تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مأزق المنتجيين المصريين في ظل الازمة الاقتصادية

محمد عبد العزيز من القاهرة

عملية حسابية بسيطة كشفت العديد من المفاجآت التي تنتظر المنتجين والموزعين المصريين هذا العام، فبالرغم من تصريحاتهم المبكرة بأنه لا توجد مواسم محددة لعرض الأفلام، وأن العام كله متاح لعرض الأفلام المصرية، إلا أنهم مازالوا حتى الآن يعرضون الأفلام خلال مواسم معينة وبترتيب معين، فكالعادة الأفلام قليلة التكلفة وغير التجارية تعرض في شهري مارس وإبريل، ثم يبدأ موسم الصيف رسميا في شهر يونيو بالأفلام القوية والكبيرة والتي يتوقع لها أن تحقق نجاحا تجاريا كبيرا، وإيرادات تغطي تكلفة الفيلم وتزيد، ثم يأتي موسم عيد الفطر لعرض نوعية أخرى من الأفلام الجديدة التي تحقق إيرادات متوسطة، وبعده موسم عيد الأضحى الذي تعرض فيه أفلام قوية اعتمادا على طول الموسم الذي يمتد إلى شهر يناير وأكثر مع عرض أفلام متوسطة بموسم نصف العام الدراسي.

ذلك كان شرحا مبسطا لجدول توزيع الأفلام في دور العرض المصرية خلال العام، ولكن؛ عام 2009 سيكون مختلفا جدا عما اعتاد عليه المنتجون والموزعون خلال الأعوام العشرة الماضية، والذي يبدو أنهم لم يضعوه في حساباتهم أثناء تعاقدهم على أفلام هذا العام مع النجوم والأبطال الكبار والمتوقع تحقيق إيرادات كبيرة لأفلامهم، وخاصة مع حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت في المنتجين والموزعين المصريين بشدة خلال الفترة الماضية، كما أنهم لم يوضحوا جدولهم حتى الآن خاصة مع التقسيم الجديد للعام 2009 والذي سيستمر لمدة قد تزيد عن عشر سنوات بسبب تقدم شهر رمضان ليدخل في موسم الصيف، ومعه تتحرك الأعياد لتستمر في التوغل في موسم الصيف، وأيضا مع ثبات عامل آخر وهو الامتحانات والدراسة بالنسبة للمدارس والجامعات، والذين يمثلون الشريحة الأكبر لجمهور السينما.

موسم الصيف

يعتبر أهم موسم سينمائي في مصر، وبالطبع حشد المنتجون نجومهم في الأفلام التي ستتنافس هذا العام، ويبدأ الموسم في الغالب بعد انتهاء موسم الامتحانات للطلبة، حيث تبدأ السياحة الخليجية وفترة الإجازات للمصريين المغتربين، ولذلك تحقق الأفلام إيرادات هي الأكبر على مدار مواسم العام كله.

عادل إمام

من أهم الأوراق الرابحة للمنتجين والموزعين، لتحقيق أفلامه إيرادات عالية، فحقق الفيلم الأخير له (حسن ومرقص) إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه حسب بعض المصادر، ويدخل هذا العام بفيلم (بوبوس) الذي كتبه يوسف معاطي ويخرجه وائل إحسان في أول لقاء يجمعه بالزعيم، ويشارك الزعيم في البطولة النجمة يسرا ومعهم مي كساب وأشرف عبد الباقي وحسن حسني وسامح حسين وغيرهم، وتدور أحداث الفيلم حول رجل أعمال متعثر ماديا ويحاول تسديد القروض التي عليه للبنوك، والفيلم مؤكد مشاركته في موسم الصيف نظرا للنجومية الكبيرة التي يتمتع بها الزعيم، وهو إنتاج شركة جودنيوز، ومن توزيع الأخوة المتحدين.

أحمد حلمي

فرس الرهان الشاب للمنتجين، وصاحب أعلى الإيرادات خلال الثلاث سنوات السابقة، بداية من فيلم (ظرف طارق)، وهو هذا العام يخوض تجربة كوميدية جديدة لشاب يواجه صعوبات في إيجاد عمل من خلال سيناريو فيلم (عقبال عندكم) الذي كتبه محمد دياب ويخرجه أحمد جلال، وتحمل البطولة فيه الوجه الجديد رحمة، والفيلم هو الآخر من توزيع الأخوة المتحدين، ومؤكد عرضه خلال موسم الصيف.

