كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«محمد حفظى »:

لسنا مهرجانا «سياسيا» وهناك «تنمر» ضدنا!

كتب: شيماء سليم

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

يبقى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى رغم كل ما يمر به من أزمات وما يعانيه من مشاكل، هو المهرجان الأهم فى مصر. والأهمية هنا ليست فقط لأنه المهرجان الرسمى للدولة أو المعترف به دوليا، ولكن أيضا لأنه أصل وأساس كل المهرجانات التى أقيمت بعده فى مصر.

عندما أنشأ «كمال الملاخ» هذا المهرجان قبل 42 عاما، ورغم بساطة وتواضع البدايات إلا أنه كان يلقى دعمًا كبيرًا من كل الفنانين والمثقفين فى مصر، والأهم أنه كان يلقى إقبالًا جماهيريًا كبيرًا.. كان المهرجان فى سنوات شبابه وتألقه برعاية العبقرى «سعد الدين وهبة» – الرئيس التالي لـ«الملاخ»- يحقق ويصيب أهدافه بـ«شطارة» ما زالت تحسب لـ«وهبة» حتى الآن.. استطاع أن يجذب الكثير من أهم فنانى ونجوم السينما العالمية، نال الصفة الدولية، كانت أفلام المهرجان التي تطرح في دور العرض السينمائى تحقق أعلى الإيرادات.. إذا تحدثت إلى أحدا ممن عاصروا المهرجان فى هذه السنين ستجده دائما يقول عبارة:نعم، شاهدت هذا الفيلم فى مهرجان القاهرة.. من هنا كانت أهمية هذا المهرجان، الذي بدأ يتهاوى شيئا فشيئا عندما وضع فى منافسة مع مهرجانات أخرى، لدرجة تجعلك تتساءل: هل المهرجان ضعيف فعلا أم أن التوقعات المنتظرة منه كبيرة جدا؟

فى هذا الملف نحاول اكتشاف المزيد عن الدورة الأربعين التى حاولنا وضع كواليسها وأهم ما ينتظرنا فيها بين يدي القارئ.

روزاليوسف

بعد عام من ميلاد «محمد حفظى»، أقيمت الدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى سنة 1976، وفى العام الـ42 للمهرجان وفى دورته الأربعين، بعد إلغائه فى 2011 و2013 يأتى «حفظى» كرئيس للمهرجان ليستكمل مشوار سابقيه.. هذا الأربعينى المفعم بالحيوية والأحلام، ربما يكون هو الأصغر عمرًا وليس خبرة والأكثر معرفة وليس شهرة.

 ولكن هل يتغلب الشاب الطموح على مشاكل المهرجان المزمنة؟ هل يتمكن «حفظى» من منح «القاهرة» قبلة الحياة؟ هل يصل المهرجان - الذى أرهقت أزماته أجيالاً - لسن الحكمة فيهدأ ويعقل؟.. هذا ما حاولنا معرفته ونحن على بعد أيام قليلة جدا من حفل الافتتاح.

·        فى البداية ما المعوقات التى تمكنت من التغلب عليها وما الذى لم تستطع مواجهته من أزمات؟

- كانت هناك أزمة فى الميزانية التى لم تكن لترضى طموحنا، خاصة هذا العام بعدما دخل مهرجان «الجونة» على الساحة فأصبح هناك نوع من الترقب والضغط على مهرجان القاهرة، فما الذى سيفعله «القاهرة» مقارنة بـ«الجونة»؟.. من هنا كان لا بُد أن نحقق شيئًا على نفس المستوى، حتى فيما يخص التسويق والحفلات، وطبعًا الأهم هو الجانب الفنى والذى رغم تمتع مهرجان القاهرة به فى السنوات السابقة لأنه يمتلك إدارة فنية جيدة، فإنه لم يكن يوجد تسويق جيد للأفلام المعروضة، كذلك صعوبة وصولنا لاتفاقيات تخص الأفلام المهمة التى تتسابق عليها المهرجانات الأكبر -ليس تاريخيًا- ولكن ماديًا، مثل دبى الذى يستحوذ على الأفلام الأهم على مستوى العالم، ومؤخرًا أيضا الجونة، فكان التفكير فى كيفية المنافسة على عرض الأفلام المهمة وكيف سيتاح لنا فرصة عرضها الأول على مستوى العالم العربى أو الشرق أوسطى أو حتى العالمى، وهذا تمكنّا من تحقيقه إلى حد كبير هذا العام، بعد مواجهة صعوبات فى عدم توافر التسويق الجيد بسبب غياب التغطية الإعلامية العالمية، أو توافر جوائز مالية أو الدعم، وهذه الأسباب كانت تجعل أصحاب الأفلام ليس لديهم الدافع للمجىء إلى القاهرة بدلا من دبى مثلاً.

·        لكن فى السنوات الأخيرة أصبح هناك تحجيم للمهرجانات فى العالم العربى؟

- صحيح، ولكن ستجدين أنه عندما توقف (أبوظبى) بدأ (الجونة)، (دبى) أصبح كل عامين، ولكن (مراكش) موجود، لكن بالتأكيد (دبى) خفف المنافسة، ورغم حزنى الخاص على هذا المهرجان الذى كان يوفر فرصة كبيرة للسينمائيين العرب بالالتقاء بصناع السينما العالمية بسبب السوق الضخمة التى كانت تنظمه. وقد حاولنا أن نفعل هذا فى «القاهرة» من خلال أيام القاهرة لصناعة السينما.

·        كم وصلت الميزانية الأخيرة، من دون الرعاة؟

- الميزانية الرسمية التى حصلنا عليها من وزارة الثقافة 16 مليونًا، وهذا ما وعدت به وكنت أعرف منذ البداية أنها لن تكفى، فكنت أريد الوصول لـ 40 وبالفعل وصلت لـ37 تقريبًا.. منها 15 مليونًا دعم مادى مباشر من الرعاة.. والباقى جاء فى صورة دعم تسويقى مثل الدعاية والإعلان أو الحفلات، وهذا الرقم 37 مليونًا كان لدىّ شك فى الوصول له.

·        قلت إن «سميح ساويرس» تبرع للمهرجان بـ 2 مليون، ألم يكن من الممكن أن يسبب ذلك حرجًا فى أن الجهة المنظمة لمهرجان منافس تمنح تبرعًا لمهرجان الدولة؟

- أولاً التبرع ليس من مهرجان الجونة، التبرع من مؤسسة ساويرس، بهدف رغبتهم فى التأكيد على أن مهرجان الجونة ليس ضد القاهرة.. وأن المنافسة شريفة، نعم عائلة ساويرس هى التى تقيم مهرجان الجونة، لكنها فى الوقت نفسه عائلة ثرية تدعم أنشطة أخرى.

·        ولماذا لم يشاركوا كرعاة؟

- أردت ذلك وأخبرتهم أننى سأضع اللوجو الخاص بالمؤسسة، ولكن «سميح ساويرس» رفض وسألنى عما أحتاجه، فأخبرته أننى أريد شراء شاشات عرض وتجهيزات تقنية للمسرحين الكبير والصغير.. فجاء تبرعه لتوفير ذلك.

