تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

قال ان هدى عبدالناصر وبرلنتي عبدالحميد شنتا عليه حملة لمنع فيلمه عن عبدالناصر

أنور قوادري: المخرج مسكين لأن عليه التعامل مع رقابات وامزجة في كل دولة عربية

لينا ابو بكر

عضو نقابة الفنانين في سورية، وعضو الأكاديمية البريطانية للسينما والتلفزيون، عضو المخرجين والسينمائيين في لندن، له عدد من الأعمال السينمائية العالمية التي شاركت في مهرجانات سينمائية دولية، وضمت أبطالا عالميين كفيلم يولينا 'مهرجان شيكاغو السينمائي' - فيلم 'حب مع الابراج'. بطولة: مارتين بوروز ـ سوزي لوف (أفلام أي تي سي)

- فيلم 'غرفة الانتظار'. بطولة: جورجينا هيلز ـ تريفور ثوماس (الاكاديمية البريطانية)- فيلم 'كسارة البندق'. بطولة: جوان كولينز ـ بول نيكولاس ـ كارول وايت (أفلام الرانك)- فيلم 'كلوديا'. بطولة: ديبورا رافن نيكولاس بول ـ باربرا جافورد (أفلام أي تي سي)- فيلم 'أمباير ستيت'. بطولة: راي ماكنالي ـ كاثرين هاريسون (القناة 4)- فيلم 'سباق مع الزمن'. بطولة: جيف فاهي ـ كاميلا مور ـ جميل راتب (موشن بيكتشرز)- فيلم'جمال عبد الناصر'. خالد الصاوي- هشام سليم- عبلة كامل (أفلام مصر العربية) وآخر أعماله مسلسل 'عرب لندن'، الذي تم عرضه في رمضان الفائت ولاقى صدى كبيرا لدى النقاد والمشاهدين، على اعتباره أول عمل درامي يخوض في حياة العربي في المهجر بطرح جديد من نوعه، له عمل سينمائي جديد ' بيلي دانس ' يحاول شق طريقه لعبور ألأسلاك الشائكة، حيث يتعرض في مضمونه العام إلى وضع الأسرة العربية في المنفى من حيث الصراع القائم بين الهوية المزدوجة في سياق هوية ثالثة، نتعرض للحديث أكثر عنه من خلال حوار يجمعنا بالمخرج السوري العالمي الذي يعيش في لندن 'أنور قوادري'.

·         لك باع طويل في العمل الدرامي والسينمائي على مستوى عالمي، ولم يعرفك عالمك في غالبيته قبل عرب لندن، فهل أنت المبدع الذي لم يكتشفه وطنه ولم يتعرف عليه بعد؟

أشكرك على هذا السؤال المهم.. الحقيقة ان أنشغالي منذ ثمانينات وحتى منتصف التسعينات من القرن الماضي بالعمل السينمائي العالمي في بريطانيا هو السبب الرئيسي لعدم أهتمام وسائل الاعلام العربي بأعمالي التي قدمتها آنذاك، بالرغم من ان بعضها عرض في العالم العربي ولاقى نجاحا كبيرا. ( فيلم 'كسارة البندق' بطولة النجمة العالمية جوان كولينز عرض في مصر وسورية والدول العربية 83 - 1984، وكذلك فيلم كلوديا عرض 1986 وأخيرا فيلم 'سباق مع الزمن' عرض 1990 الذي كان أول أنتاج مصري بريطاني بتاريخ السينما).. ولكن يبدو ان وسائل الاعلام كانت تهتم بأعمال النجوم المصريين آنذاك لذلك لم تسلط الاضواء على أعمالي في ذلك الوقت!! يضاف الى ذلك عدم أقامتي في العالم العربي وابتعادي عن المظاهرات الفنية والشللية الموجودة في الوسط الفني التي تعتبر من العوامل المؤثرة لدى وسائل الاعلام. لا بد ان أعترف بأنه كانت هناك محاولات جادة لدخولي الوسط الفني في القاهرة وبتبني من النجم الراحل أحمد زكي، حيث كنا نردد دائما بأننا نتمنى ان نعمل معا، ولكن لم تترجم الاقوال الى أفعال.. يضاف الى ذلك المدد الطويلة التي كنت مبتعدا فيها عن أعمالي السينمائية والتلفزيونية، حيث كانت تتراوح فترة غيابي عن الساحة الفنية بين 3-4 سنوات، وهذا يجعل المشاهد ينسى ما قدمته قبلا.. لذلك علي الان أن أسرع بأنجاز فيلمي القادم 'بيلي دانس' لكي يبقى المشاهد متذكرا انني نفس المؤلف والمخرج الذي كان قد قدم له مسلسل 'عرب لندن'.

