تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

عرضه نادي السينما في اتحاد الادباء ..

المليونير المتشرد يقفز بمدن الصفيح الى عالـم الشهرة

حسين رشيد

ضمن منهاجه اقام نادي السينما في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق جلسة عرض فيها فلم المليونير المتشرد . ادار الجلسة الشاعر والناقد علي  حسن الفواز ، الذي اوضح في مستهلها دور السينما في صناعة الثقافة التي تسهم بدورها في بناء المجتمع ، موضحا ان غياب دور العرض السينمائي في العراق خسارة كبيرة ولابد من معالجة هذه الحالة . وكان للاستاذ فاضل ثامر كلمة اوجز فيها بعضا من مسيرة الفلم نحو اعتلائه  النجومية وحصاده الجوائز التي توزعت .  كذلك الناقد السينمائي حسين السلمان الذي تحدث عن سهولة اختراق الفلم للمشاهد حتى وان لم يكن مترجما فالصورة كانت ناطقة بكل انواع اللغات .

تدور أحداث الفلم الذي يحكي قصة الصعود من العدم إلى الثراء في أحد أحياء مومباي   عن فتى اسمه جمال مالك مسلم فقير، عاشق لـ لاتيكا الجميلة،  يعيش في مدن الصفيح  قتلت والدته في تصفية طائفية ، صلب الوضوع للفيلم هو برنامج المسابقات، ولكن  المخفى  قصة  الحب التي تدور رحاها بين مراهقين . فحياة جمال مالك وهو الطفل الفقير الذي يعيش في الأحياء العشوائية في مومباي، بعد أن فقد والدته، أصبح جمال الطفل اليتيم المبهور بالممثل ( اميتاب )  وشقيقه سالم يبحثان عن كل ما يلزم للاستمرار في الحياة، آذ  كانت رحلات جمال مليئة بالمقابلات المحفورة في الذاكرة، منها ما هو سيئ وما هو جيد، ولكن في هذه الأثناء تقابل مع طفلة يتيمة أيضًا تسمى لاتيكا  في أجواء ليلة ممطرة وهم يفترشون العراء،  ليرتبط معها بقصة حب كان مصيره الفشل وبعد انفصال جمال عن لاتيكا، صمم على العودة إليها مرة أخرى بطريقة رومانسية... حتى لو كان ذلك يعني مشاركته في النسخة الهندية من برنامج من سيربح المليون. وفعلا تحقق له ذلك حيث شارك بالمسابقة التي وصل فيها الى السؤال الأخير ، حيث اتهم جمال بالغش اذ كيف لشاب مشرد ان يصل لهذه المرحلة في مسابقة معلوماتية . وهنا يجب عليه أن يثبت لرجال الشرطة ومنتجي العرض بالدليل القاطع عن كيفية معرفته الإجابات وذلك بأن يروي لهم ثانيةً طفولته الشاقة في سلسلة من استرجاع الأحداث والذاكرة. وقد قدم المخرج داني بويل في فيلميه  لمحة عن المعاناة القاسية للأطفال المشردين في مومباي بالازدواج مع التفاؤل والحب. كما ان لتقنية السرد المذهلة وطريقة الحوار غير التقليدية التي  اعتمدت على ( الفلاش باك ) والصورة المتداخلة بسهولة . ان أكثر ما يدهش في الفلم هو استخدام لغة السرد التقنية لتعكس صورة حبيبين يعيشان في عالم المهمشين ، إضافة لمهارة المخرج وابتكاره جماليات اللقطة السينمائية ، لتتولد في الأخر لغة سردية وصورة حميمية بالنتيجة يكون هناك مشهد تقني متقن يسير صوب فلم ناجح كذلك المعالجة القصصية  للأحداث المفعمة بالحيوية بشكلٍ رائع مع الإشادة بالقدرة على استعادة الثقة بالنفس بعد الفشل وإدراك قوة المعرفة وحيوية التجربة الإنسانية . ليصحبنا السيناريو في تداخلات وتفرعات معتمداً على تشابك أكثر من فلاش باك ليحكي لنا القصة، التي ترغمنا على متابعة تفاصيلها