كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

معبودة الجماهير.. موهبة خالدة

هاجر حمزة

عن رحيل معبودة الجماهير

شادية

   
 
 
 
 

«في عينها نار وجنة.. وعند وشده وهواده.. البنت وردة بيضا خلوا بالكم ياسادة».. رسمها الخال بدقة بالغة كفتاة مصرية ألهمت الجماهير بفنها خلال 40 عاما من تاريخ ممتد بالعطاء، لتكون المغنية والممثلة المتألقة على الشاشة الفضية لحوالي أكثر من 112 فيلما، ومسرحية واحدة، كآخر عمل فني قدمته قبل الاعتزال.

صاحبة الصوت العذب الذي رافق وجدان الملايين فى كل مناسبتهم؛ العاطفية والوطنية والدينية، كانت الصوت المتدفق القوي الحالم في ذات الوقت؛ فعندما نعيش قصة حب، نسمع معها “على عش الحب، شباكنا ستايره حرير، اه ياسمرانى اللون..” وغيرها، وعندما نغني للوطن، نردد معها بحماس “ياحبيبتي يامصر”، لتثري وخزة ممتعة من الحب والانتماء في أجسادنا، وتقشعر جلودنا بهذا الحب الخالص في صوتها للوطن الأكبر.

لقبت شادية أو فاطمة أحمد كمال الدين شاكر بالعديد من الألقاب؛ منها “فتوش، معبودة الجماهير، قيثارة العرب، صوت مصر”، ولدت في حي الحلمية الجديد بالقاهرة لأب مصري من الشرقية وأم تركية، وعرفت في الوسط الفني بهذا الاسم، واختلفت الآراء حول من أطلقه عليها؛ فمنهم من قال إن المخرج حلمي رفلة من اختاره لها، بعدما شاركت في فيلم “العقل في أجازة”، وهناك من يقول إن الفنان يوسف وهبي من أطلقه عليها عندما رآها خلال تصوير فيلم “شادية الوادي”، وتوجد قصة أخرى توضح أن الفنان عبد الوارث عسر من أطلق عليها الاسم عندما سمع صوتها لأول مرة قال إنها “شادية القلوب”.

قالت لأنيس منصور، في حوار جمعهما، إنها ممثلة تعمل في الغناء، ومع ذلك، وقعت في الغناء أولاً، فمع عزف والدها على العود في أمسيات جمعته بأصدقائه المقربين في منزلهم، وقفت شادية الطفلة بنت السبعة أو الثمانية أعوام، وغنت برفقتهم، ومن هنا علمت الأسرة، أنها تمتلك موهبة ستميزها عن غيرها، اكتشفها صاحب والدها الملحن التركي منير نور الدين، عندما زارهم في منزلهم، وسمع صوتها تشدوا بأغنية ليلي مراد “بتبصلي كده ليه”، فتبناها وعلمها أصول الطرب.

قدمت شادية دورا ثانويا في  فيلم “أزهار وأشواك”، ويعد أول تعارف بينها وبين الجمهور، وفي العام نفسه، لعبت دور البطولة في فيلم “العقل في أجازة” أمام الفنان محمد فوزي،حاول النقاد والسينمائيون حصرها في أدوار الفتاة “الدلوعة”، مستغلين ملامحها الجميلة وعيونها الشقية ورقة صوتها ورشاقة قوامها، إلا أنها حاولت التملص من تلك الأدوار، والخروج من ذلك الصندوق، فكانت تشبه العصفور المأسور داخل أحد الأقفاص، ويسعى جاهدا بكل ما أوتي من قوة للخروج إلى الحرية.

توالت بعدها العديد من الأدوار المتميزة التي أثرت في السينما، وشاركت فيهم نجوم كبار مثل عبد الحليم حافظ، رشدي أباظة، فريد الأطرش، إسماعيل يس، فاتن حمامة، شكري سرحان، محمود مرسي، صلاح ذو الفقار، توفيق الدقن، حيث قدمت حوالي 112 فيلما و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة فقط.

قدمت دلوعة السينما أكثر من “دويتو” فني ناجح مع عمالقة السينما، وحققت أفلامها إيرادات كبيرة مع الفنان أنور وجدي في “ليلة عيد” و”ليلة الحنة”، ثم توالت نجاتها مع الفنان كمال الشناوي، فحققت إيرادات “بنت عمارات وجابت أراضٍ”، كما شكلت مع الراحل صلاح ذو الفقار “ثنائي تاريخي”؛ قدما أفلامًا حفظت في أرشيف السينما لسنوات عديدة، أبرزها “مراتي مدير عام”، و”كرامة زوجتي”، و”عفريت مراتي”، و”أغلى من حياتي” أحد روائع ذو الفقار الرومانسية، وقدما من خلاله شخصيتي “أحمد ومنى” كأشهر عاشقين في السينما.

استمرت شادية في لعب تلك الأدوار، حتى سأمت منها، وكانت ترغب في الخروج من هذا الحصار، إلا أن المنتجين والمخرجين لم يوافقوا، فكانوا يروها كالعصفورة المغردة، التي لن تتمكن من لعب الأدوار الدسمة، لكنها لم تفقد الأمل وظلت تبحث عن الدور الذي ينقلها، ويغير حياتها، حتى وجدت رواية تحمل اسم “ليلة من عمري”، فتمسكت بها وقررت المشاركة في الفيلم مهما كانت الظروف.

وتقول شادية عن “ليلة من عمري” في أحد حواراتها مع الإعلامي وجدي الحكيم “صحيح الفيلم ده خرب بيتي، ولكنه فتح لي مجال جديد”، وهذا بالفعل ما حدث، فعن طريق ذلك الفيلم، الذي لعبت فيه دور “سلمى” الفتاة القروية البسيطة التي تقع في حب أحمد مهندس الزراعة “عماد حمدي”، وتتورط معه في علاقة غير شرعية، حتى اقتنع المنتجون وصناع الأفلام بأن الوجه الملائكي البشوش، يخفي تحته بركانا خامدا من المواهب، يرغب في الانفجار، فبدأت العروض الجديدة والأدوار الجديدة تنهال عليها.

