كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

هل يفوز الفيلم الأفضل بجائزة الأوسكار؟

محمد حمدي هاشم

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2018)

   
 
 
 
 

يتردد على مسامعنا عبارة أن هذا الفيلم «نال الأوسكار»، والحقيقة أن هذه المقولة تحوم حولها الأسئلة، وتحتوي على العديد من المغالطات. فجائزة الأوسكار من الممكن أن تأخذها كل عام 10 أفلام على الأقل.

فهي جائزة تقسم الفيلم لعناصره المختلفة من إخراج، لتمثيل رئيسي ومساعد، لقصة أصلية ومقتبسة، ومونتاج، وتحرير ومزج صوت، وتصوير إلخ من جوائز. وبالتالي من الممكن أن يكون أحد الأفلام ضعيفة المستوى لديه عنصر مميز واحد يجعله يفوز بجائزة أوسكار.

ولنأخذ مثالاً بفيلم «The Wolfman» من إنتاج عام 2010، والذي حصل على أضعف التقييمات النقدية والجماهيرية، ولكنه فاز بجائزة أفضل مكياج. وقد كان يستحق. ولكن الأصح أن يقال هذا الفيلم «فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم» لأن هذه الجائزة هي الأهم والمنتظرة كل عام.

والفيلم الحاصل عليها يعتبر بنظر الأكاديمية، هو الفيلم الأفضل في العام. وهو في الأغلب يكون حاصلاً قبلها على جائزتي البافتا والجولدن جلوب، وأغلب جوائز الولايات والنقابات. بالتالي هناك إجماع على أفضليته.

ولكن هل نظرة الأكاديمية صحيحة؟ والفيلم الذي تختاره هو الأفضل في العام؟

تجاهل العظماء

إذا نظرنا لقائمة قناة BBC لأفضل 100 فيلم في القرن الـ21، وهي القائمة الأكثر تنوعًا ومصداقية، سنجد أن المراكز العشرين الأولى لا تحتوي إلا على 3 أفلام حاصلة على جائزة الأوسكار وهم «Spirited Away» (أفضل فيلم رسوم متحركة)، و«Aspiration» (أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية)، و«No Country For Oldmen» (أفضل فيلم ناطق بالإنجليزية).

ولكن يتبقى 17 فيلمًا لم يحصل أي منها على الجائزة، وبعضها لم يرشح من الأساس. نفس الأمر يتكرر مع مجلة «كراسات السينما الفرنسية» والتي تعتبر المجلة السينمائية الأعرق، ففي اختياراتهم لأفضل أفلام العقد الأول من القرن الحالي سنجد أنه لم تفز أي من الأفلام بجائزة الأوسكار. كما أن فيلم «مولوهلاند درايف»، والذي حصل على المركز الأول في قائمتي BBC وكراسات السينما الفرنسية، لم يحصل على جائزة الأوسكار أو «سعفة كان الذهبية».

وبالنسبة لجائزة أفضل إخراج، والتي تعتبر ثاني الجوائز أهمية بعد جائزة أفضل فيلم، ورغم انحصار هذه الجائزة على العاملين في الأفلام الناطقة بالإنجليزية فقط، فنجد أنها خالية من أسماء ربما هي الأكثر عظمة في تاريخ هوليود. أمثال أورسن ويلز، وستانلي كوبريك، وتشارلي شابلين، وألفريد هيتشكوك. أربعة مخرجين عظماء وضعوا قواعد الإخراج في السينما المعاصرة، ولكن في زمنهم لم تعتبرهم الأوسكار مستحقين للجائزة.

وفي عصرنا الحالي نجد أن مخرجين مثل «كوانتين تارنيتنو، بول توماس أندرسون، دارين أرنفوسكي، ديفيد فينشر، كرستوفر نولان، ديفيد لينش، وويس أندرسون»، لم يحصلوا على الجائزة أيضًا، رغم أن هؤلاء يمكن القول إنهم الأهم في السينما الأمريكية في الوقت الحالي.

أما «مارتين سكورسيزي»، فلم يحصل على الجائزة سوى مرة وحيدة في عام 2006 عن أحد أقل أفلامه بشهادة كثيرين. وهنا يجب طرح سؤال: هل تمنح الأوسكار جوائزها للأقل استحقاقًا، أم هي جائزة يتم التحكم بها من قبل شركات معلنة وانتماءات المصوتين السياسية والأيدلوجية؟

لجان الاختيارات المحافظة

تتكون أكاديمية «علوم وفنون الصور المتحركة» من قرابة 6 آلاف عضو، ما بين ممثلين، مخرجين، كتّاب، وعاملين بالسينما في مجالات مختلفة. لا يوجد شروط يجب توفرها في عضو الأكاديمية سوى أن يكون العضو قد سبق ترشيحه للجائزة، أو أن تتم دعوته من قبل الأكاديمية.

فرامي مالك رغم أنه فنان شاب لم يحقق إنجازًا سينمائيًا من أي نوع، ولكنه أحد الأعضاء المصوتين. كذلك المخرج المصري «محمد دياب» الذي تم اختياره العام الماضي. بالإضافة لـ«عامر خان، واميتبات شان» من الهند.

وعلى هذا يمكن وصف اللجنة المصوتة بأنها تمثل عموم صناع السينما في هوليود والعالم، بجميع أفكارهم عن السينما السطحية والعميقة. وبالتالي يمكن توقع اختيارات اللجنة وأنها تميل للشكل المحافظ للأفلام. ويعني أن يكون الفيلم المصوت له دراميًا أو ذا رسالة سياسية أو اجتماعية. وبالنظر للأفلام الفائزة بالجائزة سنجد أن 12 من أصل 16 فيلمًا فازوا بالجائزة بداية من عام 2000 ينتمي لتلك الفئات.

هناك مقولة متوارثة أن لجان تحكيم الجوائز والمهرجانات تميل عادة للفيلم المميز برؤية ذلك العصر. أما إذا أتى فيلم جديد من نوعه وسيشكل نقلة تاريخية مستقبلية فغالبًا سيتم تجاهله، بل ربما يتم مهاجمة مخرجه. يمكن تطبيق هذه المقولة بالمناسبة على أغلب الأفلام العظيمة. شاهد قائمة الأفلام التي فازت بجائزة أفضل فيلم تاريخيًا ستجد أن ما يزيد عن 50% منها أفلام منسية الآن.

هناك عوامل أخرى تؤثر على أختيار لجنة التحكيم؛ أولها أنه بداية من شهر أكتوبر/ تشرين الأول تبدأ جوائز نقابات النقاد (كجائزة نقاد أوكلاهوما – ولوس أنجلوس ،إلخ) والعاملين في مجال السينما (كجائزة رابطة مصففي الشعر- ومعدي الأفلام). ولكل ولاية أمريكية جائزة خاصة بها، بالإضافة لجوائز دولية هامة كالجولدن جلوب. وجائزة البافتا، والأوسكار الأسترالي.

