحجة أن للمؤلفين واجبات فقط وليس حقوقاً، واستعداده لنيل أجر شهري من "المركز الوطني للأبحاث العلمية"، تنبع من ذلك، هو الذي كان يكتفي، في أوج فترته الماوية، برفع "الكتاب الأحمر" أثناء اللقاءات الصحفية هاتفاً "كل الأجوبة على أسئلتكم ستجدونها هنا". لحظات قليلة في ميثولوجيا السينما يمكن أن توازي في طرافتها وصدقها وغرابتها، مشهد توجهه بالانتقاد لثقافة التلفزيون انطلاقاً من حركات الكاميرامان الذي يصوره أثناء ندوة صحفية تلت عرض "تاريخ/تواريخ (قصص) السينما" بكان (الصّورة المرافقة)، أو زخم السّاعات الثلات التي قضاها في نقاش ستيفان زاغدانسكي بعد صدور كتابه "الموت داخل العين" وعشرات المشاهد الأخرى.

يقول غودار بصوته الشّجي في ختام قصيدته المرئية القصيرة "أحيّيك سراييفو" مقتبساً عن لويس أراغون: "وعندما سيكون من الضروري إغلاق الكتاب، فلن آسف على أيّ شيء: لقد رأيت الكثير من الناس يعيشون بشكل سيّءٍ للغاية، والكثير يموتون بمنتهى الرّوعة. "

 
 
 
 
 

Doukhane Abdeslam

المخرج الفرنسي جان لوك غودار لم يعد يضيء شاشة الحياة:

توفي اليوم المخرج السينمائي الفرنسي السويسري جان لوك غودارJean-Luc Godard، احد صناع "الموجة الجديدة.

في ثمانينيات القرن الماضي وضمن سجالات النادي السينمائي بالقصر الكبير ( صباح يوم الأحد بسينما اسطوريا) تعرفت على مجلة دفاتر السينما (Cahiers du cinéma) ومن خلالها على رؤى جان لوك غودار الجمالية للسينما لابوصفها صناعة سينمائية فحسب، بل بعدها رؤية فلسفية للوجود وتمردا على الأنساق المألوفة في السينما الفرنسية إلى جوار فرانسوا تروفو، وكلود شابرول وغيرهم،

رحل غودار تاركا تحفه السينمائية في ذاكرة السينما ومنها: على آخر نفس- A Bout de Souffle، وداعا للغة- Adieu au Langage، وكتاب الصور- Le Livre d'image، من دون نسيان أفلامه القصير مثل Une femme coquette، Charlotte et son Jules.

المخرج هازنافيسيوس صاحب التحفة السينمائية فيلم" الفنان " المتوج بجائزة الأوسكار، جائزة الغولدن غلوب، يصف أستاذه جان لوك غودار بكونه من أعظم مخرجي الموجة الجديدة في السينما.( ينظر الحوار الشيق الذي أجرته صحيفة لوموند الفرنسية مع المُخرِج جان لوك غودار في باريس، ماي 2014). لم يكن جان لوك غودار مجرد حالة عابرة في السينما( لدى السينيفيليين على وجه التحديد)، بل تحولا جوهريا في شكل وانساق الفيلم السينمائي عبر عنه غودار في عمله الفكري" كتاب الصورة"، وفي أفلامه بوصفها تفكيرا عميقا في السينما، وهو ما يبرر الكوجيتو السينمائي للراحل جان لوك غودار «أنا أفكر، إذن فالسينما موجودة».

 
 
 
 
 

رمان الثقافية

بهذه الطريقة يمكن أن يصبح الأدب كما كان يريد لينين، جزءاً صغيراً حياً في جهاز الثورة، أي باختصار عدم إظهار فدائي مصاب، لكن كيف تساعد هذه الإصابة الفلاح الفقير، وحتى نصل إلى هذه الغاية، فإن الطريق شاق وطويل لأنه منذ اختراع الفوتوغرافيا، صنعت الإمبريالية أفلاماً حتى تمنع الذين تضطهدهم من عملها، صنعت صوراً لتزييف الواقع بالنسبة للجماهير التي تضطهدها. إن مهمتنا هي تحطيم هذه الصورة واستخدام وتعلم عمل صور أخرى أبسط، لخدمة الشعب وحتى يستخدمها الشعب بدوره، والقول إن هذا عمل شاق وطويل يعني أن هذا النضال (الأيديولوجي) هو هنا جزء من الحرب الطويلة والممتدة التي يقودها الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل. إنه يعني القول إن هذا النضال مرتبط بنضال جميع الشعوب ضد الإمبريالية وحلفائها، مرتبط مثل الأسنان والشفاه، مثل الأم وطفلها، مثل أرض فلسطين والفدائيين.

 
 
 
 
 

Abdelwahab Shawky

انطوت إحدى أهم صفحات السينما وأكثرها جدلاً

جان لوك جودار!