تألقت “معبودة الجماهير” في عدد كبير من الأعمال الجديدة، فقدمت دور “نعمت” الفتاة المتمردة الكارهة لحياتها برفقة والدتها الخادمة والمربية، وتقرر الهروب من المنزل في “التلميذة”، ثم لعبت دور “حميدة” في زقاق المدق، الفتاة الجميلة الثائرة التي تركت حبيبها وحارتها وخالتها، من أجل الشهرة والثراء، لكن في النهاية “سكة حميدة كانت آخرتها تأبيدة”، وتقمصت شادية دور “نور” في “اللص والكلاب” ببراعة، واعتبره النقاد من أفضل وأروع أدوارها، الذي مثّل بداية مرحلة النضج الفني لها.

رغم كونها في أوج نجاحها ونشاطها الفني، لم تخشَ شادية من لعب دور والدة شكري سرحان في فيلم “المرأة المجهولة”، ثم في “الطريق” الذي كانت فيه “كريمة” المرأة المتزوجة من رجل يكبرها في السن، التي نجحت في إيقاع صابر “رشدي أباظة” في شباكها، وخلعت شادية عباءة المرأة التي تبحث عن الشهوة، لتلعب دور “سيدة” التي تحلم بالحب الحقيقي والاطمئنان في “نحن لا نزرع الشوك”، إلا أن الحظ يوقعها في غرام حمدي “محمود ياسين” في الوقت الخاطئ.

استمرت مواهب شادية في الظهور فترة بعد أخرى، لتفاجئ الجمهور والنقاد، فقدمت دور فؤادة في فيلم “شيء من الخوف”، وعلقت شادية على هذا الدور قائلة “لم أكن أرغب في لعب دور الصعيدية فقط، حتى اتحدث باللهجة الصعيدية، لكن رغبت في تقديم شخصية حلوة، وتقول شيء مفيد وهادف”، وسألها وجدي الحكيم عن استعدادها للدور، فقال لها “كنتي بتروحي لكوافير عشان فؤادة”، فأجبته بالنفي قائلة “كنت بغسل شعري وأضفره”.

 لم يستطع أي شخص تحديد هوية شادية الفنية، هل هي مطربة، أم ممثلة، حتى هي، كانت تقول دائما: أحب الاثنين، التمثيل والغناء، ولا أستطيع أن أحصر نفسي في أحدهما، واستمر تألقها في مدرسة “محفوظ” الإبداعية في ستينات القرن الماضي، فقدمت روايات أخرى مثل “اللص والكلاب” و”زقاق المدق” و”ميرامار”،”، و”نحن لا نزرع الشوك”.

تعاونت شادية مع الكثير من الملحنين، وجمعهم بها علاقة طيبة، كان أولهم محمد فوزي بعد اشتراكهما في بطولة أول أعمالها “العقل في إجازة”، الذي تراه قدم لها خدمة كبيرة جدا، حيث فهم إمكانيات صوتها: “إداني ألحان خفيفة، ودمها خفيف، فطلعنا بنغمة جديدة وحلوة”، كما عملت مع بليغ حمدي في أغاني اعتبرها كثيرون من أهم أغاني كل منهما، مثل “أه يا اسمراني اللون”، “خلاص مسافر”، “يا حبيبتي يا مصر”، ومحمد الموجي، الذي تقول عنه “الموجي، لما اسمع ألحانه تدخل قلبي، لكن لما أسمعها للمرة التانية والتالتة أحبها”.

كان فيلم “لا تسألني من أنا”، والعمل المسرحى الوحيد “ريا وسكينة”، التى تألقت فيه شادية برفقة عبد المنعم مدبولى وسهير البابلي وأحمد بدير، وقدمت وجبة فنية دسمة من الغناء والكوميديا والتراجيدي على خشبة المسرح، لتكون مسك الختام للجمهور، الذي طالما اشتاق لرؤيتها دائما، إلا أنها قررت الاعتزال في عمر الخمسين عامًا، وابتعدت عن الإعلام لسنوات طويلة.

ظهرت الفنانة المعتزلة فى لقاء نادر جدا عام 1994 مع الإعلامية هالة سرحان، لتروي سبب اعتزالها الفن، قائلة: جاء القرار في ثواني بعد الأغنية الدينية “خد بأيدي”، فوجت أني مش عارفة أحفظ الأغاني ومخي في الصلاة وقراءة القرآن، فقلت يا رب أعمل إيه فذهبت للشيخ الشعراوي لأتحدث معه فقلت له أنا مش عارفة أحفظ أي كلام للأغاني، وأريد أن أرتدي الحجاب فقال لي “أنسي أنك شادية المغنية، أنتي امرأه فاضلة عرفت طريق الحق تبارك وتعالي”، وبالفعل كانت هذه الكلمات بداية تحول شادية الحقيقي، ومن تلك اللحظة انقطعت سيرة شادية عن عالم الفن.

ومن مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب: “لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدا رويدا، لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الجمهور أن يروني في دور البطلة الشابة التي عرفوها، والعجوز التي سوف يشاهدونها أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم، لهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء، وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الجمهور”، وكرست شادية حياتها بعد الاعتزال لرعاية أطفال شقيقتها عفاف.

بعد حوالى 30 عاما من اعتزالها، تعود شادية بنفس الصوت العذب الرقيق بتسجيل قصير يحمل صوتها فى حفل تكريم أكاديمية الفنون بمنحها الدكتوراة الفخرية عام 2015 لتقول «تربيت في مصر، تعلمت في مصر، بحب مصر، مصر باقية، وحشتوني.. يا حبيبتي يا مصر، شرف كبير أن أحصل على الدكتوراة من أكاديمية الفنون العريقة، ربنا يحميكي يا مصر وينصرك، وتحيا مصر».

