تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

قاسم حول:

أعطني تمويلاً وخذ سينما

الكويت ـ إيمان حسين

قاص وروائي ومسرحي وممثل ومخرج، فيلمه الاول يعود الى العام 1966، وهو بالتالي اسم كبير في عالم السينما والمسرح. انه قاسم حول الذي زار مؤخراً الكويت وعقد ندوة حول فيلم «الحارس» الذي استحق السعفة الذهبية في مهرجان تونس السينمائي، ومعه كان لنا حوار.

·         كيف نقدم قاسم حول؟

بدأت ممثلا في المسرح العراقي، وخلال فترة بسيطة إستطعت أن أبرز بشكل كبير، مما جعل النقاد يكتبون عني بشكل جيد جدا. هناك من أطلق علي لقب «هاملت العراق»، وهناك من قال: قاسم حول «دخل المسرح من السقف». وهكذا استمريت في المجال الفني خصوصا المسرح، بعدها كتبت رواية «الحارس» وهي قصة حقيقية وليست من نسج الخيال، وقدمتها للفنان الكبير إبراهيم جلال. قرأها وأعجب بها وقرر أن يخرجها كفيلم روائي، وجمعتني جلسات مطولة معه حول سيناريو الفيلم، وتغيير بعض الأشياء خصوصاً في ما يتعلق بالشخصية التي لعبتها، وللأسف لم تعجبني كثيرا لدرجة أنني كلما أشاهد الفيلم أتضايق من شخصيتي وهي الرسام حسن.

·         وما السبب؟

شخصيتي بطبيعتها قوية وعنيفة ومتحركة ونشطة جدا، وشخصية حسن في الفيلم هادئة ورومانسية جدا، وربما سائل يسأل الآن ويقول ان على الفنان أن يقدم أي شخصية تسند اليه وليس ضرورياً أن تشبه شخصيته، هذا صحيح لكني كنت أريد أن أقدم شخصية حسن قوية وليست ضعيفة، إلا أن إبراهيم جلال أصر على ذلك وأنا احترمت رغبته كونه فناناً عملاقاً نتعلم منه الكثير. حتى النقاد أجمعوا وكتبوا في حينه أن الفيلم رائع ما عدا دور قاسم حول. ايضا كانت اللهجة العراقية ثقيلة في الشريط وكان يفترض أن تخفف الى حد ما، لكن الفيلم أحدث ضجة كبيرة لدرجة أن تذاكره بيعت في السوق السوداء ووصل سعرها الى 750 فلساً في حين كان سعرها الطبيعي 120 فلساً، كما حصل الفيلم على السعفة الفضية في مهرجان تونس للسينما.

·         وما هي أسباب تدهور السينما العراقية رغم أن بداياتها كانت قوية؟

لو قارنا السينما العراقية بالسينما المصرية فإننا نجد أن الأخيرة محظوظة جدا لأسباب عدة أهمها أن طلعت حرب هذا الإقتصادي الرائع عندما جاء الى مصر ركز على تطوير السينما المصرية إحساسا منه بأن السينما «صناعة وتجارة» بحيث أصدر قانونا بإقراض السينمائيين من البنوك المصرية لتمويلها، وبعد توزيعها وجمع الايرادات يسدد صاحب العمل القرض الذي حصل عليه من البنك. وهكذا استمرت السينما المصرية بهذه الطريقة، إضافة الى أن الإستقرار السياسي الذي تعيشه مصر جعلها تتربع على عرش السينما العربية، أما البنوك العراقية فليس لديها هذه القدرة ما عدا بنك الرهون الذي كان يقدم 500 دينار مقابل رهن «النيغاتيف» للفيلم حتى يتم سداد المبلغ.

·         وهل كان «الحارس» أول فيلم عراقي؟

كلا، كان فيلم «ابن الشرق» وبعده فيلم «بغداد القاهرة»، وفي العام 46 أسس اليهود شركة بعنوان «استوديو بغداد» لكن تم إغلاقها بعد فترة لأنهم حاولوا استخدامها لصالحهم. كما تم تأسيس شركة شهرزاد للأفلام الملونة من قبل صالح الشريف مع أصحاب دور العرض وأنتجوا فيلم «نبوخذ نصر» وأخرجه كامل العزاوي وتم عرضه في العام 1962، كذلك تم إنتاج فيلم عالية وعصام وهو مشابه لعنتر وعبلة وقيس وليلى. ايضا لا ننسى أبدا فيلم «سعيد أفندي» للفنان يوسف العاني والذي أنتج في العام 1957 وكان فيلما مشرفا في تاريخ السينما العراقية، ثم فيلم «نعيمة» لكنه لم يكن في المستوى المطلوب.

فالعراق غير محظوظ أبدا في المجال السينمائي، بسبب التمويل وكذلك لأسباب سياسية، فقد جاءت ثورة 14 تموز ودخلنا في عهد الجمهورية وبعدها جاء حزب البعث الذي أحرق كل الأفلام في مؤسسة السينما والمسرح، كما أحرق كل الأفلام الوثائقية بشكل عبثي وهمجي ودكتاتوري بحت.

·         وماذا بعد «الحارس»، لماذا توقفت؟

ربح فيلم «الحارس» كثيرا وفكرت في تقديم فيلم آخر بعنوان «تجربة السنونو» ومن ثم قدمت فيلم «بيوت في ذلك الزقاق» والذي طلب مني في زمن النظام البائد أن أحذف مشهد ساحة التحرير. كان ذلك في العام 1977 وشاهده طارق عزيز بعد رفضي وأصر على حذفه لأن هذه تعليمات الرئيس كما ذكر لي، فرفضت وطلبوا مني مقابلة الرئيس كونه طلبني، فطلبت من جورج حبش وهو القيادي الفلسطيني المعروف (كان وقتها في العراق) أن أخرج من العراق فخرجت ولم أعد، فجاءوا بمحمد شكري جميل الذي قام بحذف المشهد، وخرج الفيلم بشكل سيئ جدا.

·         بعدها قررت أن أقدم فيلما بعنوان «الحسين أصبح شهيدا» وكان سيموله محمد مهدي شمس الدين لكن وفاته أوقفت الإنتاج.

والآن هل هناك امكانية إعادة السينما العراقية الى سابق عهدها؟

هناك روايات رائعة وكثيرة لكتاب عراقيين، وكما أسلفت، السينما تحتاج الى مال، فهي صناعة ومتى توافر المال نستطيع أن نقدم سينما رائعة. الآن لدي فيلم جديد منتجه فرنسي، وسأبدأ التصوير قريبا إن شاء الله، ولن أصرح بأكثر من ذلك حتى تنضج الفكرة. لكن تبقى مشكلة أخرى في العراق اليوم، وهي أنه ليس هناك دار عرض واحدة، في حين كان العراق زاخرا بدور العروض السينمائية في معظم محافظاته. لكي نخوض تجربة سليمة علينا أن نبدأ بشكل صحيح، ونأمل أن يكون عراق اليوم مختلفا عن عراق الأمس في إحتضان فنانيه ومبدعيه ومحبيه.

الأسبوعية العراقية في

21/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)