·         'بيلي دانس' إذن عملك السينمائي القادم، هل لك أن تحدثنا عنه ؟

فيلم 'بيلي دانس' الذي أنتهيت من كتابته مؤخرا، أعتبره من أهم الافلام التي كتبتها حتى الان، نظرا لاهمية موضوعه على الساحة العربية والغربية. كما انني عاهدت نفسي بأنني سأخرجه بطريقة مبتكرة ومختلفة عن أعمالي السابق. في هذا الفيلم أحمل مسؤولية إخراج فيلم كتبته كمؤلف للمخرج أنور قوادري، الذي يجب عليه ان يتألق ويتفوق على المؤلف الذي يحمل يقينه وثقته بإمكانيات المخرج وطاقاته الإبداعية ورؤيته المستشرفة، أهم ما الفيلم أنه يعالج قضايانا المستعصية مثل التطرف لكن دون الخوض بهذه المسألة بأسلوب الوعظ او النقد المباشر لأن هذا ينأى بالفن عن وظيفته .قصة الفيلم تدور حول علاقة أب مصري بابنته في الغرب ومعوقات التربية التي تواجهه في ظل مجتمعات لها أسلوب حياة وتفكير مختلفين. أتمنى ان أحققه قريبا، ليظهر صورة مختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا الذي يشوهها الاعلام الغربي بشكل دائم. أعتقد بأنه توجد مسؤولية على عاتق المبدعين العرب بمعالجة هذه القضايا وان لا يتركوها لهووليود تعبث بها كما تشاء.

·         اعتمدت في 'عرب لندن' كثيرا على شخصية عدنان كشخصية محورية، وكنت أخبرتني أن العديد من أبطال العمل تهافتوا على أداء هذه الشخصية، ربما لأنها شخصية مركبة تقترب كثيرا من شخصية المهرج في الأعمال الشكسبيرية فهل في هذا توظيف درامي لتلك الرؤية المسرحية 'ذات الطابع الملحمي' ضمن إطار معاصر؟ أم هو رسم لصور ذهنية تلقائية تحمل رؤيتها الاجتهادية أو الرمزية الخاصة بها؟

أن شخصية أيدي أو عدنان في مسلسل 'عرب لندن' هي شخصية ذهنية ورمزية كما أشرت. ربما يوجد بعض التأثر من طرفي بشخصية المهرج عند الكاتب الكبير وليم شكسبير. لقد قصدتها ان تكون ضمير المسلسل. وعندما بدأت كتابتها قررت ان تكون من الشخصيات الساخرة والواعظة في الوقت نفسه، مع الأخذ بعين الاعتبار بعدها التام عن المباشرة التي تضر بالدلالة الرمزية كفن. وهكذا كان لانني لمست مدى تعلق المشاهدين والنقاد بها. لقد سعدت كثيرا لانهم أعجبوا بها وتابعوها عن كثب في كل حلقات المسلسل. قلما يجد الكاتب شخصية غنية مثل شخصية أيدي حيث يستطيع أن يبدع ويحلق معها، بل ويستطيع ان يلتف من خلالها حول مقص الرقيب الصارم في العالم العربي. أريد ان أؤكد بأنني عن طريق هذه الشخصية أستطعت ان أقول ما أشاء حول الوضع الاجتماعي والسياسي والتاريخي ليس في العالم العربي فحسب، ولكن على المستوى الانساني في أي مكان في العالم .

