تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

ليل ونهار

احكي يا شهرزاد!!

بقلم: محمد صلاح الدين

أحياناً أقول لبعض الأفلام التي تهاجم بداعي أو بدون داع. أنها "تستاهل" ما جري لها. لأن "التريللر" أو الاعلان أو الدعاية الخاصة بها. غالباً ما تنتقي أسوأ مشاهد الفيلم.. و"أسوأ" هنا المقصود بها اللقطات الخارجة عن السياق الدرامي. فطبيعي ألا يفهم الناس شيئاً.. وهم يرون لقطات كليباتية تنافس الفيديو كليب وبالتالي تسيء للفيلم ولممثليه.. لنظل نتباكي حتي علي حرفية "الدعاية" التي انقرضت هي الأخري!!
وفيلم "احكي يا شهرزاد" للمخرج يسري نصرالله عبارة عن ريبورتاج أو كولاج سينمائي كتبه وحيد حامد من وحي عصر العولمة أو حكايات القرن الواحد والعشرين المعتوه. والتي سيظل بطلاها الذكر والأنثي أو صنفا البشرية علي حد تعبير صلاح جاهين في صراعهما الأبدي للعيش علي الكرة الأرضية.. وطبيعي أن تقوم الحرب بين الجنسين كما تقوم بين الجنس الواحد.. وهي حكايات انشغلت بها الدراما دوماً وطوال تاريخها منذ شهرزاد الحقيقية في إرث الحكايات وكذا روائع شكسبير. مرورًا علي "هو وهي" لسناء البيسي. وحكايات حارتنا لنجيب محفوظ. فضلاً عن سجل روايات إحسان عبدالقدوس المظلومة نقدياً. وحتي الحكايات الصحفية التي يكتبها زملاؤنا في أقسام الحوادث!!

إننا نعيش مع المذيعة الفضائية هبة "مني زكي" المتزوجة حديثاً من صحفي طموح "حسن الرداد" الذي يطالبها كزوج بأن تخفف لهجتها في مهاجمة النظام السياسي بناءً علي وعود حصل عليها بتعيينه رئيساً للتحرير.. فتوافق! .. وتجري عدة حلقات مع نساء يشكلن حالات شاذة في مجتمعنا .. منها الفتاة المتبرجة "فاطمة الناصر" التي تعمل في محلات العطور والملابس. وعندما تصل إلي مسكنها ترتدي ثياباً مغايرة وتزيل مكياجها وتضع حجابا.. ولا أعلم كيف ينظر لهذه الحالة علي أنها قهر للمرأة رغم انه اختيار شخصي ..وتجيء الحكاية الأخري الخاصة بالطبيبة المثقفة "سناء عكرود" والتي تستسلم للانحراف مع نصاب "محمود حميدة" وعندما تحمل منه يتنكر لها بل ويطالبها بتعويض كبير. لتفاجأ به بعد ذلك أحد المسئولين الكبار!! ثم حكاية العانس "سوسن بدر" التي لا تجد سوي رجل مهووس "حسين الإمام" يريدها كخادمة. فترفض بإباء وشمم ويكون مصيرها مصحة للأمراض العقلية. أما أجمل الحكايات وأكثرها تأثيراً علي المشاهد. هي قصة البنات الثلاث اللاتي فقدن الأب ووقعن في براثن عم مدمن "محمد فريد". وتكون النتيجة هي اعتمادهن علي عامل بسيط "محمد رمضان" وبغواية مشتركة بل كن للبنات نصيب أكبر. عاشرهن الثلاثة بإخفاء علاقة كل منهن حسب طلبها. فقتلته الكبيرة "رحاب الجمل التي لعبت دورها ببراعة".. والغريب أن هذه الحكاية برغم دقتها الدرامية لدرجة أنها تشبه أرخص ليالي يوسف إدريس. إلا أنها كانت خارج السياق أو أسلوب سرد المخرج في القطع والتداخل.. وهو ما يعني أنه اضطر إلي اللجوء للدراما التقليدية لإيقاع الأثر المناسب. وكأنه يعترف ضمنياً بأهمية السرد التقليدي في السينما!!
مع احترامي لكل الآراء فإنني أري هنا أن المرأة مدانة أيضاً.. في أقل تقدير باختياراتها السيئة.. فما بالك بتسرعها لتسليم نفسها طائعة لشهريار دون التأكد من جديته. وهو شأن العلاقة بين الجنسين منذ آدم وحواء وإلي يوم القيامة!!

فاحكي يا شهريار أنت كمان .. عن بلاويهن!!

Salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

16/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)