تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الف مبروك فيلم فانتازي يدعو للتامل

بقلم:ايريس نظمي

هل الانسان مسيَّر أم مخير.. وهل يمكن للانسان أن يختار مصيره؟

هذه هي قيمة الفيلم الذي اخرجه أحمد نادر جلال بأسلوب عبثي فانتازي.. وقام ببطولته الكوميديان المتميز أحمد حلمي.

يعتبر فيلم »ألف مبروك« أول فيلم تجريبي في السينما المصرية.. اذا صح هذا القول.. يقوم فيه أحمد حلمي بالبطولة المطلقة دون الاستعانة بنجمة من نجمات السينما ليحمل الفيلم كاملا علي عاتقه..

والفيلم مأخوذ عن اسطورة يونانية كما كتب في التترات.. وقد قدمته السينما الأمريكية في فيلم بعنوان grouna hoy day .

أحمد (أحمد حلمي) انسان عادي مثل أي انسان تلتقي به في اي مكان.. لكن تغلب عليه روح الانانية والاستهتار.. وهو لا يعيش الا لنفسه.. كما يصير طبقا لقدره.. فهو انسان لايبالي بمن حوله حتي ابيه وأمه.. لا يتحرك حين يسمع ان أباه يعاني من المرض.. وردود أفعاله مستفزه بالنسبة لامه واخته وايضا صديقه.. فهو يعلم ان اخته تحب صديقه.. وحين يراها تستعد للذهاب إلي فرحه يصمم ان تستبدل فستانها بفستان أكثر حشمه ويضر بها.. ويعاملها بأسلوب غير انساني.

وحين يخلد إلي النوم يصحو منزعجا.. فهو يشاهد أحلاما أو رؤي.. تتحقق في الواقع مع اختلاف جمل الحوار احيانا وأيضا النهاية.

ويمر بأحداث مختلفة.. وتدور الاحداث حول شخصية الانسان الاناني الذي يعيش لنفسه فقط..

وهو لايبالي حتي يوم فرحه ولا يفكر في حضوره.. وبعد مروره بمواقف حياتيه يغير معاملته للذين حوله ويحس بانانيته.. لدرجة ان اخته لا تصدقه حين يعاملها بالحسني.. ويحس انه يتطهر من أفعاله وتظل هذه الأحلام تزعجه حتي بلغت ٢١ حلما.. لكن كل حلم ينقصه شيئاً لتتجمع في النهاية في الفيلم الـ ٣١ وهو رقم التشاؤم.. ليري أنه سيموت أثر حادث..

وأكتمل الحلم هذه المرة حتي النهاية فيقرر أن يموت باختياره. يري أمه وأبيه ينتظران في الشارع علي الرصيف حتي قدومه يوم فرحه.. وبينما يخترق الشارع يتوقف بين العربات.. تجري الأم لانقاذه لكنه ينقذها ويموت باختياره حينما تصطدم عربته بالشاحنة الكبيرة.

تقوم عربته بدور مهم في الفيلم فهي السبب في حدوث كل المواقف التي تقابله.. حتي ضابط القسم الذي يحقق معه يأكل ساندوتش من الفول.. في الحلم وفي الواقع.. وتؤدي العربة التي نراها في معظم الفيلم الي وفاته..

ان أحمد حلمي يحاول ان يغير كل مرة من أسلوب افلامه.. فهو ليس الكوميديان الضاحك الذي يعتمد علي الافيهات.. بل يقدم لنا الكوميديا الراقية كل مرة بشكل مختلف.. كان آخر فيلم له هو »آسف علي الازعاج«.. الذي حصل به علي الكثير من الجوائز. وفي هذه المرة يقدم لنا الكوميديا بأسلوب الفانتازيا.. لدرجة تدعو للتأمل بعد خروجك من دار العرض.

