تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الصحافة تفضح الشركات الأمنية الخاصة  

«حالة احتيال».. شبح «بلاك ووتر» يحوم في الفيلم  

زياد عبدالله – دبي

لا يتوقف فيلم State of Play «حالة احتيال» المعروض حالياً في دور العرض المحلية عن تذكيرنا بأن في الأمر حيلة كبيرة يمكن لشبح «بلاك ووتر» أن يحوم بقوة في أرجائه، ومثلها من الشركات الأمنية الأميركية الخاصة. هذه الحيلة ستتشعب وتتداخل، وصولاً إلى النهاية التي سيسعى الفيلم بكل ما أوتي من حبكات إلى أن يجعلها مفاجئة، إذ إنها سرعان ما تمضي إلى اللامتوقع، كما في ما لا يحصى من أفلام، والتي يشفع لها في النهاية مدى متانة حبكتها وتناغم الشخصيات والأدوار معها للوصول إلى بر الأمان المشوق والترفيهي.

المخرج كيفن ماكدونالد نجح في فعل ذلك في فيلم (حالة احتيال)، وهو الذي سبق وقدم فيلماً مميزاً منذ ثلاثة أعوام هو «آخر ملوك اسكوتلاندا»، ولعل السيناريو الذي كتبه ثلاثة كتاب، منهم توني غيلروي (مخرج وكاتب «مايكل كلايتون» و«ازدواجية») كان مربط خيل الفيلم، وليقدم ماكدونالد أحداثه بإيقاع مميز وبالاستعانة بإمكانات راسل كرو وحضوره، وإلى جانبه بن أفليك وهيلين ميرن.

الصحافة والعمل الصحافي سيكونان نقاط ارتكاز الفيلم الرئيسة، وعلاقة الصحافة بالسياسة وسلطاتها الاستثنائية في البلدان الديمقراطية والآليات المتحكمة في صياغة الخبر وزوايا مقاربته وتواقيت نشره وما إلى هنالك.

يبدأ الفيلم من جريمة نشاهد فيها أحدهم يقدم على قتل سارق يحاول سرقة حقيبة امرأة، بعد تمكنه من الهرب، حيث يأتي رجل مجهول تماماً ويقدم على قتله بدم بارد، وليتبع ذلك بقتل أحد المارة الذين تصادف مرورهم في أثناء إقدامه على ذلك. بعدئذ، سنشهد مقتل امرأة أو انتحارها تحت عجلات المترو.

سيمتد أول خيط درامي مع معرفة أن المرأة المقتولة هي مساعدة شخصية لعضو الكونغرس الأميركي ستيفن كولينز (بن أفليك)، والذي يشرف على لجنة خاصة بالشركات الأمنية الخاصة، وصفقاتها المشبوهة ومدى مراعاتها للقوانين وغير ذلك، كما أن ستيفن ومع معرفته نبأ مقتل مساعدته يفقد سيطرته على نفسه أمام عدسات الكاميرات ويبكي، الأمر الذي يتحول مباشرة عبر وسائل الإعلام إلى خبر استثنائي عن العلاقة الغرامية التي تجمع ستيفن بمساعدته.

كل ذلك يحدث على مرأى من كال (راسل كرو)، الصحافي المرموق وصديق ستيفن، والذي يعمل على متابعة قضايا القتل سابقة الذكر، ومن خلالها سيكتشف ما هو أعقد وأشد خطورة، كون تلك الجرائم وثيقة الصلة بما يشرف عليه صديقه، وأنها كما سيتضح من الخيوط الكثيرة التي تتشابك أمام كال ومساعديه من الصحافيين على علاقة بشركة أمنية اسمها «بينتكور» والتي تريد في النهاية التخلص من كل من لهم علاقة بتحقيقات ستيفن، والذي يشارك كال معلومات مفادها أن مشروعاً هائلاً يتضمن خصخصة الجيش والأمن يعمل عليه وغير ذلك من بلايين الدولارات التي ستجنيها تلك الشركات من جراء ذلك، وأن وقوفه حجر عثرة أمامها لن يجعلها تتردد في فعل أي شيء لإبعاده عن طريقها.

الكيفية التي تدور فيها الأحداث، إضافة لاكتشافات كال المتسارعة وعلاقاته سواء مع الشرطة أو مصادر معلوماته ستكون مشوقة، لا بل إن ربط الخيوط المتباعدة بداية سيكون لافتاً، كما أن إدراكنا للمؤامرة وغير ذلك لن يكون نهائياً ففي الأمر انعطافة أخيرة ستقلب الأمور نحو عضو الكونغرس نفسه.

يتيح الفيلم مقاربته من زاوية سياسية نوعاً ما عندما نجد أنفسنا أمام وقائع وأرقام وغير ذلك مما يؤكد الصفقات المشبوهة التي تصنعها الشركات الأمنية، مع الحديث عن دورها الخاص في العراق وأفغانستان، لكن يبقى الأمر بمثابة امتداد واقعي للفيلم الذي يكسب رهانه من خلاله اعتماده التشويق من خلال الأحداث، ومن دون حاجة للعنف المجاني، أو المعارك الطاحنة التي تدور بين الشرطة والقتلة، إذ إن الفيلم يستخرج الدراما من تشابك العلاقات والمصالح والأعمال القذرة التي تترتب عليها، وأداته الرئيسة في ذلك ستكون من خلال الصحافة.

الإمارات اليوم في

05/05/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)