الصغيرة، دون ملل او كلل وكيفية وصوله إلى كرسي البرنامج الأشهر في الهند، ليصل على بعد خطوة من السؤال الذي سيجعله مليونيراً،مع وجود العوامل الرئيسة الثلاثة في صناعة الفلم المأخوذ عن رواية ( سؤال وجواب ) الذائعة الصيت للروائي والدبلوماسي الهندي  فيكاس سوارب والتي كانت الأكثر مبيعا في العديد من الدول وترجمت إلى 36 لغة، وحازت على العديد من الجوائز الأدبية كما نالت الثناء النقدي، وسبق ان حولت الى مسلسل إذاعي حائز على الجوائز،  مع وجود كاتب سيناريو بارع مثل الفرنسي ( سيمون بيوفوي )  الذي سبق وان رشح لجائزة الأوسكار في العام 1997 ، مع وجود  مخرج من طراز ( داني بويل ) هذه العوامل الثلاثة ارتقت بأداء الممثلين الذين تألقوا في ظل عمل توافرت له كل عناصر النجاح، فكان داني بويل عند حسن الظن ونجح في تحويل النص الجيد إلى فيلم جيد ، لم يعتمد على ميزانية ضخمة كحال الأفلام الأمريكية ومنها على سبيل المثال فلم ( تايتانك ) اذ ان ميزانية فلم المليونير لم تتجاوز (15 ) مليون دولار  وهو رقم ضئيل أمام ميزانيات أفلام أخرى فازت بجوائز الاوسكار ،  كذلك لم يكن هناك اعتماد على نجومية بطل الفلم  إذ أن أبطال الفلم جلهم أطفال غير معروفين حتى مقدم برنامج ( من سيربح المليون ) كان ممثلا هنديا مغمورا ، قياسا لنجوم الهند الآخرين . لكن تدخل الحياة وصعوباتها في المجتمع الهندي المتمثل بمدن الصفيح وقراءتها عن كثب من قبل كاتب السيناريو الذي قدم صورة لغوية عكستها براعة المخرج الى صورة حية متحركة بكل ما تحملها من معاناة وقهر وظلم وفقر وحب وحرب طائفية وتشرد وتسلط ومكابرة أخرجت لنا بالتالي المليونير المتشرد . الفيلم الذي  يروي قصة حب ولكنها غير ظاهرة.. لكن لعدم توفر النسخة المترجمة وطوال عرض الفلم الذي تزامن مع وقت الظهير اضطر البعض الى مغادرة القاعة ، لكن في كل الأحوال هي بادرة جيدة أن يكون هناك عرض لفلم حاز على ثماني جوائز عالمية آملين أن تستمر مثل هكذا فعاليات لكن بشكل أوسع واشمل حيث يكون هناك مهتمون ومتخصصون بالشأن السينمائي حتى تشاع الثقافة السينمائية في مجتمعنا . يذكر أن الفلم قد حاز على جائزة أفضل مخرج ،وأفضل سيناريو ، وأفضل موسيقى تصويرية ، وأفضل أغنية ، وأفضل تصوير ، وأفضل مؤثرات صوتية ، وأفضل مونتاج .

وقفة : كثيرة هي مدن الصفيح في العالم وخاصة عالمنا العربي، وعلى وجه الخصوص بلدنا العراق فصورة الحي الذي خرج منه جمال وأصبح المليونير المتشرد هو الحي نفسه على وجه الخصوص في شرق بغداد الذي يخرج منه يوميا مئات الأطفال العراقيين متنقلين بين أكوام الزبالة متشاجرين حول أحقية كل واحد منها بما تحملها سيارة الأمانة من نفايات الأحياء الأخرى .

وقفة أخرى :  بعد أن حصل  الفيلم ذو الميزانية الضعيفة على أرفع جوائز السينما في العالم قررت السلطات الهندية منح بطلي الفيلم، وهما صغار، منزلين جديدين. وتقيم روبينا البالغة من العمر ثمانية أعوام في كوخ بحي قرب خطوط السكك الحديدية في مومباي، أما إسماعيل فينام تحت سطح مغطى بالبوليثين في الحي نفسه الملوث بمياه الصرف الصحي والقمامة ولا توجد مياه جارية في المنزلين .

المدى العراقية في

24/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)