تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

احكي ياوحيد احكي ياشهر زاد القرن ال٢١

بقلم : ايريس نظمي

اسم وحيد حامد علي أي فيلم مصري هو جواز مرور للنجاح.. فهو كاتب مبدع يتمتع بالجرآة.. ويغوص داخل الإنسان المصري ليجسد مانخاف ان نقوله.. ولا ينحاز للسلطة. بل يجسد خطاياها.. أفلامه تعتبر علامات واضحة في السينما المصرية منها مثلا »طيور الظلام« و »المنسي« و»الارهاب والكباب« و»اللعب مع الكبار«.

أشعر بالاستمتاع حينما تعرض افلامه من خلال التليفزيون.. فوحيد وحده مؤسسة سينمائية تعكس الواقع الآليم بمنطق وخفة ظل.

يلتقي وحيد حامد مع مخرج متميز هو يسري نصرالله الذي نجحت افلامه علي المستوي العالمي وحققت جوائز لكنها لم تحقق النجاح الجماهيري فهو خريج مدرسة يوسف شاهين تتميز افلامه بروعة الاخراج والحس المفرط فحين يلتقي يسري نصرالله مع وحيد حامد ومني زكي يتحقق الابداع.

التقوا معا في فيلم »احكي ياشهرزاد« وهو اسم مسلسل اذاعي عرض في الخمسينيات من اخراج محمد محمود شعبان.. ننتظره كل يوم ونستمتع فيه بأداء القديرة زوزو نبيل وهي تبدأ الحديث مع شهريار لتنقذ نفسها وبنات جنسها بالقضاء عليهن بالقتل.. »بلغني ايها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد«.. وتبدأ الحكاية التي تداعب خيالنا.. وحين يدركها الصباح تسكت عن الكلام المباح. هذه هي المرأة في زمن مضي.. كانت تعتبر جارية بالنسبة للرجل.. اما شهرزاد هذا العصر الذي نعيشه الآن.. فقد تغير موقف المرأة تماما من »شهريار« حين نزلت لتنافس الرجل في العمل. لكنها لاتزال تتعرض للقهر والعنف في هذا المجتمع الذكوري ولكن بشكل مختلف عن زمن مضي.. مهما تفوقت ونجحت علي المستوي العملي.

الفيلم بطولة مني زكي »هبة يونس« التي تعمل مذيعة ناجحة في برنامج اسمه »آخر الليل.. وبداية النهار« وهو يحمل نفسي معني.. »وأدرك شهرزاد الصباح«.. وهي طموحة تحب عملها وتتفاني فيه.. متأثرة بحكايات النسوة المقهورات اللاتي يعترض في البرنامج الذي يشاهده الجمهور بما تعرض له.. من الرجال من ظلم و قهر وضياع.

أما زوجها كريم »حسن الرداد« الصحفي ونائب رئيس التحرير فهو لم يأخذ حظه من النجاح مثلها.. يعمل في جريدة قومية.. ثم يعين رئيس تحرير علي اساس ان تترك زوجته المذيعة المعروفة - صوت المعارضة - في البرنامج الذي لا يرضي المسئولون والمؤسسات السياسية.. وهو نوع من الرشوة المقنعة.

يتناول وحيد حامد في الفيلم شرائح من المجتمع.. المرأة الفقيرة.. والمرأة العانس.. والطبيبة التي تنتمي لعائلة كبيرة وتحتل مركزا مرموقا في المجتمع.

تستضيف »هبة يونس« هذه الحالات ليعترفن أمام الضيوف .. والمجتمع عن حياتهن التي حطمها الرجل في المجتمع الذكوري..
وفي رأيي ان هذا الدور الذي أدته مني زكي ينقلها إلي مراحل جديدة من النضج الفني.. فهي تهتم بالسلبيات التي تعاني منها المرأة في المجتمع علي كل المستويات.. وتندمج في حياتهن وتتأثر بها لدرجة البكاء علي الهواء.. اما حسن الرداد الذي شاهدناه من قبل في مسلسل »الدالي« لنور الشريف.. فهو يتمتع بالحضور علي الشاشة الكبيرة ايضا.. ومن حسن حظة انه عمل مع وحيد ونصرالله ومني زكي فصنعوا منه نجما سينمائيا.. وبذلك اختصر الطريق إلي النجومية.