نال فيلم ' باريس أنا أحبك ' صدى كبيرا لدى الاوساط السينمائية والصحافية عالميا، فهو تجربة استثنائية تضم نخبة من مجموعة مخرجين عالميين في فيلم واحد يحمل فكرة واحدة ضمن رؤى ووجهات نظر مختلفة، وعام 2002 كان هنالك الفيلم الشهير 11 سبتمبر الذي ضم 11 مخرجا من بينهم يوسف شاهين :

·         برأيك هل يحتاج العالم العربي إلى مشروع مماثل يضم تجارب فنية متعددة ومتنوعة في قالب سينمائي واحد ؟ ولماذا ؟

لقد كانت هناك تجارب سينمائية مماثلة في السينما المصرية في خمسينيات وستينيات القرن العشرين حيث قدمت أعمالا لكبار المخرجين ضمن عمل سينمائي واحد. فيلم البنات والصيف مثال على ذلك. وهناك أفلام سينمائية أيطالية وفرنسية تم تقديمها في ذلك الوقت ولكن يبدو ان انها لم تلاق النجاح التجاري المنتظر. حتى ان فيلم باريس أحبك نال صدى نقديا كبيرا ولكنه لم يحقق أرباحا تذكر في شباك التذاكر. وبما ان السينما هي فن وتجارة، مقولة كان يرددها لي دائما المخرج الكبير مصطفى العقاد رحمه الله ـ فأن هذا النوع من السينما يعد مغامرة كبيرة. الان توجد أزمة أقتصادية عالمية تعصف بالسينما العالمية والسينما العربية ليست بعيدة عن هذه الازمة، بل يبدو انها متأثرة بها كثيرا حسب أيرادات أفلام موسم الصيف الحالي في مصر والعالم العربي. أنا شخصيا أرحب بفكرة طرح موضوع معين من قبل ثلاثة مخرجين وبرؤية مختلفة بنفس الفيلم. هده النوعية من الافلام يجب ان تتبناها وتمولها وزارات الثقافة في العالم العربي. لا أعتقد بأنك ستجدين منتجا من القطاع الخاص سيغامر بالوقت الحاضر بإنتاج هده النوعية من الافلام.

·         ب: هل هنالك معوقات جغرافية او سياسية أو ربما إيديولوجية تحول دون العمل على خلق مناخ فني عربي عام يشد بعضه بعضا في الساحة الفنية الدولية؟ وكيف نتصدى لتلك المعوقات؟

الانتاج العربي المشترك هو الحل الامثل لصنع سوق عربية قوية لتسويق أفلامنا بالدرجة الاولى. بعد ذلك يجب علينا ان نحاول فتح أسواق في بلدان بيئتها قريبة من بيئتنا. عندما نثبت أقدامنا في أسواقنا الداخلية، نستطيع ان نفكر بأقتحام أسواق الدول الغربية. هذا حلم لسنا وحدنا نحاول الوصول اليه ولكن توجد دول متقدمة سينمائيا في أوروبا الغربية، أسبانيا وألمانيا على سبيل المثال وكذلك الهند من دول العالم الثالث وغيرهم، كلهم يحاولون أقتحام السوق الامريكية بالدرجة الاولى. لكن المنافسة في هذه الاسواق تحسم دائما لصالح الاستديوهات الكبيرة والتي تملك مبالغ طائلة لعمل الدعاية والسيطرة على كل أسواق الافلام في جميع أنحاء العالم وخاصة العالم العربي. لذلك يجب ان نركز على الحفاظ على أسواقنا التقليدية لتشجيع الانتاج المحلي، والاشتراك بمهرجانات سينمائية عالمية، لعل وعسى ان يحظى فيلم عربي ما بجائزة دولية ويعجب به النقاد والموزعون وهذا سيفتح له مجالا للتوزيع عالميا.

·         أعرف أنك كتبت سيناريو عمل درامي عن جمال عبد الناصر وتم رفضه: أعمال كهذه عندما لا تجد طريقها الى النور في مرحلة ما، هل تتبلور بصيغة أخرى مع مرور الزمن وتحمل طرحا مناقضا؟ أم ما هو مصيرها؟