الفائزون والمرشحون لهذه الجوائز يمثلون إجماع الوسط الفني الأمريكي حول ما هي الأفلام التي تستحق الترشح. وبالتالي تكون لجنة الأكاديمية قد حددت اختياراتها أدبيًا (وليس إلزاميًا)، وأن تكون ترشيحاتها مماثلة لسابقيها بنسبة تقترب من الـ80%.

مثلاً هذا العام التزمت الأوسكار بأغلب ترشيحات سابقيها، باستثناء فيلم «Phantom Thread»، الذي لم يرشح لعدد كبير من الجوائز المحلية، لكن الأوسكار أعطته عددًا مميزًا من الترشيحات في فئات هامة.

هناك عامل آخر يؤثر بدرجة كبيرة وهو الظروف السياسية الأمريكية والحملات الاجتماعية؛ مثل الأفلام التي تتحدث عن معاناة السود. ففوز «moonlight» جاء في العام التالي على اتهام الأكاديمية بتجاهل السود. بالإضافة لموجة «Lovewins» والتي جعلت الأفلام التي تتحدث عن المثلية محل تقدير وترشيح دائم.

يمكن القول إن الأوسكار وموسم الجوائز هو مؤشر على قوة الأفلام الفائزة والمترشحة، لا يمكن تجاهله. فستظل الأفلام الحاصلة على جائزة أوسكار أفضل فيلم، أفلامًا قوية حتى ولو في عصرها فقط.

لكن لا يمكن الجزم بأنها الأفلام الأقوى تاريخيًا؛ لأن التجارب والاختيارات النقدية المجمعة لأفضل أفلام حقبة معينة، أغلبية أفلامها تكون متجاهلة تمامًا من قبل الأكاديمية. ولذلك توقع أن يكون الفيلم الذي سيحمل اسم هذا العام بعد 10 سنين ليس فائزًا أو ربما لم يرشح على الإطلاق.

موقع "إضاءات" في

15.02.2018

 
 

"قتل الغزال المقدس"... التضحية بالنفيس للعدالة

برلين - العربي الجديد

يحاول المخرج اليوناني، يورغوس لانثيموس، أنْ يتناول قضايا كبرى ومعقّدة، لها علاقة بالعدالة والأيديولوجيا والسلطة ومعنى الوجود البشري، بشكل غير مباشر وشفاف، وبسرد قصص من حياتنا اليوميَّة المعاصرة. في فيلمه المهم Dogtooth أو "ناب كلب"، الصادر عام 2009، عرض لانثيموس قصَّة أب وأمٍ حجزا على عائلتهم المكوّنة من ثلاثة أفراد في بيت مُسيّج ومُسوّر على شكل سجن. إذْ لم ير الأولاد العالم الخارجي منذ ولادتهم، ليصدّق الأولاد كافّة أقاويل الأب، وتصوّراته عن العالم، وحتّى تسمياته للأشياء المادية، إذْ أنَّ اسم "طاولة" هو "قمر"، واسم "قمر" هو "معلقة"، بحسب ما سمّاها الأب. الفيلم هو نقدٌ قاس للأنظمة الأبويّة البطريركيَّة التي تعزل شعوبها على العالم الخارجي، وتدّجنها بأيديولوجياتها الخاصّة المضللة والكاذبة. بعدها، أخرج لانثيموس، فيلم The Lobster عام 2015، إذ تسيرُ الأحداث في إطار ديستوبي، حول مدينة تفرض قوانينها على المواطنين، في أن يكون لديهم شركاء في الحياة، ومن لا يتمكن من العثور على حبيب خلال 45 يومًا، يتحول لحيوان يختاره بنفسه. 

في فيلمه الجديد The Killing of a Sacred Deer، أو "قتل الغزال المقدّس"، والذي فاز في الدورة الـ 70 من مهرجان "كان" السينمائيّ الدولي، بجائزة أفضل سيناريو مناصفة مع فيلم You Were Never Really Here، يحاول المخرج أنْ يقتبس من الأسطورة اليونانية "إيفيغينيا في أوليس" التي يضطر فيها ملك الإغريق إلى التضحية بابنته إرضاءً للإلهة "أرتيميس" المقدسة، وذلك بعدما قتل غزالة كانت ترعى في الغابة. في "قتل الغزال المقدس"، ثمَّة جرّاح قلب يؤدِّي دوره، كولين فاريل، يعيش حياة مستقرّة وفارهة ومستقرة، مع أسرته الصغيرة الآمنة. قبل أعوام، ارتكب فاريل خطأ طبيّاً بسبب إكثاره من شرب الكحول في الليلة السابقة على العمليَّة الجراحيَّة. أدّى الخطأ إلى وفاة المريض. ابن المريض الضحيَّة، مراهق يؤدّي دوره ببراعة، باري كوغان، يبحث عن الطبيب، قاتل أبيه، ويكتشف مقرّ عمله ومكان منزله، فيبدأ رحلة الانتقام لوالده من الطبيب فاريل المسؤول عن الخطأ الطبّي. تصاب عائلة الطبيب المشهور بمرض غامض يعجز الطب نفسه عن تفسيره، إذْ سيصاب أفراد العائلة بالشلل، ثم فقدان الشهية، ثم نزيف من العين، وأخيراً الموت. يكتشف الطبيب أنَّ المسؤول عن المرض هو ابن ضحيّته السابقة، كوغان، والذي يعرض علاجًا وحيدًا لشفاء وإنقاذ العائلة: التخلص من أحد أفراد العائلة. يختار فاريل ابنه الأصغر كي ينقذ حياة زوجته وابنته، ليطلق الرصاص عليه في البيت، ولتختفي أعراض المرض من على الجميع فجأة.

ثمَّة مفهوم متطرّف للعدالة طرحه المخرج لانثيموس، العدالة بالمعنى الديني الرمزيّ المقدسي والأسطوري، وبطريقة قاسية وفجّة. في حواره مع صحيفة The Independent البريطانية، قال لانثيموس، "أحب صناعة الأفلام بطريقة تجعلك منزعجا أثناء المشاهدة، لكنك تظل قادرا على الاستمتاع بها، ومنشغلا بالتفكير في معاني الأشياء".

العربي الجديد اللندنية في

15.02.2018

 
 

«الشرق الأوسط» في ترشيحات الأوسكار 4: السينما والأوسكار... وتاريخ المرأة الحافل فيهما

عرفت هوليوود المخرجات منذ مطلع القرن الماضي

برلين: محمد رُضـا

إذا استثنينا الوجود التلقائي والطبيعي لعشر ممثلات في سباقي أفضل تمثيل نسائي أول وأفضل تمثيل نسائي مساند، فإن وجود المرأة منفردة (وليس كأحد طواقم الإنتاج كما الحال في فيلم «دنكيرك» و«ذا بوست»، محدود)، بالمقارنة مع حضور الرجل، وليس للمرة الأولى.