أحمد السقا

(إبراهيم الأبيض) صاحب الإنتاج المرتفع، هو الفيلم الذي سيخوض به السقا معركة الصيف هذا العام، ومعه النجم الكبير محمود عبد العزيز، والنجمة التونسية هند صبري، وقام بكتابة الفيلم عباس أبو الحسن ويخرجه المتميز صاحب تجربة (عمارة يعقوبيان) مروان حامد، والفيلم يدور في عالم المناطق الشعبية من خلال الشاب الذي ينضم لعصابة تهرب المخدرات والتي يتزعمها محمود عبد العزيز، وهدفه هو الانتقام لمقتل والده على يد هذه العصابة، ولكن ينقذه محمود عبد العزيز من القتل، فيتضارب شعوره نحوه، والفيلم مؤكد عرضه خلال موسم الصيف لأن السقا له فيلم آخر لم يكتمل وهو (الديلر) ومن المقرر أن يعرض خلال عيد الأضحى، وهو من إنتاج شركة جودنيوز، وتوزيع الأخوة المتحدين أيضا.

كريم عبد العزيز

بعد غياب عامين منذ عرض آخر أفلامه (خارج عن القانون) عام 2007 يعود هذا العام بفيلمه الجديد (أولاد العم) ومعه النجمة منى زكي، وشريف منير، والفيلم تأليف عمرو سمير عاطف، والإخراج لشريف عرفة، ويدور في عالم الجاسوسية حول عميل للمخابرات المصرية يحاول الإيقاع بعميل مخابرات إسرائيلية، والفيلم هو الآخر من المؤكد عرضه خلال موسم الصيف وهو الشرط الذي تعاقد به كريم مع المنتج هشام عبد الخالق بعد تركه للشركة العربية، كما أن التصوير يتبقى له أسبوعان فقط لتبدأ مرحلة المونتاج، وهو أيضا من توزيع الأخوة المتحدين.

أحمد عز

من النجوم الشباب الذين يعرضون أفلامهم بشكل دائم في موسم الصيف، يعود هذا العام بفيلم (بدل فاقد) الذي يخرجه أحمد علاء، والتأليف لمحمد دياب، وهو من بطولة منة شلبي ومحمد لطفي، وفيه يجسد عز شخصيتين توأم، أحدهما ضابط والآخر تاجر مخدرات، تفرقا في الصغر عندما تبنتهما عائلتان مختلفتان من أحد الملاجئ، ويطارد الضابط تاجر المخدرات حتى يتعرض لحادث ويتوفى، والفيلم قارب على الانتهاء، ومن المؤكد عرضه خلال موسم الصيف بعد أن قاموا بوضع أفيشاته داخل دور العرض بالفعل، وهو من توزيع الأخوة المتحدين.

تامر حسني

المطرب صاحب الجماهيرية الكبيرة والإيرادات المفاجئة، يعود من خلال الجزء الثاني لفيلمه الذي حقق إيرادات كبيرة (عمر وسلمى) مع مي عز الدين، وهو فكرة تامر حسني، وتأليف أحمد عبد الفتاح، والإخراج لسامح عبد العزيز، وتدور الأحداث حول عمر وسلمى اللذين تزوجا وأنجبا ثلاث بنات، والمشكلات والتي تحدث بينهما بعد تغير سلمى الفتاة الرومانسية التي عرفها، لتصبح ربة منزل تقليدية، والفيلم من إنتاج السبكي، وهو أقوى أوراق الشركة العربية الموزعة للفيلم.

أحمد مكي

صاحب المفاجأة العام الماضي بفوزه بإيرادات كبيرة بفيلمه (إتش دبور) رغم عرضه في نهاية الموسم وتخطت الخمسة عشرة مليون، يعود هذا العام بفيلم (طير انت) الذي يخرجه أحمد الجندي ويكتبه عمر طاهر، ويشارك في البطولة دنيا سمير غانم وماجد الكدواني ولطفي لبيب، وهو فيلم كوميدي يدور حول ظهور عفريت لشاب عاطل يلبي له طلباته، ولكن يحققها بطريقة خاطئة، فعندما يطلب منه أن يكون غنيا يجعله تاجر مخدرات وهكذا، والفيلم من إنتاج وتوزيع الشركة العربية، وصرحوا بأنه سيعرض في موسم الصيف أيضا.