·        تهتم كثيرًا بالتقنيات وجودة وسائل العرض فى حين يعانى المهرجان من العديد من المشاكل؟

- التقنيات من أهم وأساسيات المشاكل، فكى أتمكن من إحضار أفلام مهمة لمخرجين كبار يجب أن أضمن لهم أن تعرض أفلامهم بشكل جيد مثل المهرجانات الأخرى.. وإلا لن يقبلوا الحضور، وهذا بالنسبة لى أهم من دفع مقابل مادى للضيوف كى يأتوا.

·        بمناسبة الضيوف، كيف كانت صفقة حضور «رالف فاينس»؟

- لا توجد صفقة.

·        ألم تكن لديه شروط؟

 - لا، أبدًا، فقط طلب أن يسافر درجة أولى ويسكن فى الفندق الذى يريده هو والفريق الذى يصاحبه.

·        ألم يحصل على مقابل مادى؟

- لا.

·        ولكن هذا كان يحدث أحيانًا مع الضيوف الكبار؟

- كان الرعاة هم من يدفعون للضيوف.

·        والرعاة هذا العام لم يدفعوا له؟

- لا، لأننى بشكل شخصى لا أحبذ هذه الفكرة، وأشعر أنها تقليل من قيمة المهرجان، فالمهرجانات الثرية التى ليس لديها تاريخ هى التى تدفع مقابل مادى للضيوف كى يحضروا.

·        ماذا عن المقابل المادى للأفلام المعروضة؟

- بعض الأفلام تعدى المقابل المادى لعرضها الألف دولار أو يورو.. وبعض الأفلام التى دعونا مخرجيها أو أحد صناعها للحضور لم يطلبوا مقابلاً ماديًا، وفيلم الافتتاح لم ندفع أى مقابل له لأن عرض أى فيلم فى الافتتاح يعتبر مكسبًا للفيلم، فالمهرجان عامة يتبع منذ سنوات سياسة دفع مقابل مادى لحق العرض، وإن كانت بعض الأفلام تتنازل عن ذلك لأنها تتوقع أن يكون المهرجان سببًا فى الترويج لها، وأتمنى أنه فى خلال عامين أو ثلاثة نجد سعيًا من الأفلام المهمة للعرض فى مهرجان القاهرة، باعتباره بوابة دخولها للعالم العربى والشرق الأوسط.

·        أثيرت بعض الأزمات فى الشهور السابقة، هل تشعر أن هناك نوعًا من التنمر على المهرجان؟

- بالطبع أشعر بذلك، لكن هناك أشياء تستحق المناقشة، مثل أزمة «كلود ليلوش»، بعيدًا عن قناعتى وقناعة الآخرين.

·        هل كان عيبًا من المهرجان عدم مراجعة أمر «كلود ليلوش» قبل الإعلان عن تكريمه؟

- لا، ليس عيبًا فى المهرجان، و«ليلوش» ليس معروفًا عنه عالميًا أنه صهيونى أو «مسيس» أصلاً، فهو بعيد عن السياسة.. ونحن لسنا بمهرجان سياسى، نحن مهرجان سينما.. ولكن عندما استاء بعض الناس، كنا فى موقف صعب ومطلوب أن نهدئ الرأى العام الذى كان منقسمًا بالمناسبة، بين مؤيد ومعارض لتكريمه، لكن الرافضين كان صوتهم أعلى، وعندما تواصلت معه وأخبرته بما يحدث رفع عنا الحرج باعتذاره.. وقد فعلت ذلك حتى لا تكون صورتنا سيئة أمام العالم، ففى مثل هذا الموقف، كان أمامى خياران إما أن أصر على التكريم أو ألغيه.. وإذا كنت أصررت على التكريم وحدثت ضغوط معينة لإلغائه كان من الممكن أن أفكر فى الاستقالة.. ولكن عندما جاء الاعتذار منه، حفظنا ماء وجهنا بعض الشىء.

·        باعتبارك منتجًا، تتعارض مصالحك مع المهرجان بحرمان أفلامك من المشاركة؟

- على المخرج الذى يتعامل معى، إما أن يختارنى كمنتج أو يختار المهرجان.

·        وجودك كرئيس لمهرجان القاهرة، مكسب أم خسارة؟

- فى ناس تقول إنه مكسب إننى أستفيد من المهرجان، وهناك من يقولون العكس، إن المهرجان هو الذى يستفيد من علاقاتى، بالنسبة لى فالضرر فقط هو عدم مشاركة أفلامى فى مقابل مصلحة عامة.. وهذا سهل التغلب عليه بمشاركة أفلامى فى مهرجانات أخرى.

·        وما الفائدة العائدة عليك؟

- نجاح المهرجان سوف يحسب لى.

·        نجاح أفلامك يحسب لك؟

- نعم، هذا نجاح وهذا نجاح من نوع آخر، فعندما أحقق نجاحًا فى شىء يخص البلد، فهذا شىء كبير ومهم بالنسبة لى، معنويًا وأدبيًا.

·        المهرجان يتهم بالفشل، حتى من قبل أن يبدأ، ما تعليقك؟

- (فى ناس مهما نعمل هتفضل تتهمه بالفشل)، وهناك آخرون سيشعرون بالتطور الذى نحاول تحقيقه، وإذا شعر رواد المهرجان بذلك حتى إن كتبت بعض الأقلام العكس، سأشعر أن المهرجان أصبح له وجود وأهمية وسمعة دولية.. وهذا من السهل الشعور به وله مؤشرات ودلائل حتى لو بعض الناس قالت إننا فشلنا.. فنحن نعلم أن النجاح الكامل لن يتحقق فى عام واحد.

·        ولكن هذه الدورة الأربعون للمهرجان، فكيف لايزال يعانى كل هذه المعاناة؟

- لقد غيرنا الكثير، ونعالج العديد من المشاكل.

·        هل تسبب الرؤساء السابقون فى هذه المشاكل؟

- كانت إدارة المهرجان تتم بأسلوب قديم، الموضوع تغير فى العالم كله، فكرة لجنة مشاهدة مثلا، لا توجد الآن.

·        ولكنك أقمت لجنة مشاهدة؟

- نعم أقيمت لأنها ضرورية، ولكن كان لابد أن يكون هناك مندوبون يسعون ويسافرون ويتفقون على عرض الأفلام أثناء تصويرها. لا بُد أن يكون للمهرجان دور فى صناعة السينما، فالمهرجانات ليست فقط لعرض الأفلام. وهذا العام سافر المبرمجون للمهرجانات الكبرى ولدينا مراسلون أجانب تعاونوا معنا من مختلف الدول.

·        لقد حدث ذلك من قبل أيضًا؟

- صحيح، لكن ليس مثل هذا العام الذى سيكون به فرق كبير فى برنامج المهرجان.>

####

أخطر 20 فيلما فى مهرجان القاهرة السينمائى

كتب : شيماء سليم و آلاء شوقي

رغم كل المشاكل والأزمات التى تحاصر مهرجان القاهرة، لكن يبقى اختيار الأفلام من الحسنات التى تحسب لهذا الحدث السينمائى فى الأساس، فدائما وعلى أقل تقدير ستجد عددًا لا بأس به من الأفلام المهمة.. وهذا العام يأخذنا المهرجان بين الأفلام السياسية والدينية والعاطفية، وبين قصص وحكايات واقعية وخيالية سوف يعيش رواد المهرجان عشرة أيام من المتعة السينمائية الخالصة.. وإليكم انتقينا (أخطر) هذه الأفلام وفقا لأهمية مضمونها والتقديرات النقدية التى نالتها فى العالم.

