السينمائيون العرب يتناقشون متفائلين بمستقبل أفضل
«الشرق
الأوسط»
في مهرجان كان
(5):
هل الأفلام الفرنسية فرنسية أكثر من اللزوم؟
كان:
محمد رُضا
برعاية الهيئة الملكية الأردنية للأفلام والمركز
السينمائي المغربي، أقيمت يوم أول من أمس جلسة نقاش تحت عنوان
«ما
وراء الحدود:
لماذا
نجحت نسبة ضئيلة من الأفلام العربية في تجاوز المنطقة العربية
والوصول للعالمية؟».
أدار الجلسة جورج ديفيد، أحد رؤساء الهيئة الملكية
الأردنية للأفلام، وضمت لمياء الشرايبي
(المغرب)،
درة بوشوشة
(تونس)،
سالم براهيمي
(الجزائر)،
محمد الدراجي
(العراق)
ومحمد
حفظي
(مصر)،
وكلهم منتجون خبروا المهرجانات والأسواق العالمية ولو بنتائج
مختلفة.
إنه سؤال ملحّ، ذاك الذي يطرحه هذا النقاش ويأتي في
وقته تماماً، لأنه لم يعد من الممكن الاستمرار في الاعتقاد أن
الأمور على خير ما يرام لمجرد أننا نعتقد ذلك أو لمجرد أن هناك
بضعة أفلام استطاعت النفاذ إلى المسابقات الرئيسية.
تناول بعض المتحدثين هذا الواقع واجتمع الرأي في
النهاية على أن المزيد من العمل مطلوب لدعم الفيلم العربي.
وبداية
تحدث كل من هؤلاء عن تجربته المحلية وتلك العالمية وكيف صاغ عملية
الانتقال.
درّة
بوشوشة على سبيل المثال، لم تنجح في العام الماضي بإدخال فيلمها
«هادي»
إلى
مسابقة مهرجان برلين الرئيسية، بل نال الفيلم جائزتين ثمينتين
(الفيلم
الأول وأفضل ممثل).
علاوة
على ذلك، وجدت نفسها وقد اختيرت عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية
هذا العام.
تجربة محمد الدراجي ربما كانت هي الأصعب إذ أشار
إلى أنه على عكس السينمات الأخرى
(المغربية
أو التونسية أو الجزائرية)
فإن
المنطلق، عندما بدأ تحقيق أفلامه، كان من الصفر:
«لا
صناعة سينمائية في العراق، وكل شيء مجمّد وعندما تجلس مع أحد
مسؤولي وزارة الثقافة وتعرض عليهم المساهمة في إنتاج فيلم، يقولون
لك أنت
(بطران).
يرون
أن العراق في حرب وأنا منشغل بصنع فيلم».
نقاشات وحفلات
الحال هو أن قيام كل دولة عربية بالاعتناء بحاضرها
ومستقبلها السينمائي يوفر لها حرية حركة وسرعة قرارات ونفاذ إلى
السوق والمهرجانات على نحو أسرع
(وأفضل)
من
العمل المشترك.
لا
يعني ذلك أن لا نشهد إنتاجات مشتركة تونسية
-
أردنية
أو مصرية
-
جزائرية أو مغربية
-
عراقية
على نحو الإنتاجات المشتركة بين الدول الأوروبية، فيما لو كانت
هناك الأرضية الصحيحة لذلك، لكن من حيث تقديم الفيلم إلى
«ما
وراء الحدود»،
فإنه ليس نافعاً أن يحمل العمل ثلاث أو أربع رايات في حين أن
الجمهور العالمي يفضل معرفة فورية ومباشرة بهوية الفيلم كبلد منشأ
وكمضمون.
لاحظ بعد المنتدين أنه من الأسهل دخول أحد
المهرجانات الخمس الرئيسية من الوصول إلى التسويق.
