تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

نحو أبجديات صناعة السينما

خالد ربيع السيد

السينما تعني صورة متحركة، صورة يكمن جمالها في التقريب والتكبير، إظهار التفاصيل التي قد يمر عليها المرء ببصره فلا يلتفت الى مكوناتها الجمالية، لذا تنقل له كاميرا السينما هذه الجماليات الغائبة، أيضًا الكاميرا تنقل صورًا شمولية لا يحيطها مجال النظر، فتلفت إلى جماليتها عبر شريط الفيلم الذي يتكون من سلسلة من الصور الثابتة، أو الكادرات التي تقوم بتصويرها الكاميرا السينمائية، وهذا هو شريط الفيلم منذ اختراع أول كاميرا سينمائية في معامل توماس إديسون، وحتى أكثر الكاميرات تعقيدًا. فالكاميرا السينمائية تقوم بتصوير صور فوتوغرافية منفصلة ينطبع كل منها على كادر منفصل، وعند عرض هذه الصور، واحدة تلو الأخرى بنفس السرعة التي صُورت بها، يتولَّد الشعور بحركة متصلة هي جوهر فن السينما.
في معظم الكاميرات السينمائية الحالية، يمر الشريط بداخلها بسرعة 24 كادرًا كل ثانية، وهو ما يعني أن كل كادر أو صورة تقف أمام العدسة لتحصل على كمية الضوء اللازم لتسجيل ملامح الصورة في زمن 1/48 من الثانية، وفي 1/48 من الثانية تغلق العدسة ليمر الشريط في الكاميرا حتى يصل الكادر التالي إلى موقعه أمام العدسة، وإذا كان الشعور بالحركة المتصلة في المخ البشري يمكن تحقيقه بعرض 12 كادرًا كل ثانية أمام العين، فإن الكاميرا في السينما الصامتة قد صُممت لتصوير 16 كادرًا كل ثانية، زادت إلى 24 كادرًا في كاميرات السينما الناطقة، وإذا فحصنا شريطًا من السليوليد لأحد الأفلام، نرى هذه الكادرات أو الصور الفوتوغرافية المنفصلة والمتتالية الواحدة بعد الأخرى، يفصل بين كل منها مساحة ضيقة مظلمة، ولكننا لا نرى أو نلحظ وجود تلك المساحات المظلمة خلال عرض الشريط، لأن هناك بابًا أمام العدسة يكون مغلقًا عند مرور هذه المساحات، ولذلك يسمّى هذا الباب باسم الغالق، بينما يفتح هذا الباب عند وصول الصورة التالية في مكانها بين مصباح الضوء وعدسة آلة العرض، وهكذا فإننا لا نرى الصور المعروضة على الشاشة وكأنها تضيء ثم تنطفئ، بل إننا نراها صورة واحدة متصلة تدب فيها الحركة.
ويعتمد المصور في أداء عملية التصوير السينمائي على ثلاثة مكونات، أو أدوات أساسية هي: الإضاءة. زوايا التصوير. الكادر السينمائي والتكوين.

فالإضاءة هي التي تعطينا الإحساس بالزمن الذي تدور فيه الأحداث، سواء أكان هذا الزمن نهارًا أم ليلاً، شروقًا أم غروبًا. وتتدخل الإضاءة في إبراز معالم الفيلم، فالفيلم البوليسي له من أشكال الإضاءة ما تختلف عنه في الفيلم الكوميدي، وأيضًا أفلام الرعب لها أسلوبها الخاص في الإضاءة، فهي تختلف تمامًا عن الفيلم الاستعراضي، وعلى هذا النحو فإن توصيات المخرج لمدير التصوير لها من الأهمية قدر يساعد على تحديد هوية الفيلم ونوعيته.

ويمكن للإضاءة إلى حد قليل أن تزيد من أهمية بعض الأشخاص، أو قطع الإكسسوار، أو الأشياء، إذ يمكن عرضها في ضوء كامل أو في الظل. وتغير الإضاءة يدل على أن بابًا أو نافذة قد فتحت، أو أن مصباحًا قد أضيء، أو أن مصابيح سيارة تقترب، أو أن أشعة كشاف تبحث عن شخص. والإضاءة لها أهمية كبرى في خلق جو الفيلم، وإن كانت تكشف عن قدر محدود من المعلومات المباشرة في القصة.