الفرح

هو أول الأفلام المقرر عرضها في الصيف القادم، وهو تكرار لتجربة فيلم (كباريه) بنفس المؤلف والمخرج أحمد عبد الله وسامح عبد العزيز، ونفس الأبطال خالد الصاوي وماجد الكدواني ودنيا سمير غانم وجومانة مراد، ومعهم ياسر جلال وكريمة مختار، وتدور الأحداث أيضا في خلال يوم واحد حول فرح يقيمه أحد أبناء المنطقة الشعبية، وتتوفى والدته في نفس اليوم، ولكن أخيه يصر على إكمال الفرح من أجل الحصول على النقوط، الفيلم أيضا من إنتاج السبكي، ومن توزيع الشركة العربية.

دكان شحاتة

المخرج صاحب الجماهيرية العالية، والأفلام العالية الصوت خالد يوسف، يقدم هذا العام فيلمه الجديد (دكان شحاتة) الذي تحمل بطولته المطربة اللبنانية المثيرة للجدل هيفاء وهبي، ومعها غادة عبد الرازق وعمرو سعد وعمرو عبد الجليل، والتأليف لناصر عبد الرحمن، وهو كالعادة يدور في منطقة شعبية حول شاب قادم من الريف يفتتح كشكا في منطقة شعبية وتواجهه العديد من الأحداث، والفيلم انتهى المخرج من تصويره وسيعرض في بداية الموسم، وهو من إنتاج شركة الباتروس، والتوزيع للشركة العربية.

صراع التوزيع على 8 أسابيع

شركتي التوزيع الكبيرتين قررا ألا يوزع أحدهما للآخر منذ عدة سنوات، ويقال الآن أن هناك محادثات فيما بينهما للتراجع عن هذا القرار، ولكن حتى الآن فالأمر غير متوقع، وهو ما يمثل كارثة للأخوة المتحدين الذين لديهم خمسة أفلام من العيار الثقيل، ويمتلكونه من دور العرض 110 شاشة والمشكلة في هذا العدد أن معظم الأفلام السالف ذكرها تحجز لنفسها ما يزيد عن 70 شاشة عرض حتى تضمن تحقيق إيرادات كبيرة خلال أول أسبوع تفاديا للمطبات الصعبة، والموسم كله سيستمر لمدة شهرين أي ثمانية أسابيع، لأنه سيبدأ في منتصف يونيو تقريبا وينتهي مع بداية شهر رمضان في منتصف أغسطس، كما أن هذه الأفلام من الصعب تأجيل أي منها بسبب حرص أبطالها على عرض أفلامهم في موسم الصيف، أما الشركة العربية التي لديها أربعة أفلام قوية هي الأخرى فهي الأكثر ارتياحا بسبب امتلاكهم لدور عرض أكثر، كما أنهم قرروا أن يبدأوا الموسم مبكرا مع نهاية شهر مايو.

المثير في هذا الموضوع أيضا أن موسم عيد الفطر القادم بمشيئة الله لن يكون موسما جيدا هو الآخر لعرض الأفلام، وخاصة أن الأسبوع التالي مباشرة للعيد ستبدأ الدراسة من جديد، وهو الأمر الذي يلهي الجميع عن السينما في ظل استعداد الأسر المبكر للمصاريف الدراسية، أما عيد الأضحى وهو الموسم الأقوى بعد موسم الصيف فيليه بأسبوع مباشرة موسم امتحانات نصف العام الدراسي، وهو ما يجعل المغامرة شديدة الخطورة في هذا الموسم، أضف إلى ذلك أن توقعات السياحة العربية هذا العام والتي تعتبر منشطا قويا لسوق السينما المصرية أقل من العام الماضي بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت على الجميع، إذن ما الذي سيفعله المنتجون في أنفسهم؟ وكيف سيواجهون هذا المأزق المهدد لصناعة السينما المصرية في مقتل؟.

muhammadabdelaziz999@hotmail.com

إيلاف في

26/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)