تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

نجاح الرداءة

قيس قاسم

«المنال» و«الفخر والمجد»

 مرة أخرى تنقذ جودة الصنعة السينمائية أفلاما من الفشل الذريع، ونقصد هنا التقنية والتمثيل الجيد بالتحديد، اللذين لولاهما لانحدرت الى مستوى ساحق من الهبوط وتسببت في خسائر مادية كبيرة لمنتجيها. مشاهدتنا فيلمي المغامرة «المنال» و«الفخر والمجد» هي التي دفعتنا الى هذا الكلام. الفيلمان يشتركان في موضوع مكرر وبكليشيهات درامية، وفي الوقت ذاته، يشتركان في تحقيق نجاحات.

فساد أجهزة الشرطة هو الموضوع الذي يعالجه فيلم «الفخر والمجد» وقد سبقته مئات الأفلام في تناولها الموضوع. حتى نوع المعالجة التي أرادها المخرج غافن اوكونور لم يبتعد عن سابقاته. قصته تتمحور، كالعادة، حول رجل شرطة يبعد عنوة عن عمله بسبب نزاهته، ثم يعود ثانية بعد أن يتولى تصحيح الأمر بنفسه خارج أطر مؤسسات الشرطة الرسمية ليعيد الاعتبار بذلك الى نفسه، ويكشف في الوقت ذاته شبكة الفساد التي يديرها كبار مسؤولي الشرطة كما جرت العادة. في هذا الشريط الحكاية تكاد تكون نفسها. المحقق «راي» يجد نفسه بين خيارين أحلاهما مر؛ الأول المضي في كشف سر مقتل مجموعة من رجال شرطة مكافحة المخدرات في نيويورك في ظروف غامضة، وهو كشف يوحي بوجود تواطؤ في صفوف الشرطة نفسها، وان هناك من أخبر المهربين بموعد وصولهم وحدد مكانهم مسبقا. هذا الخيار وحده، كان كافيا لتعريض مهمته وحياته لخطر شديد. الخيار الثاني، هو التزامه الصمت، ازاء الحقيقة التي أوصلته تحرياته الخاصة اليها. وكان هذا الخيار الأصعب، لأن الأمر هذه المرة يمس عائلته كلها. يمس مجدها وفخرها اللذين بناهما والده من خلال عمله كضابط سابق مرموق وسار عليه هو ومن بعده أخوه وصهره حين انضموا جميعا الى سلك الشرطة الأميركية.

صعوبة قراره نتجت عن معرفته التدريجية بتورط أخيه في الجريمة وتعاونه مع تجار المخدرات بمساعدة صهره تحت ضغط عائلي. في هذه الحال سيعني المضي في التحقيق، كشف الحقيقة التي تعرض كل المجد والفخر اللذين كانا يحيطان بأسرتهما للسقوط فترتفع رايات الخزي فوق رؤوس أفراد العائلة ومع هذا وإخلاصا لمهمته، يقرر راي المضي في كشف الجريمة لتأتي نهاية أخيه على يد مجموعة غاضبة من السود شاهدوه مع زميل له وهو يسرق ويقتل شابا منهم. هذه القصة المكررة والمعالجة السطحية ليستا كافيتين لصنع فيلم جيد من دون شك، لكن ما شفع وأنقذه من الفشل الذريع هو مستوى الممثلين واداؤهم الجيد، إضافة الى جودة التصوير والمؤثرات البصرية. المحقق راي لعب دوره الممثل أدوارد نورتون الذي عرف بأدائه الرائع في فيلم «أميركان x». وهنا يلعب دوره بإتقان ملحوظ، فيجمع الحكمة والصرامة الى جانب الأب الذي لعب دوره كولن فاريل، وأجاده كما أجاد نوا أمريخ دور الأخ الفاسد والمرتشي مع الصهر الممثل جون فويت. هؤلاء جميعاً لعبوا دورا في رفع مستوى نوعية الفيلم، وبفضلهم حقق أرباحا وفيرة وقسطا كبيرا من القبول الجماهيري.

