تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مواطنون نزعت املاكهم صرحوا: 'سنحفر قبورا ونموت فيها زي ما عملوا في مسلسل هيمه'

بلال فضل: أنا من أشد المعجبين بالدراما السورية... والفن لا يحاكم بمعايير اخلاقية

التقاه: هشام بن الشاوي

كاتب ساخر، قاص، وسيناريست أيضا، له خمسة عشر فيلما سينمائيا، يغلب عليها الطابع الكوميدي، نذكر منها على سبيل المثال: 'صايع بحر'، 'خالتي فرنسا'، 'في محطة مصر'، 'أبو علي'.

في هذا الحوار يتحدث المبدع الشاب بلال فضل عن تجربته الإبداعية، وعن مسلسله الأول'هيما... أيام الضحك والدموع'، و أسباب تراجع الدراما المصرية و أشياء أخرى، فلنصغ إليه :

·         في البدء، هل يمكن أن تمنح القارئ تأشيرة سفر من وإلى بلال فضل؟

سيجدني القارئ بسهولة في أعمالي، فأنا لا أكتب إلا عما أعرف، سيجدني حتى فيما قد يراه في هذه الأعمال من تناقضات، لأنها تناقضاتي أنا، وربما لذلك أغلب من يسافرون إليّ يفضلون التخلص من تذاكر العودة، لكن هناك أيضا من لا يفكر في السفر إليّ على الإطلاق، لأنه يعتبرني من المناطق الموبوءة. أما أنا فأعد المسافر برحلة حقيقية حتى لو لم تكن ممتعة.

·         تكتب القصة، المقال الساخر، والسيناريو أيضا.. أهو الخوف من أن تدركك حرفة الأدب؟ وأين تجد نفسك أكثر؟

أجد نفسي في كل سطر أكتبه، وأحمد الله أنني لم أعدم أبدا من معجبين بما أكتبه من قصص ومقالات وأفلام وكتابة درامية، لم أجد رغبة عارمة في أن أترك أحد هذه المجالات وشأنها، هناك رغبات فردية بالطبع في أن أترك كل تلك المجالات، لكن أنت تعرف نحن كعرب تعودنا أن نكون كحكامنا لا ننزل إلا بناء على رغبات الجماهير، لكنني حتى لو وجدت رغبة جماهيرية في أن أترك أي مجال من هذه المجالات سأقتدي بحكامنا وسأستمر في الكتابة، صدقني أنا لا أعمل بطريقة أن الفكرة تأتيني فأقول سأصيغها في قصة أو فيلم، بالعكس الفكرة هي التي تعرض نفسها علي بشكلها وأنا ألبي النداء.

·         انتقلت من تجربة الكتابة للسينما إلى كتابة الدراما التلفزيونية؟ هل يمكنك أن تحدثنا باقتضاب عن هذه التجربة؟

تجربة مسلسل 'هيمه' تجربة أعتز بها جدا. أنا أحب هذا العمل كثيرا. ولم أكن أتوقع أن يكون له كل هذا الأثر الطيب لدى المحطات الفضائية التي تسابقت على عرضه لدرجة أنه كان يعرض على 4 محطات فضائية في رمضان، ثم بعد رمضان يعرض في الـ 'أوربت' و الـ 'إم بي سي' وهناك قائمة طويلة من المحطات تريد شراءه بناء على طلبات مشاهديها. هل أبدو مغرورا وأنا أقول ذلك. ربما، لكنني فرحان بهذا العمل كثيرا. وأحمد الله الذي وفقني فيه، لم أكن أتوقع أن تكون بدايتي التلفزيونية بهذه القوة وهذا النجاح، أشكر الله لأن وفقني لأبدأ مع عمالقة مثل جمال عبد الحميد وعبلة كامل وحسن حسني ومحمد متولي وأسامة عباس وكل فريق العمل. يكفي أن أقول لك أنه بعد عرض العمل وجدت نفسي أعامل من منتجي الدراما التلفزيونية معاملة كتاب الصف الأول من حيث عروض الأجر وطلبات العمل، وقد كدت أضعف وأوافق على كتابة مسلسل لرمضان القادم، لكنني خفت من الفشل، أو بمعنى أصح حبسني حابس الفيل فلم أستطع أن أكتب مسلسلا لرمضان القادم برغم أنني تعاقدت على عمل كان سيكون مفاجأة بكل المقاييس، لكن لابأس أن نؤجل المفاجأة عاما بإذن الله.

