تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

«خلطة فوزية» جرأة في عالم العشوائيات

القاهرة - أيمن يوسف

في خطوة جريئة أنتجت الفنانة إلهام شاهين فيلم «خلطة فوزية». الجرأة هنا ليست في الإنتاج في حد ذاته وحسب، إنما في فنية وجدية هذا الفيلم اللتين جعلتاه من نوعية الأفلام التي يطلق عليها أفلام «المهرجانات». ومع هذا، من المتوقع أن يحصد الفيلم أرباحاً كبيرة داخل مصر التي تسودها الأفلام الكوميدية الخفيفة، إذ سيعامل من الجمهور بصفته «فيلماً كوميدياً» وربما «خفيفاً» أيضاً!

«خلطة فوزية» سنظلمه إذا سردنا قصته هنا كأي فيلم آخر، فقصته عادية وبسيطة لكن الغنى الحقيقي فيه هو في التفاصيل الحميمية الصغيرة التي لم تعد الأفلام المصرية تهتم بها كثيراً. يقدم الفيلم «تيمات» الضحكات والدموع، الحياة والموت، الفشل والنجاح والصحة والعجز، وهي كلها قدمها المخرج مجدي أحمد علي باقتدار كبير.

فوزية «إلهام شاهين» امرأة شابة وفقيرة من قاع المجتمع لكنها واثقة من نفسها، فهي التي تتقدم في كل مرة لخطبة أزواجها، اذ تزوجت أربعة وأنجبت منهم جميعاً. وهي التي تطلب منهم الطلاق أيضاً، فخامس أزواجها هو «حودة» (فتحي عبدالوهاب) صاحب سيارة نصف نقل وقد ظل حتى النهاية معها ومع أولادها، وهو الذي حقق لها حلمها الأكبر، بمساعدة أزواجها السابقين، حلم أن يكون لها حمام خاص داخل شقتها بعد أن عاشت طويلاً تستخدم حَمَّاماً مشتركاً مع أبناء الحي الفقير.

في الفيلم تمر علينا نماذج من البشر لهم علاقة بفوزية مثل الراقصة المعتزلة (نجوى فؤاد) التي تقدمت في السن واشترت لها مقبرة بالنقود المتبقية معها. وفعلاً تموت الراقصة على سريرها بمفردها، ما يسبب حزناً لأهل الحي. والجارة غادة عبدالرازق العانس التي تتوق إلى الزواج فاعلة أي شيء لتظفر بعريس، حتى انها تقترح على فوزية أن تقاسمها زوجها حودة، أي تتزوج به أيضاً. وهناك ابن فوزية العاجز الذي يتوفى في حادث سيارة وهو على كرسيه المتحرك فتتهم أباه السكّير بأنه أهمله. وهناك نماذج بشرية ملفقة أخرى زخر بها الفيلم هي التي جعلت منه الى جانب موضوعه والرسم الحاذق لشخصية فوزية فيلماً حقيقياً وجاداً وجيداً، ويحسب هذا لكاتبة السيناريو هناء عطية، والمخرج مجدي أحمد علي الذي كانت حركة كاميراته هادئة ومريحة للبصر. كذلك كان ديكور سامح الخولي مناسباً تماماً للواقع الفقير المعدم الذي يصوره الفيلم. يقال هذا ايضاً لداليا محمود مصممة الملابس، اذ كان لها دور كبير في إقناع المشاهد بصدق ما يراه. أما موسيقى راجح داود فجاءت ترنيمة حزن لما يحدث لشخصيات الفيلم، وتفوقت نانسي عبدالفتاح في التصوير الليلي ولم يخرج مونتاج أحمد داود عن هذه المجموعة الهارمونية في تقديم عمل جميل يترك آثاراً إيجابية بعد مشاهدته.

أما إلهام شاهين فاستحقت جائزة التمثيل في عدد كبير من المهرجانات حتى ولو لم تنلها كما كنا نتوقع إلا مرات قليلة. ذلك أنها تخلصت هنا من عصبيتها وزعيقها في الأداء كما كانت الحال في أعمال أخرى كثيرة. كل هذا منطقي، ولكن المرء يظل حائراً عند نهاية الفيلم من دون أن يعرف ما ضرورة ظهور روح سيد (عزت أبو عوف) لفوزية بصورة متكررة وهو كان أحد أزواجها الأربعة ولم يكن هناك شيء خاص يميز علاقتها به عن الآخرين كما لم يكن زوجها الوحيد؟

الحياة اللندنية في

06/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)