تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

إيلاف" تفتح ملف الذاكرة المرئية في العراق، وتستجلي أسباب فقرها وقصورها (13)

المخرج عدي رشيد: منظورنا الثقافي يكرِّس تهميش الصورة

حاوره عدنان حسين أحمد من لندن

تشكّل الذاكرة الثقافية رصيداً بالغ الأهمية لأي شعب من الشعوب، فكيف اذا كان الأمر يتعلق ببلد عريق ذي  حضارات متعددة وموغلة في القدم مثل العراق. ولأن الذاكرة الثقافية مفردة واسعة وعميقة الدلالة، وتضم في طياتها الذاكرة المرئية والمسموعة والمكتوبة، إلا أن استفتاء "إيلاف" مكرّس للذاكرة المرئية فقط، والتي تقتصر على السينما والتلفزيون على وجه التحديد. ونتيجة للتدمير الشامل الذي  تعرضت له دار  الإذاعة والتلفزيون، ومؤسسة السينما والمسرح، بحيث لم يبقَ للعراق، إلا ما ندر، أية وثيقة مرئية. فلقد تلاشى الأرشيف السينمائي العراقي بشقيه الروائي والوثائقي. وعلى الرغم من أن السينما العراقية لم تأخذ حقها الطبيعي على مر الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق، كما لم يحضَ السينمائيون العراقيون بأدنى اهتمام من مختلف الحكومات العراقية التي كانت منشغلة بموازناتها السياسية، وبأرشفة أنشطتها المحدودة التي لا تخرج عن إطار الذات المرَضية المتضخمة. وقبل سقوط النظام الدكتاتوري في بغداد كان السينمائيون العراقيون يعلِّقون الآمال على حكومة العراق الجديد التي تمترست خلف أطاريح الديمقراطية، والتعددية السياسية، والتناوب السلمي على السلطة من دون انقلابات أو ثورات يفجرها مغامرون عسكريون مصابون بعقدتي السجادة الحمراء والموكب الرئاسي، غير أن واقع الحال يكشف، خلافاً للتمنيات المعقودة، بأن نصيب الذاكرة المرئية من الرعاية والاهتمام يكاد يكون معدوماً، بل أن بعض السينمائيين العراقيين قد بات يخشى من تحريم هذا الفن الرفيع أو اقامة الحد عليه. لقد عنَّ لـ "لإيلاف" أن تثير خمسة محاور أساسية في محاولة منها لاستجلاء واقع السينما العراقية عبر تفكيك منجزها الروائي والوثائقي على قلته، ورصد حاضرها المأزوم، واستشراف مستقبلها الذي نتمنى له أن يكون مشرقاً وواعداً بحجم تمنيات العراقيين وتطلعاتهم نحو حياة حرة، آمنة، مستقرة، كريمة.

أسئلة الملف السينمائي

1- على الرغم من غنى العراق وثرائه الشديدين، مادياً وبشرياً، إلا أنه يفتقر إلى الذاكرة المرئية. ما السبب في ذلك من وجهة نظرك كمخرج "أو ناقد" سينمائي؟

2- أيستطيع المخرجون العراقيون المقيمون في الداخل أو المُوزَعون في المنافي العالمية أن يصنعوا ذاكرة مرئية؟ وهل وضعنا بعض الأسس الصحيحة لهذه الذاكرة المرئية التي بلغت بالكاد " 105 " أفلام روائية فقط، ونحو 500 فيلم من الأفلام الوثائقية الناجحة فنياً؟

3- فيما يتعلق بـ " الذاكرة البصرية " كان غودار يقول " إذا كانت السينما هي الذاكرة فالتلفزيون هو النسيان " كيف تتعاطى مع التلفزيون، ألا يوجد عمل تلفزيوني ممكن أن يصمد مدة عشر سنوات أو أكثر؟ وهل كل ما يُصْنَع للتلفاز يُهمل ويُلقى به في سلة المهملات؟

4- كيف نُشيع ظاهرة الفيلم الوثائقي إذاً، أليس التلفاز من وجهة نظرك مجاله الحيوي. هناك المئات من الأفلام الوثائقية التي لا تحتملها صالات السينما، ألا يمكن إستيعابها من خلال الشاشة الفضية؟

5- في السابق كانت الدكتاتورية هي الشمّاعة التي نعلّق عليها أخطاءنا. ما هو عذرنا كسينمائيين في ظل العراق الجديد؟ وهل هناك بصيص أمل في التأسيس الجدي لذاكرة بصرية عراقية ترضي الجميع؟

 

فيما يلي الحلقة الثالثة عشرة التي يجيب فيها المخرج السينمائي عدي رشيد على أسئلة ملف السينما العراقية.