اما أحمد نادر جلال الذي تربي في عائلة فنية كبيرة.. فهو مخرج متمكن من أدواته.. استطاع ان يقدم لنا فيلما بمضمون عبثي.. واننا نعيش في عالم آخر.. مثل فيلم »عايز حقي«.. و »واحد من الناس« كما استطاع أن يوظف ممثليه وهم من الوجوه الجديدة التي قد لا تحمل أي نوع من الجمال أو الوسامه.. توظيفا جيدا بالرغم من صغر أدوارهم.

قد يحتاج الفيلم لبعض الاستيعاب والتركيز.. ويمكن ان تشاهده أكثر من مرة وفي كل مرة تكتشف الجديد.. ولكن سيكون علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية.

من جٌمل الحوار: »ما أعظم ان تكون غائبا حاضرا.. علي ان تكون حاضرا غائباً«.

عزيزي أحمد حلمي.. »ألف مبروك«..

أخبار النجوم المصرية في

25/07/2009

 

احمد حلمي الولد الذكي

تحقيق: محمد عدوي/ دينا خليل/ أحمد بيومي/ أحمد سيد/ مؤمن حيدة/ محمد كمال

مفاجآت الفتي الذكي لعشاق السينما وجمهورها مازالت تتوالي وما بين رحلته مع الضحك منذ »ميدو مشاكل« وحتي »٠٠٠١ مبروك« استطاع شارلي شابلن السينما المصرية أن يتربع علي عرش الايرادات، ومن يتابع خطي هذا الفتي منذ تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الديكور وقدم برنامجه الكوميدي مع الأطفال »لعب عيال« يدرك أنه يمضي في طريقه نحو القمة واثق الخط، ليحطم الأرقام القياسية في الايرادات ويعتلي عرش الضحك، ويصبح دون كل أبناء جيله هو الجوكر دائما والفارس الذي يكسب كل الجولات في كل المواسم.

كثير من النقاد شبهوه بأكثر نجوم الكوميديا في العالم چيم كاري وچاك ليمون وشارلي شابلن وراهنوا علي استمراره بهذا التوهج والقدرة علي جذب الجمهور من مختلف الأعمار الي مشاهدة أفلامه.

واستطاع بفيلمه الجديد »٠٠٠١ مبروك« أن يعيد للسينما المصرية لافتة »كامل العدد« بعد طول غياب وانصراف الجمهور الي الفضائيات وغيرها من وسائل استقطاب عشاق الفن السابع لم يساير أحمد حلمي التيار ولم يظهر بشكل زائد عن الحد حتي لا يحترق ويصبح ورقة قديمة للمشاهد، فهو يملك الذكاء الخارق والموهبة الكبيرة التي تجعله يملك الخلطة السحرية للنجاح فملامحه البريئة الساذجة تساعده علي خطف القلوب من خلال الكوميديا الذكية ولديه من التوابل الخاصة به التي تضيف حالة من الفرح والسعادة، وفي معظم أفلامه يستعين بأصدقائه القدامي من الأطفال ليغزو من خلالهم قلوب الصغار والكبار.

وفي الوقت الذي تلملم فيه السينما أوراق موسم خيب ظنون الجميع نجح حلمي في أن يهدي السينما مفاجأته السارة ويعيد لافتة »كامل العدد« حلمي لم يتفوق في معركة الايرادات فقط بل تفوق فنيا وأشاد به النقاد وبفيلمه الذي وضعوه في مصاف كلاسيكيات السينما.

»أخبار النجوم« تبحث ظاهرة هذا الفتي الذكي وكيف وصل الي قمة النجومية في سنوات قليلة من احترافه فن اضحاك الجماهير.

لم يكن أحمد حلمي محظوظا بقدر ما كان مؤهلا لامتلاك الحظ.. قدرات متعددة توافرت جميعها في النجم الذي حظي باحترام النقاد وحب الجماهير.

قرر حلمي منذ بداياته أن يقدم لونا مختلفا لا يشبه بريق السراب وأن يشيد سينما حقيقية لا تخضع للموجة أو تهتم بالظاهرة.

ذكاؤه وثقافته التمثيلية مهدت له الطريق الصعب ليصبح من أهم علامات الكوميديا في الوقت الراهن.