وذكر
أحدهم السينما الإيرانية وما وصلت إليه كمثال.
لكن
السينما الإيرانية، وعلى كون النظام الذي تنتمي إليه أو تحاول
مجابهته من خارج حدوده، حظيت بدعم غربي لأن الغرب يريد تغيير
النظام عبر الثقافة، والخطّة نجحت بحيث بات من السهل على فيلم
إيراني، مثل
«رجل
كبرياء»
وفيلم
الأنيميشن الجديد
«ممنوع
في طهران»
(Tehran Taboo)،
ومثل أفلام فرهادي ومخملباف وكيارستمي السابقة، إيجاد فرص عروض
جماهيرية في معظم أوروبا، بل وفي الصالات المتخصصة في الولايات
المتحدة.
والنقاشات والدعوات لحضور المنتديات وجلسات النقاش
كثيرة هذا العام، وبعضها مصحوب بحفلات غداء أو عشاء.
يوم
أمس، وعلى سبيل المثال، كان هناك حفل الغداء السنوي الذي يدعو إليه
مهرجان دبي السينمائي كل عام.
على
أثره إعلان جائزة النقاد الذين اشتركوا في دعوة وجهتها لهم شركة
«ماد
سوليوشنز».
وعلى
يخت استأجره رجل الأعمال نجيب سايروس أقيمت ليلاً حفلة الإعلان عن
ولادة مهرجان
«الجونة
السينمائي»
الذي
ستنطلق دورته الأولى في سبتمبر
(أيلول).
هذا النشاط وسواه يستخدم المكان الأنسب للدعاية
والحركة لكن العالم المحيط به، بدءاً من الهند وامتداداً إلى الصين
ومن أوروبا إلى أميركا الجنوبية وما تحققه دول دون أخرى من نجاحات
يتجاوز عالمية هذه النشاطات باستثناء أن مهرجاني دبي ومراكش هما
الوحيدان العربيان
-
العالميان اللذان يتركان صدى إيجابياً يستند إلى خلفية وتاريخ كل
منهما.
عن سينما وسينمائيين
الأفلام ما زالت تعبّر عن اهتمامات متجاذبة.
ثلاثة
أفلام فرنسية في المسابقتين
(الرسمية
و«نظرة
ما»)
تميّزت
بأنها فرنسية صميمة.
على
عكس العام الماضي، عندما عرض المهرجان فيلم
«إل»
لبول
فرهوفن و«متبضعة
شخصية»
لأوليفييه أوساياس وسواهما في الأعوام السابقة أيضاً، هناك تلك
المعالجة الفرنسية الخاصة التي تتبدّى من خلال أسلوب عمل يحمل في
طياته الطريقة الفرنسية البحتة في تقديم الحكايات والرغبة في أن
تكون الثقافة المعكوسة فرنسية لا باللغة وحدها بل بالسمات الحية
لتلك الثقافة.
«أشباح
إسماعيل»
الذي
تناولناه سابقاً هو من هذه الشريحة.
بعده
وردت أفلام
«باربرا»
و«نقاش
عشاق».
وهي
على اختلاف ما ترويه ترصد الشخصيات الفرنسية عن كثب وإن كانت
النتائج تختلف من فيلم لآخر.
بطل فيلم
«أشباح
إسماعيل»،
ماتيو أمالريك، هو مخرج
«باربرا».
كما في
«أشباح
إسماعيل»
يؤدي
في
«باربرا»
دور
مخرج
(إلى
جانب أنه يخرج الفيلم).
ومثل
الفيلم السابق يتجنب المخرج
-
كما
تجنب أرنولد دبلشان في
«أشباح
إسماعيل»
-
تحديد
الهوية الذاتية جداً.
بكلمات
أخرى، كلا الفيلمين يتحدث عن المخرج في ذات المخرج الفعلي، لكنه
يتجنب التأكيد على أن الحكاية تَمُتّ له، أو أن الفيلم جزء من
السيرة.