البديل المصرية في

28.11.2017

 
 

شادية “دلوعة السينما العربية” في ذمة الله ـ صور

القاهرة – “القدس العربي” – من فايزة هنداوي:

توفيت الثلاثاء الفنانة المصرية الكبيرة شادية عن عمر يناهز 86 عاما، ما أصاب جمهورها العربي والمصري بحزن شديد، وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الرثاء، حيث كتب كثيرون معلقين على رحيل المحبوبة (يا حبيبتي يا شادية).

وكانت قد أصيبت بجلطة في المخ منذ عدة أسابيع ونقلت إثرها إلى إحدى المستشفيات العسكرية في القاهرة.

 ولدت الفنانة المصرية في حي عابدين في القاهرة عام 1934، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، وقدمت 112 فيلما، و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية، واعتبرها الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة، وأطلقوا عليها لقب “دلوعة السينما المصرية”.

شادية ممثلة ومطربة عربية، تعتبر من أهم الفنانات في تاريخ السينما العربية، ولقبها النقاد والجمهور بـ”دلوعة السينما”، بدأت مسيرتها الفنية عام 1947 حتى عام 1984، قدمت من خلالها عددا كبيرا من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية.

قدمت أول أدوارها عام 1947 في فيلم “أزهار وأشواك”، وشاركت في العام نفسه في فيلم «العقل في إجازة» مع الفنان محمد فوزي، وأطلق عليها المخرج حلمي رفلة اسم «شادية» في ذلك الفيلم، حيث أدهشت الجميع بأدائها المتميز.

تزوجت الفنانة في بداية حياتها من الفنان عماد حمدي، ولم يستمر زواجهما أكثر من 3 سنوات، ثم تزوجت من المهندس عزيز فتحي، الذي انفصلت عنه أيضاً بعد 3 سنوات، وفي عام 1965 تزوجت الفنان صلاح ذو الفقار وانفصلا عام 1972.

ظلت الفنانة الشاملة نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن، وفي عام 1984 قدمت آخر أفلامها «لا تسألني من أنا»، كما قامت بأداء بعض الأغاني الدينية على المسرح عام 1986 في الليلة المحمدية، وبعدها أعلنت اعتزالها للتمثيل نهائياً وقررت ارتداء الحجاب وابتعدت تماما عن الأضواء، إلا أن أغانيها كانت باقية دائما وبدا وجودها قويا في ثورة 25 يناير/كانون الثاني؛ حيث لم يجد الشباب في ميدان التحرير صوتا يقوى به على مرارة النظام السابق، ويعبر عن عشقه لبلاده إلا صوتها الدافئ وهي تغني «يا حبيبتي يا مصر»، التي كتب كلماتها الشاعر محمد حمزة ولحنها بليغ حمدي.

ولم يتوقف دعم شادية للثورة بوجود صوتها العذب وسط الثوار في الميدان، وإنما قررت بعد سنوات من العزلة والغياب أن تخرج عن صمتها وأيدت في اتصالات هاتفية مع الفضائيات مطالب الشباب والثورة، كما أبدت حزنها على الشباب الذين فقدوا حياتهم وأصيبوا في مواجهات الثورة.

القدس العربي اللندنية في

28.11.2017

 
 

رحيل شادية: معبودة الجماهير تغادر "حبيبتها مصر"

سلامة عبدالحميد

بعد شائعات كثيرة، وبعد تسريبات صحافية وتكتم عائلي، رحلت النجمة المصرية الكبيرة شادية، عن عمر يناهز 86 عاماً. برحيل شادية، تطوى صفحة طويلة ومتألقة من كتاب السينما والغناء والمسرح المصري الذي برعت وتألقت فيه.

ويضم رصيد النجمة المصرية شادية الفني نحو 700 أغنية، و118 فيلما، أولها "أزهار وأشواك"، إخراج محمد عبد الجواد، من إنتاج 1947. في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، أطلق على شادية لقب "نجمة الشباك الأولى"، اعتمادا على إيرادات أفلامها التي كانت تحقق أرقاما قياسية في صالات السينما مقارنة بغيرها من نجمات ذلك العصر. 
قبل تلك الفترة كانت الإيرادات تعتمد في الأغلب على أسماء الأبطال الرجال وليس البطلات، أو على البطولات المشتركة، لكن 
شادية غيرت الواقع السينمائي لتصبح الممثلات في سنوات لاحقة نجمات شباك يزاحمن النجوم الرجال، وكثيرا ما كان نقاد السينما في تسعينيات القرن الماضي يربطن الصراع المحتدم بين النجمتين نبيلة عبيد ونادية الجندي بالفنانة المعتزلة وقتها شادية. 

يروي الناقد هشام لاشين في كتابه "شادية"، الصادر عن مهرجان القاهرة السينمائي سنة 1994، أنها كانت بمثابة الجواد الرابح لأي عمل تشارك فيه، لدرجة اعتبار البعض أن تأشيرة النجاح لا بد أن تأتي عبر شادية، كما فعل المطرب والمخرج اللبناني محمد سلمان عندما جاء إلى مصر، وكان جواز مروره للشهرة فيلمه معها "قدم الخير"، كما تكرر الأمر مع كارم محمود في "معلهش يا زهر" و"لسانك حصانك". وعندما تحول الملحن منير مراد للطرب وأراد دخول السينما، انطلق فوراً ليطلب من شادية مشاركته بطولة فيلميه "أنا وحبيبي" و"نهارك سعيد". 