·         هل صحيح أنك كنت تستشير أسامة أنور عكاشة أثناء كتابة حلقات 'هيما'؟

وهل أستاذي أسامة فاضي لي؟ كنت أتمنى أن يكون ذلك حقيقيا. بالتأكيد كان العمل سيكون أفضل. أنا كنت أتصل بعمنا أسامة بعد كل خمس حلقات لكي أدعو له بالصحة وطول العمر لأنني لم أكن أتصور أن كتابة الدراما شاقة إلى هذا الحد من الناحية الصحية والنفسية، أنا متعود على كتابة السينما التي هي ألطف بكثير. وكان يضحك مع كل مكالمة. بالمناسبة، من أكثر ما أسعدني من ردود أفعال رد فعله الذي كتبه في مقال في 'الوفد' قال عني فيه كلاما أضعه وساما على صدري.

·         كيف استقبل الجمهور عملك التلفزيوني الأول، بغض النظر عن استياء عدة جهات انتقدها المسلسل؟

أي عمل يشتبك مع الواقع لابد أن يثير الجدل. وبعض هذا الجدل يكون استياء من جهات تتصور أن انتقاد المسلسل لبعض الأوضاع هو انتقاد شخصي لها وهذا ليس صحيحا إطلاقا. البعض يقتنع بذلك مثل صندوق التنمية الاجتماعية الذي فضل أن يرد علينا من خلال إعلانات تلفزيونية مضادة، والبعض للأسف يفضل اللجوء إلى المحاكم لملاحقة المبدعين مثل نقابة المرشدين السياحيين التي زعمت أننا نشوه مهنة المرشد السياحي وهي تهمة ممجوجة بات يرفعها كل من شاء في وجه الدراما ونحن نثق في عدالة القضاء ودعمه لحرية الإبداع.

رد فعل الناس كان هستيريا. يمكن أن تسأل عنه نجم العمل أحمد رزق الذي كان وقت عرض المسلسل وبعد عشرة أيام من عرضه يسير بمظاهرات تحيطه في الشارع. الشباب كانوا يغنون له أغنية من العمل هي (يا ابن اللئيمة ياهيمه ده انت حدوتة). أجمل رد فعل جماهيري كان من أهالي جزيرة القرصاية التي تتشابه قصتها مع قصة أهالي جزيرة الوراق. ذهبت إلى الجزيرة مع فريق العمل مدعووين للتكريم وقضينا يوما جميلا وسط نسائها ورجالها وأطفالها وشيوخها، وبكينا من التأثر ونحن نراهم يرددون جمل الحوار والأغاني ويتحدثون عن المشاهد ويشيرون إلى بعضهم البعض ناسبين شخصيات المسلسل إليهم، معتبرين أنه عبر عنهم، ونحمد الله أنهم بعد شهر من زيارتنا لهم حصلوا على حكم من القضاء يثبت حقهم في الأرض فشعرنا بانتصار مضاعف.

في نفس الوقت كانت قد حدثت واقعة أخرى لنزع ملكية أراضي مواطنين ميسورين ماديا نسبيا، وكم سعدنا ونحن نشاهد منهم أناسا على شاشة التلفزيون يقولون للمراسلين نحن سنحفر قبورا ونموت فيها زي ما عملوا في مسلسل 'هيمه'. أعتقد لا يتمنى أي فنان ردود فعل أجمل من هذه.

