تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فيلم الهروب يعلن:

حلم الهجرة إلي أمريكا.. يتحول إلي كابوس

ماجدة خيرالله

يقدم المخرج واين كرامر في فيلمه، العبور أو الذي يعرض الآن بالقاهرة، تحليلا لعلاقة المجتمع الامريكي بالمهاجرين الجدد، سواء هؤلاء الذين يدخلون -: البلاد بطريقة شرعية، انتظارا للحصول علي البطاقة الخضراء التي تدل علي حصولهم علي الجنسية الأمريكية، -: أو الذين يتسللون خلسة عبر الحدود، بحثاً عن فرصة عمل!. يعتمد سيناريو الفيلم الذي كتبه المخرج نفسه، علي استعراض نماذج متباينة من المهاجرين، لاتربطها بغيرها أي علاقة مباشرةولايلتقي أبطالها إلا في مشهد النها -ي ة، الذ -ي ن -ي جتمع ف -ي ه سعداء الحظ الذ -ي ن نجحوا ف -ي الحصول عل -ي الجنس -ي ة الامر -ي ك -ي ة، لحلف ال -ي م -ي ن، والدخول ف -ي نس -ي ج المجتمع الامر -ي ك -ي ، . أما الشخص -ي ة الت -ي تعتبر دل -ي لا أو مفتاحا للتعرف عل -ي بق -ي ه الانماط البشر -ي ة الت -ي - -ي قدمها الف -ي لم، فهو ماكس ، أو هار -ي سون فورد، - الضابط المخضرم، في إدارة مراقبة المهاجرين، تلك الإدارة التي تتعقب الذين يهاجرون بطريقة غير شرعية، وتطردهم خارج البلاد بكل قسوة وعنف، ومع بداية الفيلم تشن الادراة هجوما تتريا علي أحد المصانع الذي يعمل به، عشرات المهاجرين من جنسيات مختلفة لضعف أجورهم، ويتم اصطياد فتاة مكسيكية لاتحمل أوراقا رسمية، وفي الطريق الي الحدود، تنظر الفتاة الي الضابط ماكس أو هاريسون فورد، وتشعرمن نظراته أنه يحمل لها قدرا من التعاطف، فتعطيه ورقة بها عنوان طفلها الصغير الذي تركته مع إحدي جاراتها، وتطلب منه أن يساعد الطفل في الوصول إل -ي أسرتها بالمكس -ي ك، و -ي قومماكس بتحق -ي ق رغبتها، وعندما -ي صل ال -ي أسرتها بالمكس -ي ك، ل -ي سلمهم الطفل الصغ -ي ر، -ي كتشف أنهم لا -ي علمون عنها ش -ي ئا. : 0 0 0 وتنتقل الاحداث ال -ي إحد -ي المدارس الثانو -ي ة، لنتعرف عل -ي الفتاة المسلمةسل -ي مة أو سمر بش -ي ل الت -ي جاءت مع أسرتها من بنجلاد -ي ش وه -ي لاتزال في الثالثة من عمرها، وعاشت فيها حتي وصلت إلي سن الشباب، ومثل كثير غيرها اعتقدت سليمة أنها تعيش في مجتمع يقدس حرية الآخروحقه - -في التعبير، ولكنها تفاجأ أن الدنيا قد انقلبت علي رأسها، لمجرد أنها كتبت رأيا، قرأته علي زملائها في الفصل الدراسي، تؤكد فيه ضرورة فهم المبررات التي أدت بهؤلاء الي اللجوء لهذا الفعل! ويبدأ الهجوم علي سليمة، من زملائها في المدرسة، ويتحول الهجوم الي حالة من التربص، ثم يتطور الأمر إلي مداهمة قوات المباحث الفيدرالية، -: لمنزل أسرتها، والتفتيش في أوراقها الخاصة، وتفسير كل كلمة كتبتها أو وضعت تحتهاخطاً بأنها تأك -ي د لا -ي قبل عل -ي الشك عل -ي م -ي ولها العدوان -ي ة ضد المجتمع الامر -ي ك -ي وتبن -ي ها لمنطق الجماعات الإرهاب -ي ة، و -ي تم القبض عل -ي سل -ي مة، ووضعها ف -ي سجن خاص، استعدادا لترح -ي لها عن البلاد، ه -ي ووالد -ي ها، مع استبقاء شق -ي قت -ي ها اللتين تحملان الجنس -ي ة الأمر -ي ك -ي ة، - نتيجة ولادتهما في الولايات المتحدة!!