Green book - 1 -الكتاب الأخضر

فيلم الافتتاح، من بطولة «ماهرشالا على» الحائز على أوسكار أفضل ممثل مساعد عام 2016 عن فيلم «ضوء القمر- moonlight» و«فيجو مورتينسن» المرشح لجائزتى أوسكار أفضل ممثل فى عامى 2017 و2008. الفيلم من إخراج «بيتر فارليلى»، ويتناول جزءا من سيرة عازف البيانو  «دون شيرلى» الذى اشتهر فى الخمسينيات والستينيات، حيث نتابع رحلة بالسيارة قام بها فى جنوب أمريكا بمرافقة سائقه، فى محاولة لتفقد مدى تفشى التمييز العنصرى فى المجتمع الأمريكى، الدليل الذى يتبعه البطل والسائق هو وثيقة حقيقية انتشرت فى هذه الفترة بعنوان «الكتاب الأخضر للسائق الزنجى» والذى قام بتأليفه «فيكتور جرين» كى يساعد الزنوج على اختيار الأماكن التى يأكلون ويقيمون بها فى طرق السفر الطويلة، بسبب امتناع الكثيرين من أصحاب البشرة البيضاء من تقديم الخدمات للسود، ووصول الأمر فى كثير من الأحيان لاستخدام العنف.. «الكتاب الأخضر» من الأفلام المتوقع لها بشدة التنافس على جوائز الأوسكار وقد بدأ عرضه التجارى فى أمريكا قبل ثلاثة أيام.

Obey - 2 – طاعة

عرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان «تريبيكا»، حيث فاز بجائزة أفضل سيناريو. وتدور أحداثه حول تمزق حياة شاب أسمر فقير، بعد أن وقع فى حب فتاة شقراء غنية.. الفيلم يوضح جانبا من حياة لندن، لم يُركز عليه كثيرون من قبل، وهو العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء، ويظهر محاولة البطل، وكل من هم يشبهونه، فى الوقوف ضد الظلم المجتمعى، بعد أن يروا أحلامهم بعيدة المنال، وغير قابلة للتحقيق، فى ظل الاضطهاد الداخلى للحكومة.. الفيلم من تأليف وإخراج «جيمى جونز» الذى تطرق لأحداث «شغب إنجلترا 2011»، وهى الاحتجاجات التى نبعت من العنصرية، وسوء العلاقة بين الشرطة البريطانية، والجالية السوداء. والتى أسفرت عن إصابة 111 رجل شرطة، وحوالى 200 شخص أغلبهم من الشباب، واعتقال 1100 شخص..الفيلم يعرض فى المسابقة الرسمية للمهرجان.

A twelve-year night - 3 - ليلة الإثنا عشر عاما

يشارك هذا الفيلم أيضا فى المسابقة الرسمية، وقد تقدمت به أوروجواى ليمثلها فى الأوسكار أفضل فيلم أجنبى، قام بالإخراج «الفارو بريخنر» الذى يعد واحدا من أكثر المخرجين العالميين مشاركة فى المهرجانات الكبرى، وقد نال سيناريو هذا الفيلم دعما إنتاجيا فى مهرجان برلين عام 2016.. تدور الأحداث عام 1973 عندما كان يحكم أوراجواى ديكتاتور عسكري يقرر الانتقام من ثلاثة سجناء تابعين لمنظمة (توبامروس) والمعروفة أيضا باسم (حركة التحرير الوطني) وهى جماعة يسارية، السجناء الثلاثة يتم وضعهم فى حبس انفرادى فى محاو لة لتحويلهم إلى مجانين، وكان من بينهم «خوزيه – بيبى - موخيكا» الذى أصبح فيما بعد رئيسا للأوراجواى من عام 2010 وحتى عام 2015 وعرف بأنه أفقر رئيس فى العالم لأنه كان يتبرع بـ90% من راتبه للجمعيات الخيرية. كما كان يعيش بأسلوب متقشف جدا، يرفض الحراسة، يركب سيارة عادية ويسكن فى بيت بسيط تمتلكه زوجته. بينما كان يفتح القصر الرئاسى لإيواء المشردين.

Roma - 4 – روما

فيلم مكسيكى أمريكى يعرض فى القسم الرسمى خارج المسابقة، تدور الأحداث فى مدينة مكسيكو بين عامى 1971 و1972 وهى الفترة التى شهدت فيها المكسيك مذبحة (كوريوس كريستي) التى قتل فيها جنود الجيش الطلاب المتظاهرين ضد الحكومة.. الفيلم يقدم قصة درامية تقع فى حى «روما» عن أم لأربعة أطفال تواجه غياب زوجها المفاجئ وتساندها فى مواجهة هذه الأزمة خادمتها.. وهو من إخراج «الفونسو كوران»، الذى يعد أول مخرج مكسيكى يفوز بجائزة الأوسكار عن فيلم «جرافيتى» فى عام 2013. كما قدم عددا من الأفلام العالمية المهمة مثل «هارى بوتر وسجين أزكابان»، ويقال إن فيلم «روما» مبنى على سيرة حياته وهو طفل. وقد نال الفيلم جائزة الأسد الذهبى فى مهرجان فينسيا الأخير ويمثل المكسيك فى مسابقة الأوسكار ومن المتوقع أن ينافس على أكثر من جائزة وليس جائزة الفيلم الأجنبى فقط.

Angels Are Made of Light - 5 الملائكة يصنعون من النور

بعد أكثر من عشر سنوات من ترشحه لجائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقى «Iraq in Fragments»، يقدم صانع الأفلام الأمريكى «جيمس لونجلى»، هذا الفيلم الوثائقى أيضا، وهو عن صورة جماعية عميقة عن الطلاب، والمدرسين الأفغان، الذين لا يزالون متأثرين بالاضطرابات الوطنية، ويحاولون الحفاظ على الأمل فى (كابول). ورغم أن الفيلم يوجه الانتقادات إلى الوجود العسكرى الأمريكى فى أفغانستان من خلال أحاديث الناس، والإذاعة، إلا أنه لا يركز على الجانب السياسى فقط، بل التركيز الأساسى، على التعايش اليومى، والحالة النفسية للأهالى..حاز الفيلم على إشادة من النقاد بلغت 100% على موقع «rottentomatos». والجدير بالذكر أن قوة هذا الفيلم لا تعود لصدق القصة فقط، بل تعود أيضا لقوة مخرجه، الحائز على عدة جوائز عالمية عن أفلامه المهمة مثل: «Gaza Strip، قطاع غزة»، الذى عرض عام 2002، وسجل فيه الأحداث، التى وقعت قبلها بعام خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، و«العراق فى شظايا»، الذى عرض فيه وجهة نظر العراقيين من السنة، والشيعة، والأكراد المقيمين فى العراق، خلال العامين الأولين من الحرب.