يقول الناقد طارق الشناوي أن فيلم »٠٠٠١ مبروك« يعتبر قفزة لأحمد حلمي بعد فيلم »أسف علي الازعاج« لان حلمي يراهن علي الممثل وليس علي المضحكاتي ونجح في تقديم قضية فنية تحمل ابعادا سيكولوجية ففي الفيلم نري حلمي الممثل، فهو الكوميديان الوحيد في تاريخ السينما المصرية الذي كسر فكرة تنميط نجم الكوميديا ففي السابق نري أن كبار نجوم الكوميديا كانوا يضعون أنفسهم في شكل نمطي وقالب درامي واحد منذ »نجيب الريحاني« و»اسماعيل ياسين« و»فؤاد المهندس« وصولا الي »عادل إمام«.

ويضيف الشناوي: أنا اعتبر أحمد حلمي مغامرا أكثر منه ذكيا لأن عادة »رأس المال جبان« كما يقولون فكل النجوم يخشون من خوض مغامرة جديدة ويحبون اللعب في المضمون، والمنتجون أيضا يرفضون أن يضعوا أموالهم في أفلام تحمل صبغة المغامرة لكن حلمي يتمتع بروح المغامرة وثانيا الذكاء لان هذا الذكاء هو الذي يجعله يغامر فجزء الممثل الذي بداخله هو الذي يقوده الي الابداع وأنا أراه حالة استثنائية لنجوم الكوميديا.

والسينما المصرية قائمة مع الأسف علي النجم وفي الاغلب النجم ليس لديه رغبة في التغيير ولا يحمل قدرا من المغامرة ولكن حلمي غامر في »أسف علي الازعاج« وغامر مرة ثانية في »٠٠٠١ مبروك« وبالتأكيد لم يكن سيخرج هذا الفيلم للنور لولا تحمل نجم مثل أحمد حلمي للفكرة رغم صعوبة السيناريو الذي كتبه الاخوان »محمد وخالد دياب« لانه صعب أي سيناريو يعتبر علاقة بين الكاتب والفكرة، والفكرة هي مجموعة المعلومات التي نراها في الفيلم والفيلم قائم علي اعادة المعلومة كل فترة برغم صعوبة هذا وتحفظ بعض النقاد علي هذا الاسلوب في الكتابة إلا أن الأخوان دياب نجحا في اضافة جديدة في كل مرة يقومان فيها بتكرار المعلومة واحداث مفاجأة لم تكن متوقعة والدخول في منطقة شائكة، فقد وجدنا في الفيلم أسلوبا جديدا في كتابة السيناريو وهو كيفية القيام باعادة المعلومة دون ملل والمخرج أحمد جلال الذي يقدم تجربته الثانية مع حلمي بعد فيلم »كده رضا« يتضح من خلال الفيلم أنه نضج فنيا لان هناك تشابها بين لوكيشن تصوير »٠٠٠١ مبروك« مع لوكيشن تصوير »كده رضا« ونجح أكثر من ايجاد حلول لكسر حالة التكرار الموجودة في السيناريو. وعن فكرة الاقتباس قال: »كما كتب علي تتر الفيلم انه مأخوذ من اسطورة يونانية قديمة والاساطير ملك للكل فحتي المسرحيات العالمية مثل هاملت تجد أن هناك لها مليون معالجة والفيلم الامريكي مأخوذ من هذه الاسطورة أيضا ولكن الخطوط العريضة في فيلم »٠٠٠١ مبروك« مختلفة تماما.

غير أن هناك بعض السلبيات يتحدث عنها الشناوي قائلا: مايؤخذ علي الفيلم أن نهاية الفيلم ضمت جملتين الأولي الانسان لايصنع واقعة والثانية أن تعيش وأنت ميت أفضل من انك تموت وانت علي قيد الحياة دع الفكرة هي التي تشرح نفسها فأنا أري أن هذا يعبر تلقينها مباشرا للمشاهد فدع العمل الفني يطرح الافكار ويبدأ الجمهور في التفكير فيها.