ولكن الأب يهرب قبل القبض عليه وترحيله، ويقف في المطار يراقب بحزن زوجته وابنته سليمة، وهما في طريقهما للعودة إلي بنجلاديش!: ::: :: إيرانيون وصينيون ويهود -ويدعي الضابط ماكس إلي حفل عائلي محدود، تقيمه إحدي الأسر الايرانية، التي يعمل معظم افرادها في مجالات اقتصادية، -: وينتظرون في نفس الوقت الحصول علي الجنسية الامريكية، ورغم أن أفراد العائلة يبدو عليهم التآلف والانسجام، إلا أن الحال يتبدل عند قدوم، أصغر بنات الاسرة، وهي فتاة في سن العشرين، ولدت في امريكا وبالتالي تحمل الجنسية، وتبدو الفتاة مختلفة تماما عن بقية أفراد أسرتها، التي لايزال أفرادها يحملون جراثيم التخلف والتعصب المقيت، ويحاول ماكس التقرب للفتاة، لمعرفة اسباب نبذ عائلتها لها، فتخبره أنها تحب شابا أمريكيا، ولكن عائلتها تقف ضد هذه العلاقة لأنها عيب وحرام من وجهة نظرهم، وبعد أي ام من هذا اللقاء -ي تم العثور عل -ي جثة الفتاة، وبها طلقة ف -ي رأسها، و -ي شعر ماكس أن تلك الجر -ي مة البشعه لم تخرج عن حدود عائلتها الإ -ي ران -ي ة!. : أما الحالة الثالثة، فه -ي لشاب ص -ي ن -ي ، -ي نغمس مع عصا -به من أبناء جنسه، تهاجم المحال التجارية، لسرقة اصحابها وقتلهم لو لزم الأمر، وتبقي حالة مطربة استراليه جاءت الي أمريكا سعياً للشهرة وا ل -نجاح، ولكنها تفشل في الحصول علي البطاقة الخضراء، فتستسلم لعلاقة جنسية مع أحد ضباط إدارة المهاجرين، الذي وعدها خيراً إذا استسلمت لنزواته الجنسية الشاذهة.  أما آخرالحالات التي يعرضها الفيلم فهي لشاب يهودي، يرغب في العمل في مجال التدريس ويكتشف أن عليه إثبات معرفته باللغة العبرية، التي يجهلها قراءة وكتابة، كما يجهل كل ماجاء في الكتاب المقدس، ويصبح عليه الخضوع الي اختبار عسير، علي يد أحد الحاخامات! تنتهي الاحداث بالعثورعلي جثة الفتاة المكسيكية التي شاهدن اها مع بدا -ي ة الف -ي لم، و -ي تضح انها عادت مرة اخر -ي متسللة عبر الحدود، وتم القبض عل -ي ها وترح -ي لها مرة اخر -ي ، ولكنها هذه المرة -ي بدو أنها تاهت ف -ي الصحراء وتعرضت لهجوم وحش -ي من بعض الأفراد، وتحول -ت جثتها الي طعام مجاني لآفات الارض!:: المخرج واين كرامر سبق له تقديم فيلم قصير يحمل نفس الاسم، عن نفس المشكلة، التي عاني منها شخصيا عندما قدم من جنوب افريقيا، الي أمريكا وهو يحمل أمالا عريضة في حياة أفضل، ولكنه عاني ا ل -أمرين لسنوات طويلة، قبل أن ينجح أخيرا في الحصول علي الجنسية الامريكية، وهو يؤكد من خلال فيلمه أن أمريكا تحولت الي