أن فيلم جمال عبد الناصر لم يتم رفضه من الرقابة المصرية أم السورية أو أي رقابة في العالم العربي. كل ما هنالك كانت أعتراضات من جانب الدكتورة هدى عبد الناصر لانني لم أستشرها حول المراجع التي أستخدمتها لكتابة السيناريو. لقد تحفظت على كتاب 'ناصر' لانتوني ناتنج الدي أعتبرته رجعا أساسيا للسيناريو نظرا لتناوله سيرة الزعيم الراحل بموضوعية. كدلك لم يعجبها أبدا اني كنت ألتقي بالسيد عبد اللطيف البغدادي، أحد قياديي ثورة يوليو. كانت تريد ان تدير دفة كتابة السيناريو شخصيا، كما فعلت مع فيلم ناصر 56. ولكنني رفضت الانصياع لها. وكانت النتيجة بأنها شنت حملة أعلامية قوية ضدي في مصر. وعندما عرفت الفنانة برلنتي عبد الحميد بالموضوع (زوجة المشير عبد الحكيم عامر، علما ان العداوات القائمة بين الطرفين معروفة للجميع حول مقتل أو أنتحار المشير عامر)، أنضمت برلنتي عبد الحميد الى الحملة وحاولوا منع عرض الفيلم. لكنهم لم يستطيعوا لانني كنت أعمل ضمن القانون ووقفت بجانبي شخصيات ناصرية مرموقة، وأثنوا على الفيلم عندما شاهدوه. تلاشت هذه الحملة غير المبررة مع الزمن وبقي الفيلم الذي صنعته عن هذا الزعيم الكبير للاجيال القادمة.

·         آ: يقول سعد الله ونوس أنه أرد أن يجعل من مسرحه حدثا اجتماعيا وسياسيا، فكيف يستطيع الكاتب المخرج هنا أن يراعي الهاجس الجمالي دون أن يتأثر بالحس الانفعالي؟

بالنسبة للشق الثاني من السؤال فأنني أؤيد وجهة نظر الكاتب الكبير سعدالله ونوس بأن العمل الفني يجب ان يكون حدثا أجتماعيا وسياسيا. السؤال المطروح هو كيف يمكن التوفيق بين الهاجس الجمالي دون ان يتأثر بالحس الانفعالي، فأن ذلك يعود لرؤية المخرج والتي يجب ان تكون صادقة وهذا له علاقة كبيرة بمهارته لتوظيف تكنيكه لاضافة الهاجس الجمالي للعمل.

·         ب: هناك سلطات ثقافية ودينية وسياسية تسن قوانينها وتشريعاتها التي تتحكم دائما في قبول العمل او تنحيته عن المشهد الفني، ما هي الاستيراتيجية الإبداعية والإنسانية التي تواجه بها هذه السلطات؟

أما بالنسبة للاستراتيجية الابداعية التي تتبقى لمبدعي الاعمال الفنية في مواجهة الرقابة، يصعب جدا التعويل عليها كما يجب، لأن الفن وحده قد لا يكفي في الساحة الفنية في عالمنا العربي، وهنا تكمن المفارقة، مسكين الكاتب، المخرج والمنتج العربي لانه عليه ان يتعامل مع مزاجات عدة و رقابات أوتوقراطية، تختلف من دولة عربية الى أخرى، وبنفس الوقت عليه ان يخرج من مقص الرقيب دون ان يعبث بإبداعه ويشوه عمله الفني. الحل الوحيد هو وجود رقابة عربية موحدة على كل الاعمال الفنية، وهذا مستحيل مع وجود الرقيب المثقف المتفهم للعمل الفني ورؤية صانعيه.

·         هل هنالك مخرج سينوغراف؟ المصطلح اللاتيني skenographile المشتق من المسرح اليوناني القديم، وأنا لا أتحدث عن المسرح هنا، بل عن المخرج السينمائي والدرامي تحديدا، يعني متى يستطيع المخرج الدرامي توظيف العامل البصري لصالح التأثير الفلسفي، خاصة حين يعتمد على التعبير الحركي أكثر من التعبير اللغوي، وكيف يخلق هارموني بين العنصر المرئي والرؤية كمعنى؟

أستطيع ان أتكلم عن تجربتي الشخصية من خلال أعمالي التي قدمتها. وعندما أخرج مشهدا أنسانيا معينا فأني أحاول ان أبسطه قدر المستطاع لانني أؤمن بالاسلوب السهل الممتنع. هدا يعني بأن كل حركة يقوم بها الممثل، الكاميرا، الاضاءة، الموسيقى، المونتاج الخ.. يجب ان يكونوا جميعا موظفين لتصل الرسالة للمشاهد وبدون أي تعقيد..

القدس العربي في

01/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)