تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

في ملتقى الداخلة السينمائي

اتهامات الأطرش لمخرج ومنتجي "أسمهان" هي للتشويق والتسويق

فيصل عبد الحسن من الرباط

كل ما عاشته آمال الأطرش "أسمهان" في هذه الحياة، لا يتجاوز الـ 32 عامًا وبضعة أشهر. فهي من مواليد 25 نوفمبر 1912 وتوفيت في حادثة غرق سيارتها المروِّع في مصر عند أحد فروع أنهار السقي "الترع" في منطقة زراعية في 14 يوليو 1944. وخلال هذا العمر القصير استطاعت الفنانة"أسمهان" أن تسطع في عالم الفن المصري في ذلك الوقت غناء وتمثيلاَ، وحياة اجتماعية شابتها الكثير من الإشاعات، والقصص المثيرة عن حياتها الخاصة، وعلاقتها برجال القصر الملكي في عهد فاروق ملك مصر، وعلى الرغم من مرور أكثر من 65 عامًا على حادثة وفاتها، التي أثارت بدورها الكثير من الشكوك، والاتهامات، حول من دبر حادثة غرق السيارة التي تقلها في الرابع عشر من يوليو عام 1944؟

اتهامات الأطرش

تجدد اللغط حول سمعة الفنانة الراحلة من جديد، وهذه المرة على لسان كاتب سيناريو مسلسل عن حياتها! فإن الاتهامات التي أثارها كاتب سيناريو مسلسل "أسمهان" ممدوح الأطرش الذي مثلته الفنانة سولاف فواخرجي، وتيم الحسن، ونخبة من الفنانين المصريين، أثناء حضوره الملتقى السينمائي للداخلة جنوب المغرب، فقد أعاد أجواء الشائعات في أثناء حياة الفنانة، فقد أثار الأطرش زوبعة من الاتهامات، لمن أنتج المسلسل، وشوّه حياة الفنانة الراحلة"أسمهان" كما جاء في اتهاماته، وأظهر استياءه من الصورة التي تتبعها الخط الدرامي في المسلسل، لرسم صورة الفنانة، وعبر كذلك عن ألمه لأن المسلسل الذي كتبه لم تتم تأديته كما رسم هو الأحداث، والشخصيات وبالتالي فان ذلك الإنتاج  الرديء للمسلسل، أساء إلى علاقاته الاجتماعية كواحد ينحدر من بيت الأطرش أيضًا، العائلة المعروفة في سوريا، وكذلك إلى مسيرته الإبداعية كفنان وككاتب سيناريو.

أخطاء تاريخية

الاتهامات التي أطلقها ألأطرش في المغرب، ليست جديدة، فقد سبق وأن أطلقها، بداية أكتوبر من عام 2008 حين أعلن لوسائل الإعلام في ذلك الوقت، أن  ما تم عرضه على الشاشة هو خروج كامل على النص الأساسي الذي كتبه بنفسه، من حيث رواية وقائع التأريخ، التي بني عليها المسلسل دراميًا، حيث تم حذف الكثير من المواقف الوطنية المهمة كهروب "فهد الأطرش" من تركيا بسبب دخول "سلطان باشا الأطرش" على رأس قوة قوامها ألف فارس إلى دمشق، وكانت هذه القوة قد سبقت قدوم الجيش الفيصلي، وقوات الحلفاء لتحرير دمشق، ورفع العلم العربي، أول مرة على السراي الحكومي، قرب جسر فيكتوريا.

أما الجديد فيما قاله الأطرش في الداخلة، فهو طرح جديد لمسألة دخول عائلة الأطرش في الأحداث التاريخية، فقال عن ذلك: أن مسلسل "أسمهان" حمل العديد من المغالطات، وهمش أحداثًا مهمة في حياة المطربة، بدءًا من تهميش عائلة الأطرش في تحرير دمشق ورفع العلم العربي، أول مرة سنة 1917، وإعتبر هذا الحدث يغير مسار الحدث الدرامي، ومن شأن تغييب هذه العناصر أن يخل بالمعنى.