بؤرة من الجحيم، لكل من تسول له نفسه للهجرة إليها! وإذا قرأت بعض مما كتبه النقاد في الصحف الامريكية، عن فيلم العبور، فسوف يتأكد لك، حالة الكراهية الشديدة للغرباء، أحد النقاد يسخر من تعاطف ماكسهاريسون فورد مع بعض المهاجرين، ويقول بلهجة تهكم والله كنت حاع -ي ط وأنا بتابع أحداث هذا الف -ي لم، ل -ي س تأثراً كما قد تعتقد، ولكن غ -ي ظاً من سذاجة وسخافة الدور الذ -ي قدمه هار -ي سون فورد! : 0 0 0 ثم -ي ض -ي ف و -ي ز -ي د -ي بدو أن فورد قد أصابته الش -ي خوخه فعلا ولم -ي عد، -ي حس -ن اختيار أدواره. ولايختلف بقية النقاد في أمريكا عن هذا الرأي، فهم يرفضون تماماً أي تعاطف مع تلك النماذج التي قدمها ال ف -يلم!ولكن الظريف في الأمر أن التعليقات التي يكتبها قراء الجرائد علي هذا النقد، ويبدو مايكتبونه أكثر عمقا ونضجا من آراء النقاد الذين تسيطر عليهم حالة من التشنج وعدم الموضوعية، حيث يعلق أحد القراء قائلا كيف للمجتمع الأمريكي الذي قام اصلا علي تشجيع شعوب العالم للهجرة اليه، أن يقف الآن ضد من آمنوا بالحلم الأمريكي، يناصبهم العداء ويسعي الي تحطيمهم أو يردهم خائبين، ليعودوا الي مجتمعاتهم التي لفظتهم ولم يعد لديهم أي أمل في حياة كريمة بها.  -: ربما يكون هذا الجدل الذي يثير ه الف -ي لم، افضل من الف -ي لم نفسه، ومع ذلك فهناك عدة نقاط إ -ي جاب -ي ة -ي مكن أن تخرج بها من ف -ي لم العبور، أهمها الاستعانة بمجموعة من الممثل -ي ن الشباب من عدة جنس -ي ات مختلفة، ب -ي نهم سمر ب -ي ش -ي ل تلك -الفتاة التي تحمل ملامح براءة تجمع بين الطفولة والانوثة المبكرة، وهي أمريكية من أصل هندي، عاشت سنوات طفولتها بين البحرين والسعودية، حيث كان والدها يعمل هناك، ولذلك فهي تتقن الحديث باللغة العربية، وتعرف كيف تنظر تلك المجتمعات للمرأة، وهذا ماجعلها تتألق في تقديم نموذج للفتاة العربية التي تعيش في المجتمع الامريكي، في فيلم الفتاة التي تضع علي رأسها منشفة أوفوطة والعنوان طبعا يقصد الفتاة المحجبة، وهو فيلم يقدم علاقة فتاة مراهقة تعيش مع والدها اللبناني المتزمت، وتواجه عدة مشاكل، تتفاقم نتيجة إصرار والدها، علي التعامل معها بلا أي إنسانية، لدرجة أنها يصر علي اختيار نوع الفوط الصحية ال ت -ي تستخدمها، و -ي منعها من التعب -ي ر عن مشاعرها، وهو الامر الذ -ي - -ي جعلها تقع فر -ي سة لغوا -ي ة جارها، الضابط الامر -ي ك -ي الذ -ي - -ي فقدها عذر -ي تها، فتخش -ي مصارحة والدها بماحدث، فتزداد ح -ي اتها تعق -ي دا وارتبا -كاً، سمربيشيل من الوجوه السينمائية التي سوف تتألق في المواسم القادمة، واضح أن شخصية الفتاة العربية تجد اهتماما كبيرا من صناع السينما الامريكية في السنوات الاخيرة.:: : 0 0 0

جريدة القاهرة في

12/05/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)