المخرجة غريتا غرويغ حاضرة في سباق أفضل مخرجة عن فيلمها «لايدي بيرد» الداخل كذلك في سباق أفضل فيلم في مواجهة ثمانية أفلام من إخراج رجال. في قسم الإخراج هي الأنثى الوحيدة بين أربعة رجال هم كريستوفر نولن عن «دنكيرك» وجوردان بيل عن «أخرج» و«غويلرمو دل تورو عن «شكل الماء» وبول توماس أندرسون عن «تهديد شبح».

على أن غرويغ، وعلى عكس المفهوم المستنتج مؤخراً وتناقلته بعض الكتابات الصحافية، ليست المرأة الوحيدة في المجال الإبداعي خارج سباق التمثيل النسائي. ففي مسابقة أوسكار أفضل مدير تصوير نجد - ولأول مرة في هذا المجال - مديرة التصوير راتشل موريسون التي أجادت عملها حد التفوق عندما اختيرت لتكون مديرة تصوير فيلم «مدباوند» للمخرجة دي ريز التي نجد اسمها في سباق أفضل سيناريو مقتبس.

في قسم المونتاج هناك وجود لتاتيانا س. ريغل عن فيلم «أنا، تونيا» ونجد جاكولين دوران تنافس نفسها مرتين في قائمة أوسكار أفضل تصميم ملابس. مرة عن فيلم «ساعة أكثر دكانة» ومرة عن فيلم «الجميلة والوحش».

رائدات

هذا الوضع يؤكد أن المرأة وجهودها السينمائية متوافرة في أقسام عدة في مسابقة الأوسكار. لماذا إذن يبدو الأمر كما لو أنها مجني عليها وقليلة الحظ (إذا كان هناك شيء اسمه حظ)؟

قسم من الجواب يكمن في الخلل الأكبر الذي تعيشه صناعة السينما في هوليوود حيث الفرص غير متساوية بين ما يؤلف الغالبية وما يؤلف الأقلية. الغالبية في هذا المضمار ومنذ بدية السينما قبل أكثر من 120 سنة، هي للرجل، علماً بأن السنوات العشر الأولى من القرن الماضي وامتداداً للسنوات العشر الثانية، شهدت وجوداً كثيفاً للمرأة. آنذاك برزت الفرنسية أليس غي التي انتقلت إلى هوليوود قبل عام 1910 وبدأت تحقيق الأفلام مخرجةً ومنتجةً. تبعتها فرنسية أخرى لجأت إلى هوليوود اسمها لويس وَبر التي اشتغلت على أكثر من 160 فيلماً.

في عام 1907 بدأت جين غونتيير العمل في الإنتاج منفردة أولاً، ثم تحوّلت إلى مخرجة سنة 1912 وكان فيلمها الأول وراء الكاميرا بعنوان «من المهد إلى اللحد» (From the Manger to the Cross) الذي تم تصوير معظم أحداثه في مدينة القدس.

إلى جانب هؤلاء، نجد في مجال كتابة السيناريو رائدات أخريات من بينهن جيني ماكفرسن (كتبت للمسرح أولاً) ودوروثي أزنر التي انتقلت إلى الإخراج بعد ذلك.

ولا تقل حكاية أنيتا لوس إثارة عما سبق. كانت في السادسة عشرة من عمرها فقط عندما بعثت، سنة 1912، لشركة «بيوغراف» (النشطة آنذاك) قصّـة كتبتها بعنوان «قبعة نيويورك سيتي» (New York City Hat). وهي لا جدال فوجئت وسعدت كثيراً وهي تتلقى عرضاً لشراء القصّـة بمبلغ لا بأس به في ذلك الحين هو 25 دولاراً.

بعد سنوات قليلة وصل أجرها إلى 300 دولار عن السيناريو قبل أن تكتشف أن الرجال يتقاضون ضعف هذا المبلغ أو أكثر.

والواقع أن مهنة الكتابة فتحت الطريق أمام الكثيرات للعمل في السينما خلال تلك العصور أمثال بيولا ماري ديكس التي كانت كاتبة مسرحية، ثم انقلبت سينمائية بعد عام 1916، وهو العام التي ذهبت فيه لزيارة والدة المخرج سيسيل ب. ديميل في لوس أنجليس فقررت البقاء والعمل في هوليوود.

وهناك مارلون فيبرانكس وآن بوشينز اللتان كانتا في مطلع دربيهما للكتابة المسرحية عندما حوّلتا اتجاهيهما إلى السينما واشتغتلا فيها من منتصف العشرية الثانية في القرن الماضي.

بعض السينمائيات الناشطات آنذاك جئن من التمثيل أيضاً كما حال أنيتا ستيوارت التي بدأت التمثيل سنة 1918 وهي في الثالثة والعشرين من العمر، ثم قررت التحوّل إلى الإنتاج وأكملت مشوارها كله على هذا الأساس.

هذا الحشد من النساء اللواتي انخرطن في العمل السينمائي في هوليوود الأولى (وهناك الكثير غيرهن من دون أن نتطرّق إلى تاريخ التمثيل النسائي بحد ذاته وهو شاسع) أدّى، في بعض أشكاله، إلى ما يشبه تمرّداً نسائياً على المنهج الذي تدير فيه هوليوود السينمائيات دون السينمائيين. في عام 1916 تم تكوين شركة باسم «أميركان وومان فيلم كومباني» وتم الإعلان عنها في مجلة، ما زالت بعض أعدادها المبكرة متوافرة على الشبكة الإلكترونية، اسمها Moving Picture World في شهر مايو (أيار) من ذلك العام. هذه الشركة أصدرت بياناً أول شجبت فيه «عبودية» يطبقها رجال السينما على النساء، وكيف أن هوليوود تعامل النساء معاملة لا تتساوى مع معاملتها للرجال في كل دروب العمل.

هذه الشركة أنتجت حفنة أفلام قبل اضمحلالها السريع؛ إذ لم تستطع النية وحدها تحقيق الطموح الكبير.

غياب

المشكلة الدائمة هي أن المهن السينمائية آلت إلى الرجل أولاً، مثلها مثل مهن الطيران ومهن صناعة السيارات ومهن التنقيب عن الذهب. السينمائيون الرجال (ذوو البشرة البيضاء تحديداً) كانوا الغالبية. بذلك، دخلت المرأة البيضاء تلقائياً إلى قفص الأقلية. الخلط الكبير للواقع هو أن البحث دار منذ ذلك الحين وحتى اليوم حول المرأة كأقلية مهضومة الحقوق، بينما هذا هو حال السود والهنود الأميركيين والآسيويين واللاتينيين رغم وجود تاريخ سينمائي حافل لكل فئة.

