تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

انجريد برجمان

رفيق الصبان

كان لابد لهوليوود أن تجد بديلا لملكتها المتوجة جريتا جاربو التي اعتزلت الفن وهي لازالت في قمة العطاء.. وكان لابد أيضا أن تتجه الأنظار للسويد.. بلد الملكة المعتزلة.. عسي أن تجد فيها البديل الملائم.. والحق أن هذه التوقعات والآمال لم تخب.. اذ اتجهت الأنظار الي ممثلة شابة لمعت علي شاشة السينما السويدية بأدوار عاطفية وحققت قبولا جيدا لدي جمهورها.وجه جميل ومعبر، قامة ممشوقة وعينان تطل منهما براءة حلوة.. وعلامات دهشة.. وبريق من حنان.. تجعلهما يخترقان القلب دون عوائق.

انها انجريد برجمان.. التي لمعت علي الشاشة السويدية من خلال أفلام صغيرة »كليلة السان جان« و»جانب الشمس« و»دولار« وغيرها بما في ذلك فيلم عاطفي نال شهرة كبيرة هو »انترتنرو«.. ولكن هذا لم يكن كافيا لاقناع هوليوود أن تخوض التجربة الكبري مع هذه الممثلة الصغيرة.. وكان لابد من مغامرة ثانية.. قام بها المنتج الكبير دافيد سلزنيك.. وهي اعادة تصوير »انترنترو« أكثر أفلامها نجاحا من خلال اخراج أمريكي وممثلون شهيرون.. وهكذا اطلت برجمان لأول مرة علي الشاشة الامريكية في دور العاشقة التي تعيش قصة حب بائسة.. أمام الممثل الكبير يسلي هوارد.

وكان لهذا الظهور الأول تأثير شديد.. جعل هوليوود تعهد اليها بأدوار ساعدته في أفلام متوسطة القيمة كآدم له أربعة أبناء وغضب من السماء ثم جاءت الفرصة الكبيرة للسويدية القادمة من بلاد الثلج.. أن تضطلع بالبطولة الثانية أمام العملاق سبنسر تراس في فيلم ضخم وكبير هو »دكتور چيكل ومستر هايد« وتحققت المعجزة.. وانفجرت موهبة برجمان كالبرق الصاعق.. مما رشحها لان تلعب دور البطولة أمام همفري بوجارث في الفيلم الاسطوري »كازا بلانكا« الذي وضعها بعد ذلك علي قائمة أهم ممثلات هوليوود وأكثرهن شعبية وتوالت الافلام الكبري وتوالي الصعود نحو القمة.

وقفت أمام جاري كوبر لتمثل لمن تقرع الاجراس المأخوذ عن قصة لارنست همنغواي عن الحرب الاهلية الاسبانية لعبت دور ريفية مقاومة.. قصت شعرها الطويل.. ولكنها ازدادت سحرا.. ثم مثلت تحت ادارة جورج كيكور »علي ضوء مصباح الغاز« أمام شارل بواييه ونالت أول جائزة أوسكار ثم عادت لجاري كوبر لتمثل دور خلاسية من الجنوب الامريكي في »نفق ساراتوجا« ومثلت دور الراهبة في »اجراس سانت ماري« ورشحت من أجله لجائزة أوسكار ثانية.

ثم جاء لقاءها الكبير مع هيتشكوك في ثلاثة أفلام مدهشة »المأخوذ« أمام جريجوري بيك.. حيث رسم لها الرسام العالمي سلفادور دالي شخصيتها في حلم سيريالي تام.. ثم »حبان نار« أمام جاري جرانت.. الذي صورت فيه اطول قبلة رأتها الشاشة الفضية والتي استمرت ٤ دقائق كاملة.

وذهبت الي فرنسا لتمثل فيلم قوس النصر المأخوذ عن قصة لاريك ماري ربمارك.. وهناك اكتشفت السينما الاوروبية الجديدة وانطلاقة الواقعية الجديدة في ايطاليا.. وعادت الي امريكا لتمثل فيلما عن حياة جان دارك.. وفيلمها الثالث مع هيتشكوك »مدار السرطان« الذي كان أول فيلم لها لا يحقق النجاح المنشود واحست برجمان ان عليها أن تغير من جلدها.. وان تخوض تجربة سينمائية جديدة فاتصلت بالمخرج الايطالي روسليني طالبة منه أن تعمل معه.. واستجاب المخرج الايطالي الكبير فورا واستبدل الممثلة الكبيرة »أنامافياني« التي كان سيصور معها فيلم »ستروبولي« وحلت برجمان محلها.