Heaven without people - 6 - غداء العيد

فيلم لبنانى نال إشادات نقدية كبيرة عند عرضه ضمن مسابقة المهر الطويل فى مهرجان دبى العام الماضى، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، الفيلم يتناول قصة «جوزفين» التى تقرر دعوة جميع أفراد عائلتها على وليمة غذاء بمناسبة عيد الفصح، ولكن تبدأ المواجهات والنزاعات بين مختلف أفراد العائلة من شتى الأجيال بسبب اختلاف آرائهم السياسية.. الفيلم يعرض فى القاهرة ضمن مسابقة الفيلم العربى.

operation red sea - 7 - عملية البحر الأحمر

فى عام 2015 قامت قوات البحرية الصينية بعملية أطلق عليها «عملية البحر الأحمر» وكانت تستهدف إجلاء 570 مواطنا صينيا ومعهم ثمانية أجانب من الميناء الجنوبى اليمنى فى (عدن) أثناء الحرب الأهلية اليمنية، وقد وصفت وزارة الدفاع الصينية هذه العملية فى بيان رسمى قائلة: «إن ضباط الجيش يجب أن يكونوا الحارسين لأمن الشعب والسفن الحربية يجب أن تكون مثل سفينة نوح لمواطنيها».. الفيلم يعتبر من أقوى أفلام الحرب والحركة الصينية وقد حقق إيرادات كبيرة اقتربت من النصف مليار دولار، مما وضعه فى المرتبة الثانية لأعلى الأفلام دخلا فى تاريخ الصين. كما نال إشادات نقدية جيدة، وقد تقدمت به الصين ليمثلها فى مسابقة الأوسكار أفضل فيلم أجنبى. الفيلم يعرض فى قسم العروض الخاصة بمهرجان القاهرة.

Birds of Passage - 8 -الطيور المهاجرة

يعتمد هذا الفيلم على أحداث سياسية عنيفة شهدتها كولومبيا فى الستينيات والسبعينيات. وقد تم اختياره لافتتاح قسم «نصف شهر المخرجين» فى مهرجان «كان» هذا العام، كما تم اختياره ليمثل كولومبيا لأوسكار أفضل فيلم أجنبى.. تدور القصة فى الستينيات، حيث نشأة تجارة المخدرات، خاصة «الماريجوانا»، ومدى العنف، والجشع، والتهديد المستمر بالانتقام الدموى، الذى صاحب إتمام الصفقات..أكثر ما أشاد به النقاد هو تشريح الفيلم وتجسيده للخبرات المحلية الكولومبية، بخلاف الأفلام الأخرى غير الموثقة. فبداية من عنوان الفيلم، الذى يستخدمه السكان المحليون، كمصطلح لتجار المخدرات فى تلك الفترة والذين يأتون ويذهبون كالطيور المهاجرة. والتركيز على تفاصيل المعتقدات مثل: تطلع الشخصيات إلى المخلوقات المجنحة كنوع من الفأل، أو الاعتقاد بأنها أرواح، أيضا إظهار ما تتمتع به النساء من سلطة على الرجال هناك.. الفيلم يعرض فى المسابقة الرسمية للمهرجان.

9 -  Donbass – دونباس

تم اختير هذا الفيلم لافتتاح قسم «نظرة ما» بمهرجان «كان» هذا العام، وفاز عنه المخرج «سيرجى لوزنيتسا» بجائزة أفضل مخرج. كما تم اختياره ليمثل أوكرانيا فى مسابقة الأوسكار..الفيلم يروى الوضع المدمر للنزاع فى شرق أوكرانيا خلال الفترة بين 2014، و2015، والصراع بين القوميين الأوكرانيين، ضد مؤيدى جمهورية (دونيتسك الشعبية) المدعومين من روسيا، وشكل الحرب المختلطة بين نزاع مسلح، وعمليات نهب وجرائم ارتكبتها عصابات انفصالية. ولكن القصد الأساسى من القصة ليس الحديث عن منطقة، أو بلد، أو نظام سياسى معين، بل الإشارة لوجود عالم ضائع فى أزمة «الهويات». كما أكد المخرج على فكرة استحالة وجود مأمن من نشوب صراع، أو انهيار دولة فى أى مكان!! وصف النقاد هذا الفيلم، بأنه أفضل فيلم حرب لهذا العام، نظرًا للدقة والإتقان اللذين توافرا فى صنعه.. الفيلم يعرض فى المسابقة الرسمية.

Woman at War - 10- امرأة فى حرب

هو فيلم درامى كوميدى، يميل إلى السياسة بشكل فكاهى. عرض لأول مرة فى مهرجان «كان»، فى قسم «أسبوع النقاد»، حيث فاز بجائزة السيناريو، كما تقدمت به آيسلندا لمسابقة الأوسكار.. وتدور قصته حول امرأة فى الخمسينيات من عمرها، تعلن الحرب على صناعة الألومنيوم المحلية، بقطع وتدمير أسلاك الكهرباء التى تمد المصانع بالطاقة، حيث تخاطر بكل ما لديها لحماية مرتفعات آيسلندا، لكن الوضع يتغير مع وصول -غير متوقع- لطفلة يتيمة صغيرة فى حياتها.. تعود قوة الفيلم –وفقاً للنقاد- إلى براعة المخرج «بينديكت إيرلينجسون»، فى تصوير البطلة بأنها الشعب، خاصة أنها تعيش المثل العليا للأبطال الوطنيين، والسياسيين، الذين علقت صورهم على جدرانها، مثل «غاندى»، و«مانديلا». 

I Do Not Care If We Go Down in History as Barbarians -11 

«لا اهتم إذا سقطنا من التاريخ كبرابرة» هذه الجملة التى قالها رئيس الوزراء الرومانى «يون انتونيسكو» فى مجلس النواب عام 1941، حيث بداية عمليات التطهير العرقى على «الجبهة الشرقية»، التى كانت موقعا لمعظم معسكرات الإبادة، وأغلبية المذابح، ومكانا محوريا للمحرقة. وقد وقع فيها أكثر من 30 مليون شخص، معظمهم من المدنيين، من أصل 70 مليون حالة وفاة منسوبة إلى الحرب العالمية الثانية ككل. ويحاول الفيلم التعليق على هذا البيان، لكن المفارقة، هى الفكاهة التى يستخدمها للتعليق على حادثة تاريخية دموية !!..تم اختيار الفيلم ليمثل رومانيا فى الأوسكار

A fortunate man - 12 -رجل محظوظ

يعرض هذا الفيلم ضمن قسم عروض خاصة، وهو من إخراج «بيلى أوجست» الذى يتولى هذا العام رئاسة لجنة التحكيم الدولية، وهو صاحب مجموعة من أهم الأفلام فى السينما الأوروبية، حيث نال فيلمه «بيل الفاتح» جائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبى عام 1987 كما نال السعفة الذهبية لمهرجان كان وهى الجائزة التى حصل عليها «أوجست» أيضا عن فيلم «أفضل النوايا»..فيلم «رجل محظوظ» يتناول قصة شاب يعيش فى الدنمارك فى نهاية القرن التاسع عشر، أسرته مسيحية متشددة ووالده قس، وفى نوع من التمرد على والده يسافر إلى العاصمة ويتعرف على أسرة يهودية ليرتبط بأفكارهم ويغوى ابنتهم الكبرى التى تقع فى حبه.