وقال لاشين في الكتاب إنه "لم يشذ عن هذه القاعدة أحد، حتى عبد الحليم حافظ بكل جماهيريته في الغناء وقتها، حيث كانت بطاقة تعريفه السينمائية الأولى فيلم مع شادية هو (لحن الوفاء)، وعندما ظهر المطرب كمال حسني ضمن تأشيرة النجاح من خلال شادية بمشاركتها فيلم (ربيع الحب) عام 1956، ووصل الأمر بنجم لامع مثل كمال الشناوي أن قدم معها أكثر من 30 فيلماً ليكونا بذلك أشهر ثنائي عرفته السينما العربية على مدار تاريخها". 

والشائع أن الشيخ متولي الشعراوي هو الذي طلب منها ألا تذهب لحضور التكريم الذي أعده لها مهرجان القاهرة السينمائي، قائلا لها "لا تعكري الماء الصافي"، لكن نقل عن ابن شقيقها خالد طاهر شاكر أن هذا لم يحدث، لكنه لم ينف أن الشعراوي كان وراء اعتزالها. 

ولا يعرف كثير من جمهور شادية عن مشاركتها في بطولة فيلم مصري ياباني تم تصوير أغلب أحداثه في القاهرة، وعرض لأول مرة مطلع سنة 1963، وهو فيلم "على ضفاف النيل"، للمخرج الياباني كونا كاهيرا. لكن لم يعرف ما الذي جعل المهرجان القومي للسينما يقرر في 2013 عرض فيلم "على ضفاف النيل" في حفل افتتاحه، مع احتفاء واسع ببطلته شادية ومنتجه المخرج الراحل حلمي رفلة. 

نسخة العرض لم تكن عظيمة، لكن الانبهار بمشاهدة الفيلم لأول مرة كان كافيا للتجاوز عن كثير من المشكلات، ربما كانت المرة الأولى التي تمتلئ فيها قاعة عرض لفيلم افتتاح المهرجان المحلي. 

بطل الفيلم الرئيسي هو الممثل الياباني إيشيهارا يوجيرو، ومعه مواطنته إيزومي إيشكاوا، لكن الفيلم يضم عددا كبيرا من الفنانين المصريين، بينهم إلى جانب شادية، كمال الشناوي وحسن يوسف ومحمود المليجي وصلاح نظمي ومحمود عزمي وزين العشماوي، والفنان وجدي العربي الذي كان وقتها طفلا. 

قصة الفيلم تم تفصيلها لتكون صالحة للتصوير في القاهرة، وتدور حول شاب متعدد العلاقات الغرامية يقرر والده الثري إرساله في جولة حول العالم ليتخلص من مشكلاته، لكنه يقع ضحية مشكلات أكبر بعد أن تتبدل حقيبة ملابسه في مطار بيروت بحقيبة أخرى تضم وثائق لها علاقة بخطة للثورة في إيران، وهي الواقعة التي تصل به إلى العاصمة المصرية التي يتعرف فيها على مطربة في أحد الملاهي الليلية تكشف له عن تفاصيل الأزمة التي أصبح طرفا فيها دون قصد، وتساعده على الخروج منها سالما. 

النسخة الوحيدة المتاحة لفيلم "على ضفاف النيل" على "يوتيوب" سيئة، وهي ناطقة باللغة اليابانية، والفنانون المصريون كانوا يتكلمون العربية، إلا أن أصواتهم تمت دبلجتها إلى اليابانية، لكنها توفر مصدرا لمشاهدة الفيلم الذي لم يأخذ حقه من الشهرة، والذي يخلط كثيرون بينه وبين الفيلم الإنكليزي "جريمة على ضفاف النيل" من إخراج جون غويلرمن. 
في 1963، دخلت شادية في قطيعة طويلة مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهّاب، بسبب تصديها لحذف أغنية "بسبوسة" التي لحنها لفيلمها "زقاق المدق" لصالح أغنية "نو يا جوني نو" من ألحان محمد الموجي، بعد أن قرر المخرج حسن الإمام الاستغناء عن واحدة من الأغنيتين. كان رأي شادية أن حذف "بسبوسة" لا يضر بسياق الدراما، بعكس الأغنية الثانية التي ترمز إلى سقوط البطلة في الخطيئة مع رواد الملهى الليلي من الجنود الإنكليز. 

لكن القصة الأكثر غموضا في مسيرة شادية تتعلق بقرارها الاعتزال وهي في أوج شهرتها، وبينما كانت بمسرحيتها الوحيدة "ريا وسكينة" تحقق إيرادات تفوق كل منافسيها، بمن فيهم نجم المرحلة عادل إمام، وهو الاعتزال الذي يربطه كثيرون بأغنية "خد بإيدي"، رغم أنها قدمت قبلها عددا من الأغنيات الدينية. 

في كتاب الصحافي سامي كمال الدين "سيرة شادية معبودة الجماهير"، تفاصيل عن قرار الاعتزال، والذي اتخذته عام 1986 بعد أزمة صحية قاسية، ومنه أن شادية "أعلنت أنها ستغني أغنية وطنية تقول كلماتها (علَّمينا يا مصر نسبَّح، لما عيونا تبص وتسرح، ونشوف صنعة رب القدرة في سماكي الزرقا ونخيلك، في النسمة الرايقة وفي نيلك)، وكان عمر خيرت هو الذي سيلحن لها الأغنية". 

وسرد الكتاب تفاصيل عدد من أغنياتها الدينية: "أول أغنية دينية لشادية (قل ادعو الله) من تأليف زكي باشا الطويل، وتلحين ابنه الموسيقار كمال الطويل عام 1956 في فيلم (اشهدوا يا ناس)، إخراج حسن الصيفي، وغنت عام 1971 (اللـهم اقبل دعايا) في المسلسل الإذاعي (نحن لا نزرع الشوك)، لعبد الوهاب محمد وبليغ حمدي وإخراج محمد علوان". 