مقومات النجاح

الناقد مصطفي درويش يضع يده علي أكثر من نقطة في مسألة ظاهرة أحمد حلمي فيقول: يمتلك أحمد مقومات النجاح الحقيقية وأولها أنه يقوم بالاختيار الجيد والذكاء المهني فهو مثلا رغم بداياته الشعبية إلا أنه لم يورط في مسألة الابتذال التي تورط فيها غيره ولم يقع في شرك اللمبي وأعوانه مثل واستطاع أن يخرج بصورة مختلفة عن الكوميديات الموجودين وهو هنا يذكرني بشارلي شابلن وذكائه الذي جعله واحدا من أهم نجوم الكوميديا في هوليوود رغم انه كان هناك نجوم آخرين مثل مستر كيتون في عصره إلا انه استطاع أن يشكل من نفسه لدرجة أن كيتون عمل معه في أحد أفلامه في دور صغير فيما بعد في حين ظل شارلي شابلن نجما حتي آخر أيامه وبالاضافة الي حضور أحمد حلمي ككوميديان وذكائه كممثل هناك أيضا عامل مهم يساعده في التواصل مع الناس وهو أنه حسن المظهر وليس لديه عيوب الكوميديانات الذين يعتمدون علي هذه العيوب في إضحاك الجماهير.

طول العمر

الناقد يوسف شريف رزق الله يؤكد أن حلمي من الفنانين الذين يسعون لاطالة عمرهم الفني ويقول: لاشك أن أحمد من أذكي الفنانين الموجودين علي الساحة الفنية الآن فكل مرة يقدم عملا مختلفا عن الذي يسبقه وبصورة مختلفة عن الصورة التي اعتاد الناس أن يروا فيها الكوميدي وهو بهذا يسعي الي أن يطيل عمره الفني أكثر وأكثر فمن النادر أن تجد كوميديان يموت في أحد أفلامه وهذه صدمة للجماهير لكنه راهن عليها بنجاح شديد واعتقد أن أحمد لديه رغبة شديدة وعارمة في التغيير وعدم التكرار حتي لا يقع فريسة لكاراكتر أو نمط سينمائي واحد مثل عدد من النجوم الذين لفظتهم الناس بعد فترة.

ويضيف رزق الله الذي يشبه حلمي باثنين من أهم نجوم السينما العالمية: اعتقد أن أحمد من الذين سوف يستمرون لفترات طويلة بنفس الوهج وذلك نتيجة الي اجتهاده وتركيزه فيما يقدمه فأنا دائما ما اشبهه بجيم كاري وجاك ليمون فهو أيضا حريص علي أن يقدم أعمالا كوميدية وغير كوميدية فهو ينحاز دائما للعمل الجيد وللدراما ويخلص لها.

انشغال دائم

وتقول الناقدة ماجدة موريس: أحمد حلمي ممثل ذكي جدا وفي حالة انشغال دائم وهو مجتهد ويبحث عن موضوعاته بتأني ولديه قدرة هائة علي توليد الكوميديا من المواقف الجادة وهو لا يفرط في الاعتماد علي مدرسة الكوميديا بالحركات الجسدية وانما يعتمد علي كوميديا الموقف وبذلك فهو أذكي من محمد سعد مثلا الذي اختار الطريق الاسهل وبالتالي كان انخفاض مستواه ووقوعه أسرع لذلك فأنا اتوقع لحلمي استمرارية النجاح الي وقت طويل اذا حافظ علي نفس أفكاره وذكائه لان الذكاء يساعد في اطالة عمر الفنان والحقيقة ان سر هذا الذكاء الثقافة الذي يتمتع بها حلمي التي جعلته رمزا لشباب جيله وانفعاله معهم وتقدم نماذج الشباب بصورة واقعية تماما لذلك فهو مفرط في التوحد مع أبناء جيله ولا يقدم شيء ومواصفات مختلفة عنهم.

