لا شك في أن ملك البوب مايكل جاكسون أشهر من نار على علم. فبعد أن بلغت مبيعات ألبوم "Thriller" نحو "104" مليون نسخة، وهي أكبر مبيعات عبر التاريخ، وحصوله على جائزة "غرامي" ثلاث عشرة مرة، كما نال جائزة مغني القرن، فلا بد أن يصبح النجم  الفني الذي لا يُضاهى في شهرته، ولا بد أن تتابعه وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وتسجل له كل صغيرة وكبيرة. وبعد أن غادرنا الى مثواه الأخير إنهالت التقارير والتغطيات والمتابعات اليومية لتجربته الفنية. وقد وجدنا في قسم السينما في "إيلاف" ضرورة أن نسلط الضوء على تجربته السينمائية، خصوصاً وأن رصيده من الأفلام، بحسب موسوعة "وكيبيديا الحرة"، بنسختها العربية قد بلغ سبعة أفلام وهي محصورة بين عامي 1974 و 2004. وقد ترجّحت هذه الأفلام بين الثريللر والأكشن والفيلم الموسيقي والجريمة والخيال العلمي والفنتازيا أو المناخات العجائبية. وهذا التقرير هو إعداد لملخصات بعض الأفلام التي إشترك مايكل جاكسون وتركت أثراً واضحاً لدى المتلقين. ففي فيلم "مِس كاست أوَي" إخراج برايان ماكل ستولر، تمثيل إيرك روبرتس، شارلي شلاتر وجويس غيرود، يسافر فريق ملكات جمال العالم للاشتراك في نقاش حول "مس غلاكْسي"، غير أن الطائرة تتحطم في مكان ناءٍ ومعزول يصادف أن يكون قريباً من سفينة نوح الراسية هناك والتي يحميها جوارسِك بورك. وبينما تقاتل المجموعة الناجية من أجل البقاء على قيد الحياة تُخطط قرود غريبة الأطوار لأن تستعمل السفينة، وتحطم الجنس البشري، وتسيطر على كوكب الكرة الأرضية.

رجال ملفّعون بالسواد

ثمة فيلم آخر اسمه "رجال ملفعون بالسواد" حيث نشاهد موظف الأمن "مايكل جاكسون" وهو يراقب التحركات الغريبة على سطح الأرض. وفي أحد الأيام يستلم تقريراً مفاده أن سفينة فضاء غير مرخصة  تهبط قرب نيويورك. وهكذا تمضي ثيمة الفيلم ضمن أجواء من الحذر والترقب والإثارة. لا بد من التوقف قليلاً عند فيلم "أشباح" وهو فيلم قصير مدته "39.31" دقيقة. إخراج ستان ونستون وتأليف وإنتاج وبطولة مايكل جاكسون نفسه. يروي هذا الفيلم قصة مدينة صغيرة أزعجها شخص غريب الأطوار، يقيم في منزل مسكون بالاشباح. وذات يوم يقرر رئيس البلدية مع عدد من رجاله أن يقابل هذا الشخص الغريب الذي يعيش على تلة منعزلة بعض الشيء ويحاول إقناعه بمغادرة المدينة. وحينما يصل رئيس البلدية ورجاله الى هناك يغني لهم عدة أغانٍ تخيف رئيس البلدية، بينما تجد صدى طيباً لدى الرجال المرافقين له. وفي النهاية يُصاب رئيس البلدية بالذعر ويهرب من المكان بينما يتعرف الناس على حقيقة مايكل ويدركون في الأقل بأنه ليس إنساناً سيئاً. أما الفيلم الرابع فهو "Moonwalker" وتعني بالضبط الراقص أو الشخص الذي يذكِّرك رقصه أو حركته بحركة الإنسان فوق سطح القمر حيث تنعدم الجاذبية ويتحرك حركات خفيفة جداً. يبدأ هذا الفيلم بأغنية مايكل جاكسون الشهيرة "رجل في المرآة" ثم يُعرض فيديو كليب لمهنة مايكل كمغنٍ وراقص. ثم يُلاحق مايكل من قبل معجبيه. وهناك مشاهد يبدو فيها مايكل بطلاً خارقاً للعادة. وفي النهاية ينقذ ثلاثة أطفال من مستر بيغ الشرير. هذا الفيلم من إخراج جيري كرامر وجيم بلاش فيلد، وبطولة مايكل جاكسون وحكيم عبد الصمد وخيري عبد الصمد. وقبل أن نخوض في فيلم "الصوت أو الأزيز" لا بد من الإشارة الى فيلم "Captain Eo" حيث ينطلق هذا الكابتن في مهمة لكي يسلموا هدية خاصة الى ملكة شريرة في الجانب الآخر المظلم والمعزول من العالم. الفيلم من إخراج فرانسييز فورد كوبولا وتمثيل مايكل جاكسون، أنجليكا هيوستن وديك شون.

