تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

إيزابيل أدجاني تعود الى السينما بعد غياب:

المعلمة التي تحتجز طلابها رهائن!

تقديم وترجمة: كوليت مرشليان

كلّما غابت الممثلة الفرنسية النجمة إيزابيل أدجاني عن الساحة الفنية لفترة زمنية تعود بعمل مميز يعيدها الى الأضواء، وهي بعد نجاحات كبيرة منذ بداياتها وتحديداً مع أفلام مثل: "قصة آديل هوغو" عام 1975 و"الصيف القاتل" عام 1983 و"كاميل كلوديل" عام 1988، بدأت تتوارى عن الأنظار وتتوقف سنوات عن العمل لتعود وترأس مهرجانات فنية أو في أعمال مسرحية كان أبرزها "ماري ستيوارت" عام 2006 لوالفغانغ هايلد شايمر.

في السادس من شباط الجاري، قدّمت أدجاني من ضمن "مهرجان برلين" فيلماً شكل صدمة للجمهور إنما هي الصدمة الإيجابية بفعل أداء أدجاني في دورها الجديد. هذا الفيلم وعنوانه "يوم التنورة" صوّرته أدجاني لجهة تلفزيون الـ"آر.تي" الفرنسي الثقافي وسيبث على "آر.تي" في 20 من آذار المقبل ثم يبدأ في الصالات في الخامس والعشرين من آذار. في هذا الفيلم تجسّد دور معلمة مدرسة تتوصل بعد مضايقات الى أن تأخذ صفها كاملاً رهينة لها مقابل مطلب معين: الفيلم كتبه ويخرجه جان ـ بول ليليانفيلد الذي قدّم فيه دوراً مغايراً ومميزاً للممثلة أدجاني التي تحدثت عنه الى الصحافة الفرنسية ننقل من حديثها بعض فصوله الى العربية:

·     في فيلم "يوم التنورة" تجسدين دور المدرّسة صونيا برجوراك التي تقرر احتجاز طلابها بعد اكتشافها أن أحدهم يحمل سلاحاً في حقيبته. ما الذي أقنعكِ وأغراكِ في هذا الدور؟

ـ قبلت هذا الدور من دون أن أغوص بقوة في التفكير بتفاصيل مقدار ما يمكن أن يقدّم لي كممثلة أو أن يؤثر في المشاهد. بكل بساطة، رأيت فيه دوراً قوياً وموضوعاً مؤثراً في معالجته وبالتالي ضرورة خوضه. الفيلم عبارة عن ورقة طارئة اجتماعياً ويعالج مشكلة إمرأة تجد نفسها مهددة بكيانها وفي مهنتها أيضاً. الموضوع يشبه الى حد كبير مشكلات اجتماعية عديدة في عصرنا ومنها موضوع الأساتذة والمعلمين الذين يتعرضون لاعتداءات أو تهديدات وضغوط من قبل تلامذتهم وخلال الدرس.

معاناة

·         عانى جان ـ بول ليليانفيلد كثيراً وتخطى صعوبات كثيرة قبل أن يتعاقد مع "آر.تي"...

ـ في البداية، لم يوفق بشركة لإنتاج الفيلم للسينما، غير أن جان ـ بول بكل طيبته وعناد المخرج الذي يعرف وحده قيمة عمله قرر المضي في المغامرة. وأنا أيضاً! عملت على تقديم النص الى عدد من المعنيين من دون أن يقرر أحدهم التزام العمل وبقيت الأبواب موصدة. وفي هذه الحالات، لا أحد يحدد سبب رفضه، لكن ما أنا أكيدة منه أنه ما من أحد يرضى بإنتاج فيلم فيه تفصيل أن يشتم رجل أسود آخر عربياً مثلاً، وتساءلت عن السبب، ولماذا أنا أجد الموضوع مهماً في حين غيري يرفضه بشكل قاطع؟

·         بالتحديد، ما الذي جذبكَ وأثر فيكِ بقوة في هذه القصة؟

ـ أنا شديدة الحساسية تجاه كل ما هو مرفوض، وتجاه كل ما ينتج من أخطاء القرارات الخاطئة(...).

·         ولكن، من مهزلة القدر أن الفيلم يستفيد اليوم من حملة إيجابية ترفعه الى أعلة مستوى.

السياسة

ـ هذا الأمر لم يكن متوقعاً ويرضي فريق العمل في الوقت نفسه. وهذا يعني أن موضوع الفيلم تخطى الحد الذي كان مقرراً له. في فيلم "يوم التنورة" تطرح أسئلة حول سياسة المدن والتربية. وأيضاً لماذا لا تنتج هذه السياسة في الضواحي؟ (...).