في
«باربرا»
تسأل
بطلة الفيلم
(جين
باليبار)
الممثل
في دور المخرج أمالريك إذا ما كان يحقق فيلماً عنها أو عنه هو،
فيجيبها:
«الاثنان
معاً».
في
الواقع هو ليس عنها كثيراً فباربرا هو الاسم الفني لممثلة اسمها
بريجيت.
أمالريك في الفيلم هو مخرج اسمه إيف.
وبالتالي عندما يجيب إيف على ذلك السؤال بالقول إن الفيلم عن
باربرا
(وليس
عن بريجيت)
وعن
إيف
(وليس
عن أمالريك)
فإنه
يزيد المسألة تعقيداً.
لكنه
ينجح إلى حد في زرع مرايا لكي تعكس جوانب الشخصيتين
(الممثلة
والمخرج داخل الفيلم)
ونذر
من حياتهما.
بدوره يعمد المخرج ميشيل أزانفسيوس، في فيلمه
الجديد
«مهيب»،
إلى تقديم حالة دراسة غير واقعية بالضرورة حول سنوات من حياة
المخرج الفرنسي جان
-
لوك
غودار.
مع جان
-
لوك
غودار، وعلى الرغم من هويته السويسرية، لا تستطيع أن تذهب أبعد من
ذلك في مهمّة تقديم هوية السينما الفرنسية.
بأسلوبه الحافل بالنشاط يورد أزانفسيوس ما اقتبسه
من بعض ما نشر سابقاً عن الزيجة الفاشلة الثانية للمخرج الشهير وعن
المرحلة الثورية التي مر بها
(أو
مرت به)
في
الستينات.
الرواية التي اقتبس منها أزانفسيوس السيناريو كتبتها آن فايزمسكي
التي كان غودار تزوّجها في سنة
1967
وطلقها
سنة
1979
وهي
فترة خاصة في حياة المخرج الراديكالي
(آنذاك
أكثر من هذه الأيام)
التي
رفض خلالها تحقيق أفلام لا تحمل آيديولوجيات ماويّة ولا تعبأ بأن
تحمل سمات أعماله قبل تلك الفترة أو بعدها.
هم أزانفسيوس هو تحقيق متعة ترفيهية باستخدام شخصية
تاريخية.
غودار
بعد تلك الفترة أصبح أكثر رصانة، وكان قبل تلك الفترة أكثر طموحاً
ليكون فرداً في جبهة سينمائية شابة وجديدة ضمّت إريك رومير وفرنسوا
تروفو وكلود شابرول وسواهم.
لكن
غاية المخرج الذي أخذ على نفسه اختيار مرحلة صعبة حول الزيجة بين
مخرج في السادسة والثلاثين وممثلة في العشرين من عمرها، لا تعبأ
بغودار وسينماه ولا تحتفي به كصاحب منصب في تاريخ السينما الفرنسية.
ما
يجيده المخرج، إلى حد ما، توفير معالجة مرحة وخفيفة حول موضوع كان
يمكن أن يكون جاداً لو أراد.
الفيلم الثالث هو
«دع
نور الشمس يدخل»
للمخرجة كلير دنيس.
مثل
الفيلمين السابقين، يشترك هذا الفيلم في الحديث عن نفسه وعن
السينما الفرنسية.
المختلف هو المخرجة لا تستعرض حياتها لكنها تلتزم بما وضعته
كاتبتها كريستين أنوت من لمسات مستوحاة من حياتها ككاتبة، ولو أن
الأحداث المسرودة يمكن تفسيرها على أنها غير شخصية.
كلمة السر هنا هو أن الكاتبة لها أعمال قليلة سابقة
امتهنت فيها دمج الحكاية الذاتية بالحكاية الخيالية لتخرج بعمل لا
يمكن فصل الخاص بالعام به.