وعن اقتباس الفيلم من فيلم أجنبي تقول ماجدة موريس: أصبحنا لا نتوقف الآن أمام هذه الاقتباسات بسبب أزمة السيناريوهات ولان معظم الافلام أصبحت مقتبسة من أفلام أجنبية ولكن الاهم هو كيفية معالجة الفيلم بأسلوب يوائم الواقع المصري وفي النهاية هناك سببين رئيسيين في وجود السيناريو المصري داخل قالب واحد وهما أن يكون السيناريو غير جيد وتدخلات بطل الفيلم في هذا السيناريو ومهما كان بطل الفيلم عادلا ومتواضع فمما لاشك فيه انه يقوم بابداء بعض الملاحظات أو انه يلقي بتعليماته عن مواصفات لخط أو نوع معين من الافلام التي يجب أن يقدمها لتؤكد صورته كبطل سواء كانت مفيدة له أم لا وحلمي هو الفنان الاذكي بين نجوم جيله وهذا بسبب ذكائه وثقافته وقراءته الجيدة للواقع من حوله واعتقد انه سيستمر في الصعود لانه يدرس خطواته جيدا ولان نوعية الكوميديا التي يقدمها عمرها طويل نسبيا.

وودي ألان

أما الناقد أحمد رأفت بهجت فيقول: الحكم علي ظاهرة حلمي كان واضحا منذ بدايته قبل ممارسته للتمثيل عندما كان يقدم برنامج الاطفال الذي نجح نجاحا كبيرا وذلك بسبب قدراته المتعددة وأهمها قدرته علي الارتجال وقدرته علي رؤية رسالة مهمة فيما يقدمه للجمهور وقدرته علي التعامل مع الاطفال وعندما كان مذيعا كان يشعر كل من حوله انه انسان ذكي قادر علي استيعاب أفكار الاطفال واستطاع بذكائه الحفاظ علي استمرارية برنامجه واكتسب جمهور الكبار بالاضافة الي الاطفال رغم أن البرنامج كان موجها للاطفال وربما هو لا يكون ممثلا فذا ولكنه يملك امكانيات اضافية بجانب موهبته التمثيلية أهمها انه يملك الثقافة والذكاء الاجتماعي والذكاء في التعامل مع واقع جمهوره ورغم أنه ليس جانا ولكن بقية عناصره كممثل أعطته الفرصة لخلق نوع جديد من الشخصيات وهو دائما يذكرني بالممثل الامريكي »وودي ألان« مع الفارق.

يحترم نفسه

أما الناقد »رؤوف توفيق« فيري ان أحمد حلمي أفضل ممثل موجود حاليا فهو نجح في ان يكسب احترام الجمهور والنقاد ونحن كسبنا ممثلا يحترم نفسه وفنه ويجيد اختيار مواضيع أفلامه فهو ليس مجرد مضحك يقول افيهات باستمرار فهو انسان مثقف ومتطلع ويحاول تغير أسلوبه في كل مرة يجيد اختيار موضوعه ويطرح أفكار جديدة من خلال أعماله فليس اضحاك الجمهور هو الذي يشغله لكن كل مايشغله هو صنع فيلم جيد من الناحية الدرامية فحلمي فنان عبقري فيكفي انه تحمل مصير الفيلم بمفرده لان كل الذين شاركوه في بطولة الفيلم هم عدد من الوجوه الجديدة ولكنه كان قادرا علي تحمل المسئولية ويكفي انه لم يخش من الاستعانة بوجوه جديدة واعطاهم أدوار البطولة معه فهذا يحسب له لان معظم نجوم جيله والاجيال التي قبله كانوا يعتمدون علي وجود نجمة لتتحمل معهم نتيجة الفيلم برغم ان وجود نجمة لا يكون أمرا ضروريا.

