تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مشروع درامي يدفع الحظر عن الأنبياء والصحابة:

طهران تدخل بالسينما حزام الزلازل!

كمال القاضي/ القاهرة ـ 'القدس العربي'

قريبا ستدخل السينما منعطفا جديدا تترتب عليه إشكاليات وإحداثيات مثيرة للجدل في ظل إسهامات ثقافية مختلفة تأتي بها الأفلام الإيرانية لتعيد طرح مفهوم آخر لعملية الحلال والحرام في تجسيد الشخصيات المحظورة الممنوعة من الظهور على الشاشة مثل الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة، ولا شك أن ما تقدم عليه السينما الإيرانية هو كسر للتابوهات التي لم يقترب الكتاب والمخرجين منها طوال أكثر من مائة عام خوفا من ثورة إسلامية قد تنفجر نتيجة الاحتجاجات الشعبية على تجسيد الشخصيات المقدسة التي لا يصح أن يوجد لها نظير درامي أو يقوم أحد بتقمصها، أما وقد سمحت أكبر دولة إسلامية لمؤسساتها السينمائية بتصوير جميع الأنبياء والرسل باستثناء شخصية سيدنا محمد فقط فإن العلاقة الإبداعية بين السينما والشخصيات المحظورة ستتوطد وتأخذ بعدا آخر، واستنادا الى هذه التجارب يمكن أن تنشأ بعض التجارب المماثلة في الدول العربية وتنتقل العدوى ليتخلص المبدعون من العقد السلفية ويجدون حرية أكبر في اختيار ما يريدون تجسيد شخصيته وكتابة سيرته دون استخدام لغة الإيحاء والرمز في التعبير عما يريدون التعبير عنه.

ولعل المرحلة المقبلة ستشهد معارك ضارية بين التيار السلفي المحافظ، الرافض للفكر الشيعي في الإبداع السينمائي وذلك التيار المتحرر من كل الثوابت القديمة من أجل تحقيق صورة أقرب للواقعية في طرحه لسير الأنبياء والصحابة على خلفية الوضوح الكامل والابتعاد عن التهويم باعتبار أن الشخصيات المجسدة مهما بلغت قداستها هي في النهاية من فصيلة البشر ينطبق عليها ما ينطبق على غيرها من الناس، فهي تحب وتكره وتأكل وتشرب وتغضب وتنام وتمارس الجنس وتمشي في الاسواق، وفي الحقيقة أنه من الصعب التكهن بالنتائج التي ستنتهي إليها المعركة القادمة، لذا فنحن نعرض للنماذج الدرامية المزمع ظهورها قريبا على الشاشة في إطار الخطة الفنية المرسومة من قبل كبرى شركات الانتاج الإيرانية ونكتفي فقط بالترقب والانتظار فما يمكن أن يحدث هو بالطبع فوق التصور، خاصة أن هناك ميزانيات ضخمة مرصودة لهذا الغرض سيكون باكورتها فيلم عن الإمام الحسين بن علي يتردد أن البطــولة تسند فيه للنجم العالمي عمر الشريف مع نجوم كبار آخرين من مختلف دول العالم، كذلك يتم الترتيب لانتاج سلسلة افــلام ومسلسلات عن نبي الله يوسف كأحد الشخصيات الأكثر ثراء من الناحية الدرامية والمحببة الى الجمهور لما تتضمنه قصتـــه من مواقــــف مثيرة، إنسانـــيا وفنيا، فضــــلا عن أنه النبي الذي تعـــرض للفتنـــة وقاوم الغواية من امرأة العزيــز ونجــــح في الاختبار الصعب، غير أن علاقته بإخـــوته اتسمت بالغرابة وشابها بعض الالتباس والغموض، كما أن قصة سيدنا يوسف هــي ما حظت بالشهرة بين قصص الأنبياء جميعـــا لطرحها في العديد من الأعمال، أفــلام ومسلســلات بشكل ضمني فلم يظهر يوسف مجسدا قـــط، وربما هذا ما أثــــار الشغف والفصول وجعل حياته في أولويات المشروع الدرامي الإيراني القادم.

وكما لهذا الفيلم المزعوم عن سيدنا يوسف خصوصيته يوجد كذلك فيلم عن سيدنا يونس عليه السلام يتمتع بنفس القدر من الاهتمام فهو النبي الملغز الذي عاش في بطن الحوت أياما صعبة ظل يسبح فيها باسم الله حتى كتبت له النجاة وخرج من الظلمات مدينا لربه بالفضل العظيم ويتوقع الخبراء بأن تكون ميزانية فيلم سيدنا يونس هي الأعلى لأن جزءا من القصة سيتم تصويره في أعالي البحار بتجهيزات خاصة تستلزم تصميم نموذج لحوت ضخم يتم التحكم فيه ألكترونيا على طريقة فيلم الفك المفترس، بالإضافة لمستلزمات التصوير الذي يحتاج لكاميرات ذات تقنيات فائقة الكفاءة وسفن عملاقة وفريق من الغواصين المحترفين، ومثل هذا الفيلم يتم الاستعداد ايضا لفيلم آخر من نفس النوعية يحكي قصة حياة سيدنا نوح الذي نجاه الله من الطوفان والغرق وسخر له سفينة تعبر به الى شاطئ الأمان، وكذلك الخليل إبراهيم يحتل مساحة وفيرة من التركيز الإبداعي فقد نجاه الله ايضا من النار فلم يمس بسوء، كما يأتي سيدنا موسى وقصته مع الفرعون ضمن أولويات السينما الإيرانية التي تخوض لأول مرة في مساحات إبداعية غير مسبوقة، لا سيما أن في قصة موسى عليه السلام آيات وعبر ودروس مستفادة وقف أمامها المؤرخون طويلا، فالطفل الذي ألقت به أمه في اليم وهو لا يزال في المهد صار شابا فتيا يهدد فرعون وعرشه، فالقصة جديرة بالتناول والتحقيق وإن كانت قد وردت مفصلة في مسلسل محمد رسول الله الذي عرض بالتليفزيون المصري لأول مرة منذ عشرين عاما تقريبا ومازال يعرض بالقنوات الفضائية، ولكن مع الفارق في أن سيدنا موسى لم يظهر في أي من المشاهد لا هو ولا غيره من الأنبياء كما هو مقرر في الأعمال الدرامية الإيرانية المرتقبة، وحسب ما ذكرت بعض المصادر السينمائية والمواقع الإيرانية فإن فيلم 'المسيح' سيكون هو مسك الختام في بانوراما الأنبياء والصحابة التي تحتفي بها سينما طهران وترفع عنها الحظر بغية التعرف على معجزات هؤلاء الأنبياء بالصوت والصورة ليتسنى لمن يؤمن بهم أن يؤمن بأنهم رسل من عند الله وما يحيط بهم ليس من قبيل الدجل أو الشعوذة، وتعتبر الدوائر الثقافية والسينمائية الإيرانية أن هذا المشروع هو الأكبر والأضخم فنيا ووثائقيا، لا يدانيه مشروع آخر في العالم ولا يضاهيه من الناحية الانتاجية أو التقنية فهو المتوفر له كل سبل النجاح والتفرد، وربما يكون كذلك بالفعل لكونه يمثل مدا وتمديدا للتيار الشيعي الذي يسعى لاحتكار الإبداع السينمائي والدرامي ويهدف الى كسر كل التابوهات كي لا تظل هناك حقيقة غائبة أو فن محظور!

القدس العربي في

20/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)