والمخرجة تحترم ذلك، وتبدو مرتاحة لأن الضوء، في هذه الحالة، ليس
مسلطاً عليها، ولو أنها معنية به، إذ ما زال الفيلم يتحدث عن فنانة
لديها مشروعها الطموح الذي تؤمن به وتؤديها جولييت بينوش.
عوض الكاتبة لدينا رسّامة تعايش رغبات عاطفية
مندفعة منتقلة بين رجل وآخر.
تبحث
عن رغبتها الجنسية في رجال مختلفين ولا يستطيع أحد أن يرضيها.
ليس أن
الفيلم فاضح لكن المعالجة كوميدية، وبالتالي فإن تصوير حال بطلته
وتصوير حال هؤلاء الرجال الذين يمرون في حياتها فلا تستوقف أحدهم،
لأنه لا يلبي ما تبحث عنه في الرجل كخامة، يبقى خفيفاً وفي أحيان
خِفَّته هذه تسبب له قدراً من التصدّع.
####
ميشيل ويليامز لـ
«الشرق
الأوسط»:
لا أرى نفسي نجمة الأفلام التقليدية
ثلاثة
أفلام
تتحدث
عن
الطفولة،
أفضلها
فيلم
لا
يظهر
فيه
الطفل
(صبي
في
الثانية
عشرة)
إلا
لبعض
الوقت،
هو
«بلا
حب»
للمخرج
أندريه
زفيانتسيف.
الآخران
هما
«أوكجا»
(«فتاة
تحب
الخنزير»
الذي
تم
ابتكاره
في
مختبر،
ونما
ليصبح
في
نصف
حجم
كينغ
كونغ)
و«ووندرسترك»
للأميركي
تود
هاينز
الذي
كان
قدّم
هنا،
قبل
عامين
فيلمه
«كارول».
حكاية
صبي
في
الحادية
عشرة
من
عمره
ماتت
والدته
وتركته
وحيداً
ما
جعله
يبحث
عن
أبيه
المختفي
في
ظرف
غامض.
هذا
النطاق
من
الفيلم
يقع
في
السبعينات
ثم
هناك
حكاية
شبه
منفصلة
أخرى
تدور
حول
فتاة
خرساء
تعيش
في
عشرينات
القرن
الماضي
وتهوى
مشاهدة
الأفلام
(الصامتة
آنذاك،
وما
يحمله
الصمت
من
تواز
مع
كونها
غير
قادرة
على
النطق).
في
حين
تؤدي
جوليان
مور
دور
ممثلة
من
العهد
الصامت،
تظهر
ميشيل
ويليامز
في
دور
أم
الصبي
الراحلة
(نراها
في
مشاهد
استرجاعية).
تختلط
ويليامز
في
عمل
يراد
منه
أن
يحتفي
بالصوت
والصمت
معاً،
وبقدرة
الولدين
على
التعامل
من
موقعهما
(الصبي
بدوره
شبه
أخرس)
مع
العالم
المحيط.
هذا
دور
غريب
إلى
حد
بالنسبة
لجوليان
مور
أو
لميشيل
ويليامز
والأخيرة
مثلت
أول
أفلامها
(«لاسي»)
بينما
كانت
في
الرابعة
عشر
من
عمرها
قبل
أن
تنطلق
متدرجة
في
أدوارها
المختلفة:
«ولايات
ليلاند
المتحدة»،
«أنا
لست
هناك»،
«بروكباك
ماونتن»،
«جزيرة
منغلقة»،
وأخيراً
«مانشستر
على
البحر».
·
بعد سلسلة من أفلام درامية بعضها تطلب الكثير من
إضفاء مشاعر الحزن وحتى البكاء، تجدين في هذا الفيلم دوراً مختلفاً...
-
صحيح.