المخرج وائل احسان والذي قدم مع أحمد حلمي ثلاثة من أهم أفلامه يرفض أن يكون حلمي ظاهرة السينما الجديدة ويقول: الظاهرة هي التي تظهر فجأة وتختفي فجأة ولذلك فأحمد ليس ظاهرة ولن يكون ظاهرة لانه فنان يهتم بعمله ويعرف جيدا كيف يختار موضوعاته ويتمتع بذكاء كبير في التعامل مع الجمهور وما يريده الجمهور والتوقيت الذي يطرح فيه أفكاره فهو يستطيع أن يتواصل مع الناس بصورة جيدة.

ويضيف وائل: اعتقد ان النجومية الكبيرة لأي فنان لا يمكن أن تكتمل إلا بشيئين معا وهما الموهبة والذكاء ولا يمكن أن يتقدم ممثل ما ويصبح نجما اذا كان لا يمتلك هذه الصفات وأنا عندما تعاملت مع أحمد حلمي اكتشفت انه يملك الموهبة والذكاء فقد عملت معه في ثلاث مراحل مختلفة من حياته وكان في كل مرحلة شخصا مختلفا ويضع لنفسه استراتيجية مختلفة وهدف مختلف وهو يستطيع بفضل ذكاءه أن يصل الي أهدافه بصورة جيدة فأحمد حلمي من نجوم مصر الكبار ويستحق هذه المكانة بفضل عمله واخلاصه واجتهاده.

لن تنسي الاسرة المصرية برنامج لعب عيال ولا أحمد حلمي أيضا!

كان البرنامج بالنسبة له الصانع الوحيد لمفتاح قلوب المشاهدين الذين كانوا يلتفون مع صغارهم ليروا فريقا تلقائيا يقدم برنامج أطفال بطريقة مختلفة عما شاهدوه من قبل.

وربما كان ذلك أيضا هو السبب في أن يصر حلمي علي ما تسميه د.ايمان صبري استاذة علم النفس »توابله الخاصة« بتواجد الاطفال معه في معظم أفلامه.

في البداية يقول الناقد الدكتور حسن عطية أن أحمد حلمي خريج المعهد العالي للسينما قسم ديكور وليس قسم تمثيل، ونظرا لخفة دمه وحضوره الطاغي استطاع أن يقدم برنامج مع الاطفال ويحاورهم ويسألهم عن العولمة والشراكة الدولية، وكان دائما يعتمد علي ردود فعل الاطفال والتلقائية التي يتمتعون بها، ويري عطية أن حلمي استفاد في أدواره السينمائية كثيرا بمشاركته في هذا البرنامج ومازال يترقب رد فعل الجمهور.

وأضاف أنه لم يعتمد علي الملابس الغريبة أو استخدام تعبيرات وجهه بطريقة استفزازية أو الرقص بنصفه الاسفل وهذه هي الاسباب الرئيسية لنجاح وتفوقه واستطرد عطية: هو أقرب الي الشباب وذكاءه في الاختيار واضح للغاية ويدرك أن جمهور مثقف وعلي درجة عالية من الوعي، ولم يحاول أن يبرز مدي ثقافته وعمقه عن طريق تقديم أفلام تحمل نكهة سياسية أو اجتماعية قاسية، بل قدم رسالته التي يدركها جيدا في اطار كوميدي بسيط«. واختتم كلامه قائلا: حلمي لا يتعالي علي فنه ويتقدم من فيلم لآخر«.

صاحب مشروع

الدكتورة والناقدة عزة هيكل أكدت في البداية أن أهم ما يميز أحمد حلمي انه فنان صاحب مشروع ويدرك أهدافه جيدا، والكوميديا التي يقدمها لا تحمل أي نوع من أنواع الاسفاف الحركي أو اللفظي، وترجع د.عزة نجاح حلمي الي بداياته التي قدمها علي شاشة التليفزيون من خلال برنامجه الذي يحاور خلاله أطفال تقول: »الهيئة الشكلية لأحمد حلمي توحي بالبراءة والسذاجة لكنه حاد الذكاء ويملك قدرة هائلة علي التواصل مما أهله لتقديم الكوميديا الذكية« وتطرقت الي حلمي الممثل الذكي موضحة: انه لم يساير التيار ولم يظهر بشكل زائد عن الحد حتي لا يحترق ويصبح ورقة قديمة للمشاهد، وأضافت: حلمي لا يملك الموهبة فقط بل يملك القدرة الخاصة باستخدام هذه الموهبة«.