عدي رشيد: نحن بحاجة الى لقاء، على أن نترك معاطف " أنواتنا المضخمة" خارجاً

تهميش الصورة

1- من وجهة نظري، وبغض النظر عن كل ما قيل ويقال، من سطوة الدكتاتوريات والاحتلال... الخ، أجدني منحازاً جداً لفكرة أن المشكلة هي مشكلة ثقافة ـ عربية/ عراقيةـ بمعنى أن منظورنا الثقافي يكرِّس بعنف لتهميش الصورة، المشكلة في المركب الذهني لمتلقي الثقافة/ العمل الفني في العراق. لذا نجد أن التشكيل مثلاَ في العراق متطور جداً فقط من ناحية المنجز والمنجِز، بينما تشخص أمام أعيننا وبوضوح التخلف الشعبي الهائل في تلقي : لوحة حديثة. لها فمنتج الصورة في العراق" وبغض النظر عن شكل الصورة " فهو معزول تماماً ومهمش بالكامل.

الإمساك بالملامح

2- هذا هو السبب في وجود ما تسميهم: مخرجين! لكن المشكلة أعقد من انتاج فيلم! ومن عدد الأفلام؛ نحن ازاء مشكلة عدم فهم النقلة بين ما كان يسمى: الانتاج الاشتراكي، أي انتاج الدولة وبين القفزة المرعبة نحو الانتاج الخاص.. سيحتاج الفيلم العراقي الى سنوات لكي يمسك بملامحه مجدداً: هذا اذا ما كان قد امتلكها أصلاً، والمشكلة هنا انتاجية / ثقافية.

ثورة التلفاز

3- عبارة جودار دقيقة في اطار نظرية التلقي البصري / السردي بعد ثورة التلفاز. لكن لننظر جيداً لما يحدث في أوروبا: قنوات مثل ART أو الـ ZDF تمولان وبشكل جيد أهم ما ينتج سينمائياً في أوروبا هذه الأيام، طبعاً سيعرض الفيلم أخيراً في التلفاز و" يبضّع" لكن بعد أن يأخذ حقه الطبيعي والشرعي في صالات العرض. لقد تحول شكل الصراع الكلاسيكي بين السينما والتلفاز من تنافر حاد " كما هو عند عبارة غودار الأثيرة" الى شكل من أشكال التوازن الرأسمالي الذي لا يخلُ من تقديم خدمة للعملية الفيلمية السينمائية.

خدمة الإيقاع التلفازي

4- كما ذكرت سابقاً، لقد دخل التلفاز المساحة الانتاجية السينمائية بشكل حاد، وبالتأكيد هذا ينسحب على الفيلم الوثائقي، والمنجز الوثائقي بأكمله أصبح في خدمة الخبر والايقاع التلفازي، هذا لا يعني عدم وجود استثناءات وثائقية سينمائية خالصة.

الأرشفة البصرية

5- ترضي الجميع؟ هذا مستحيل! لكننا مقبلون على شكل من أشكال هذه الأرشفة البصرية، إن لم تكن قد بدأت على يد بعض المغامرين، ما نحتاج إليه الان، وفي زمن محاولة اغتيال الثقافة والمثقف العراقي، هو غرفة لصناعة السينما العراقية هي مزيج بين الثلاثي الذي يجب أن يلتقي: تمويل الدولة، التمويل الخاص، وتمويل منظمات دعم الفيلم العالمية والأوروبية بشكل خاص. نحن بحاجة الى لقاء، على أن نترك معاطف " أنواتنا المضخمة" خارجاً.

إيلاف في

02/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)