لكن ثمة جواباً ثانياً يدخل في نطاق تفسير هذا الغياب أو التغييب: ماذا لو اعتبرنا أن معظم الأفلام الجيدة، ضمن الصورة الكبيرة السائدة كما ذُكرت أعلاه، سينتج منها بكل تأكيد وعلى نحو تلقائي تماماً، سيادة العنصر الرجالي في كل أركان الصناعة.

هذا ليس لتجاهل دور المرأة أو التقليل من أمره. خصوصاً أن مراجعة أقسام المهنة الأساسية (الإخراج وكتابة السيناريو والتصوير والمونتاج)، يكشف عن أنها تمتعت بالقليل من الحضور في ترشيحات الفوز، ناهيك عن الفوز به.

نعم، هناك حقيقة أن كاثرين بيغلو فازت بأوسكار أفضل مخرجة عن The Hurt Locker الذي نال أيضاً أوسكار أفضل فيلم قبل عشر سنوات تحديداً إلا أن هناك مواهب نسائية كثيرة بقيت خارج الاعتبار.

يخطر على البال في وهلة سريعة المخرجة ماري هارون التي قدّمت فيلمين جيدين هما «أميركان سايكو» و«قتلت أندي وورهول» من دون أن يتم ترشيحها عن أي منهما. والمبدعة جولي تايمور التي حققت سنة 1999 فيلماً من أفضل ما اقتبسته السينما عن مسرحيات شكسبير وهو «تايتوس»، ثم أتبعته بعمل جيد آخر هو «فريدا» سنة 2002.

هذا الفيلم فاز بستة ترشيحات، لكن مخرجته لم تشهد أي ترشيح لها ولا الفيلم كان من بين تلك المتسابقة.

هناك دائماً المرة الأولى

> دي ريز، مخرجة «مدباوند» لم تدخل ترشيحات أفضل إخراج، لكنها أول أنثى أفرو - أميركية يتم ترشيحها لجائزة أفضل كاتبة سيناريو.

> أول مخرجة أنثى على نحو مطلق تم ترشيحها لأوسكار أفضل مخرجة كانت الإيطالية لينا فرتمولر عن فيلمها Seven Beauties سنة 1976.

> راتشل موريسون أول مديرة التصوير تنال ترشيحاً للأوسكار.

> الممثلة البريطانية إيما تومسون كانت أول امرأة يتم ترشيحها في خانتي التمثيل وكتابة السيناريو في عام واحد، وذلك عن فيلمها Sense and Sensibility سنة 1996، خسرت أفضل ممثلة، لكنها فازت بأوسكار أفضل سيناريو مقتبس.

الشرق الأوسط في

16.02.2018

 
 

كأننا في مهرجانات نخبوية خارج هوليوود

إبراهيم العريس

لا يمكن أن يعتبر الأمر جديداً هذا العام أو مفاجئاً، من ناحية المبدأ على الأقل. فأهل السينما وحتى المراقبون من غير أهلها باتوا يلاحظون، في السنوات الأخيرة على الأقل، ميلاً هوليوودياً/ أوسكاريّاً متزايداً، نحو الأفلام الفنية وربما أيضاً الاجتماعية وصولاً إلى ما تمكن تسميته «أفلام المؤلفين». وعلى هذا النحو، رُصد عاماً بعد عام تزايد الأفلام التي يمكن أن تعتبر نخبوية أو حتى مخصصة لصالات الفن والتجربة، بين تلك التي باتت تنال ترشيحات أوسكارية. صحيح أن عدد هذه الأفلام، التي قد لا تكون لها حظوة كبيرة في الصالات التجارية، بدا متواضعاً أول الأمر إلى جانب الأفلام الضخمة التجارية لكي لا نقول، الجماهيرية المبتذلة، والتي لا بد من الاعتراف بأنها باتت تغيب كلياً عن الأوسكارات في السنوات العشرين الأخيرة. وراح هذا الأمر يبدو معتاداً، ويحمل رضا داخلياً لمحبي السينما الكبيرة التي تعيش في تواريخ السينما ونظرياتها. أي بالتحديد تلك التي باتت مرتبطة بالمهرجانات ولا سيما بمهرجان صاندانس الأميركي، الذي يشكل منافساً حقيقياً لمهرجانات أوروبية وأميركية ذات شأن في مجال عرض وتثمين سينما المؤلفين الحقيقيين، من «كان» إلى «تورنتو» ومن «البندقية» إلى «برلين». كل هذا بدأ يصبح اعتيادياً وسبق الحديث عنه. غير أن ما يبدو مدهشاً في الترشيحات النهائية الهوليوودية لأوسكارات هذا العام، فهو «تفاقم» الظاهرة إلى درجة باتت محصلة تلك الترشيحات وكأنها تنتمي إلى «صاندانس» أكثر كثيراً من انتمائها إلى هوليوود بصورتها المعهودة.

السينما ومؤلفوها

طبعاً، نحن لا نشير هنا إلى أفلام متقشفة أو تجريبية، بل إلى أفلام كبيرة بمعنيي الكلمة: كبيرة من ناحية إنتاجها وتعامل الجمهور العريض معها، وكبيرة من ناحية قوتها التعبيرية وفاعليتها الاجتماعية وتجديديتها في الأشكال السينمائية، كما في جرأة مضامينها. وكأننا نتحدث هنا عن «سينما المؤلفين» كما حلم بها يوماً أهل الموجة الفرنسية الجديدة، وانغلقت على أفهام مؤلفين هوليووديين كبار فوجئوا حينها بذلك التصنيف «المهرجانيّ» لأفلامهم يأتيهم من أوروبا ليثمّنهم في مستويات ما كان من شأنها أن ترضي الأستديوات المنتجة والتي كانت كلمات مثل «مهرجان» و «فن» ترعبها. والحال أن استعراضاً للائحة الأفلام المرشحة هذا العام، وعلى الأقل للجوائز الرئيسة، سيقول لنا الكثير.