يستعرض وحيد حامد هذه الحالات.. حكايات شهرزاد القرن ال ١٢... حكاية الفتيات الثلاث الشقيقات الذي مات والدهن ولم يترك شيئاً سوي محل الدهانات الذي كان يديره.. وحاول العم الذي أصبح يديره خداعهن فيظهر في البداية كحمل وديع الا انه كان يأخذ ايرادات المحل ينفقها علي المزاج والهيروين.. تنجح الشقيقات الثلاث في طرده يساعدهن عامل المحل سعيد »محمد رمضان« الذي أصبح محل اهتمام الشقيقات الثلاث اللاتي يردن الزواج ولانهن لايتمتعن بالجمال فلم يطرق احد من الرجال بابهم.
يستغل سعيد ذلك ويعاشر الشقيقات الثلاثة يفهم كل واحدة منهن انه سيتزوجها.. مما احدث صدمة كبيرة حين علمن بذلك.. تقرر اختان منهما السفر بينما تبقي الاخت الكبري لتنتقم منه بقتله وحرقه في نفس المكان الذي مارس معهما الجنس.. هذا المشهد الذي جسدته »رحاب الجمل« بحس قوي وقدرة بالغة في الاداء لتلقي مصيرها في السجن ٥١ عاما.
اما الضيفة الاخري فهي أماني »سوسن بدر« العانس التي كانت تفرض شروطها علي الرجل الذي يتقدم للزواج منها وهي صغيرة السن.. لكن بعد ذلك اصبح الرجل هو الذي يفرض شروطه.. وقد جسدت سوسن بدر باستاذية.. حين خلعت الباروكة التي تجملها.. وانتهي بها الامر إلي شبه جنون لتقضي أيامها في دار المسنين.. أري سوسن بدر في أحسن مراحلها الفنية.. فهي تؤدي الأدوار الصعبة باسلوب السهل الممتنع.

أما الحكاية الأخيرة فهي حكاية طبيبة الاسنان الجميلة التي تنتمي لعائلة كبيرة ثرية حينما نصب عليها الاستاذ الجامعي خريج جامعة ميتشجين.. وعقد كتابه عليها.. والتقي بها جنسيا قبل الزفاف.. وحين اعلمته انها حامل قال لها: وكيف أعلم انك حامل مني.. رغم انه فض بكارتها.. لتتحول الي قضية سياسية حين يعين هذا »الندل« وزيرا.. لقد استفزها هذا الوضع فامسكت بيافطه مكتوب عليها »كيف تختارونهم.. علي نظافتهم.. أم علي.. ؟«

وقد أدي محمود حميدة دور الندل النصاب بشكل جديد وبشياكة... وهو اسلوب النصابين هذه الأيام؟!

تستطيع »هبة« ان تحقق نصرا تليفزيونيا وتعود فرحة إلي زوجها.. ولكن تنشب بينهما معركة حامية شرسة.. هذا المشهد الذي يعتبر من اهم مشاهد الفيلم.. فقد خسر الزوج المنصب منصب رئيس التحرير بسبب نجاح زوجته.. وقد قدمه يسري نصر الله بحرفية بالغة تبين موقف الرجل الشرقي من المرأة - وبالمناسبة حدث هذا واقعيا حينما عينت المرأة لاول مرة وزيرة في مصر.. وحينما ذهبت المطار لتسافر مع مجموعة من هيئة مكتبها وجدت انها ممنوعة من السفر بامر زوجها ! تصاب »هبة يونس« اثر المعركة بجراح شديدة في وجهها وذراعها التي تركت اثرا واضحا.. لكنها تصر علي المضي في هذا البرنامج الناجح الذي يعكس حال المرأة في هذا المجتمع الذكوري.. فتظهر علي الشاشة لتقول لمشاهديها انها أصبحت حالة من الحالات التي تقدمها.

قدم لنا وحيد حامد سيناريو متميزا يتناول حكايات قهر المرأة علي كل المستويات الاجتماعية.. كل منها يمكن ان تكون فيلما.. لكن وحيد استطاع ان يدمجهم في عمل واحد دون ان يخل بدراماالفيلم.

وساعده في ذلك المخرج القدير يسري نصرالله.. ليصبح فيلمه فيلما جماهيريا. نصيحة ليسري نصرالله الا يكتب سيناريو.. واستطاع يسري ان يختار ممثلي بعناية ونجح في توظيفهم بالرغم من ان معظمهم من الوجوه الجديدة.. ايضا تصوير سمير بهزان الذي قدم البرنامج بشكل جديد تماما.. حيث نري الضيفة الضحية وفي الخليفة نري صورة المذيعة مكبرة تعكس ردود فعلها.. وتبادل ذلك مع الضيفة.. مستغلا لغة العيون.. ايضا مونتاج مني ربيع التي استطاعت ان تجمع وبذلك تفوق كل الممثلين بالرغم من انهم وجوه جديدة فكان لهم حضور واضح..

وبصراحة لم اجد مشاهد مخلة بالآداب.. لكن المنافسين وأعداء النجاح حاولوا ان يهاجموا الفيلم قبل أن يشاهدوه . وحسنا فعلوا.. فكان ذلك نوعا من الدعاية لترويج الفيلم.

شكرا لوحيد حامد ويسري نصرالله ومني زكي الذين امتعونا بهذا الفيلم.. واستطاعوا ان يغسلوا الافلام »السكة« التي لوثت عقولنا.

أخبار النجوم المصرية في

09/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)