في
23
سنة من
التمثيل لعبت شخصيات كثيرة، لكن هذه الشخصية اعتبرتها خاصة لأنها
تتعامل مع امرأة حانية تحب صغيرها وليس لديها من المشاهد ما يكفي
لتوفير ذلك، مما يعني أنه كان علي استغلال كل لحظة لكي أجسد فيها
ما هو مطلوب مني تجسيده.
·
تتحدثين عن تكثيف اللحظة؟
-
نعم.
بعض
الأدوار التي مثلتها، خصوصاً تلك التي كانت أدواراً رئيسية لي مثل
«أسبوعي
مع مارلين»
و«وندي
ولوسي»،
كانت بالضرورة لديها الوقت الكافي لتقدم ما يراد لها تقديمه.
ليس
هناك من سرعة أو من محاولة تكثيف اللحظة كما تقول.
هذا
مختلف.
·
في
«بروكباك
ماونتن»
وفي
«مانشستر
على البحر»
لعبت
دورين مساندين بدقائق ظهور محدودة.
هل شعرت هناك بأن عليك تجسيد الحالة في حد أدنى من
الكلمات أو المشاعر؟
-
طبعاً.
خصوصاً
في
«مانشستر
على البحر».
المشهد
الذي ألتقي فيه وزوجي السابق في الشارع وأحاول التقرب منه مجدداً
لأن الانفصال لم يكن في مصلحتي.
هذا
نوع من التكثيف الذي أقصده.
·
في
«ووندرسترك»
دورك
المساند أصغر من أدوارك المساندة في مطلع مهنتك.
هل تعتبرين ذلك أمراً ثانوياً أم تنظرين إلى تبعاته
على أساس أنك ستنشدين في المرّة المقبلة دوراً رئيسياً؟
-
لا
أهمية في نظري لحجم الدور بل لمن يقف وراء الفيلم.
تد
هاينز
(المخرج)
يمتلك
تاريخاً مضيئا من الأعمال الفنية ذات الجوائز ولا أعتقد أنني فكرت
لأكثر من لحظة قبل أن أعلن رغبتي في تمثيل هذا الدور.
صورناه
كما كان مكتوباً بنفس الحجم وكنت سعيدة جداً بأنني أتعامل فعلاً مع
مخرج موهوب.
·
المخرجون الموهوبون كثيرون بالنظر لقائمة أفلامك.
يبدو
أنك تختارين من تعملين معهم.
-
في
الكثير من الأحيان نعم.
أمام
كل الممثلات والممثلين فرصة لأن يختاروا المخرج أو يتركوا أنفسهم
عرضة لاختيارات المخرجين.
لا أرى
نفسي نجمة في الأفلام التقليدية.
أساساً
لا أحب هذه الكلمة مطلقاً.
إذا
كانت مهنتي هي التمثيل فأنا ممثلة.
·
هل تشاهدين أفلامك بعد تصويرها أو من النوع الذي
يهرب منها؟
-
يعتمد
ذلك على مزاجي.
أحياناً أسارع في مشاهدة الفيلم الذي مثلته...
قلتُ
أحياناً لكني في الواقع أعني غالباً لأنه دائماً ما هناك عرض
«برميير»
أحضره
أو عرض في مهرجان سينمائي.
عموماً
مشاهدة نفسي في أفلامي ليس تحدياً يتطلب جهداً
(تضحك).
·
كما ذكرت لعبت أدواراً صغيرة في الأفلام أخيراً،
لكنك في الوقت ذاته بدأت العمل المسرحي.
هل هناك من تزامن مقصود؟
-
ربما
لعبت في العامين الماضيين مسرحيتين وثلاثة أدوار قصيرة.
وعلى
المسرح هناك قدرة على رؤية الذات تختلف عن السينما.
أعني
أن الجمال مهم بالنسبة للتمثيل السينمائي ما دامت الممثلة تؤدي دور
بطولة أو دوراً يستند إلى اسمها، إلا إذا كان المطلوب منها أن تؤدي
دور امرأة عجوز على سبيل المثال.