وفي لقاء أجراه الصحافي المصري محمد تبارك مع الشيخ الراحل الشعراوي عن شادية، قال الشيخ الراحل إنه التقى بها أمام مصعد إحدى البنايات ولم يعرفها، فقالت له: أنا شادية، فرحب بها. فسأله الصحافي إنها اعتزلت الغناء بعد هذا اللقاء، فقال الشعراوي: "هذا يدل على أنها وجدت ارتقاء أسمى مما كانت فيه، وأن هناك نشوة ثانية أفضل من النشوة التي كانت تعيشها من قبل". 

####

وداعاً "دلوعة الشاشة" شادية

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

خيّمت حالة من الحزن على الأوساط الفنية والإعلامية والجمهور العربي، اليوم، بمجرد إعلان خبر وفاة النجمة القديرة المعتزلة، شادية، عن عمر يناهز 86 عاماً، إذ أُسدل الستار على حياتها ومشوارها الفني، وستظل باقية بأفلامها وأغنياتها التي استطاعت بها أن تتلون بكل الألوان الغنائية، فقدمت الرومانسي والأسري والوطني، ولا أحد ينسى أغنيتها التي لا تزال حتى الآن تزلزل كيان المصريين "يا حبيبتي يا مصر"، ومشاركتها في أوبريت "وطني الأكبر"، فكانت محبة لوطنها حتى النخاع.

تُوفيت شادية وستظل خالدة بين جمهورها الذي ظل بمثابة المحب المخلص لحبيبته رغم الفراق والبعد، حيث اعتزلت وهي في عمر الخمسين عام 1986، ولم تطل على جمهورها سوى على مضض بعد سنوات اعتزالها الأولى، وبعد ارتدائها الحجاب ظهرت في إحدى الندوات مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، والمفكر الدكتور مصطفى محمود، وتحدثت عن كيف أنها أصبحت أكثر راحة بعد الاعتزال، وأنها حتى وهي تمثل كانت متدينة، وهذا يعود كما قالت إلى أسرتها التي كانت تتمسك بالصلاة والصوم. وكانت شادية تبرر عدم رغبتها في إجراء أي لقاءات صحافية أو تلفزيونية بأنها لا تحبهما، فهي على حد تعبيرها إنسانة لا تجيد سوى أن تمثل فقط.

العقل في إجازة

بدأ حب التمثيل لديها وهي في الثامنة من عمرها، حيث كانت تقلد الفنانات أمام أسرتها وبينها وبين نفسها في المرآة بعد مشاهدة أي عمل، وكانت تحب تقليد الفنانة التي تمثل وتغني بشكل خاص، مثل ليلى مراد، ولكن الحياة الفنية الحقيقية بدأتها في عمر 15 عاماً، وقدمت أول أعمالها عام 1947 من خلال فيلم "العقل في إجازة" وهو أول تجربة لها وفي نفس الوقت أول تجربة إخراجية لحلمي رفلة، وأول إنتاج لمحمد فوزي، لذا كان لهذا العمل بشكل خاص نكهة خاصة لهم جميعاً. ورفضت شادية ارتداء المايوه في هذا العمل بناء على طلب المخرج، وكاد أن يحدث خلاف بينهما، لكن تم تداركه لإيمانه بموهبة هذه المراهقة الصغيرة.

وعلى الرغم من أن شادية لها شقيقة تدعى "عفاف شاكر" سبقتها إلى عالم الفن إلا أنها لم تحقق أي شهرة وتركت الفن وسافرت إلى الكويت بعد زواجها من أحد الأطباء، وأنجبت وانشغلت بحياتها الأسرية وتفرغت لها.

 

حكاية اسم "شادية"

فاطمة كمال شاكر هو اسم شادية الحقيقي، لكن أسرتها لم تكن تناديها كثيراً بهذا الاسم، وكانت تفضل عليه مناداتها باسم الدلع "فتوش"، وحكت شادية في لقاء نادر لها قصة هذا الاسم، قائلة إن والدتها تركية ومن المعروف لدى الأتراك أن اسمي "فاطمة ومحمد" بشكل خاص لا ينطقان مثلما هما بل يقال على فاطمة "فتوش" ومحمد "ماميت"، خوفاً من أن الأم التي لديها طفلان بهذا الاسم أن تغضب منهما وتسبهما مثلاً، فلا يجوز أن تسب شخصين يحملان اسم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، لذا كانوا يستبدلون نطق هذين الاسمين احتراماً لقدسيتهما.

أما اسم "شادية" فهي التي اختارته بنفسها لها بعد أن كانت تريد أن يطلق عليها اسم "هدى"، وهو للعلم الاسم الذي قامت بالتوقيع به على أول أفلامها لكنها غيرته بالمصادفة بعدما ذهبت إلى "سبوع" إحدى صديقاتها فوجدت أن المولودة الجديدة اسمها شادية، فاقترحت صديقتها عليها أنه سيكون أفضل من هدى، وبالفعل ومنذ هذا التوقيت اتخذت شادية منه اسماً فنياً لها.

أما لقب دلوعة الشاشة المصرية فاكتسبته شادية من أحد الصحافيين حيث كتب هذا اللقب كعنوان لحوار صحافي معها ومنذ هذا التوقيت عرفت به.

قدمت الفنانة الراحلة 112 فيلماً عبر 40 سنة و10 مسلسلات إذاعية، ولم يكن لها لون واحد؛ حيث قدمت الكوميدي والاجتماعي والرومانسي، وغنت في معظمها، إلا أنها في بعض الأفلام مثل "اللص والكلاب" و"ميرامار" وكلاهما عن قصتين للأديب العالمي نجيب محفوظ، وغيرهما مثل "المرأة المجهولة" لم تغنِّ ولو أغنية واحدة، وعلقت شادية على ذلك بأنها تحدت توقعات المقربين منها بالفشل في حال لم تغنِّ بأفلامها حتى تثبت لهم أنها وإن كانت قد خاضت التمثيل فهو بسبب حبها له وليس لرغبتها في أن تكون مطربة من خلاله، وبالفعل نجحت في ما غامرت به.