وأبدت د.عزة اعجابها به قائلة: يملك قدرة علي التلون بجميع الأشكال.. يملك ذكاء خارق.. ويستطيع تقديم مختلف أنواع الدراما بشكل لافت للنظر«.

قاعدة عريضة

الدكتورة ايمان صبري رئيس قسم علم النفس بجامعة الفيوم :تري أن حلمي استطاع أن يبني قاعدة عريضة من خلال برنامجه الذي قدمه بمساعدة الاطفال في بداياته، وتؤكد أن الاطفال في هذا السن الصغير باستطاعتهم جذب الاسرة بأكملها، وعندما نجح حلمي في تجميع قاعدة عريضة من الاطفال في بداياته لاشك انهم شكلوا قوة دفع هائلة له خلال مشواره.

وتضيف: الاطفال الآن لم يصبحوا كما نعتقد.. الآن يتحدثون وكأنهم شباب كبار قد لا يتمكن الكثيرون من مجارتهم في الحديث. وقد نجح حلمي في اختصار الكثير من مشواره الطويل بمساعدة هؤلاء الاطفال«.

وتستطرد: المراقب والمحلل لأغلب أفلام حلمي يدرك استعانة شبه الدائمة بهم في أفلامه، فحلمي له التوابل الخاصة به وهي الاطفال، وهذه التوابل تضيف حالة من الفرح والسعادة وليس الهم والاكتئاب. والصحة النفسية العامة تؤكد أن الجانب المرح لابد أن يكون صاحب الغلبة في حياة الانسان السوي«.

وعن الذكاء الذي يوصف به حلمي دائما تقول: حلمي يدرك تماما انه عندما يختار تجسيد شخصية معينة يجب أن تليق بجسمه وقوته البدنية وملامح وجهه البريئة بالاضافة الي تعبيره الصوتي ولذلك نري انه يحرص علي تقديم أغنية في أغلب أفلامه وهي بالضرورة تضيف نوعا آخر من أنواع المرح عند المشاهد.

فوجئت عدد من دور العرض بعدم حضور نسخ فيلم »1000 مبروك« حتي يتم عرضها علي الجمهور وهي الواقعة التي سببت صدمة عنيفة لمديري السينمات الذين وجدوا أنفسهم في هذا المأزق خاصة بعد الاعلان عن بدء عرض الفيلم الثلاثاء قبل الماضي ووضع اعلانات له علي شباك التذاكر.. أخبار النجوم رصدت تلك الظاهرة التي تكررت في الكثير من السينمات ومن بينها سينما جود نيوز بمول الترجمان التي قامت بوضع الاعلانات الخاصة بالفيلم واستقبال الجمهور حتي الساعة العاشرة والنصف مساء من مساء الخميس الماضي وبعد أن ثار الجمهور خرج عليهم مدير السينما ليعلن عن عدم وصول نسخة الفيلم وتأجيل الحفلة وعرض فيلم »بوبوس« بدلا منه .

وبسؤال مدير السينما أحمد علي أن المشكلة لا تتعلق به بل تخص شركة التوزيع الخاصة بالفيلم »الاخوة المتحدين« التي تسببت في الازمة بعدم ارسالها نسخ الفيلم في الوقت المحدد، اما عادل أحمد مدير سينما بيجال فقال ان شركة التوزيع ارسلت له النسخ في صباح يوم الخميس رغم نزول الفيلم في معظم السينمات صباح يوم الثلاثاء وأضاف هذا التأخير قد أثر علينا في ايرادات شباك التذاكر بالنسبة للفيلم بسبب اقبال الجمهور في اليوم الاول والثاني من نزول الفيلم وازدياد الطلب عليه.

