تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مقعد بين شاشتين

العالمي

بقلم : ماجدة موريس

* عالم الرياضة من أكثر العوالم إثارة وقدرة علي توليد الدراما في السينما. وعالم كرة القدم تحديداً هو الأكثر جاذبية لدي الجماهير في مصر والعالم. ولنتذكر سريعاً أننا منذ سنوات لا نخرج من قصة ناد أو فريق أو لاعب احترف في الخارج إلا وندخل في غيرها.. ومن هنا تبدو أهمية هذا الفيلم الجديد "العالمي" الذي لجأ منتجوه إلي حيلة مبتكرة للدعاية له هي إلغاء أسماء المؤلف والمخرج والنجوم.. من دعوات العرض الخاص له والاقتصار فقط علي أسماء الشركات المنتجة. والمنتجين.. عموماً كان الأمر سيختلف معه كثيراً لو جاء مخيباً للآمال مثل فيلم آخر عرض قريباً وتناول حياة أبطال رياضة أخري لها شعبية. ولم يكن فيلماً أصلاً.

في "العالمي" نحن أمام فيلم يطرح قضية نجوم الكرة من البداية. حين تلمع موهبتهم وتصبح نوراً وناراً فيتعرضون لكثير من المواقف الاجتماعية والإنسانية قبل أن يصلوا إلي أندية العالم الباحثة عنهم. ويتحولوا إلي نجوم عالميين وقصة احتراف الحضري ليست بعيدة. والحديث الآن عن احتراف أبوتريكة يشغل الجميع. والفيلم هنا يتناول هذه القضايا من خلال قصة صعود واحد من هؤلاء "العالميون" من الطفولة. وحتي يصل إلي ملاعب أسبانيا مروراً بعلاقة متأزمة بأسرته. الأب تحديداً "صلاح عبدالله" الذي يمتلك مطبعة صغيرة في زمن صف الحروف. وحلم بأن يقف ابنه الوحيد مالك "يوسف الشريف" للعمل معه فيها حين يكبر. والأم "دلال عبدالعزيز" وشقيقته التوءم ملك.. مالك يبرع في لعب الكرة منذ طفولته. وتحكي ملاعب الحي والمدرسة سيرته ويصبح محور اهتمام الآخرين ومنهم الكشاف "محمد لطفي" ليبدو مستقبله واضحاً للجميع. ولكن الأب المسيطر العنيد لا يبالي بكل هذا ولا ينصت لموهبة ابنه العالية. وإنما يرفضها ويطاردها بقسوة. ولا تتدخل الأم الرافضة. لا تقاوم عنف الأب الذي لا يري إلا ما يريد. الوحيدة التي وقفت بجانب الصغير الموهوب هي شقيقته. وحين كبرا وتخرجا في نفس اليوم جاء الصدام المؤجل والمحتوم حين رفض الأب بعنف رغبة ابنه في الاحتراف في الخارج "كان قد أصبح نجم الجامعة" فلما غضب الابن طرده. وحين خرجت اخته وراءه قتلتها سيارة مسرعة لتحدث المأساة الفارقة للبطل فيخرج من حصار إبيه ومن مصر إلي إسبانيا كأنه هارب. لدرجة يعجز فيها عن اتخاذ قرار بشأن الفتاة التي يحبها وتحبه. وهناك في أوروبا يصبح معرضاً لكل الإغراءات الممكنة. ويصبح معقداً من الأب ومن المنزل. وفي لحظة سمر بالسيارة بعد خروجه من ملهي ليلي مع صديقات له يتعرض لتصادم. وينقل إلي المستشفي في حالة خطرة. والفيلم يبدأ بالحادثة ويستعيد أثناء نقل البطل للمستشفي وعلاجه قصة حياته. كما يضيف إليها قصة عمر الصافي "محمد الشقنقيري" اللاعب الذي أدارت له الكرة ظهرها بعد إصابة مزعجة. فاكتشف أن الكل انصرف عنه. ولم يعد أحد يزوره. وصار ينفث حقده علي حاله في القادم الجديد للمستشفي "مالك" وبرغم أن الفيلم استطاع من خلال هذا البناء الدرامي طرح جانب مهم من دراما كرة القدم بجانبها الاجتماعي والإنساني من خلال قصة البطل مع عائلته. والتي تظهر أهمية دور العائلة في اكتشاف الموهبة وتأهيلها. أو تجاهلها. بل ووأدها لدوافع أنانية ورواسب ثقافية. تري في النبوغ الرياضي نفسه نوعاً من إهدار الوقت فيما لا طائل من ورائه. وبرغم قدرة مؤلف الفيلم ياسين كامل الذي أقرأ اسمه لأول مرة علي تقديم بناء جيد مع صعوبة الاعتماد الكلي علي الفلاش باك إلا أن إضافة الجزء الأخير الذي يتعلق بلعب "مالك" مع الفريق القومي "عام 2006" وتسجيله لهدف في الوقت بدل الضائع صنع مجداً لمصر ولجماهيرها وما يعنيه هذا من استفادة الفيلم من الاهتمام الكبير بالفريق القومي المصري الآن ونجومه ومدربه حسن شحاتة. أقول: جاء هذا الجزء مقحماً علي الدراما ولا يفيد إلا ربما المنتجين. واليوم وليس غداً. حين يبتعد التاريخ ويصبح الفيلم بدون قوة دفع إضافية.. يلفت النظر في الأسماء المخرج أحمد مدحت وقيادته لفريق تمثيل مقتدر بداية من الفنانين صلاح عبدالله ودلال عبدالعزيز ومحمد لطفي ومحمد الشقنقيري إلي من قام بدور سمسار اللاعبين يوسف نبيل إلي نجوم السنوات القادمة أروي في دور إنجي ويوسف الشريف في دور مالك. وأيضاً الفريق الفني سواء مدير التصوير أحمد جبر والمونتير شريف عزت ومصمم الديكور تامر إسماعيل وفنان الموسيقي خالد حماد وصانع المؤثرات البصرية تامر مرتضي والمكسير تامر علوش.. فكلهم نجوم هذا الفيلم.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

16/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)