توقفت شادية عن الغناء لحوالى أربع سنوات وركزت على التمثيل فقط وذلك لعدم رغبتها في الغناء بكلمات متكررة استهلاكية، حتى جاء لها الموسيقار بليغ حمدي بلحن أغنية "يا أسمر اللون" ووافقت على غنائها وكانت عودتها للغناء من خلالها.

زيجاتها الثلاث

خاضت تجربة الزواج ثلاث مرات، أولها كانت من الفنان عماد حمدي وكان يكبرها بما يزيد عن الـ 25 عاماً، وقدمت معه بعض الأعمال منها "ارحم حبي" و"مشغول بغيري" و"شاطئ الذكريات" وغيرها، ثم تزوجت من المهندس الإذاعي، عزيز فتحي، ثم تزوجت زيجتها الأخيرة من الفنان صلاح ذو الفقار، الذي شاركته في بعض الأفلام منها "أغلى من حياتي" و"كرامة زوجتي" و"مراتي مدير عام"، وانفصلت عنه عام 1969 ولم ترزق شادية بأي من الأطفال. ورغم أنها لم تتذوق طعم الأمومة إلا أنها كانت تقول إنها لا تشعر بأي أزمة كونها تعتبر أبناء شقيقاتها بمثابة أبناء لها، كما سبق وغنت أغنيتها "ست الحبايب" التي غنتها في فيلم "المرأة المجهولة" عام 1959 بكل إحساس ولا تزال تعرض وتذاع حتى الآن ويرددها جمهورها.

قصة حب فاشلة

لشادية قصة حب قوية مع المطرب فريد الأطرش بدأت شرارتها الأولى في فيلمهما الأول معا "ودعت حبك" للمخرج يوسف شاهين ومن إنتاج الأطرش، ثم قدما معاً فيلماً آخر وهو "أنت حبيبي" وكانت قصة حبهما مادة خصبة للصحافة والإعلام وقتها، لكنهما التزما الصمت حفاظاً على عدم المساس بحريتهما الشخصية.

سافر فريد إلى فرنسا لإجراء فحوصات طبية ووعدها بالزواج بعد عودته على أن يتغير للأفضل ولا يلتفت إلىالسهرات التي يحرص عليها. ولكن لم يتغير ففضّلت شادية إنهاء الارتباط، وكانا يسكنان في بناية واحدة، ولكن بعد فشل قصة حبهما باعت شادية شقتها لتسدل الستار على هذه القصة، التي لم يشأ لها الله أن تكلل بالنجاح، وبعد سنوات جفاء بينهما عادت شادية لفريد بوساطة من صديقة مقربة منهما لكن العودة كانت من بوابة الصداقة وليس الحب.

ريا وسكينة وخلافات في الكواليس

لم تقدم الفنانة شادية طيلة مسيرتها الفنية سوى عرض مسرحي واحد هو "ريا وسكينة" عام 1983، وقدمته أمام كل من الفنانين سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وأحمد بدير، وجاء هذا الأخير بديلاً للفنان حمدي أحمد الذي لم يقدم العرض سوى ثمانية شهور فقط، وتراشق بالألفاظ مع شادية التي تعاملت طبقاً لما قاله في حوار صحافي له معه بتعالٍ شديد، كما حدث أيضاً خلاف بينه وبين عبد المنعم مدبولي، لأن هذا الأخير قال أحد الإيفيهات ولم يضحك حمدي أحمد، ولما سأله عن سبب عدم ضحكه فقال له: لم تقل شيئاً يُضحك فما قلته يقرف".

فغضب الفنان الكبير ولامه بشدة، ولم يتطلع حمدي للاستمرار في العرض بعد هذه الأجواء غير المريحة، فجاء بديلاً عنه الفنان حسين الشربيني الذي لم يكمل العرض حتى كان الختام مع أحمد بدير، ورغم كل ما كان يدور في الكواليس من أزمات إلا أن هذا العرض حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وقدمت شادية فيه عدداً من الأغاني والعروض التي لاقت إعجاب الجمهور، ولم يملّ منها الجمهور حتى مع تكرار إعادتها على شاشات التلفزيون، خاصة في الأعياد لما تحمله من بهجة.

تخاف من الشاشة الصغيرة

على الرغم من موهبة شادية التمثيلية وأن الجمهور كان يرغب ويدعوها أن تطل عليهم في بيوتهم من خلال بعض الأعمال التلفزيونية، إلا أنها كانت ترفض خوض التجربة، وبررت عدم خوضها بأنها كانت تريد دخول بيت المشاهدين برواية جيدة يشاهدها الطفل والشاب والعجوز لكن لم تجد ما يجذبها ويحقق رغبتها.

علاقاتها برموز المجتمع

كانت الفنانة الراحلة ترتبط بعلاقات صداقة قوية مع عدد من رموز مصرية قديرة، مثل الكاتب الصحافي مصطفى أمين، وكامل الشناوي، وكمال الملاخ، وأنيس منصور، وأحمد رجب، وموسى صبري، ومن الفنانين محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.

وأكسبها صداقتها بهذه الرموز وعياً بضرورة انتقاء أعمالها، حيث كانوا ينصحونها بذلك وانتقلت من أدوار الفتاة المدللة إلى شخصيات أكثر عمقاً، خاصة أن مصطفى أمين كان دائم النصح لها بذلك، بحسب ما ذكرته في بعض لقاءاتها الإذاعية، وذكره مصطفى أمين نفسه، ونقله كتاب "مصطفى أمين.. فكرة لا تموت" لمحمد مصطفى.