صحيح كنت بتخانق معاك دايماً على أفلامك بعد ١٩٦٨ وعلى موقفك من تروفو، لكن في قلبي قطعة جميلة وعذبة فيها أفلامك من ٥٩ حتى ٦٨

رجل غير لغة السينما ومسارها التاريخي، وكان إماماً ثورياً، كل تطور وكل جنون حصلوا من يومها لجودار نصيب فيهم..

شكراً على تلك الرحلة المضيئة في تاريخ الفن

 
 
 
 
 

سينما العالم World cinema

رضا الأعرجي  

لطالما كان الأدب والفلسفة مهمين لغودار..

كانت الكتب من المكونات الرئيسية لأفكاره في جميع الفترات، وفي جميع أفلامه تقريباً، يشير أو يقتبس من الكتب الأدبية الشهيرة والكتّاب الكبار في العالم، خصوصاً شكسبير.

وُلد المخرج السويسري الفرنسي الشهير في 3 ديسمبر 1930 في باريس لأبوين سويسريين- فرنسيين. درس في جامعة السوربون، وأثناء دراسته انضم إلى مجموعة من هواة السينما ضمت فرنسوا تروفو، جاك ريفيت وإريك رومير. وحين أسس أندريه بازان مجلته السينمائية المؤثرة (كراسات السينما) كان من كتابها الأوائل.

يعد غودار من أشهر مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة التي بدأت بفيلم (سيرج الجميل 1958) لكلود شابرول و(الاربعمائة ضربة 1959) لفرانسوا تروفو و(حتى آخر نفس 1960) لغودار نفسه. وبرحيله لم يبق أحد من مخرجي هذه الموجة على قيد الحياة.

جاء فيلمه الطويل الأول بعد مشاهدته فيلم أورسون ويلز (لمسة من الشر Touch of Evil) وكان من بطولة الفرنسي جان بول بلموندو والأمريكية جين سيبرغ. حاز الفيلم على إعجاب النقاد والجمهور في فرنسا وفي شتى أنحاء العالم، وقد عبّر عن أسلوب الموجة الجديدة، واحتوى العديد من الإشارات إلى الأفلام الأمريكية، ونجح في توظيف تقنيات مستحدثة في المونتاج.

تأثرت أعمال غودار في الأصل بالسينما الأمريكية وأفلام النوير، فيما ألهمت أعماله لاحقاً الكثير من المخرجين الأمريكيين المشهورين مثل مارتن سكورسيزي، كوينتين تارانتينو، روبرت التمان وجيم جارموش.

صنع غودار أفلامه مع ممثلين مشهورين مثل جان بول بيلموندو، بريجيت باردو، آنا كارينا، ميشيل بيكولي، وقد ابتكر لغة متميزة، وأسلوباً بصرياً مختلفاً، وسرداً منفرداً من خلال أعماله.

بدأ غودار في الستينات يدمج بين السياسة والفلسفة والتجريب في أفلامه مثل (بيير المجنون) الذي عبر عن موضوعة الاغتراب، قبل أن يتحول إلى الرسائل السياسية الواضحة كما في (رجولي انثوي) و(صنع في أمريكا) دون أن يفقد الاهتمام بالعناصر الجمالية.

كان غودار ناشطاً سياسياً وليس صانع أفلام فقط، وكان في مقدمة المخرجين الطليعيين الذي يعبرون عن آرائهم في القضايا الساخنة، ويدلون ببيانات حولها أو تضمينها في أعمالهم الفنية. وقد تجلت مواقفه السياسية بوضوح عند اندلاع ثورة الطلبة في مايو 1968 حيث كان في مقدمة المتظاهرين، كما ظل وراء الكاميرا يسجل بحماس سير الاحتجاجات الطلابية والعمالية بالإضافة إلى أحداث الشغب التي رافقتها.

وكانت لغودار اتصالات عديدة مع الماركسيين والطلاب الماويين في ذلك الوقت، وعندما عاد من رحلة إلى كوبا، كانت أغلب نقاشاته تدور حول "الثورة العالمية". وخلال نهاية الستينات بدأ اهتمامه ينصب على الأيديولوجية الماوية، فانتج وأجرج مجموعة من الأفلام القصيرة عرض عبرها وجهة نظره السياسية. وفي هذه الفترة سافر كثيراً، وصور العديد من الأفلام بعضها لم يكتمل ولم يعرض. وبقيت أفلامه كذلك حتى عام 1980.

في 1961 كان قد تزوج من الممثلة الدنماركية آنا كارينا، وأسس معها شركة لإنتاج الأفلام ما مكنه من اخراج أفلامه بعيداً عن شروط شركات الانتاج ومتطلباتها، وكانت في غالبيتها أفلاما سياسية، ومن بين هذه الأفلام فيلم (الجندي الصغير) عن حرب التحرير الجزائرية وفيه حاول التعبير عن الواقع المعقد للعلاقة بين فرنسا والجزائر دون التحيز لرأي ايديولوجي معين.

في استطلاع أجرته مجلة Site & Sound عام 2002، حصل غودار على ثالث أشهر صانع أفلام في تاريخ السينما.

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004