·         كيف تصفين هذا الموضوع وهذا الظرف الذي يصوره الفيلم، خصوصاً أنكِ أنتِ أيضاً إبنة مهاجرين؟

ـ الأبطال والشخصيات في الفيلم هم من الجيل الثاني أو من الجيل الثالث للمهاجرين. إنهم أحفاد أولئك الذين حاولوا أن يندمجوا في المجتمع من دون أن يعلو صوتهم ولم يحاولوا الانتماء الى أمكنة لتكملة دراساتهم في سنوات 1960 ـ 1970 لأن الأمر كان صعباً للغاية. كانوا هنا فقط ليصبحوا فرنسيين، بخوف ومن دون عتب. اليوم، هؤلاء الأولاد هم ورثة ذاك الماضي، وبالنسبة لهم، لم تعد المشكلة في التخلّي عن الجذور ولم يعد يُبحث هذا الموضوع، هم الآن محاصرون داخل دائرة العائلة. لذا همّ يتمردون ويثورون، خصوصاً ضد هؤلاء الذين وصلوا قبلهم وعملوا جاهدين في سبيل "الجمهورية". هم يثورون ضد هذا الانتظام السوي وعلى نمط واحد الذي قام على حساب مسح ماضي الأهالي ونسيان الأجداد.

·         وما هو موقف الشخصية التي تلعبينها؟

ـ الى أولادها في المدرسة، تحاول صونيا أن تقول: "ربما لن تجلب لكم المدرسة شيئاً، لكنها فرصتكم الوحيدة. لأنكم من دون المعرفة، أنتم لا تساوون شيئاً على الإطلاق". لكنها مع هذا، لا تجد أي تبرير لتصرفات تلامذتها العنيفة.

·         وما هو موقفكِ شخصياً؟

ـ مثل صونيا، التي قرأت على ما أظن فينكلكروت وأونفراي حول هذا الموضوع، ولا أظن أيضاً أن الأولاد يمكن أن يعيدوا بناء أنفسهم بأنفسهم. أظن ـ وقد يرى البعض أن نظرتي للأمور متحفظة أو قديمة ـ إنه على المعرفة أن تفرض على هؤلاء تصرفاً محترماً ونبيلاً تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين. أقول هذا انطلاقاً من نفسي وأنا تعلمت متكلة على ذاتي وكنت أعشق الأدب والحساب. بالنسبة لوالدي، كانت المدرسة تشكل هاجساً وهو كان يحلم أن يكون طبيباً. لكن وجد نفسه في الشارع وهو ابن أربعة عشر عاماً. وصار حلمه الأكبر أن يتلقى أولاده العلم.

الحلم

·         وهو الحلم الذي أخذت على عاتقكِ التزامه؟

ـ الدراسة والاهتمام بالآخرين والتوصل الى أعلى درجة في العلوم، هذا فقط ـ عدا أنني أحببت أن أكون ممثلة ـ مبتغاي. وأنا أمضيت سنوات أنظر الى الأراضي الشاسعة قبالة المبنى الفقير الذي سكناه في جونفيلليه وكنتُ أقول في نفسي وأردد: "غير ممكن أن أبقى هنا". لم أكن أخرج من مسكني إلاّ للوصول الى المدرسة. لكنني لم أعش بمنأى عن المشاكل المحيطة: كان أخي مهاجراً وانغمس في أجواء التسكّع في الضواحي، وخسر مدرسته والعلم وعاش حياة المدمن على الكحول المشرّد والمتسكّع.

التزام

·         وهل ترين في اشتراككِ في الفيلم ما يشبه الالتزام السياسي؟

ـ أكيد. وهذه طريقتي لأنقل فكرتي. فأنا لا يمكن أن أناضل على المدى الطويل. أنا أخدم في مواقف معينة وليس على طول الطريق: فأنا أتأثر وأعبر عن مواقفي في حالات ظرفية.

·         لديكِ أكثر من مشروع عمل في جعبتكِ من ضمن هذه المشاريع فيلم طويل مع يامينا بن غيغي...

ـ أخيراً وصلت الى نتيجة أنه يجب عليّ أن أتحرك. وحاولت أن أعمل بشكل جدي للحصول على حقوق الاقتباس من كتب مهمة للوصول الى أفلام أحلم بتحقيقها. وهذا ما حصل مثلاً مع برونو نيوتن في فيلم "كاميل كلوديل". مشكلتي أنني شديدة الخوف والقلق. وإذا ما تأكد لي بأنني سأكون في أعلى ما يمكن تحقيقه في دور معين وبأنني سأكون في أفضل يدين لتحقيق العمل بشكل مبدع فنياً، فأنا أفضل أن يتمّ عرضه على ممثلة أخرى. وعندها أعود الى طبيعتي البسيطة وأرضى بأن أخسر الدور.

·         هل أنتِ راضية عن كل ما أنجزتِ في مسيرتكِ الفنية؟

ـ كلا. قد أتوصل الى ذلك، وقد لا أتوصل أبداً. أنا أشبه الى حد ما هؤلاء الناس الذين لا يعرفون أن يقولوا شكراً حين يمتدحهم أحد. أنا لست المعجبة الأولى بنفسي وبفني.

المستقبل اللبنانية

12/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)