الحذاء الفضي

أما الفيلم الذي سنتوقف عند فكرته مطولاً فهو فيلم "الصوت" أو " الأزيز" وتتلخص فكرته كالآتي: في مناسبة عيد الشكر يجتمع أفراد العائلة مع عدد من الأصدقاء في بيت بمدينة هارلم حيث تعيش معلمة اسمها دوروثي غيل "ديانا روس"، عمرها 24 سنة، مع عمتها إيم "تيريزا ميرت" وعمها هنري "ستينلي غرين". هذه المعلمة منطوية على نفسها كثيراً وترفض أن تغادر بيتها وزقاقها الذي تسكن فيه على الرغم من إلحاح عمتها المتواصل. وبينما  تنظف دوروثي البيت بعد حفل العشاء يهرب كلبها "توتو" من باب المطبخ المفتوح ليجد نفسه وسط عاصفة ثلجية قوية. تنجح دوروثي في العثور عليه ولكنها تُحاصّر هي الأخرى بهذه العاصفة القوية، حيث تأخذها سَوْرة هوائية سحرية، وتنقلها هي وكلبها الى "أوز". ونتيجة للصدمة التي تتعرض لها دوروثي تسقط وتتحطم وتقتل "إيفيرمين" الساحرة الشريرة للشرق، وتحرر المانجيكينز، وهم السكان الأصليون لأوز، الذين ماتوا  وتحولوا بفعل القوة السحرية لإيفيرمين الى مجرد رسومات مطبوعة على جدران المنْزه. تلتقي دوروثي في الحال مُحسنة مانجيكينز الرئيسة "مس وان" وهي الساحرة الطيبة للشمال "ثيلما كاربنتر" والتي تعطي حذاء إيفيرمين الفضي الذي ينطوي على قوة سحرية عظيمة الى دوروثي التي تشعر بالخوف وفقدان الأمل من العودة الى منزلها. غير أن "مس وان" تحفِّزها على أن تتبع بلاطات الطريق الصفراء الذي يقودها الى مدينة الزمرّد حيث تجد الصوت أو "الأزيز" الذي تعتقد "مس وان" أنه ينطوي على القوة السحرية القادرة على إعادة دوروثي الى مدينة هارلم. ثم تختفي الساحرة ومعها شعب ماجيكينز ليتركا دوروثي تبحث عن بلاطات الطريق الصفراء بنفسها. في اليوم الثاني تصادف دوروثي الفزّاعة "مايكل جاكسون" وتصادقه حيث يبحثان معاً عن طريق البلاطات الصفراء ولحسن الحظ يعثران عليه. وفي الطريق يلتحق بهما "تن مان" والأسد على أمل العثور على الصوت الذي يمنحهما العقل والشجاعة. وقبل أن يصلوا الى المدينة الزمردية فإنهم يواجهوا بعض المصاعب من بينها "سبوي بيدلر "الرجل المشرّد" وعدد من المومسات اللواتي يحاولن تنويم دوروثي وتوتو والأسد بواسطة بعض المساحيق الغبارية السحرية. وفي النهاية يصلون الى المدينة الزمردية والتي هي المعادل الموضوعي لبلازا برجي التجارة العالمي. وبسبب حذاء دوروثي الفضي يدخلون الى المدينة حيث يظهر لها " وز" بهيئة رأس معدني ضخم ينفث من فمه النار. ولكي يحقق لهم ما يريدون فإنه يطلب منهم أن يقتلوا إيفيلين "ماربل كنغ" الساحرة الشريرة للغرب التي تدير مؤسسة تشغِّل العمال بأجور مخفّضة في نيويورك. وحينما تعرف إيفيلين بالأمر تبعث القردة الطائرة لكي تختطف دوروثي وأصدقائها. وبالفعل تنجح القردة الطائرة في الإمساك بالضحايا الخمس والإتيان بهم الى إيفيلين. تعذب الساحرة الشريرة الأسد، وتنتف جسد الفزاعة، وتسطِّح الرجل القصديري على أمل أن تأخذ حذاء دوروثي الفضي. ثم تهدد إيفيلين بأن تلقي توتو في المرجل الناري بحيث أصبحت دوروثي على وشك الإستسلام غير أن الفزاعة تلّمح لها بأن تحفِّز المرَّش الذي يطفئ النار لكنه يذوّب إيفيلين ويحطمها وتنتهي قوتها السحرية. يتحرر العاملون من القمع الذي يعانون منه، ويشكرون دوروثي. أما القردة الطائرة فإنها تأخذ دوروثي وأصحابها في رحلة النصر الى "وز". وحينما يصلون الى المدينة الزمردية يكتشفون أن "وز" هو صوت. أما الرجل القصديري والأسد فإنها يشعران بالذهول، ويظنان أنهما لن يستعيدا عقليهما وقلبيهما وشجاعتهما، غير أن دوروثي تؤكد لهما بأن هذه الاشياء موجودة في أعماقهما. تظهر غيلندا وتطلب من دوروثي أن تبحث عن بيتها بواسطة استعمال حذائها الفضي. وبالفعل تضرب بكعب حذائها ثلاث مرات وتجد نفسها في حارتها وقد أصبحت امرأة أخرى. تحمل دوروثي كلبها، وتلج الى بيتها وتغلق الباب. جدير ذكره أن مايكل جاكسون قد ولد في مدينة غاري بولاية أنديانا في 19 أغسطس 1958 وتوفي 25 يونيو 2009.

* إحالة الى موقعي: wikipedia و Imdb  التي إستقينا منها مختصرات الأفلام الواردة في متن التغطية.

إيلاف في

27/06/2009