ونشأت قصة حب عارمة بين الممثلة والمخرج.. ادت الي طلاقها من زوجها والزواج من روسليني الذي انجبت منه ابنتها ايزابيل التي ستحترف التمثيل فيما بعد علي نسيج أمها ، سببت قصة الحب هذه نقمة الجمهور الامريكي علي برجمان واتهامها بالخيانة.. وهجر بيت الزوجية وانخفضت أسهمها لدي الجمهور.. مما أدي الي سقوط الافلام الثلاثة التي عملتها مع روسليني جماهيريا رغم روعة هذه الافلام واعتبارها اليوم من كلاسيكيات السينما.. »الخوف« »رحلة الي ايطاليا« »اوروبا ١٥« واحد استكشاف »نحن النساء« وانتهت قصة الحب وعادت المتمردة الي قواعدها في أمريكا لتمثل دور الاميرة الروسية »اناستاشيا« امام يول براين وتنال عنه جائزة الاوسكار التي كانت بمثابة مرسوم العفو الجماهيري عنها.

في فرنسا.. عملت برجمان مع جان رنوار في فيلم مدهش خلاب هو »الينا والرجال« وخاضت غمار الكوميديا مع جاري جرانت بفيلم »فضول« اتبعته بفيلم كوميدي آخر حقق لها نجاحا مدهشا هو »زهرة الصبار« عادت الي فرنسا لتمثل أمام ايف لونتاند فيلم »هل تحبي براهمز« المأخوذ عن قصة فرانسوار ساجان وفيلم »الزيارة« عن مسرحية دورنمات أمام انطوني كوين.. وأمام عمر الشريف مثلت »الروزرويس« الصفراء«.. ثم مثلت فيلما شبه دعائي عن حرب الفيتنام هو »منزل السعادة السادسة« وعادت لانطوني كوين لتمثل معه دراما عاطفية شديدة السخونة هو »تحت أمطار الصيف« ومع فنسنت فيللي مثلت أمام ليزا بنللي فيلما استعراضيا هو »قضية وقت« وقبلت ان تمثل دورا ثانويا في فيلم »قطار الشرق السريع« المأخوذ عن قصة لاماتي كريستين.. نالت من أجله أوسكار أحسن ممثلة مساعدة.

ثم جاء لقاءها الاخير المنتظر مع المخرج السويدي الكبير انجمار برجمان في فيلم »سوناتا الخريف« الذي كان بمثابة الكابوس لكل من الممثلة والمخرج نظرا لتباين وجهات نظرهما حول الاداء وحول دور الممثل.

وأحست برجمان بعد هذا الفشل أن عليها أن تغادر الشاشة ملكة كما دخلتها.. ولكن ذلك لم يمنعها من قبول آخر أدوارها التليفزيونية في مسلسل عن حياة الزعيمة الاسرائيلية »جولدا مائير«.

رغم النجاح الاسطورري الذي حققته برجمان علي الشاشة فانها تركت اثارا كبيرة في المسرح.. اذ مثلت علي خشبة أوبرا باريس »جان درك علي المحرقة« مسرحية بول كلوديل التي اخرجها لها روسليني.. عندما كانت لاتزال زوجته وعلي خشبات برودواي مثلت برجمان مسرحية سترندبرج »هيدا جايلر« وابدعت فيها وتألقت.. كما مثلت دور الاستاذة التي تعيش تجربة جنسية مع أحد طلابها في »شاي وحنان« ولكن الدور ذهب الي ديبورا كير عندما نقلت المسرحية الي السينما.

تركت برجمان أثرا كبيرا في السينما الامريكية واحتلت العرش الفارغ الذي تركته جاربو واستطاعت أن تعود للوقوف علي قدميها رغم »الفضيحة الأخلاقية« التي كادت ان تدمر مستقبلها الفني.

لقد عاشت برجمان.. ممثلة وماتت وهي في أوج مجدها وأكدت ان الموهبة الكبيرة تستطيع أن تقاوم الزمن والمجتمع وان تبرق كالذهب الاصيل مهما علاها من تراب.

أخبار النجوم المصرية في

25/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)