Suleiman Mountain - 13 -جبل سليمان

رغم أن مخرجة هذا الفيلم روسية، إلا أنها قدمت عرضًا مبهرًا، ومثيرًا للإعجاب، سواء فى طريقة عرض القصة، أو على مستوى دقة وصف طبيعة البلد، وتفاصيل شكل وحياة الناس، الذين يعيشون فى دولة (قيرغيزستان). وهى دولة استقلت عن (الاتحاد السوفيتى) فى أواخر 1991.. القصة تدور حول رجل صعب الطباع، سكير، ومقامر، يعيش على هامش المجتمع، ويقود سيارة نقل فى جميع أنحاء البلاد لحضور الكارافانات مع زوجتين. الأولى تعود لزوجها بعد أن وجدت ابنها الذى كان ضائعا لمدة 15 عاما. والثانية، الأصغر عمرًا، تنتظر هى الأخرى مولودًا. ومن هنا تبدأ الحبكة الدرامية، وتحاول العائلة غير العادية، أن تقرر ما إذا كان عليها أن تتعايش بسلام، أو تمزق بعضها البعض.. تحتوى القصة على مشاعر دينية صوفية، نظرًا للأغلبية المسلمة التى تعيش هناك. ويذكر أنه تم تصوير الفيلم داخل، وحول «جبل سليمان»، وهو -الآن- يعد تراثا عالميًا..كما يظهر السيناريو الصراع التى تعيشه الدولة بين الماضى، أى النظام السوفيتى القديم، والحاضر الفقير، الذى لم يستوعب اقتصاد السوق بعد

The Prayer - 14 –المصلى

شارك هذا الفيلم فى المسابقة الرسمية لمهرجان «برلين»، وفاز البطل «أنتونى باجون» بجائزة «الدب الفضى» لأفضل ممثل، عن دوره كشاب مدمن للمخدرات، يحاول التعافى، فينضم إلى مجموعة من المدمنين السابقين، الذين يعيشون معزولين فى الجبال، داخل بيت يديره كاهن، ويستخدمون الصلاة كوسيلة لعلاج أنفسهم. ويستمر البطل فى حرب نفسية شديدة، ليعيد اكتشاف نفسه. تعتمد القصة بشكل أساسى على الإنسانيات، والروحانيات، وتحريك المشاعر، دون إجبار المشاهد على ضرورة الإيمان، أو التطرق للماضى، الذى أدى إلى وصول كل بطل لحالته.

At Eternity's Gate - 15 -على بوابة الأبدية

إذا كنت من محبى الرسام (فنسنت فان جوخ)، فهذا الفيلم هو الأنسب، حيث نشاهد الأيام الأخيرة فى حياته. الفيلم عرض فى المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا.. وفاز البطل «ويلم دافو»، بجائزة أفضل ممثل. والأجمل أن النجم «دافو» صار رسامًا حقيقيًا، بعد كثرة تدريبه على الرسم لإجادة تأدية الدور.. بدأ العرض التجارى للفيلم يوم الجمعة الماضى، ورغم اعتباره فيلم سيرة، إلا أن مخرجه، الحائز على الأوسكار عام 2007، «جوليان شنابل» أكد أنه ليس كذلك، وأنه فقط دراسة للإبداع، ومعنى أن يكون المرء فنانًا.

 16 - 3 days in quiberon  - ثلاثة أيام فى كابرون

«رومى شنايدر» واحدة من نجمات الستينيات والسبعينيات التى تعتبر حياتها أسطورة، حيث تملؤها الدراما من التربع على عرش نجمات السينما الأوروبية، لقصة حب مع «الآن ديلون»، للموت منتحرة.. حول سيرة حياة «رومى شنايدر» ولكن بأسلوب سرد جديد ومختلف قامت المخرجة «إيملى عاطف» الإيرانية الأصل، الألمانية المولد والنشأة، بتقديم هذا الفيلم عن ثلاثة أيام فقط فى حياة «شنايدر»، قامت فيها بإجراء آخر لقاء صحفى لها والذى تحكى فيه عن الكثير من مآسى حياتها.. مثل الشائعات التى كانت تطاردها، علاقتها بكل من حولها ومعاناتها من ألم سرطان الكلى.. «شنايدر» أنهت حياتها بالانتحار وهى فى الثانية والأربعين من عمرها بابتلاع كمية كبيرة من الأقراص المنومة.. الفيلم عرض فى مهرجان برلين ونال سبع جوائز فى (جوائز الفيلم الألماني).

An Unexpected Love -17 -حب غير متوقع

تم افتتاح مهرجان «سان سيباستيان السينمائى الدولى» الإسبانى بهذا الفيلم الرومانسى الكوميدى الأرجنتينى، الفيلم تم شراؤه فى عدد كبير من دول (أمريكا، وأوروبا، وآسيا)..وهو من أكثر الأفلام الكوميدية مشاهدة فى (الأرجنتين) خلال الفترة الأخيرة.. وتعود قوته فى مواجهته لمشاكل الحب والزواج بشكل بسيط وفكاهى. القصة تدور حول زوجين يعيشان أزمة بعد 25 عاما من الزواج تدفعهما للانفصال، وتحثهما على سؤال نفسيهما حول الحب، والرغبة، ومرور الزمن.

One day - 18   ذات يوم

فيلم مجرى يشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان، ورغم بساطة هذا الفيلم إلا أن التقديرات النقدية التى نالها على موقع ((rottentomatos وصلت لـ100% أى أن جميع المقالات التى كتبت عنه كانت إيجابية. الفيلم يتناول قصة يوم فى حياة امرأة عاملة وأم لثلاثة أطفال تشك فى خيانة زوجها ولكنها لا تملك رفاهية الوقت للتفكير فى هذا الأمر، وقد وصفه النقاد بالعبقرى فى تسجيل 36 ساعة فى حياة امرأة عادية لكنه يعكس وبدون إثارة أية مشاعر خجل أو شفقة درجة الإرهاق التى تعانيها النساء يوميا.. الفيلم من بطولة وتأليف وإخراج «صوفيا سيلاجى».. وقد نال جائزة الفيبرسى فى مسابقة أسبوع النقاد على هامش مهرجان «كان» هذا العام.

19-  دشرة

هو العمل الأول للمخرج التونسى «عبدالحميد بو شناق»، ويعرض ضمن قسم جديد اسمه عروض منتصف الليل، وهو القسم الأنسب لهذا الفيلم لأنه من نوعية أفلام الرعب، وهو أول فيلم تونسى من تلك النوعية، وإن كانت بعض المقالات والآراء وضعت قصة الفيلم فى شكل رمزى للأحداث السياسية التى تعيشها تونس قبل وبعد ثورة الياسمين. وهذا الأمر يوضحه تصريح المخرج التونسى الكبير «فريد بو غدير» الذى قال عن الفيلم: «الجيل الجديد تأثر بالثورة وأصبح يحمل كما هائلا من العنف وبدأ فى تجسيده فى أفلامه وإنتاجاته». قصة الفيلم تدور حول ثلاثة شباب يدرسون الصحافة ويطالبهم أستاذهم بعمل بحث بالصور يكون بعيدا عن الثورة، فيقررون عمل بحث عن نزيلة فى مستشفى للأمراض العقلية، وبتتبع ظروفها يصلون لمنطقة «دشرة» المليئة بالغموض والأشخاص المخيفة والمشاهد المرعبة.

Border -  20 حد 

فيلم سويدى يعرض فى القسم الرسمى خارج المسابقة، من إخراج الإيرانى «على عباسى»، وقد تقدمت به السويد للمشاركة فى الأوسكار، ويدور فى إطار خيالى حول اثنين من (المتصيدين) وهى كائنات مختلفة عن البشر وإن كانت لبعضهما صفات وقدرات بشرية.. الشكل الدميم وطباع البطلين تلتقى، ويبدآن معًا مواجهة بعض المشاكل مع الناس، حيث البطلة المعتادة على التعامل معهما والبطل الراغب فى الانتقام منهما.. الفيلم نال الجائزة الكبرى فى مسابقة «نظرة خاصة» بمهرجان «كان».