وواصل "ممدوح الأطرش" مسار حكيه، بلهجة هادئة، ولكنها تنم عن عدم الرضا، بالقول: "هناك خط ثانٍ للتحريف حول هروب علياء المنذر، أم فؤاد وفريد، وآمال، التي سيصير اسمها أسمهان، والشيء الخطير أن المسلسل صور علياء على أنها هربت ضجرًا من زوجها! والحقيقة الموثقة، هو أنه بعد تحرير البلاد من الأتراك، جاء الاستعمار الغربي، إلى المنطقة، وبدأت القلاقل والثورات، التي كان وراءها مقاومون، وشاءت الأقدار، أن تسقط طائرة فرنسية، فيتم أسر جنديين، ولضمان بقاء الطيارين على قيد الحياة، أمر الجنرال "كورو" بإلقاء القبض على عائلة فهد الأطرش، فالتحق فهد بالثوار وبقيت عائلته في سوريا، قبل أن تعلم علياء بالخبر، فقررت الهرب من دون جواز سفر، ومن دون أوراق هوية، فذهبت إلى حيفا، قبل أن تطلب النجدة من سعد زغلول، في مصر.

حياة أسمهان

ولكي نستطيع متابعة خيوط الاتهامات، التي إتهم بها منتجو المسلسل بأنهم حرّفوا حياة الفنانة أسمهان، ولمعرفة الخطوط العامة لحياة الفنانة، التي أثارت الشجن، والفرح بصوتها العذب، وأدائها الفاتن، الذي يعد ميزاناً حساساً لمعرفة الأصوات النادرة في عالم الغناء النسائي، فلأسمهان أكثر من 40 أغنية، ولكن أكثر هذه الأغنيات نجاحاً في عصرنا الحديث، عند الأجيال الشابة، العاشقة لذلك التراث الغنائي الجميل أغنيات مثل:"يا حبيبي تعال ألحقني"و "ليالي الأنس في فينا"و "يا جمال الورد"و "يا للي هواك" وكلمة يا نور عيني"و "كان لي أمل"و "وأمتى حتعرف أمتى؟" و"أيدي في أيدك"و "أعمل أيه علشان أنساك"و "أهوى"و "فرق ما بينا الزمان"و "عليك صلاة الله"و "نويت أداري" وقد سجلت أسمهان، أول أسطوانة لها عام 1937، وقد توفيت الفنانة عام 1944،  فالفنانة لم تشتغل كفنانة محترفة إلا فترة قصيرة، هي سبع سنوات، وتعد بهذا الرصيد من الأغنيات الناجحة، فنانة غزيرة الإنتاج، فمجموع أغنياتها المهمة، أكثر من 52 أغنية.

الاتهامات الجديدة 

وأكمل اتهاماته حول المسلسل التي بدت للنقاد والصحافيين الحاضرين في مهرجان الداخلة، هي نوع من الدعاية للمسلسل، فهو على سبيل المثال قال: إن التزوير طال أشخاص المسلسل بمن فيهم فؤاد وفريد وأسمهان، وقال: "شخصياً لم أتعرف على شخصية أسمهان في المسلسل. شخصية أسمهان لم تكن درامية. هي شخصية تقترب من الحالة المرضية، وتكره الرجال. أسمهان امرأة فاتنة وجذابة لم تحب أحدا، وأحبها كل من التقاها، حتى التابعي الذي جاء في المسلسل، أن أسمهان كانت تتودد إليه، اعترف أنها لم تحبه في يوم من الأيام، لكن المسلسل صوّرها على أنها عاشقة له، وهذا خطأ كبير، وعندي الدليل. فبعد أن اشتد الصراع بين أسمهان ونازلي أم الملك فاروق التي كانت تكره أسمهان كرهًا شديدًا، أرسل الملك مبعوثه إلى أسمهان وأبلغها أنه سيمنحها لقب الأميرة الذي سيقيها من بطش نازلي، شريطة أن ينال منها في ليلة واحدة، إلا أنها رفضت أن تنصاع لملك لم تكن امرأة في تلك الفترة ترفض له طلبًا.