ورغم انتشار شائعة تفيد بزواج عرفي بين شادية ومصطفى أمين إلا أنها لم تبال، وبعد تعرضه للسجن في قضية التجسس على جمال عبد الناصر زارته شادية في محبسه، رغم أن الأمر كان كفيلاً بإيذائها، خاصة أن القضية التي كان متهما فيها أمين كانت شديدة الحساسية.

العندليب والدلوعة

قدمت دلوعة السينما العربية مع الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ثلاثة أفلام وهي "لحن الوفاء" و"دليلة" و"معبودة الجماهير"، وكانت هي الصوت النسائي الوحيد الذي غنّى مع عبد الحليم دويتوهات عديدة مثل "تعالي أقولك" و"حاجة غريبة" و"إحنا كنا فين" و"اختار خيالي" وغيرها.

وتعود تفاصيل اللقاء الأول لهما، طبقاً لرواية شادية في إحدى لقاءاتها، إلى أنها في البداية سمعت صوته في الراديو، ووجدت صوتاً جميلاً، لوناً لم تسمعه من قبل، "ويتماشى مع أيامنا وحياتنا وسننا، في ذلك الوقت، فسألت عنه وتخيلته رجلاً طويلاً عريضاً وشاباً ضخماً بسبب رخامة صوته"، وبالصدفة سألت عنه كمال الطويل ووعدها بأنه سيدعوه لإحدى بروفاتها، وما إن شاهدته حتى صدمت إذ وجدته شاباً نحيفاً، على عكس الصورةالتي رسمتها، وعلقت قائلة: "استغربت أن الجسم الصغير ده يطلع الصوت ده"، ووصفته كممثل بأنه رائع، وكانت تحب التمثيل أمامه لشعورها بأن حليم يقول حوار الفيلم بكل صدق وحب، وكان حليم يصفها بأنها "أحب الأصوات إلى قلبه".​

العربي الجديد اللندنية في

28.11.2017

 
 

رحيل الفنانة شادية «دلوعة السينما المصرية»

عن عمر ناهز 86 عاماً

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»

غيّب الموت اليوم (الثلاثاء)، الفنانة المصرية الكبيرة شادية، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 86 عاماً.

وقال التلفزيون المصري، إن "الفنانة شادية توفيت اليوم بعد أزمة صحية نقلت على أثرها إلى المستشفى".

ولدت شادية في 8 فبراير (شباط) 1931، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، وكان والدها يهوى العزف على العود ويحب الغناء مما شجعها على العمل بالفن.

وأطلت على الجمهور لأول مرة في دور ثانوي في فيلم "أزهار وأشواك" عام 1947 قبل أن تشارك في نفس العام في فيلم "العقل في إجازة" أمام المطرب محمد فوزي من إخراج حلمي رفلة.

وقدمت الراحلة التي تعد من أبرز نجمات السينما المصرية خلال مسيرتها الفنية أكثر من 112 فيلماً، واشتهرت بدور الفتاة المدللة حتى أطلق عليها لقب "دلوعة السينما".

واعتزلت شادية الفن عام 1986 بعد مسيرة حافلة امتدت نحو 39 عاماً.

الشرق الأوسط في

28.11.2017

 
 

حكايات عن "دلوعة الشاشة" شادية تكشف وجها آخرا لها بين الجرأة والتمرد

مي جودة

رحلت الفنانة القديرة شادية عن عالمنا في مساء الثلاثاء 28 نوفمبر 2017 عن عمر يناهز 86، ليبقى لها في قلوب محبيها رصيدا كبيرا من الحب بسبب أعمالها ودلعها الذي اشتهرت به، ولكن لشادية وجه آخر قد يزيد حبك لها.

شادية ليست الفتاة المدللة التي وجدت الطريق أمامها ممهدا، أو امتازت حياتها بالسهولة لتصل لكل أحلامها، فهي مرت بالكثير من الأزمات التي أثبتت فيها جرأتها التي تصل أحيانا للتمرد.

تشكيك في موهبتهااتهامات كثيرة طالت موهبة شادية بأنها "خفيفة" ولا يمكنها تقديم سوى الكوميدي الخفيف منها، وذكر الكاتب الكبير نجيب محفوظ في أحد الحوارات أنها فتاة رقيقة تمثل الجمال والخفة، لكنها لا تصلح لتمثيل رواياته لعمقها الذي لا يناسبها، فقدمت من كتاباته 4 أعمال هم: "اللص والكلاب" و"ميرامار" و"زقاق المدق" و"الطريق"، ليعدل عن تصريحاته ويشيد بموهبتها في الصحف بعد ذلك.

كما أن الاتهامات طالت صوتها أيصا، قالت كوكب الشرق أم كلثوم عن شادية "الخامة كويسة، وبالاجتهاد والإخلاص ستنجح"، أما الموسيقار محمد عبد الوهاب فقال عنها "صوتها بتعريفة، وفنها بمليون جنيه" في إشارة إلى خفتها، وكذلك قال كمال الطويل في لقاء إذاعي، إن صوتها جيد أكثر في اللون الخفيف.

وردت هي عمليا على هذه الأقاويل التي لم تنفيها، وقدمت عددا من الأغاني الطربية مثل "إن راح منك يا عين"، و"اتعودت عليك".

الحب بحياتها

تزوجت شادية في حياتها 3 مرات، الأولى من الممثل عماد حمدي وانتهت بعد صفعه لها في أحد الحفلات أمام الأصدقاء، والثانية بالمهندس بالإذاعة المصرية فتحي عزيز،و انتهى الزواج بسبب المشاكل ومن بينها رغبتها في تقديم فيلما أمام عماد حمدي وهذا ما رفضه، وأخيرا من صلاح ذو الفقار الذي قدما سويا الكثير من الأفلام، ومن بعد طلاقهما عزفت عن الزواج.