وتلعب الإضاءة الآن عدة وظائف هامة بالنسبة للصورة، سواء في السينما، أو التليفزيون تتلخص في الآتي: إثارة الموضوع إثارة شاملة مع توزيعها توزيعًا مناسبًا. وتأكيد وجود الموضوع بين المرئيات وتوجيهه، أو لفت نظر المشاهدين إلى مواقع الأحداث. وإضفاء القوة المعبرة، وإمكانيات التأثير في الموضوع. وإعطاء الجو العام، والإيحاء بالشعور المطلوب، ويدخل في ذلك إشعار المشاهدين بالوقت الذي تجري فيه الأحداث إن كان صيفًا أو شتاءً، صباحًا أو مساءً. وتحقيق جمال الصورة. والإيهام بالبعد الثالث أو العمق، أي بُعد الأشياء أو قربها. والتعبير عن لون القصة، موضوع الفيلم، فإذا كانت تراجيديا مثلاً فإنها تحتاج إلى أنوار وظلال متناقضة تمامًا. وإذا كانت فكاهية فإنها تحتاج إلى أنوار ناعمة بهيجة.

وللإضاءة ثلاثة أبعاد أساسية هي: مصدرها. مدى شدتها. نوعها، من حيث النعومة أو الخشونة. والذي يتطلب معرفته بالنسبة للضوء هو مدى تأثيره من حيث الاتجاه، والشدة، والنّصوع، وذلك معناه أننا حين نشاهد الصورة التليفزيونية أو السينمائية، لا يهمنا أن نعرف مثلاً إن كان الاستديو مضاء بالفلورسنت، أو بغيرها من المصابيح، إنما الذي يهمنا هو معرفة تأثير أي من هذه الكشافات على اتجاه الضوء وشدته ونوعه.

وتتوقف صفات الضوء على طريقة استعماله، ويمكن تنفيذ أي نوع من أنواع الإضاءة بأي نوع من مصادر الضوء، ويأتي الخلاف فقط في طريقة الاستعمال.

وخلاصة نقول أن دعم مشاريع صناعة السينما السعودية يشكل ضرورة ملحّة في المرحلة الحالية، ولا شك في أننا تأخّرنا كثيرًا في اقتحام بوابة صناعة السينما كوسيلة من وسائل الإعلام الحديث، لذلك فإن الوقت قد حان لمباشرة بناء صروح صناعة السينما السعودية ابتداء من معاهدها وكلياتها العلمية المتخصصة لتخريج الكوادر في كل التخصصات.. حتى بناء دور العرض بما يكفل تطبيق أعلى درجات الالتزام بمبادئ الأخلاق والحفاظ على التقاليد الأصيلة. خصوصًا إذا عرفنا أن مساهمة صناعة السينما في الدخل القومي للاقتصاد الأمريكي بلغت عام 2005 نحو 3 في المائة، بينما كانت السينما تسهم بنحو 4 في المائة من الدخل القومي في مصر، بحسب ما يذكره الدكتور أمين ساعاتي.

إن السينما في السعودية بدأت منذ ما يزيد على 50 عامًا، حينما أسس لطفي زيني استديو للتصوير السينمائي، ثم استطاع أن ينتج فيلمًا سينمائيًّا مع الفنانين المصريين ويشارك في التمثيل جنبًا إلى جنب مع الفنان طلال مداح، ولو وجدت السينما السعودية من يرعاها منذ ذلك الوقت لأصبحت السينما السعودية تقف جنبًا إلى جنب مع صروح دول تعتبر السينما فيها من أهم مقومات حياتها الثقافية.

ولكن المحاولات الجادة التي يقوم بها الآن بعض المشتغلين بصناعة السينما السعودية تبعث التفاؤل، ففي تموز (يوليو) 2006 افتتح في مدينة جدة مهرجان العروض المرئية «السينمائية» وتلاه مهرجان جدة للأفلام في 2007 و 2008 ، وأيضًا مسابقة أفلام السعودية بالمنطقة الشرقية، ولقد سجل هذه المهرجانات خطوات جيدة على طريق بناء اقتصاديات السينما السعودية، ونستطيع أن ننوه بأن الجهود المبذولة لبناء صروح السينما السعودية الحديثة إنما جاءت وفق معايير تتناسب مع الأخلاقيات الإسلامية والتقاليد العربية، ولقد وضح ذلك في العمل الذي قدمه عبد الله العياف بعنوان «السينما 500 كم» وهو فيلم وثائقي عن رحلة شاب من الرياض إلى البحرين لمشاهدة السينما لأول مرة يطرح السؤال الأول «لماذا لا توجد صالات سينمائية في السعودية؟»

والكتابة عن السينما السعودية تستدعي الإشارة إلى الجهود التي يبذلها المخرج عبد الله المحيسن أبرز السينمائيين السعوديين منذ 1976، كما أن المخرجة هيفاء منصور قادت الموجة الجديدة من الشباب منتجي الأفلام القصيرة .

أن صناعة السينما السعودية ستحقق دورًا إيجابيًّا على طريق تحليل واقع المجتمع وتعديل السلوكيات وستكون السينما السعودية من أقوى وسائل الإعلام في علاج مشاكل المجتمع وتناول قضاياه وأحلامه وفنه.

الأربعاء السعودية في

01/04/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)