اتهامات مدروسة جيدا

وحول مدى تصوير المسلسل لحقيقة مقتل أسمهان، يقول ممدوح الأطرش: "في اعتقادي أن سر وفاة أسمهان لم يخرج عن القصر الملكي في مصر، وأظن أن وفاة المطربة له ستة خطوط محتملة: الملك فاروق الناقم على المرأة التي رفضته، ونازلي التي كانت تغار من أسمهان، وزوجها حسن الأطرش الذي طعن في حبه بعدما هجرته، وأم كلثوم على الرغم من أنني أستبعد هذا الأمر، والإنكليز الذين خانتهم وحاولت الاتصال بالألمان، قبل القبض عليها وإعدام رفيقها". ومن يسمع ما قاله الأطرش من اتهامات مدروسة جيدا ضد المسلسل، وهي في ظننا تكفي لبث الفضول لدى السامع، الذي لم يسبق له أن  شاهده ليسرع بالبحث عنه، والتمتع بمشاهدة الأجوبة لأسئلة ساخنة طرحها الأطرش في تصريحاته، وموضوع تسويق الأفلام والمسلسلات بهذه الطريقة، ليس جديداً لا على السينما المصرية، ولا على السينما العالمية، فهناك صحافة متخصصة تتابع الفيلم في أثناء الإنتاج منذ أول لقطة، وحتى آخر لقطة لغرض بث الفضول في نفوس الناس، لمشاهدة عرضه في صالات السينما بعد ذلك. ويبدو أن ما قاله سابقا وما قاله الأطرش في المغرب، عن مخرج  العمل ومنتجيه، هو للتشويق والتسويق لمسلسل "أسمهان" لا أكثر.

ما تركته الفنانة

 وعودة لحياة الفنانة أسمهان وما تركته للسينما، فقد قدمت ثلاثة أفلام من أروع أفلام الأربعينات الخالدة، كان أولها، فيلم "انتصار الشباب" عام 1941، ومثل إلى جانبها شقيقها "فريد الأطرش"، وفي أثناء تصوير الفيلم تعرفت على المخرج "أحمد بدر خان" ثم تزوجا زواجًا سريعًا، وانتهى سريعًا أيضًا، وشاركت في فيلمٍ ثانٍ من أخراج "بدر خان "هو "أفراح الشباب" وشاركت بصوتها، وأغنياتها في أفلام أخرى، مثل فيلم "يوم سعيد" حيث شاركت محمد عبد الوهاب في أوبريت "قيس وليلى" كما قدمت أغنية "محلاها عيشة الفلاح" في الفيلم نفسه من ألحان محمد عبد الوهاب، وسجلت أغنية "ليت للبراق عينا" في فيلم "ليلى بنت الصحراء" وغنت في فيلم "زوجة بالنيابة" ومن المعروف أن أول أغنية غنتها أسمهان بعد عودتها إلى القاهرة عام 1937، للقصبجي "ليت للبراق عينا" وهو من لحن غنّاه المطرب إبراهيم حمودة قبلها، ثم غنت "حياة محمد" في فيلم "ليلى بنت الصحراء" وأعطاها القصبجي أيضاً مجموعة من القصائد، منها "أسقنيها بأبي" للأخطل الصغير، و"يا طيور" لأحمد شوقي، وفي عام 1944 مثلت فيلمها الثالث والأخير "غرام وانتقام" مع يوسف وهبي وأنور وجدي وبشارة واكيم، وسجلت في الفيلم مجموعة من أعذب أغنياتها، وشهدت أيضاً نهاية هذا الفيلم نهاية الإنسانة، الفنانة أسمهان.

faissalhassan@hotmail.com

إيلاف في

15/05/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)