 الكلام نفسه يقال عن فيلم «المنال». بطله الايرلندي الأصل ليام نيسون، حقق نجاحا باهرا، لنفسه كممثل وللشريط بأكمله، حين جسد وبشكل مثير شخصية بريان ميلس عميل المخابرات الأميركية المتقاعد، الذي استطاع بمفرده انتزاع ابنته من براثن عصابات الاتجار بالبشر والرقيق الأبيض، ونال مراده بعد مغامرات. عمد بيديه الى تصفية عشرات رجال العصابات الألبانية الخطرة وافسد تجارة عرب شمال أفريقيا وانتزع من يد الثري الخليجي ابنته سالمة. باختصار، أتم كل ما تتطلبه الصورة النمطية التقليدية للمجرمين والسيئين، التي تبرر كل العنف المفرط للبطل المنقذ! وللحق فإن اختيار المخرج غافن اوكونور لبطله من خارج الدائرة الهوليوودية حقق له أكثر من هدف، أولها إضفاء نوع من الاكتشاف الخاص لموهبة أوروبية. المنطق كان يفرض عليه أن يوكل هذا الدور الى الممثل بروس ويلس على سبيل المثال، لكنه جازف ووفق في اختياره. البعد الآخر جغرافي يتمثل في نقل الأحداث الى باريس وبالتالي توفير أمكانية إدخال عناصر جديدة في فيلم مغامرات أميركي الموضوع. أما المعالجة فلم تأت بجديد، وتكررت مرة أخرى قصة الضابط المتقاعد، الذي يهمل عائلته بسبب عمله الصعب، الأمر الذي يقود الى فقدانه أطفاله الى جانب زوجته. هذه المرة، ورغم كل مساعيه للاقتراب من ابنته كيم (الممثلة ماغي كريس) يظل الأب بعيدا، حتى اليوم، الذي يوافق فيه، على سفرها مع زميلة لها الى باريس، في رحلة سياحية تتعرضان خلالها لعملية سلب من قبل تجار رقيق يحولانهما الى مومستين، ويبيعونهما للأغنياء فيجنون أرباحا كبيرة. بعد معرفته بما تعرضت له ابنته يقرر بريان السفر الى باريس وينجح في إنقاذها والعودة بها الى أميركا، معيدا بذلك العلاقة السوية بينهما، محققا النهاية السعيدة لبطل دحر الكثير من السيئين وحقق المثال الأميركي المراد عرضه دائما في أفلام تعتمد على الكليشيهات أكثر من الموضوع الجيد والمعالجة الهادفة.

مشاركة عراقية بارزة في مهرجان الخليج السينمائي

حضرت السينما العراقية بشكل لافت في الدورة الثانية لمهرجان الخليج السينمائي الذي أقيم في دبي خلال الفترة من 9 - 15 من الشهر الحالي. وجاء في الإعلان الصحافي الرسمي للمهرجان ان الأفلام العراقية المشاركة تطرقت لمختلف المواضيع والأشكال السينمائية، لكنها تناولت في معظمها الجراح المؤلمة التي عانى منها العراق في الماضي القريب، وهي تقدّم حوارات فكرية وعاطفية مهمة لأشخاص استطاعوا النجاة من ويلات الحروب. 

ومع كثرة الأفلام العراقية المشاركة، والتي بلغت 15 فيلما، انحصرت على مستوى الأفلام الروائية الطويلة بفيلم واحد حمل عنوان «فجر العالم»، والذي يروي قصة زواج أولاد العم «مستور» و«زهرة»، وكيف تغيرت حياتهما بعد أن افترقا بسبب حرب الخليج. الفيلم من إخراج عباس فاضل. وعلى المستوى الوثائقي اشترك العراق بخمسة أفلام هي: «عدسات مفتوحة في العراق» يوثق لمشروع فوتوغرافي، حيث تجتمع خمس نساء من خمس مدن عراقية في بيت دمشقي قبل العودة إلى الوطن لمباشرة المشروع، «حياة ما بعد السقوط» لقاسم عبد. أما فيلم «فيروس» للمخرج جمال أمين فيتناول رحلة خمسة أصدقاء عراقيين يعيشون في الدانمرك، الى جانب فيلم «عكس الضوء» لقتيبة الجنابي الذي يروي جانباً من حياة الفنان العراقي محمود صبري صاحب نظرية «واقعية الكميّة».

وفي برنامج سينما الأطفال، اشترك العراق بفيلم «حرب الكبار» لعرفان رشيد. كما جاء طلاب العراق الى دبي بفيلمين وثائقيين سلطا الضوء على الحياة في بغداد، وهما «مواطنو المنطقة الحمراء» لمناف شاكر. وفيلم لؤي فاضل، المقيم في سويسرا، «انظر لهم». وركزت ثلاثة أفلام قصيرة على قضايا اجتماعية، كفيلم «أنا هي» للمخرج علي عساف المقيم، أما فيلم «بريس» اخراج هاشم العفاري فيعالج الموت والمشاكل التي واجهت الصحافيين قبل وبعد التغييرات التي شهدتها البلاد، الى جانب فيلم محمد توفيق «نورا».  وفي برنامج «أضواء» قدم العراقيون ثلاثة أفلام هي: «حمامة بيضاء» للمخرجة فيان مايي، وجريمة قتل الشرف الشائنة. ويذهب بشير الماجد أبعد في دراسة الحرب وآثارها حين يعرض في فيلمه «جندي مكلف» العلاقات الأسرية وكيف يمكن للحرب أن تحطم العلاقة بين أب وابنه. ويقترب المخرج مانو خليل في فيلمه «زنزانتي، بيتي» من حياة مئات الأسر الكردية التي كانت تعيش في عهد صدام حسين في أحد السجون وكيف تحولت الى منازل دائمة لهم بعد السقوط.

وكان العراق حاضرا في افتتاح المهرجان عندما عرض فيلم المخرج المقيم في الدانمرك فنار أحمد «أرض الرافدين» الى جانب خمسة أفلام من دول خليجية أخرى، عرضت كلها في ليلة الافتتاح.

الأسبوعية العراقية في

19/04/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)