ونبدأ بالأفلام التسعة التي حملتها ترشيحات أوسكار أفضل فيلم، وهو الأوسكار الأكبر أهمية بالطبع... هنا سنلاحظ أن عدداً من هذه الأفلام كانت عروضه الأولى في «صاندانس» النخبوي والذي أعاد للسينما المستقلة كرامتها ومكانتها منذ زمن بعيد. بل أعاد إلى هوليوود مكانة كان قد جعلها لها في السبعينات كبار مخرجي تلك المرحلة ممن يسمّون «أصحاب اللحى»: فمن «اخرج من هنا» لجوردان بيلي إلى «إدعني باسمك» للوكا غوادانيينو، مروراً بـ «ليدي بيرد» لغريتا غروينغ و «ثلاث لوحات إعلانية خارج ايبنغ ميسوري» لمارتن ماكدونا، وصولاً إلى الأفلام الأكثر ضخامة وإنتاجاً، مثل «دانكرك» لكريستوفر نولان، و «ذا بوست» لستيفن سبيلبرغ و «الساعات المعتمة» لجون رايت و «فانتوم ثريد» تحفة بول توماس إندرسون الجديدة وعمله الكبير الثاني مع دانيال- داي لويس (راجع بصدد هذا الفيلم مكاناً آخر في هذه الصفحة)، وصولاً طبعاً إلى جديد غييرمو ديل تورو «حافة الماء»، سنجدنا بالتأكيد أمام أفضل ما حُقّق خلال العام الفائت من أفلام حملت مواضيع إنسانية وتاريخية وقضايا اجتماعية تصل أحياناً إلى حدود الاستفزاز الصريح لـ «الإستابلشمنت» الأميركي، في نهلها من الواقع سواء أكان واقع اليوم أو واقع عقود وحروب وأزمات سبق تداولها في الحياة العامة، غير متوانية عن تصوير السياسات في أردأ تجلياتها مدافعة عن حرية التعبير أو ضد التمييز العنصري، أو معيدة إلى الأذهان قضايا مثل الهجرة أو شخصيات تاريخية كبيرة لترينا كم أن أيامنا هذه تفتقر إلى ذلك المستوى من السياسيين والبشر عموماً.

تطابق مريح

ولئن كنا، كما غيرنا، قد تحدثنا عن معظم هذه الأفلام في مناسبات سابقة، وحتى من قبل أن يختارها أهل السينما الأميركية لجوائزهم، متمنين مثل هذا الاختيار، وتحديداً انطلاقاً من فهمنا الخاص لكيف يجب أن تكون «السينما الشعبية» الحقيقية، فإن اللافت حقاً هنا، هو أن توقعات معظم النقاد، وحتى المتفرجين الأكثر جدية، من الذين بدأت أعدادهم تتضاعف على مستوى العالم كله على أي حال ما يؤكد أن السينما لا يزال لها جمهور كبير وقضايا كثيرة تقولها لهذا الجمهور، هذه التوقعات تطابقت وتتطابق أكثر وأكثر مع الاختيارات الأوسكارية الهوليوودية. وليس فقط على مستوى الأفلام الأساسية هذه، بل حتى بالنسبة إلى ترشيحات المخرجين الأفضل، فمن كريستوفر نولان إلى غييرمو ديل تورو، ومن غريتا غيرويغ إلى جوردان بيلي، وصولاً طبعاً إلى بول توماس إندرسون، نجدنا هنا أمام حفنة من كبار صانعي السينما يتنافسون مع جدد لم يكونوا في الحسبان لسنوات قليلة خلت، يجمعهم معاً حب للسينما ورغبة في تجديدها ولكن أيضاً إصرارهم على ضخّها بمواضيع كبيرة بل تجنيدها لخدمة أنبل القضايا الإنسانية.

ولنذكر أن في مقدورنا هنا أيضاً التوقف مطولاً عند ترشيحات الممثلين سواء أكانوا من أصحاب القامة التي لا تضاهى أو جدداً يقفزون قفزتهم العالمية الأولى، نقول هذا ونفكر في أمثال دنزيل واشنطن أو داي- لويس وبخاصة غاري أولدمان (في دور ونستون تشرشل)، أو بفرانسيس ماكدورماند المألوفة في سينما الأخوين كوين (في دور معلقة «اللوحات الإعلانية...» في الفيلم الرائع الحامل العنوان ذاته)، أو، طبعاً بميريل ستريب التي قد تفعل هذه المرة (من خلال دورها في «ذا بوست») فعل داي - لويس المتوقّع فتفوز بأوسكار إضافية تضاعف ما لديها مسبقاً! ولم ليس بالإيرلندية التي لا تزال شبه مراهقة وأثبتت حضوراً رائعاً في «التكفير» قبل سنوات لتبدع هذه المرة في «ليدي بيرد»، سوريش رونان؟

طبعاً لا يمكننا في هذه العجالة التمهيدية أن نستعرض تلك اللائحة التي تضم أسماء عدد كبير من الأفلام المرشحة لجوائز موزعة على أربع وعشرين فئة، فإعلان النتائج النهائية في الرابع من آذار (مارس) المقبل في ذلك الحفل الصاخب المنتظر والذي لا شك سيشهد من جديد على مقدار عدم الحب الذي تحمله هوليوود بأبرز مبدعيها وأجرأ نجومها، وبدءا من ميريل ستريب، لساكن البيت الأبيض، سيكون مناسبة للعودة الى تفاصيل هذا الحصاد البديع لعام سينمائي تظهره لنا الأفلام المرشحة للجوائز الأساسية، استثنائياً.

احتمال من عندنا

غير أن هذا التفوق الهوليوودي ينبغي ألا ينسينا أن الأوسكارات السنوية الموسمية هذه، تتيح لنا، إضافة إلى التعرّف على الذوق السينمائي الهوليوودي السائد اليوم في مجال تقييم ما تنتجه هوليوود أو ينتج على هوامشها، وهذا الأخير، تزداد اليوم أهميته عما كان عليه الأمر في أي زمن مضى، تتيح لنا التعرف إلى تفضيلات هوليوود في مضمار السينمات العالمية. وهذا سهل: فمن بين الفئات الأربع والعشرين ثمة فئة تهمّ الحياة السينمائية العالمية إلى درجة أن أهل هذه الأخيرة أرسلوا هذا العام مئات الشرائط لكي يصار إلى اختيار خمسة من بينها لجائزة «أفضل فيلم أجنبي».

ونعرف الآن أن تلك التي وصلت الى التصفية النهائية من بينها تحف سينمائية كبيرة، كما أن من بينها كذلك، الفيلم اللبناني «الإهانة» الذي تمكن مخرجه زياد دويري من أن يوصل إلى هذه المكانة سينما بلد من الواضح أن السينما تختفي فيه، تماماً كما تختفي السياسة والأخلاق، والحسّ السليم. وفي هذا السياق، ولكي تكتمل الصورة سيكون على «الإهانة» أن ينافس تحفاً كبيرة وصغيرة ماثلة في الفئة ذاتها، هي السويدي «المربّع»، والشيلي «إمرأة رائعة» والروسي «بلا حبّ»، والهنغاري «عن الجسد والروح». وننبهكم منذ الآن إلى أن مهمة مخرجنا اللبناني لن تكون سهلة... مهما يكن، في موسم أوسكاري مميّز كموسم هذا العام لن تكون أي مهمة لأيّ مرشح سهلة!

####

«الخيط الوهمي» ... غرام الخيّاط بين الثوب والملهمة

القاهرة - شريف صالح

في العام 2007 كان فيلم «سيكون هناك دم» للثنائي دانيال دي لويس الذي حاز عنه على أوسكار أفضل ممثل، والمخرج بول توماس أندرسون الذي رشح لأوسكار أفضل مخرج آنذاك.