في
المسرح العناية بالجمال يختلف كثيراً.
هناك
حرية أكبر لأن جمهور المسرح لا يفرض عليك الشكل الذي عليك أن تقوم
به.
المسرحية هي التي تفعل ذلك.
·
كثيرون تحدثوا عن براعة دورك في
«مانشستر
على البحر»،
وكتبوا عن صدق أدائك.
هل البكاء سهل في المشاهد السينمائية؟
- (تضحك)
تمثيل
البكاء هو السهل أما البكاء نفسه فصعب.
لكن
هناك درجة عالية من الإحساس بالدور قد تساعد على تجاوز هذه الصعوبة.
·
هل تبكين في الأفلام التي تشاهدينها؟
-
لن تصدق.
·
ماذا؟
-
الأفلام الكرتونية حين أدرك أنها عنيفة لا تناسب الأطفال.
فيها
موت بعض شخصياتها.
لماذا
يريدون الحديث عن الموت في أفلام للأطفال.
·
هل أنت ممثلة تخطط جيداً لحياتها العملية؟
-
لا.
لا
أخطط مطلقاً بل أعيش أيامي من يوم لآخر.
أشعر
بأن التخطيط ليس ضرورياً إلا في مرحلة مبكرة مثلاً.
لكن
الثبات على ما بنيته من كيان من الأفلام ضروري.
·
تؤدين حالياً، كما أعتقد، دوراً رئيسياً في فيلم
«أعظم
شومان»
(The Greatest Showman)
هل هو فيلم موسيقي حقاً؟
-
نعم هو
فيلم ميوزيكال.
والتصوير انتهى قبل حضوري هنا.
في
الحقيقة هناك فيلم غنائي آخر نحاول أن ننجزه عن حياة جانيس جوبلين.
·
قرأت عنه منذ حين.
ما الذي أخَّر إنتاجه؟
-
لم يتأخر إنتاجه على ما أعتقد، لكننا نعمل عليه.
·
هل تمثلين دور المغنية الشهيرة؟
-
نعم.
·
كان هناك فيلم تسجيلي عنها قبل عامين هل شاهدتِه أو
تعتزمين مشاهدته قبل دخولك التصوير؟
-
شاهدته
وأعجبني كثيراً، لكن هناك مصادر أخرى للتعرف على هذه الشخصية.
الكثير
من الكتب.
قرأت
بعضها ولا يزال أمامي كتابان أو ثلاثة على ما أعتقد.
لكن
الصورة الشخصية لها معروفة ولا تحتاج مني للتعمق كثيراً.
·
معنى ذلك أنك ستقومين بالغناء...
-
نعم.
هذا ما
أخشاه.
####
مغامرة في رحاب الدورة السبعين
قبل
دخولك
قاعة
العروض
في
أي
مهرجان
هناك
دائماً
صف
الانتظار.
في
تورنتو
صفوف
طويلة
تمتد
من
مدخل
الصالة
إلى
الشوارع
الرئيسية
أو
الفرعية
حسب
موقع
الصالة.
في
برلين،
الصف
داخل
القصر
رأفة
بالعباد
في
ذلك
الطقس
البارد
خلال
فترة
المهرجان.
في
فينيسيا،
تقف
الطوابير
في
زقاقين
طويلين
يحيطان
بأحد
الصالات،
أو
داخل
الكازينو
الذي
يتحول
إلى
قصر
مهرجانات
خلال
الفترة.
أما
في
«كان»،
فهناك
الشارع
العام.
القادمون
لمشاهدة
أفلام
المسابقة
في
صالة
«ديبوسي»
المخصصة
للعروض
الصحافية
في
المسابقة
وقسم
«نظرة
ما»
يسبقها
درج
طويل
يبدأ
من
الرصيف
ويبلغ
ما
يوازي،
في
مقاييس
العمارة،
الطابق
الثاني.