####

أفلام فى انتظارالعرض وأخرى فى انتظار الفرج

كتب : هبة محمد علي

تشهد الدورة الأربعون من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عرض ثمانية أفلام مصرية فى مسابقات، وأقسام المهرجان المختلفة، كما تشهد مشاركة رباعية فى ملتقى القاهرة السينمائى، المقام على هامش المهرجان، ضمن أكثر من مائة مشروع، حيث يعنى الملتقى بتطوير مشروعات الأفلام سواء كانت تلك الأفلام فى مرحلة التطوير، أو مرحلة ما بعد الإنتاج، وفى السطور التالية نتعرف أكثر على تلك الأفلام والمشروعات، ونحاور بعضًا من صناعها.

المسابقة الدولية

ينافس فيلم (ليل خارجى) للمخرج أحمد عبدالله السيد على جوائز المسابقة الدولية للمهرجان، وهو من بطولة كريم قاسم، وبسمة، ومنى هلا، وعمرو عابد، وأحمد مجدى، وتدور أحداثه حول مخرج يعانى من العديد من المشكلات التى تعوق حلمه فى إنجاز فيلمه الخاص، والتى من بينها اضطراره إلى إخراج الإعلانات التجارية، وتعرض صديقه للسجن لنشره رواية مسيئة، بالإضافة إلى هجر حبيبته له، وهو الفيلم المصرى الوحيد الذى يُشارك فى المسابقة الدولية، وقد حصل الفيلم على منحة من مهرجان دبى وعرض للمرة الأولى فى مهرجان تورنتو السينمائى سبتمبر الماضى، وقد سبق لمخرجه أحمد عبدالله إخراج عدد من الأفلام المتميزة، نذكر منها (هليوبوليس، وميكروفون، وفرش وغطا، وديكور).

القسم الرسمى خارج المسابقة

(جريمة الإيموبيليا) للمخرج خالد الحجر وبطولة ناهد السباعى وهانى عادل، هو الفيلم المشارك فى القسم الرسمى خارج المسابقة، وتدور أحداثه حول (كمال حلمي) كاتب روائى مشهور، يعيش وحيدًا منعزلًا فى شقته الكبيرة فى عماره الإيموبيليا الشهيرة فى وسط البلد، منذ وفاة زوجته ورحيل أبنائه عنه، ويعانى (كمال) من الاكتئاب، وفى أحد الأيام،  يدعو إلى شقته فتاة تُدعى (سماح) تعًرف عليها عن طريق موقع فيسبوك لتؤنس وحدته، لكن بعد وصولها،  يقع حادث فى العمارة، ويكتشف هو وجاره وأعز أصدقائه (حبيب) أن الفتاة قد استغلته.

آفاق السينما العربية

فيلمان مصريان يعرضان فى هذا القسم، أحدهما تسجيلى وهو (الكيلو 64) للمخرج أمير الشناوى، وتدور قصته أثناء الثورة، حول رحلة شاب طموح تخرج فى كلية الصيدلة وقرر أن يغير مجال عمله ويؤسس مزرعة فى الكيلو 64 على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى، يحركه حماس ثورة يناير، فيقرر أن ينشئ شركة زراعية تهدف لإحداث طفرة فى الاقتصاد المصرى، وهو ما لم يتم كما خطط له من البداية، أما الفيلم الآخر، فهو الروائى (ورد مسموم) للمخرج أحمد فوزى صالح وبطولة محمود حميدة، وميرهان مجدى وتدور أحداثه فى أحد الأحياء  الفقيرة  المتاخمة  للقاهرة، وتحديدًا حى المدابغ الذى يعيش كل من فيه مهددين بالإيقاع الذى لا يرحم لماكينات الدباغة، بالمجففات التى تدور مهشمة عظام الحيوانات، وبمخاطر مياه الصرف المسممة فى كل مكان. داخل هذا العالم الصعب تتمسك تحية دون أمل بشقيقها صقر الذى يكمن حلمه الوحيد فى الهرب من حياة المدابغ، فتفسد عليه حبه، وتمنعه من الهجرة إلى إيطاليا عبر مركب هجرة غير شرعية، الفيلم جاب عددًا كبيرًا من المهرجانات قبل عرضه فى القاهرة، وحصل على جائزة أفضل فيلم فى مهرجان السينما الأفريقية بإسبانيا، وعن الفيلم يقول مخرجه أحمد فوزى صالح، إنه يعد التجربة الأولى له بالنسبة للفيلم الروائى الطويل، حيث أخرج وألّف من قبل عام 2011 فيلمًا قصيرًا كانت أحداثه تجرى فى المدابغ أيضًا بعنوان (جلد حى) مشيرًا إلى أن إتمام فيلم (ورد مسموم) قد استغرق منه 5 سنوات، وهو رقم لا يراه كبيرًا، حيث ينتمى فيلمه إلى نوعية الأفلام Art House Film، والتى فى العادة تستغرق سنوات طويلة لإعدادها.

مسابقة أسبوع النقاد

يعرض فى هذه المسابقة فيلم من إخراج أحمد مجدى، تحت عنوان «لا أحد هناك»، وهو ما يعنى أن أحمد مجدى يُشارك فى مهرجان القاهرة بفيلمين كممثل فى المسابقة الدولية، وكمخرج ومؤلف فى مسابقة أسبوع النقاد، الفيلم تدور أحداثه حول شخص يقرر مساعدة فتاة لا يعرفها لإتمام عملية إجهاض حملها، مما يدفعه للتورط فى العديد من المشكلات.

مسابقة سينما الغد الدولية

فى مسابقة سينما الغد الدولية تعرض ثلاثة أفلام مصرية هى (التجربة أسف) للمخرج علاء خالد، و(التدريبات القصوى لتحسين الأداء) للمخرج ياسر شفيعى، وأخيرًا (شيكولاتة داكنة) للمخرج عمرو موسى، وعن تلك الأفلام يقول الناقد أندرو محسن مدير مسابقة سينما الغذ الدولية: تَقَدّم عددٌ كبيرٌ من الأفلام المصرية للمسابقة، وكنت فى حيرة أثناء الاختيار، وهو ما جعلنا نعلن فى المؤتمر الصحفى عن وجود فيلمين مصريين فى المسابقة، ثم نلحقهما مؤخرًا بفيلم ثالث، حيث تعمدت أن يكون عدد الأفلام المصرية فى المسابقة مساويًا لعدد العام الماضى، رغم أن إجمالى عدد الأفلام أقل، حيث عرض فى مسابقة العام الماضى ثلاثة أفلام مصرية من أصل 29، بينما يعرض نفس العدد هذا العام من أصل 22 فيلمًا، وعن اختياراته للأفلام يقول: (التجربة آسف) به تكنيك تصوير جيد، ويهتم مخرجه بجماليات الصورة بشكل كبير، وهو فيلم قصته مأساوية، من بطولة نبيل على ماهر، الذى يعرفه الجمهور كموسيقار، حيث وضع موسيقى عدد من الأفلام المهمة مثل (اضحك الصورة تطلع حلوة) وهو يمثل لأول مرة فى هذا الفيلم، الذى يعرض داخل المسابقة.