وبعد عشر سنوات ترقب الجمهور عودة الثنائي في فيلم «الخيط الوهمي»، خصوصاً مع إعلان دي لويس أنه سيكون فيلمه الأخير، مقرراً اعتزال التمثيل من بعده. ومثل المرة السابقة ترشح الاثنان للأوسكار، إضافة إلى أربعة ترشيحات أخرى منها أفضل فيلم.

في الشريط الجديد هيمن أندرسون مخرجاً وكاتباً ومصوراً أيضاً، وحافظ على إيقاع بصري بالغ الهدوء، مكتفياً بتهيئة الأجواء لأدق انفعالات الشخصيات.

حبكة استقصائية

ربما لن يروق للكثيرين الذين أعجبوا بتحولات «سيكون هناك دم»، أن الشريط الجديد بلا قفزات أو تحولات دراماتيكية. فالصراع هنا ساكن، والكاميرا متمركزة لمراقبة خلجات خياط المشاهير «رينولدز وودكوك» أو دانيال داي- لويس.

رينولدز شخصية ليست سوية، لذلك ظل السيناريو بحبكته الاستقصائية يُعمق وعي المتلقي به، حيث متابعة روتينه اليومي، وإيقاعه البطيء، وعذابه المتواري خلف الصمت والهدوء. فهي حبكة لتعميق الوعي بالشخصية، وليس بالأحداث التي تكاد تكون شحيحة.

ولأنه متوحد مع نفسه، تصدرت «الطاولة» معظم المشاهد والكادرات، في حيز ضيق غلبت عليه اللقطات المتوسطة، سواء طاولة العمل حيث يقوم بقص وحياكة الثياب، أو طاولة الطعام.

وعلى عكس ما تطلّبه دوره في «سيكون هناك دم» من حيوية وحركة عنيفة، فإن دور «الخيّاط» تطلب من دي لويس سيطرة هائلة على جسده، كأنه صنم شحيح الحركة، يعتني بارتداء ثيابه كما يليق بمصمم أزياء.

رغم هذا السكون، نجح الفنان في إيهام المتفرج بأن ثمة غلياناً يمر في داخله، كأي مبدع ينظر إلى «الثوب» كعمل فني، ويطمح إلى الكمال طموحاً مرضياً لا يقبل بأي خطأ.

علاقة مضطربة مع المرأة

ثمة جانب آخر يتمثل في علاقته المضطربة بالمرأة، وهو ما يتكشف عبر حواراته القليلة واستدعاءات لحظات من حياته، سواء في علاقته بأمه التي علمته مهنة الحياكة، أو أخته «سيرل» (ليزلي مانفيل المرشحة لأوسكار أفضل ممثلة دور ثانٍ)، أو بالنساء اللواتي يحطن به على الدوام. رينولدز «تزوج» عمله حرفياً، وأصبح «الثوب» موضوعه الجمالي، ومصدر إلهامه وسعادته.. ولأن أخته تعرفه تماماً، فهي توفر له بيئة شديدة الهدوء كي يعمل بلا انقطاع.

لا يبدو مشغولاً بالشهرة، ولا إطراء الزبائن، ولا كونهن من طبقة الملوك والنبلاء، كما لا يبدو المال هماً أو نهماً بالنسبة إليه.. كل ما يشغله سحر «الثوب» الذي اعتاد منذ طفولته أن يُخفي في بطانته كلمة أو اسماً أو سراً يخصه. حيلة لا يدركها من يرتديه، لكنها كاشفة عن هوسه بأن يبقى تاريخاً مشتركاً بينه وبين إبداعه.

ولأن الثوب بمثابة روحه، طموحه وعذابه، فإنه لا يتساهل كثيراً إذا رآه يُهان، أو شعر أن من ارتدته لا تستحقه. فجسد المرأة أو العارضة بمثابة «حامل» يجب أن يكون لائقاً بإبداعه.

شرارة الحب

يحدث التحول الأساسي في شخصية البطل بظهور النادلة «آلما» أو فيكي كريبس، عندما رآها في مطعم. كانت بشوشة، خجول، لكنها لا تخلو من جرأة واندفاع أحياناً. رأى فيها ملهمته التي يبحث عنها، و «الحامل» المثالي لأزيائه، فسرعان ما ضمها إلى حياته الصارمة، أو لعبته القاسية- كما قالت هي- «ثمة شرارة حب لكن لا أمل في الزواج».

تفتقر شخصية رينولدز إلى الإثارة والديناميكية، فهي بلا مفاجآت، وتحولاتها لا تكاد تُلحظ، ولا تعلن عن أهداف تسعى إلى تحقيقها، لذلك ارتبطت حيوية الفيلم دائماً بمشاهد «آلما»، فالمرأة منبع خطر للإبداع، أو لتدميره أيضاً. ففي أحد المشاهد يعترف لأخته بخوفه من تأثيرها على عمله.

«آلما» كانت الوحيدة الفاعلة درامياً طيلة الشريط، فهي منذ البداية تبدي تمرداً على لعبته، تقطع الزبد بالسكين على مائدة الإفطار بطريقة تزعج صمته، فينهرها متعللاً بأن صوت السكين يشبه قطيعاً من الخيول يمر في الغرفة. وهنا تتدخل «سيرل» لضبط إيقاع العلاقة وتقترح عليها أن تأكل وحدها.

صحيح أنها وقعت في حب صانعها، لكنها لا تريد أن تبقى مجرد دمية تحمل أثوابه وتسير بها أمام الآخرين. ولا أن تظل علاقتها به مجرد «ملهمة» سيمل منها ويبحث عن غيرها.

خاضت آلما صراعها الأول ضد «سيرل» لإزاحتها وكسر جدارها العازل الذي تفرضه حول أخيها، لذلك طلبت منها مغادرة البيت كي تبقى وحدها معه في سهرة رومانسية رغم تحذير سيرل «من النتيجة».

بالفعل انتهت السهرة بالشجار، أحس رينولدز كأنه متورط في فخ رتبته الفتاة، كي يجاريها كحبيب، وفي أحد أجمل المشاهد على طاولة العشاء، تبارى الاثنان في مناقشة العلاقة من منظورين مختلفين.

آلما لا تستسلم بسهولة، فهي تدرك أن هذا الرجل الناجح هو في حقيقة الأمر خائف من التورط فيها، ضعيف يتظاهر بالقوة. هكذا انتقلت بالصراع إلى مستوى آخر، فبعد تنحية سيرل من الفضاء المشترك، بات صراعها مع رينولدز نفسه، ووجدت ضالتها في عشبة «الفطر» المسمومة، إذ دست قليلاً منها في طعامه، ما أدى إلى توعكه.

أخيراً استسلم واعترف بضعفه واحتياجه إليها. ولأول مرة أحست أن قلبه معلق بها أكثر من أثوابه وتصاميمه.