عريض.
له
سجادته
الحمراء
الخاصة،
إذ
تصعد
عليه
وتصل
إلى
البوابة
الداخلية،
هناك
من
يفحصك
وما
تحمله
أمنياً،
ثم
تدخل
الصالة
ذاتها
باحثاً
عن
مكانك
المفضل.
حال
تختار
مكانك
المفضل
فسوف
تحاول
الحفاظ
عليه
والعودة
إليه
في
كل
مرّة.
مدد
الانتظار
لدى
بوابات
الصالات
في
المهرجانات
المختلفة
تمتد
من
عشر
دقائق
إلى
نصف
ساعة.
في
«كان»
يتجاوز
نصف
الساعة.
يوم
السبت،
أول
من
أمس،
تجاوز
الساعتين.
ساعتان
من
الوقوف
تحت
شمس
العصر
التي
تقلي
وتشوي
وأنت
في
مكانك.
إذا
تحركت
قل
وداعاً
للمقعد
الذي
تحب
أن
تشغله.
إن
تحركت
كثيراً،
قل
وداعاً
ربما
للصالة
بأسرها
لأن
الحشود
بالمئات.
هذا
كان
الوضع
عليه
في
الساعة
السادسة
والنصف
عندما
اتخذت
مكان
الوقوف
المعتاد
عند
البوابة
الفاصلة.
كان
هناك
نفر
قليل
وفيلم
في
البال
هو
«المهيب»
لميشيل
أزانفسيوس
الذي
يدور،
على
نحو
أو
آخر،
حول
سنوات
الحب
في
حياة
جان
-
لوك
غودار.
أزانفيسيس
كان
نال
الأوسكار
عن
إخراجه
«الفنان»
قبل
عدة
أعوام
ومن
بعدها
تراجع
في
قدراته
ومكانته
إلى
أن
كاد
يتوارى
كما
بطل
فيلمه
ذاك.
الآن
لديه
هذه
الفرصة
ليترك
بصمة
مهمّة
في
فيلم
فرنسي
بالكامل
في
مسابقة
كثير
من
أفلامها
فرنسية
كاملاً
أو
جزئياً.
مر
الوقت
في
أحاديث
متنوعة
بين
هذا
الناقد
وزملاء
أجانب
له.
واحد
من
الأرجنتين.
آخر
من
بولندا.
ثالث
من
كندا،
واثنان
لا
أعرف
من
أين.
نظرت
إلى
الساعة،
فإذا
بالزمن
المعلن
لبدء
الفيلم
(السابعة
والنصف
فرنسياً)
لم
يبقَ
منه
سوى
ثلث
ساعة،
ونحن
ما
زلنا
ننتظر
كما
لو
أننا
لاجئين
عند
باب
الأونروا.
كان
هناك
شيء
خطأ
لا
نستطيع
أن
نعرفه
ونحن
على
بعد
أكثر
من
ثلاثين
متراً
من
المدخل
المغلق.
أحدهم
علّق
قائلاً:
«ربما
احتج
غودار
على
وجود
فيلم
عنه
ويعقدون
الآن
اجتماعاً
للبت
في
القضية».
آخر
قال:
«هناك
اجتماع
سري»،
وثالث
توقع
أن
يكون
العرض
السابق
(إعادة
عرض
لفيلم
كلينت
إيستوود
«غير
المسامَح»)
قد
بدأ
متأخراً
ما
نتج
عنه
التأخير.
في
هذه
الأثناء
كان
بلغ
عدد
المحتشدين
من
ثلاث
جهات
(تبعاً
للتقسيم
اللوني
لبطاقات
الدخول)
أكثر
من
800
شخص.
وبدأ
البعض
بالصفير
وإطلاق
الأصوات.
تم
فتح
باب
المدخل
العريض
عند
تلك
الصالة
وهبط
الموظفون
في
سرعة.