أما فيلم (التدريبات القصوى لتحسين الأداء) فهو فيلم كوميدى، وتعتمد الكوميديا به على انتقاد المجتمع من خلال تسليط الضوء على ما يحدث داخل إحدى المصالح الحكومية، والفيلم من بطوله على الطيب، ويعد عرضه داخل المسابقة عرضًا عالميًا.

أما فيلم (شيكولاتة داكنة) فيعتمد على منهج تجريبى فى السرد، قاصدًا إثارة خيال المشاهد، فالفيلم عبارة عن فيلمين داخل بعضهما البعض، وهو حالة غريبة نوعًا ما، لذلك فإن تكنيك العرض بصريًا داخل الفيلم مقسم إلى نوعين للتفرقة بين كل فيلم، وهو عرض عالمى أول أيضًا.

ملتقى القاهرة السينمائى

ومن بين أكثر من 100 مشروع سينمائى مشارك فى ملتقى القاهرة السينمائى يوجد أربعة مشاريع مصرية، ثلاثة منها فى مرحلة التطوير، حيث تشارك المخرجة هالة القوصى بفيلم يحمل عنوان (شرق الظهيرة) والذى يعد ثانى أفلامها بعد (زهرة الصبار) الذى فازت بطلته منحة البطراوى بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان دبى العام الماضى

وتقول عنه المخرجة هالة القوصى إنها تعمل على إعداد السيناريو منذ عام ونصف العام، فهو فى حالة مكتملة، لكنه فى مرحلة البحث عن جهات للتعاون لإنتاج الفيلم، ومن هنا جاءت فكرة المشاركة فى ملتقى القاهرة السينمائى، الذى يتيح هذه الفرصة للمخرجين.

وعن قصة الفيلم تقول: تحدث القصة فى واقع افتراضى، لكنه مستلهم من الواقع، فى منطقة شرق 32، وهى منطقة هامشية يعيش سكانها فى حالة يأس مغلف بلامبالاة مرتبطة بسوء الأحوال، وعدم وجود أمل فى مخرج، ويتسبب حمل غير مرغوب فيه، واكتشاف أثرى مذهل فى كسر هذه الحالة، ويحدث صدام بين الخوف كحالة قائمة، وبين الرغبة الأولية فى الحرية لأبطال الفيلم.

وعن أبطال الفيلم تقول: الأبطال هم عبارة عن مراهقة دون مأوى، تلجأ للعهر من أجل أن تعيش، وموسيقى شاب وحالم يجد فى الموسيقى التى يؤديها ملاذًا، وممرضة جميلة فاقدة لأى أمل، والأم حاملة الحكايات وهى سيدة مسنة تتذكر واقعًا مختلفًا عن واقع شرق ٣٢ وتبقيه حيًا فى مخيلة أهل المنطقة، أما بالنسبة لاختيار الممثلين الذين سيؤدون تلك الأدوار فتقول، تتراوح أعمار الشخصيات ما بين الشباب والشيخوخة، ولذلك أعتقد أن اختيار الممثلين سيكون مشابهًا فى توجهه لفيلم (زهرة الصبار)، حيث سيكون هناك ممثلون معروفون، وستكون هناك مغامرات عديدة مع وجوه جديدة. .

كما يُشارك المخرج أسامة فوزى بفيلمه (أسود وردى) وهو الثالث ضمن ثلاثية صنعها مع السيناريست والروائى مصطفى ذكرى، بينما يُشارك المخرج المصرى السويسري تامر راجلى من خلال مشروع فيلم يحكى قصة مغامرة حدثت فى مصر، ويحمل اسم Missed You، أما الفيلم الرابع فيشارك ضمن فئة الأفلام الروائية الطويلة فى مرحلة ما بعد الإنتاج، ويحمل عنوان (لما بنتولد) للمخرج المصرى تامر عزت، والذى جذب الانتباه بسبب قصته المحلية، الجميل فى هذا الفيلم أنه قد تم اختياره أثناء مرحلة التطوير فى الدورة الأولى من ملتقى القاهرة السينمائى فى 2010، وكانت مؤلفة الفيلم نادين شمس لا تزال على قيد الحياة، بعد مرور 8 سنوات، عبر خلالها المخرج كثيرًا من المراحل ليحوله من مجرد فكرة إلى فيلم قائم فى مراحل إنتاجه الأخيرة.>

####

الجنود المجهولون في القاهرة السينمائي

كتب : شيماء سليم

على بعد خطوات قليلة من ميدان طلعت حرب وفى اتجاه شارع قصر النيل، ستجد نفسك أمام هذا المبنى الضخم العتيق، إحدى بنايات وسط القاهرة الشامخة بزهو وسط الشوارع القديمة، بدخول البناية المقصودة وبالصعود إلى الدور الثالث وسط صمت وأجواء هادئة تقابلك يافطة ذهبية صغيرة ملصقة على الجدران بجوار إحدى الشقق، مكتوب عليها (مهرجان القاهرة السينمائى الدولى).

داخل الشقة يستقبلنا بهو صغير ومنه ممر يقودنا لـ6 غرف متلاصقة، كثير من الهدوء والصمت والعدد المحدود من الموظفين الصامدين فى هذا المكان، هم الباقون دائما رغم تغيير رئيس المهرجان.. هم الجنود المجهولون، أصحاب المجهود العظيم، والعمل الشاق، الذين لا غنى أبدا عنهم.. ربما لم تسمع أسماءهم من قبل وإن كانت تُكتب فى كتالوج المهرجان بانتظام، لكن الأضواء لم تسلط عليهم أبدا.. بنظرة سريعة تأملناهم وهم يعملون ويحاولون أن يسبقوا الزمن وينجزوا المهام التى لا تنتهى طوال الـ24 ساعة كل يوم من الآن حتى بعد ختام المهرجان بيومين أو أكثر.

صباح رفعت

صباح تخرجت فى كلية الآداب علم نفس ولديها ماجستير فى الصحة النفسية، تعمل فى المهرجان منذ عام 1995، فى البداية كانت مسئولة عن متابعة حلقات البحث وتنظيم الندوات والمعارض والمطبوعات. حتى العام الماضى كانت مدير محتوى الموقع الإلكترونى. ومنذ عام 2016 أصبحت مدير مكتب رئيس المهرجان وهنا تأتى مهامها فى ترتيب جدول الأعمال اليومى له، ومتابعة المراسلات الواردة والصادرة وجميع العقود المبرمة بين المهرجان والجهات المختلفة، أيضا تتولى مسئولية متابعة التصاريح المطلوبة من مختلف الجهات مثل المحافظة والأحياء.. ومازالت تتابع مطبوعات المهرجان كجزء من عملها.