من جانبه قال مجدي عبدالعظيم نائب مدير سينما كوزموس المقر الرئيسي لتوزيع أفلام شركة الاخوة المتحدين أن هناك حكمة في التوزيع تقتضي في حالة عدم حضور جميع نسخ الفيلم، بتوزيع النسخ المتوفرة علي السينمات التي تحقق أعلي ايرادات في شباك التذاكر سينمات Stars وتعطي الاقل فالاقل بالتتابع لان هناك بعض الافلام نسخها لم تأتي مرة واحدة فتبدأ في توزيع النسخ علي حسب أهمية السينمات.

وقد وصل فيلم »ألف مبروك« الي كامل العدد فقد وضعت معظم السينمات لافتة مكتوب عليها حفلة.. كامل العدد لفيلم ٠٠٠١ مبروك .. هذا ما أعلنه معظم مديري السينمات فقد أكد يحيي حمدي وكيل سينما جالكسي ان الفيلم وصل الي كامل العدد في معظم حفلاته خاصة في الحفلات المسائية »حفلة ٧ - ٠١ مساء« أما الحفلات الصباحية فيكون الاقبال ضعيفا جدا في معظم الافلام وليس »٠٠٠١ مبروك« فقط، كما اوضح مجدي عبدالعظيم نائب مدير سينما كوزموس ان حفلات فيلم »٠٠٠١ مبروك« تتعدي يوميا المليون جنيه.

وقد رفع أحمد حلمي شعار »كامل العدد« في مارينا أيضا حيث وضعت معظم سينما مارينا لافتة حفلات فيلم »٠٠١ مبروك« كاملة العدد قبل ميعاد الحفلة بحوالي ساعتين«بالرغم من أن ذلك لم يحدث هذا العام مع باقي الافلام وخصوصا في مناطق المصايف.

يذكر أن أحمد حلمي حقق المعاملة الصعبة في جميع أفلامه التي قدمها من قبل خاصة في الفترة الاخيرة التي تربع فيها علي عرش الايرادات حيث بدأ أحمد حلمي في تحقيق المزيد من الايرادات والاقتراب من تصدر شباك التذاكر من خلال فيلمي »مطب صناعي« و»كده رضا« حيث جاء »كد رضا« الذي شاركته فيه منة شلبي علي المركز الثالث برصيد ٨١ مليون و ٠٥٧ ألف جنيه وقد نال الفيلم اعجاب الجمهور والنقاد معا رغم توقع البعض له بالفشل بسبب صدور الفيلم في توقيت غير مناسب وقد لقي »مطب صناعي« الذي شاركته فيه نور اللبنانية نفس المصير رغم اعجاب الجمهور به والنقاد ولكن لم يتوقف أحمد حلمي عن نجاحه ومواصلته لتربع علي عرش الايرادات وليواصل نجاحه من خلال فيلمه السابق »أسف علي الازعاج« الذي شاركته البطولة فيه منة شلبي ومحمود حميدة ودلال عبدالعزيز ونال الفيلم اعجاب الجمهور والنقاد كما حاز الفيلم علي العديد من الجوائز في المهرجانات المختلفة وتربع الفيلم علي عرش الايرادات باجمالي ٠٢ مليون و٠٠٢ ألف جنيه وذلك منذ عرضه في الاسبوع الاول من يناير حتي الاسبوع الاول من يونيو ٧٠٠٢ أي في نحو ٠٢ أسبوعا هي مدة العرض.

ويبدو أن أحمد حلمي سيحافظ علي هذا التربع به ظهور المؤشرات الاولي لفيلمه الاخير »٠٠٠١ مبروك« الذي شاركوه البطولة فيه مجموعة من الوجوه الجديدة وهو من تأليف محمد دياب واخراج أحمد نادر جلال حيث حقق الفيلم في خلال الاربعة أيام عرضة الأولي حقق أربعة ملايين جنيه رغم أن هذا الموسم شهد العديد من المصاعب التي واجهت الافلام، فضلا عن أن هذا الموسم مدته قصيرة جدا نظرا لاقتراب شهر رمضان.

أخبار النجوم المصرية في

25/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)