·         أثار تراجع الدراما المصرية الكثير من الجدل. أهي أزمة نصوص أم ارتفاع أجور الفنانين أم ماذا؟

كل هذا مع بعض. واسمح لي ألا أقول أكثر من ذلك لأنني أفضل أن تكون انتقاداتي في داخل البيت وليس في خارجه. لكن يكفي أن أرد على سؤالك بشكل غير مباشر بأن سبب نهضة الدراما السورية التي أنا من أشد معجبيها هي أن الكلمة أولا للمخرج والمؤلف. ثانيا إن النجم يخلع نجوميته على باب استديو التصوير. ولولا وجود رقابة لكانت الدراما السورية قد حصلت على أضعاف أضعاف مكانتها، وبرغم ذلك الدراما المصرية لا زالت تحظى بقصب السبق لدى الجماهير بسبب نجومية ممثليها العارمة، لكن هذه النجومية كماهي الآن سبب تفوقها يمكن أن يكون فيها مقتلها لو لم يتم التنبه إلى ضرورة العودة إلى العصر الذهبي الذي كان النجم يتوارى فيه خلف النص وليس العكس.

·         لماذا تلجأ في أفلامك السينمائية إلى اجتراح عناوين باللهجة العامية؟

أنا لا ألجأ إلى أحد. العناوين تلجأ إلي لأنها تأتي من رحم الشخصيات والحواديت. شاهد كل فيلم وستجد عنوانه خارجا منه وليس مقحما فيه.

·         للفنانة عبلة كامل حضور طاغٍ في أعمالك. أهي الصداقات الفنية؟ وهل صحيح أن الاتصال بها أشبه بالتواصل مع حسن نصر الله؟

السيدة القديرة عبلة كامل أصبحت صديقة وأستاذة من خلال العمل الفني وليس العكس. قبل أن أعمل معها لم أكن أعرفها. وبيننا تفاهم فني وهي أكبر مني فنا ومقاما وكل كتاب مصر ومخرجيها يتمنون العمل معها وقد عملت مع أكبرهم. ولست سوى اسم طارئ على مشوارها العظيم سيرحل عندما لا يكون لديه جديد يقدمه لها.

هي لها طريقة في الحياة تضمن من خلالها ألا تتعرض للزيف و اقتحام الخصوصية، ولذلك ليس لديها محمول ولا يمكن الاتصال بها بسهولة، أرسل لها ما أكتبه وهي تقرأه ثم تتصل بي لنتفق على جلسات للملاحظات والتحضير للعمل الفني. وأغلب الصحافيين لا يصدقون ما أقوله لهم ويظنون أن لها تليفونا أعرفه وأخبئه عنهم. هي طريقة في الحياة أحترمها وأتمنى أن يكون لدي القوة النفسية والصلابة والاستغناء عن الآخرين لكي أحذو حذوها يوما ما.

·     عذرا، سنستفيض في الحديث عن الحاجة عبلة كامل، والتي نكن لها جميعا الحب والتقدير. بيد أن هناك من يتهم أعمالك الفنية بأنها السبب في انحسار نجومية عبلة كامل، لما تحتويه من ردح و شتائم وألفاظ سوقية؟

أنا عملت مع السيدة عبلة كامل أربعة أفلام ومسلسل. أتحدى أن تذكر لي شتيمة واحدة في جميع هذه الأعمال. أما الألفاظ السوقية فهذه مسألة خلافية. بعض الناس اعتبروا أن فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية ارتكبت سقطة عندما قالت يا ابن الكلب في 'الخيط الرفيع'. أنا يا سيدي لست ممن يحاكمون الفن بمعايير أخلاقية. أنا أحاكم الفن بمعايير فنية. هل اللفظ الذي يرد على لسان الشخصية نابع من سلوكها وثقافتها أم لا؟، لو كان مقحما عليها فهو خطأ فني، لكن لو كان نابعا منها فهو سليم فنيا لإيصال الشخصية للمشاهد. هل تتوقع مني عندما أكتب شخصية سيدة سوقية مثل فرنسا أن أكتب لها حوارا تقوله أستاذة جامعة؟ هذا هو المنطق، وفي الآخر المسألة وجهات نظر وأحترم رأي الجميع شريطة ألا يرهبنا ويطالب بمصادرتنا.