ولكن في حياة شادية حب لم يكتمل شغل الصحافة وقتها، ولكن كرامتها منعتها من استكماله، وهو حبها للفنان فريد الأطرش الذي روى في مذكراته، وبدأت مع تصوير فيلم "ودعت حبي"، وبعدها انتقلت للسكن بالقرب منه.

وأكد الأطرش في مذكراته أن حب لشادية كان كبيرا، ورغم حياته التي امتازت بالحرية والحفلات، كان حسم قراره بالزواج منها تأكد من حبها له بعدما كانت تهتم به كثيرا وتطبخ له الطعام، وقرر السفر في رحلة علاجية بباريس ورفض أن ترافقه في السفر مما جعلها تظن أنه يتهرب منها، فأثناء سفره تزوجت من فتحي عزيز.

وكتب الأطرش في مذكراته: "طرتُ إلى باريس، وأحسست فراغا لا سبيل إلى شغله حتى ولو اجتمع لى عشرون صديقا، وأفكارى تطير إلى القاهرة، وأتخيلها فى البيت أو الاستديو أو بين صاحباتها، وكنت أتحدث إليها مرة كل يومين، ويستبد بىّ الشوق فأتحدث كل يوم.. كيف إذا أستغنى عنها"، وقدم من بعدها أغنية "حكاية غرامي".

"الصديق وقت الضيق"

في الستينيات من القرن الماضي، كانت شادية تحيط نفسها بصداقة المثقفين، وعلى رأسهم مصطفى أمين، وانتشرت شائعات عن وجود علاقة بينهما، وهناك من روج أنهما تزوجا عرفيا، وبعد سجن مصطفى أمين في قضية التجسس على جمال عبد الناصر زارته شادية في محبسه، رغم أن الأمر كان كفيلا بإيذائها، خاصة أن القضية التي اتُّهم فيها أمين كانت شديدة الحساسية، وجاءت تفاصيل الحكاية في كتاب "حكايتي مع عبد الناصر" لمصطفى أمين.

ولم تقصد بذلك معاداة جمال عبد الناصر، فهي غنت بعد ذلك لرثائه.

موقع "في الفن" في

28.11.2017

 
 

الفن يخسر أبرز العمالقة...

وفاة "معبودة الجماهير" عن 86 عاما!

توفيت قبل قليل الفنانة المصرية ​شادية​ وذلك بعد صراع مع المرض.

يذكر ان الفنانة شادية كانت ترقد في مستشفى الجلاء العسكري لتلقي العلاج بعد اصابتها بجلطة في المخ وبعدها تدهورت حالتها الصحية.

واكدت في وقت سابق ناهد شاكر ابنة شقيق الفنانة المصرية شادية أن عمتها تواصل تلقي العلاج في مستشفى الجلاء العسكري، بناء على توصية من رئاسة الجمهورية المصرية.

يذكر ان الفنانة المصرية شادية من مواليد عام 1931، واسمها الحقيقي "فاطمة أحمد شاكر" وعرفت في السينما المصرية بإسم "شادية".

وللفنانة الراحلة العديد من الأفلام السينمائية حيث كانت تشكل ثنائيا رائعا مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ومن اشهر اغنياتها "اللراح منك يا عين"، "سونة"، "اتعاودت عليك"، "على عش الحب" وغيرها الكثير.

تزوجت ثلاث مرات، الأولى من المهندس عزيز فتحي والثانية من الفنان عماد حمدي لمدة ثلاث سنوات، كما تزوجت من الفنان صلاح ذو الفقار إلى أنها انفصلت عنه في عام 1969، ولم تنجب أبناء.

اللواء اللبنانية في

28.11.2017

 
 

عاجل.. وفاة الفنانة شادية عن عمر 86 عاماً

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

توفيت منذ قليل، بعد صراع طويل مع المرض الفنانة شادية، بمستشفى الجلاء العسكري، وذلك عن عمر ناهز 86 عامًا.

ولدت الفنانة الراحلة شادية فى 8 فبراير 1931 ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، واسمها الحقيقى فاطمة أحمد شاكر، وقدمت أفلاما متنوعة في بداية اشتغالها بالفن حملت الطابع الكوميدي واشتهرت بدور الفتاة المدللة حتى أطلق عليها لقب (دلوعة السينما) إلا أنها تخلت عن الغناء في عدد من أفلامها لتثبت أنها ممثلة متمكنة وليست مجرد فنانة خفيفة الظل أو نجمة غنائية.

كانت شادية قد أعلنت اعتزال الفن عام 1986 بعد أن تجاوز رصيدها 112 فيلما من أبرزها (شيء من الخوف) و(المرأة المجهولة) و(معبودة الجماهير) و(دليلة) و(نحن لا نزرع الشوك) و(أضواء المدينة) و(مراتي مدير عام) و(الزوجة 13).

ومن بين أفلامها عدد كبير مأخوذ عن روايات الأديب الراحل نجيب محفوظ منها (اللص والكلاب) و(ميرامار) و(زقاق المدق).

ولشادية نحو 650 أغنية متنوعة بعضها وطني والكثير منها عاطفي تضمنته معظم أفلامها.

نالت في الستينيات لقب (صوت مصر) حين قدمت عددا من الأغاني الوطنية التي لحن معظمها الراحل بليغ حمدي ومنها (يا حبيبتي يا مصر) و(قولوا لعين الشمس).

قدمت آخر أفلامها (لا تسألني من أنا) عام 1984 بعد مشاركتها في المسرحية الوحيدة التي ظهرت فيها على خشبة المسرح (ريا وسكينة) مع الممثلة سهير البابلي.

ومنحت أكاديمية الفنون بالقاهرة شادية الدكتوراه الفخرية في حفل أقيم يوم 27 أبريل نيسان 2015 إلا أنها لم تحضر حفل التكريم وتسلم الدكتوراه الفخرية نيابة عنها خالد شاكر ابن أخيها.

سينماتوغراف في

28.11.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)