الباب السحري للحب

كررت آلما فعلتها مرة أخرى، كي تعيد الاستمتاع باحتياجه إليها، ودفعته للزواج منها رسمياً، وكأنها عثرت على الخيط الوهمي الذي يربطها به.. أو الباب السحري الغامض الذي يسمح بالتواصل والحب.

ولأنها الشخصية الوحيدة الديناميكية أحدثت الفارق ونجحت في اختراق قوقعة الخياط العبقري، لذلك منحها أندرسون صوت الراوي، حيث يظهر وجهها في لقطة مكبرة في أول مشهد وسط إضاءة دافئة وهي تحكي عن علاقتها بالبطل، على الأرجح لأحد الصحافيين. ثم تكرر ذلك أكثر من مرة، وإن كان ما ترويه لا يضيف شيئاً ذا أهمية للقصة، ولو تم حذف تلك المشاهد لن يتأثر البناء الفيلمي. ولعل أندرسون منحها بضعة مشاهد كـ «راوية»، لكسر الرتابة البصرية للشريط.

لا يكتسب الفيلم قيمته من حكاية معقدة، أو كشف مبهر في نهايته، بل من ذلك الصراع الساكن بين بطليه.. من انفعالاتهما وحواراتهما.. لحظات اقترابهما وافتراقهما. وكل هذا بمصاحبة موسيقى جوني غرينوود التي يتصدرها البيانو، والمدعومة في بعض اللحظات الحميمة والشجية بالكمان. ولعل هيمنة البيانو على الموسيقى التصويرية، لأنه الآلة الأكثر ارتباطاً بالحياة الأرستقراطية آنذاك، خصوصاً أن الأحداث تدور في خمسينات القرن الماضي.

ورغم ترشح الفيلم لأوسكار الموسيقي لكنها تبدو أحياناً عالية النبرة في بعض المشاهد وحاضرة بذاتها، بهدف دعم حوار الشخصيات، والارتفاع بالإيقاع الساكن للشريط.

الحياة اللندنية في

16.02.2018

 
 

11 مزحة قد يستخدمها جيمي كيميل في افتتاحية حفل الأوسكار.. خطأ للمرة الثانية

أمل مجدي

ينتظر محبو السينما العالمية، حفل الأوسكار في دورته الـ90، متمنيين أن تكون ليلة مميزة مثل رقمها تتجنب كافة الأخطاء التي حدثت في العام الماضي.

وتعد هذه المرة الأولى منذ فترة التسعينيات التي يقدم فيها الحفل نفس المذيع للعام الثاني على التوالي. فقد وقع الاختيار على جيمي كميل ليعود إلى مسرح دولبي في هوليوود، يوم 4 مارس المقبل، بعد إعجاب كثيرين بالفقرات التي قدمها والنكات التي قالها خلال حفل الدورة الماضية.

بالفيديو- أفضل 7 "إفيهات" لجيمي كيمل في حفل #أوسكار_2017
بالتأكيد يعقد حاليا مذيع برنامج !Jimmy Kimmel Live، جلسات عمل مع فريق الإعداد من أجل كتابة الفقرة الافتتاحية. لذلك، قرر موقع GoldDerby، مساعدته عن طريق نشر مجموعة من النكات التي يمكن أن يستعين بها كيميل. ونستعرض أبرزها في السطور التالية:

1- السخرية من خطأ جائزة أفضل فيلم

مساء الخير، وأهلا بكم في حفل جوائز الأكاديمية، أو كما يسميها منتجو فيلم La La Land، الساعة الأحلك Darkest Hour.

#أوسكار_2017.. خطأ في إعلان جائزة أفضل فيلم يربك الحفل ويضع الجميع في ورطة
2-
الاحتفاء بنفسه على طريقة The Greatest Showman

أنا ملك الحفلات، "أنا، جيمي"، أو كما يلقبني بعض الناس "أعظم رجل استعراضات" The Greatest Showman. لقد تم اختياري مرة ثانية، لأن الأمور سارت على ما يرام العام الماضي!

3-السخرية من صدمة فيلم Mother!

لا يزال لدي الكوابيس حول تلك اللحظة، كل هؤلاء المشاهير.. وجوه مليئة بالصدمة. الجميع يسألون: "ماذا حدث بحق الجحيم؟!" لم أعتقد أبدا أنني سأواجه هذه اللحظات مرة أخرى، حتى رأيت فيلم Mother!

4- السخرية من عدم ترشح صديقه مات ديمون

لا تقلقوا، لقد تم تعيين شخص آخر ليكون مسؤولا عن أظرف الجوائز. هذه الوظائف يمكن أن تعطى لمن يشبهون مات ديمون، لأن الأكاديمية تتجاهلهم في النهاية، مثلما تجاهلت Suburbicon وDownsizing.

5-السخرية من مايكل ستولبيرج

الليلة نحتفل بأفضل أعمال سينمائية في 2017، هذا العام كان حافلا بمجموعة من الأفلام الاستثنائية. عليكم أن تسألوا مايكل ستولبيرج، لقد ظهر في كل هذه الأفلام.

6-الاستياء من تيموثي شالاميت

توقف عن الضحك، تيموثي شالاميت، فبعد مشاهدة فيلم Call Me By Your Name، لن استمتع مرة ثانية بأكل الخوخ والكريمة.

7- السخرية من The Shape of Water

فيلم The Shape of Water ينافس على 13 جائزة، وتجسد سالي هوكينز، المرشحة لجائزة أفضل ممثلة، شخصية امرأة وحيدة تجد الحب مع مخلوق بحري. سحر التعارف عن طريق الإنترنت! ربما لم تسمعي قط عن موقع المواعدة PlentyOfFish.Com، فهو سيحقق لكي نفس الهدف.

8-تحول جاري أولدمان إلى تشرشل

إذا كان دانيال داي لويس يريد الفوز، عليه أن يتغلب على الرجل الجالس هناك، جاري أولدمان! على الأقل، لم يتمكن الناس من التعرف على أولدمان عندما جسد رئيس الوزراء البريطاني تشرشل، في فيلم Darkest Hour. الكثير من الناس لا يعرفون أيضًا، أن جاري أولدمان كان المرشح الأول لتجسيد مارجريت تاتشر في The Iron Lady.

9-السخرية من ترشيحات ميريل ستريب

بمناسبة الحديث عن The Iron Lady، هنا توجد المرأة الذهبية... السيدات والسادة، نقدم لكم الممثلة الحائزة على 3 جوائز أوسكار، ميريل ستريب. وقد تسبب أدائها في فيلم The Post، في ترشيحها للمرة الـ21 لجائزة الأوسكار. تعرفون ماذا يعني هذا؟ أصبح بإمكان ترشيحاتها الذهاب إلى أحد البارات بدونها.