جيهان عبداللطيف

جيهان، هى المسئولة عن الاتصال بشركات التوزيع لإرسال طلبات مشاركة الأفلام فى أقسام المهرجان المختلفة، حيث تبدأ فى مراسلة أصحاب الأفلام التى تقررها اللجنة الفنية.. وتبدأ عملها قبل شهور طويلة من بداية المهرجان من أجل ضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من الأفلام المطلوبة. تقوم «جيهان» بتبادل الرسائل مع الشركات حتى يتم وصول الأفلام سواء فى نسخ لأسطوانات مدمجة حتى تعرض على لجنة المشاهدة أو الرقابة، ثم تتابع وصول نسخ العرض أيا كان نوعها.. ويستمر عملها بعد نهاية المهرجان حتى تضمن عودة جميع النسخ مرة أخرى إلى تلك الشركات

هند وناريمان

هند سعيد وناريمان مطاوع، تتوليان مسئولية الصحافة، الأولى مسئولة عن الصحافة العربية والثانية عن الصحافة المصرية، الذى يميز الاثنتان هو تواجدهما الدائم لأداء أدوارهما حتى إن تغير من حولهما بداية من رئيس المركز الصحفى نفسه أو زملائهما المسئولين عن الصحافة العالمية أو الإذاعة والتليفزيون، يبدأ عمل «هند» و«ناريمان» قبل المهرجان بشهور قليلة ويتركز فى البداية فى إرسال المواد الصحفية ثم تبدآن فى اتخاذ إجراءات استخراج الكارنيهات المخصصة للصحفيين، وتوفير كل المواد الصحفية والمطبوعات، وتتواجدان مع بداية المهرجان بشكل يومى فى المركز الصحفى لفترة لا تقل عن 12 ساعة يوميا.. والحق يقال أن عبء «هند» و«ناريمان» ثقيل جدا فعدد الصحفيين فى مصر أصبح بالآلاف وكل صحفى حتى وإن لم يكن متخصصا فى السينما يريد أن يأخذ حقه كاملا من المهرجان. وفى الوقت نفسه تتهمان طوال الوقت باتباع البيروقراطية، رغم أنهما لا تقومان إلا بعملهما ووفقا للقواعد التى يتبعها المهرجان منذ سنين طويلة.

هبة حلمى

يأتى للمهرجان كل عام ما يزيد على المائة ضيف، من مختلف دول العالم، سواء فى لجان التحكيم أو المخرجين وصناع الأفلام، أو ضيوف الشرف..  «هبة» تتولى مسئولية إرسال الدعوات للضيوف والتعامل معهم طوال الفترة السابقة للمهرجان لتلبية طلباتهم فى الحضور لأيام معينة أو لمعرفة رغباتهم التى تكون أحيانا متعبة وشاقة، كأن يطلب مثلا أحد الضيوف السفر عبر خط سير معين لأنه قادم من مدينة وعائد لمدينة أخرى، والأزمة الكبرى التى تواجه «هبة» أن يعتذر الضيف فى اللحظات الأخيرة.. بالطبع كانت الأوضاع الأمنية فى مصر منذ عدة سنوات تجعل بعض الضيوف يخشون من المجىء إلى مصر.. لكن هذا العام تؤكد «هبة» أن أحدا لم يرفض المجىء ولم تُسأل من قبلهم عن وضع الحالة الأمنية، كما لم يبد أى ضيف خوفه من المجىء لمصر.

أشرف سلامة

المهمة التى يتولاها «أشرف» هى (التسكين) فى الفندق، حيث يجمع من كل الموظفين المسئولين عن الضيوف أسماء القادمين للمهرجان ومدة إقامتهم وإن كان بصحبتهم آخرون، ومن هنا يبدأ «أشرف» فى تحديد الغرف وتوفير طلبات الضيوف طوال إقامتهم فى الفندق، وهو المسئول أيضا عن حركة تنقلاتهم أثناء المهرجان ومساعدتهم فى الذهاب إلى أى أماكن سياحية – إن أرادوا ذلك.

مروة أبو عيش

«مروة» مسئولة منذ عام 2006 عن البرامج الموازية فى المهرجان، وهى آفاق السينما العربية، أسبوع النقاد وسينما الغد.. وتتعامل مع شقين، الأول مراسلة شركات الأفلام أو المخرجين للحصول على حق عرض الأفلام، والشق الثانى هو مخاطبة الضيوف القادمين مع أفلامهم..  وتنظيم كل الأمور التى تخصهم.>

####

عم.. حسن حسنى

كتب : شيماء سليم

أكثر ما يميز الفنان القدير «حسن حسنى»، ليس فقط أنه (أسطى) تمثيل من الدرجة الأولى، محترف يجسد أى شخصية؟ ولا أنه ممثل مثقف وواع يدرك جيدًا أبعاد الأدوار التى يقدمها.. ولكن لأنه يعتبر حالة فنية استثنائية، فقد لاحقته الشهرة والأضواء والتواجد المستمر وهو على مشارف الخمسين من العمر.

مظهر «حسن حسنى» لم يتغير منذ بدأ العمل فى التمثيل، أى منذ بداية الستينيات وحتى الآن، فقط يتسلل اللون الأبيض إلى شعره ويزداد وزنه بعض الشىء.  ومنذ ظهوره الأول  فى فيلم «الباب المفتوح» إخرج «بركات» عام 1963، وإن كانت لا توجد معلومة دقيقة أنه أول أعماله..إلا أن المؤكد هو عدد السنوات العجاف التى تلت هذا الفيلم وعاشها «حسنى»، تقريبًا عشرون عامًا، كانت أعماله سنويًا تعد على أصابع اليد الواحدة.. إلى أن جاءت الانطلاقة مع منتصف الثمانينيات.. عندما تمكن المخرج الراحل «عاطف الطيب» من إعادة اكتشاف تلك الجوهرة وفتح فوهة بركان تمثيلى، كم كنا فى حاجة إليه..فيظهر «حسنى» فى شخصيات «عونى،  سواق الأتوبيس»، «فهيم، البرئ»، «قيسون، البدرون»،»مساعد وزير الداخلية، الهروب»، «كامل، دماء على الأسفلت».. وليست أفلام «الطيب» وحدها هى التى نهلت من نبع موهبة هذا الفنان،  فمخرجون من العيار الثقيل مثل «صلاح أبو سيف»، «رأفت الميهى»، «محمد خان»، «داود عبدالسيد»، «رضوان الكاشف» و«أسامة فوزى».. استفادوا من ذاك السهل الممتنع، ورغم أن الأدوار التى قدمها معهم تبدو بسيطة، إلا أنها كانت مركبة ومعقدة، فالتناقض هو سيد الموقف، رجل أمن الدولة الذى يهاب زوجته فى «زوجة رجل مهم»، الزمار العجوز الذى يهيم عشقا بصبية تنبض بالحياة فى «سارق الفرح»، والحلاق متواضع الحال الذى يحكى حواديت ألف ليلة وليلة فى «عفاريت الأسفلت» بالطبع تكريمه فى مهرجان القاهرة هذا العام، واجب كان يجب أداؤه منذ سنين.. وفكرة تكريمه فى مهرجان سينمائى لا تمنحنا فرصة لـ«النبش» فى عبقريته التليفزيونية، فلا مجال هنا للحديث عن (يوسف الأزرع، الأستاذ وفائى،  شريف الكاشف، الصول شرابى،  حشمت باشا، حسين الترزى أو بطرس).

القدرات غير العادية لهذا الفنان تتجلى فى تمكنه من ارتداء أى قناع تمثيلي: شرير أو طيب، كوميدى أو تراجيدى،  فقير أو غنى،  ذو سلطة أو متواضع الحال، مثقف أو جاهل.. تلك القدرات جعلته متواجدًا بالضرورة سواء فى أفلام التسعينيات الجادة، أو فى سينما الألفية الخفيفة، وهى الفترة الأكثر نشاطًا له، حيث قدم فيها ما يزيد على العشرة والخمسة عشر عملا سنويًا، يتعاون فيها مع شباب الجيل الحالى والسابق، فيساندهم فى أفلامهم، وينال منهم التقدير والمحبة، ويجعل الجميع يناديه (عم حسن حسنى).>

مجلة روز اليوسف في

17.11.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)