تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فيلم «عرس رنا ـ القدس في يوم آخر» في «شومان» .. غدا

عمان ـ الدستور

في مهرجان "كان" السينمائي لعام 2002 الذي شهد مشاركة أعمال سينمائية فلسطينية متنوعة فاز أحدها وهو"يد إلهية"للمخرج إيليا سليمان بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. كان ثمة فيلم فلسطيني روائي طويل هو باكورة إنتاج وزارة الثقافة الفلسطينية. الفيلم هو "القدس في يوم آخر" وله عنوان ثان استخدم في الترجمة الفرنسية هو "عرس رنا" ، أخرجه هاني أبو أسعد مخرج فيلم" الجنة الآن".

يلجأ الفيلم الروائي "عرس رنا ـ القدس في يوم آخر" الذي تعرضه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان مساء غد إلى الثنائية المتعارضة: الزواج والاحتلال ، لكننا في "عرس رنا" لا نتعامل مع مادة فلكلورية تشتغل على تفاصيل خاصة بتقاليد الزواج.

يبدأ الفيلم بمشهد مركّب ، هو نوع من المقدمة ، تستخدم فيه مؤثرات بصرية لصور ثابتة لأشخاص ملتقطة من الخلف فلا نرى الوجوه ، أم ، أب ، أخ وآخرين ، ملصقة على لقطات سينمائية لهم مستلقين على الأسرة ، بمصاحبة تعليق على كل مشهد على حدة ، يوحي بأنه يتعامل مع حدث مضى ، هو ما حصل خلال نهار واحد مع الشابة رنا التي قررت الزواج من حبيبها في نفس النهار.

ينطلق الحدث فجرا. تستيقظ رنا من نومها قلقة ، ترتدي ثيابها على عجل ، تتسلل خارجة من المنزل بعد أن تلقي نظرة سريعة على والدها المستغرق في النوم. تعيش رنا مع والدها في القدس ، فيما يعيش أخواتها في القاهرة. الوالد مضطر للسفر إلى القاهرة والتوجه نحو المطار في الساعة الرابعة من بعد الظهر. وهو لا يريد أن يترك ابنته تعيش وحيدة في القدس. لهذا اشترط عليها إما الزواج في نفس اليوم وقبل أن تبلغ الساعة الرابعة بعد الظهر أو مصاحبته للعيش معه في خارج البلاد. كان الوالد قد جهز قائمة بأسماء مرشحين محتملين للزواج ، محامين ، أطباء ، موظفين ، كان كل منهم قد طلب يدها وجوبهوا برفضها ، والآن يريد منها أن تختار على عجل أحدهم. هكذا بات على رنا أن تبحث فورا عن حبيبها خليل ، المخرج المسرحي ، لكي تتزوج منه قبل المهلة التي حددها الأب في الساعة الرابعة من بعد الظهر. هذه هي العقدة التي تنبني عليها حكاية رنا والتي تجعل من الحكاية ومساراتها أشبه بلعبة تحمل في طياتها قدرا ما من السخرية أو المفارقة.

تجوب رنا شوارع وأحياء القدس بحثا عن حبيبها ، تتصل به مرارا على الهاتف الخلوي فلا يرد ، تبحث في المنازل التي يمكن أن يتواجد فيها فلا تعثر عليه ، إلى أن تعلم انه أمضى ليلته في صالة المسرح في رام الله لأن في عودته ليلا إلى القدس مغامرة خطرة مليئة بالتوتر والقلق. تضطر رنا للذهاب إلى رام الله وتعود مع حبيبها لإتمام مراسم الزواج. ينتهي الفيلم بزواج رنا من حبيبها في آخر لحظة. لكن مراسم الزواج وما تبعها من احتفال بسيط ترقص خلاله رنا في الشارع وسط المدعوين والشهود تتم في الطريق قرب حاجز للجيش الإسرائيلي لأن المأذون لم يتمكن من عبوره بعد أن احتجز جنود الحاجز هويته.

من لحظة استيقاظ رنا فجرا وحتى زواجها في الساعة الرابعة من بعد الظهر ، تعيش رنا مغامرة ، ففي كل مكان هناك جنود وحواجز ، كل خطوة تحتاج إلى تصاريح من الاحتلال وكل طلب تصريح مخاطرة غير مضمونة النتائج. الاحتلال واقع يومي يشمل كل نواحي الحياة وجميع الناس والتعامل معه يتم بشكل طبيعي.

فيلم "عرس رنا" يستغرق في عرض تفاصيل مدينة القدس ، تفاصيل الأحياء والأزقة والشوارع القديمة والمنازل بما يشبه الرحلة في أرجاء القدس تحت الاحتلال والموازية بدورها لرحلة رنا بحثا عن حبيبها. إن تلك التفاصيل التي برع المخرج والمصور في تقديمها تجعل من الفيلم بدوره وثيقة عن القدس.

الدستور الأردنية

09/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)