10- صعوبة نطق اسم سيرشا رونان

فيلم Lady Bird مرشح لجائزة أفضل فيلم، وتدور قصته حول فتاة في مرحلة الثانوية تقرر الاستغناء عن اسمها وتلقب نفسها بـ"ليدي بيرد". من الممكن أنها تحاو إثبات استقلالها، أو ربما سئمت من خطأ الجميع عند نطق اسم "سيرشا".

11- انتقادات Get Out وخطأ للمرة الثانية

سوف نبدأ الليلة بالإعلان عن الجائزة الأهم، أفضل فيلم، من فضلكم رحبوا بـ (وارن بيتي وفاي دوناواي). لا تقلقوا، أنهما مستعدان هذه المرة، لكن إذا فتحا الظرف وأعلنا فوز فيلم Get Out، بالتأكيد هناك خطأ حدث.

موقع "في الفن" في

16.02.2018

 
 

قبل انطلاقه بساعات- كل ما تود معرفته عن حفل "بافتا".. القناة الناقلة للحدث وحضور ملكي

مروة لبيب

يوم واحد يفصلنا عن حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون "بافتا" في دورته الـ 71.

ويحتفي حفل "بافتا" البريطاني بأفضل الأعمال السينمائية التي صدرت خلال العام الماضي، وهو يشابه جائزة الأوسكار في هوليوود.

وفي السطور التالية يلقي FilFan.com نظرة عن قرب لحفل "بافتا" قبل يوم من انطلاقه:

القناة الناقلة للحدث

يقام الحفل في قاعة رويال ألبرت الملكية بالعاصمة البريطانية لندن ويعرض يوم الأحد 18 يناير في تمام الساعة الـ 9 مساءا بتوقيت المملكة المتحدة عبر قناة BBC1.

كما ستتيح شبكة BBC1 بث مباشر للحفل لمتابعيها حول العالم عبر موقع Facebook.

ومن المقرر أن تنقل قناة Dubai One الحفل حصريًا في تمام الساعة الثانية صباحًا بتوقيت الإمارات، والساعة العاشرة بتوقيت جرينتش.

مقدم الحفل الأساسي

اختارت الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون الممثلة البريطانية جوانا لوملي لتقديم حفل هذا العام خلفا للممثل البريطاني ستيفن فراي الذي سبق وقدم الحفل نحو 12 مرة.

وتعد المرة الأولى التي تقدم فيها إمراة حفل "بافتا"، منذ آخر حفل قدمته الممثلة ماريلا فروستروب عام 2001.

المشاركون في تقديم الجوائز

ضمت قائمة المشاركين في الحفل عدد كبير من النجوم مثل أورلاندو بلوم و ناعومي هاريس و سلمى حايك ولوبيتا نيونجو بالإضافة إلى باتريك ستيوارت وليلي جيمس وجينيفر لورانس وريبيكا فيرجسون و نيكولاس هولت ومارك سترونج.

كما أعلنت الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون انضمام عددا من الممثلين البريطانيين مثل جيما آرتيرتون و سام كلافلن و ويل بولتر وغيرهم.

مبادرة Time’s Up للحد من التحرش الجنسي 

على غرار حفل جوائز جولدن جلوب من المتوقع أن يشهد حفل "بافتا" ظاهرة ارتداء الفنانات لملابس سوداء اللون ووضع شعار مبادرة Time’s Up التي تسعى إلى التصدي للاعتداءات الجنسية داخل هوليوود وخارجها.

حضور ملكي 

من المقرر أن يشهد حفل هذا العام حضور دوق كامبريدج الأمير ويليام وزوجته دوقة كامبريدج الأميرة كيت ميدلتون كما أكد قصر كينجستون مؤخرا.

ومن المقرر أن يسلم الأمير ويليام جائزة الزنالة المرموقة وهي أعلى جائزة تمنحها الأكاديمية لأحد صناع السينما تقديرا لمساهماته الاستثنائية وهي الجائزة التي سينالها هذا العام المخرج البريطاني ريدلي سكوت.

أعمال تصدرت الترشيحات 

استطاع فيلم The Shape of Water للمخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو تصدر قائمة التريشحات بواقع 12 ترشيحا منها أفضل فيلم وأفضل مخرج لـ جييرمو ديل تورو وأفضل ممثلة لـ سالي هوكينز وأفضل ممثلة مساعدة لـ أوكتافيا سبنسر.

وقد سيطر الفيلم على ترشيحات جولدن جلوب أيضًا، وتوج بجائزتين هما أفضل إخراج وأفضل موسيقى تصويرية، ورغم تصدره جولدن جلوب إلا أن فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri للمخرج مارتن ماكدونا اقتنص معظم الجوائز بعد فوزه بـ4 منها، ونال Three Billboards Outside Ebbing, Missouri نحو 9 ترشيحات لجائزة بافتا هذا العام.

كما نال فيلم Darkest Hour لجو رايت 9 ترشيحات أيضا منها أفضل ممثل لـ جاري اولدمان وشغل المركز الثالث فيلمان هما Blade Runner 2049 لدينيس فيلنوف وملحمة Dunkirk لكريستوفر نولان، بواقع 8 ترشيحات لكل منهما.

وجاءت ترشيحات "بافتا" مدمرة لآمال Lady Bird و Get Out في سباق الجوائز، مع عدم تمكن تمكن أي منهما من الترشح لأهم الفئات مثل أفضل فيلم أو أفضل مخرج.

ونفس الشيء يمكن ان يقال عن ستيفن سبيلبيرج في فيلم The Post الذي كان متوقعا ترشحه لجائزتي أفضل مخرج وأفضل فيلم قبل صدور صدوره إلا أنه فشل في كسب اهتمام كبير من قبل هيئة التصويت المسئولة عن الجائزة.

وفي فئة أفضل فيلم أجنبي، تضمنت القائمة الفيلم الفائز بجائزة الأوسكار العام الماضي The Salesman.

موقع "في الفن" في

17.02.2018

 
 

الكشف عن القائمة الأولى للنجوم المشاركين فى تقديم حفل الأوسكار

كتبت رانيا علوى

كشفت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن القائمة الأولى من أسماء النجوم الذين سيشاركون فى تقديم عروض حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ90 والمقرر إقامته على مسرح دولبى بالولايات المتحدة الأمريكية يوم الأحد 4 مارس المقبل والذى سيقدمه جيمى كاميل.

وتضم قائمة النجوم الذين سيشاركون بالحفل عددا من الفائزين بجوائز الأوسكار وبعض الذين رشحوا لها، وهم ماهر شالا على وتشادويك بوسيمان وفيولا دافيس ولورا ديرن وجنيفر جارنر وتيفانى هاديش وجريتا جيرويج، كذلك توم هولاند، كوميل ومارجوت روبى وإيما ستون، وأكد الكثير من صناع السينما ومتابعى حفلات الأوسكار أن مساهمة هؤلاء النجوم معا ستصنع ليلة لا تنسى.

اليوم السابع المصرية في

17.02.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)