لم
يكن
هبوطهم
منظماً
كالعادة،
وكان
بعض
النساء
العاملات
ينظرن
خلفهن
كما
لو
كن
مهددات.
بعد
قليل
بدا
أن
رجال
الأمن
يديرون
عملاً
ما.
ونظرت
إلى
الملحقة
الصحافية
كرستين
آميه
التي
اقتربت
من
حيث
نقف
بوجه
منقبض.
سألتها:
«ما
الحكاية؟
لماذا
هذا
التأخير؟»،
قالت
لي
على
مسمع
من
الواقفين
قربي:
«في
البداية
كان
هناك
فيلم
إيستوود.
بعده
وجد
الأمن
حقيبة
متروكة
داخل
الصالة
ويُعتَقَد
أنها
قنبلة».
أخذ
رئيس
الأمن
الخاص
في
قصر
المهرجانات
يعلن
أسماء
الموظفين
والموظفات.
وما
إن
انتهى
حتى
تحدث
في
سماعته
ثم
توجه
إلى
المحتشدين
وصرخ
بهم:
«ابتعدوا…
أخلوا
المكان».
تدافعت
الموظفات
نزولاً
إلى
حيث
نقف،
واستدرتُ
بدوري
-
وسواي
-
لننفذ
الأمر
الصادر.
الآن
أصبحت أنا في مؤخرة الحشد بدلاً من أكون في مقدمته، لكن بينما كنت
أصرخ بالمحتشدين عدم التدافع
(شاهدتُ
ما يكفي من أفلام الكوارث)
كان
هناك من يصرخ مسبباً التدافع:
«هناك
قنبلة…»،
ثم بصوت أعلى
«قنبلة».
وقفت بعيداً أرقب.
لم
يغادر كل الحشود المكان بل تراجعوا إلى حيث أقف.
بعد
نحو ربع ساعة عادوا فملأوا الرصيف والساحة القريبة وأصبحت أنا في
الخلف.
لا يهم
لننتظر نتيجة ما يدور.
هنا
تقدم الموظفون من جديد وفتحوا البوّابة إيذاناً بأن الكلاب ثم
البشر لم يجدوا في الحقيبة المتروكة أي خطر.
حين دخلتُ الصالة لم أجد مكاني المعتاد.
جلس
عليه من يبدو كما لو كان من أبطال المصارعة الحرة الذي امتهن النقد
كبديل.
####
كلينت إيستوود يعود لأفلام الغرب الأميركي
آخر أعماله فيلم
«أنفورجيفن»
كان
-
لندن:
«الشرق
الأوسط»
في مهرجان
«كان»
السينمائي الدولي، قال الممثل كلينت إيستوود أثناء تقديمه نسخة
مرممة من فيلم
«أنفورجيفن»،
الذي طرح قبل
25
عاماً،
إنه
«لا
يستبعد القيام ببطولة عمل آخر من أفلام الغرب الأميركي».
وقال الممثل والمخرج، الذي يبلغ من العمر
86
عاماً:
«منذ
أن قرأت نص فيلم
(أنفورجيفن)
قبل
25
عاماً
كنت أعتقد دائماً أنني سأقدم فيلماً أخيراً ممتعاً من أفلام الغرب
الأميركي».
وأشار إيستوود إلى أنه لم يقرأ قط نصاً أفضل من
فيلم
«أنفورجيفن»
منذ
ذلك الحين، إلا أنه استدرك قائلاً:
«لكن
من يعلم.
ربما
يظهر شيء في المستقبل».
وحقق إيستوود شهرة واسعة لدوره في مسلسل
«روهايد»
التلفزيوني، وأفلام الغرب الأميركي التي تعتبر من الأعمال
الكلاسيكية.
وفاز
«أنفورجيفن»
بأربع
جوائز أوسكار، من بينها أفضل صورة، وأفضل مخرج الذي كان أيضاً
إيستوود. |