·         بمناسبة البذاءات.. هل كنت مستاءً من وجود مروة في فيلم 'حاحا وتفاحة'؟

كنت مستاءً، ولكن لم يكن لي حيلة سوى أن أكتب أنني أتمنى من الرقابة أن تجعل الفيلم للكبار فقط وأتمنى على من يقرأني ألا يذهب بابنه لو كان لديه أقل من 13 سنة إلى الفيلم. هناك خيط رفيع بين العري المقبول والعري الفج. لاتسألنـي ماهو هذا الخيط، فأنت إذا لم تحسه لن يفيدك شرحي.

·         هل سبق لك أن كتبت أو فصلت أدوارا على مقاس الأبطال؟

كل ما كتبته فصلته على مقاس شخصيات أفلامي. ولك أن تصدق أو لا تصدق. لكن بعد الكتابة الأولى وبعد اختيار الممثلين وأثناء الكتابة الثانية يجب أن يتم إجراء تعديلات تستثمر شكل الممثل الجسدي والصوتي والنفسي، وهذا أمر معروف لأي صانع فن في العالم.

·     حسن حسني فنان كبير، وحضوره في 'هيمه' كان لافتا ورائعا، مثل دوره في 'أهالينا'. لكنه دائما يلعب أدوارا ثانوية، وأحيانا يحرق نجوميته وتاريخه في أفلام تافهة، في حين هناك ممثلون أقل منه موهبة وسنّا صاروا سوبر ستار.. ما السبب؟

ومن قال لك أن حسن حسني ليس سوبر ستار؟ السوبر ستار ليس بموقعه في التيتر أو الإفيش، بل بموقعه في قلب المشاهد.

·         كيف استقبلت خبر وفاة الفنانة القديرة الطيبة إحسان القلعاوي؟

بحزن شديد. أنا تشرفت بالعمل معها وكانت ممتعة وصبورة برغم مرضها وجادة ودؤوبة. وأضاف وجودها قيمة كبيرة وبهجة وحيوية للعمل.

·         كيف استقبلت قرار منعك المفاجئ من الظهور على التلفزيون؟

بفخر شديد. فما الذي يريده الكاتب أكثر من أن يدفع ثمن مواقفه السياسية وأن يكون ممنوعا، لأن أصحاب النفوذ يرون وجوده على الهواء خطرا. هم قالوا لإدارة 'الأوربت' أنهم لا يمانعون في وجودي في برامج مسجلة. وأعتقد هذا الشرط يقول لك الكثير.

·         كيف ترى الواقع المصري والعربي أيضا، في ظل هيمنة قيم العولمة، ككاتب.. وكمواطن؟

أنا متفائل بالقادم وأعتقد أن العولمة أفادتنا كثيرا كما أضرتنا كثيرا، وواجب الكاتب أن يدعو الناس إلى الأمل والتفاؤل.

·     هل تؤمن بفكرة الحل الفردي المتمثل في الانتقام واسترداد الحقوق ومقاومة الفساد والتفسخ بكل أشكاله؟ أم هي مجرد ثيمات سينمائية متعارف عليها، و يصعب تجاوزها؟

نعم أؤمن بفكرة الحل الفردي. وأستاذي في ذلك أبو ذر الغفاري.

·         سؤال كنت تتمنى أن أطرحه عليك.

كنت أتمنى أن تسألني عن فيلم 'بلطية العايمة'، وكنت سأجيبك أنني سعيد جدا باختيار اللجنة العليا للمهرجانات في مصر له بالإجماع، وبرئاسة المخرج الكبير توفيق صالح له لتمثيل مصر في المهرجانات الدولية، وقد سعدت برأي اللجنة وبرأي الأستاذ توفيق الذي يعتبر قيمة كبيرة يعتز بها كل سينمائي. لن أكرر ماقاله لي لكي لا يظن أنني أبالغ، لكني أعتز جدا برأيه.

·         كلمة أخيرة :

أسعى منذ عامين لتطوير نفسي أكثر بالتركيز على تحويل أكثر من عمل أدبي إلى السينما، وقد قمت خلال هذه الفترة بكتابة سيناريو لرواية بهاء طاهر البديعة (نقطة النور) وكتابة سيناريو لرواية علاء الأسواني (شيكاغو)، وأتمنى أن أوفق في هذين العملين.

القدس العربي

09/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)