تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

النجمة الكولومبية بطلة فيلم «شي» عن حياة غيفارا ...

كاتالينا ساندينو مورينو لـ«الحياة»: أكره الفقر والمعاناة المادية

باريس - نبيل مسعد

كاتالينا ساندينو مورينو (28 سنة) هي أول فنانة جنوب أميركية رشحت لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة. كان ذلك عام 2005، عن دورها الصعب والجميل في فيلم «ماريا» الكولومبي، الذي أدت فيه دور شخصية فتاة تضطر من أجل العيش للعمل لحساب عصابة من مهربي المخدرات، وتتركز مهمتها على ابتلاع أقراص تحتوي على مواد ممنوعة، والسفر من أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة حيث يتم تفريغ معدتها من الأقراص، والعودة إلى بلدها لتكرر العملية بشحنة جديدة. إلا أنها ذات مرة أثناء نقلها المخدرات، تنفجر الأقراص في بطنها وتفارق الحياة وهي لم تتجاوز العشرين.

نال فيلم «ماريا» شهرة عالمية، فسمح لبطلته بالاستقرار في الولايات المتحدة، بعدما كانت بدأت مشوارها الفني في مسقط رأسها كولومبيا. وها هي تتقاسم بطولة فيلم جديد عنوانه «شي»، مع النجم بينيسيو ديلتورو، عرض في مهرجان «كان» عام 2008 وجلب لبطله ديلتورو جائزة أفضل ممثل في دور غيفارا، قبل أن يُطرح حديثاً في صالات السينما في العالم مسبباً ضجة إعلامية بسبب مضمونه الواقعي الخاص بحياة غيفارا، القائد الثوري الذي لازم فيديل كاسترو في الأعوام الأولى من كفاحه المسلح في كوبا. والفيلم المصور في جزءين طويلين، من إخراج ستيفن سودربرغ، ويأتي في مشوار مورينو السينمائي، بعد العمل الساخر «أمة الفاست فود» الذي شاركت فيه قبل سنتين.

ولمناسبة طرح فيلم «شي» في دور السينما الفرنسية، التقت «الحياة» كاتالينا ساندينو مورينو في باريس، وحاورتها.

·         لقبتك مجلة «بيبول» الأميركية بإحدى أجمل نساء العالم، فكيف كان رد فعلك؟

- بطبيعة الحال لا أعير مثل هذا الكلام أي أهمية، وإلا وقعت في فخ تصديقه ورحت أغيّر سلوكي مع الغير، وهذا ما أعتبره أخطر شيء بالنسبة إلى فنانة شابة مبتدئة. ثم إنني في قائمة «أجمل نساء العالم» بحسب تصنيف المجلة، بما لا يقل عن 49 اسماً، فنحن إذاً 50 إمرأة في هذا الوضع، علماً أن القائمة تجدد مرة كل سنة، ما يقدم الدليل القاطع على سطحية العملية كلها.

·         حدثينا عن حكايتك مع السينما ومع هوليوود؟

- تعلمت الدراما في بوغوتا في كولومبيا، لكنني لم أحصل إلا على أدوار صغيرة في التلفزيون، علماً أن بلدي من أكثر البلدان الأميركية اللاتينية انتاجاً للمسلسلات، وأي ممثلة تحصل على دور رئيس في أحدها، تنطلق بسرعة الصاروخ إلى سماء النجومية وتتمتع على الفور بشعبية عالية جداً. قالوا لي إن تسريحة شعري لا تناسب العقلية الكولومبية، وأن ملامحي حزينة أكثر من اللازم، لكنني لا أعرف السبب الحقيقي وراء قلة حصولي على فرص للعمل هناك، خصوصاً أن التسريحة قابلة للتغيير طبعاً، وتعابير وجهي الحزينة أيضاً يمكنني التعديل فيها بما أنني ممثلة. وعلى العموم، لست نادمة على شيء بما أنني مثّلت في فيلم «ماريا» الذي يعتبر أحد أجمل الأفلام السينمائية الكولومبية، وحصلت من بعده على الترشيح لأوسكار أفضل ممثلة. وأنا أول ممثلة كولومبية تحصل على هذا الشرف، وتنال بالتالي فرصة العمل في هوليوود. أنا الآن ممثلة هوليوودية بحتة، والعروض تنهال علي من كل الجهات، وأدرسها بالتعاون مع وكيل أعمالي لأختار الأفضل بينها.

·         هل كنت تتكلمين الإنكليزية قبل حكاية الأوسكار؟

- نعم، فأنا تعلمت في مدرسة إنكليزية أصلاً، وعائلتي تتكلم الإنكليزية بطلاقة تامة.

وودي آلن

·     ألا تخشين فخ الأدوار الجنوب أميركية التقليدية، مثل شخصية الفتاة المغتربة المسكينة التي تضطر للسرقة أو التي تقع في غرام زعيم عصابة مثلاً؟

- طبعاً أخاف الوقوع في فخ هذا النوع من الشخصيات، لذا أدرس السيناريوات التي تصلني بعناية فائقة وفي صحبة وكيل أعمالي، مثلما ذكرته تواً، حتى أتعلم الرد بكلمة «لا» على كل ما أراه لا يتفق مع طموحي.

·     أنت شاركت بينيسيو ديلتورو بطولة فيلمك الجديد «شي»، فماذا كان شعورك حينما علمت أنك ستعملين معه، علماً أنه أحد أكبر عمالقة السينما العالمية حالياً؟

- فرحت، وهذا شيء طبيعي جداً، لكنني لم أتأثر مثلما كنت سأفعل لو سمعت خبر مشاركتي مع وودي آلن مثلاً، بطولة فيلم ما. أنا مولعة بهذا الممثل والمخرج العبقري إلى حد يفوق الوصف، وأعرف أنني سأعمل معه قريباً.

·         كيف تعرفين ذلك؟

- لأنني طموحة، وغالباً ما أحصل على ما أريده في الحياة.

·         لكنك بقيت حبيسة الأدوار الثانية في كولومبيا، أليس كذلك؟

- نعم، وربما أنني كنت في قرارة نفسي أحلم بنجومية على مستوى يتجاوز الحدود المحلية.

·         هل توقعت نجاح فيلم «ماريا» في الشكل الذي حدث؟

- نعم ولا، فأنا عرفت منذ تصفحي السيناريو أن هناك مادة غير عادية قد تثير ردود الفعل بطريقة أو بأخرى، إلا أنني لم أستطع تحديد مدى إيجابية هذه الردود أو سلبيتها وقررت خوض المغامرة والمجاذفة بمستقبلي الفني. فلو كان الفيلم فشل كلياً وواجه الاتهامات بسبب مضمونه الجريء، لكنا أنا وزملائي فيه، قد عجزنا عن العثور على أدوار أخرى في بلدنا كولومبيا. لكنني من ناحية ثانية، ومثلما قلته سابقاً، لم أكن في ذلك الوقت أعمل كثيراً هناك بسبب تسريحتي ووجهي الحزين، وبالتالي لم تكن المجازفة كبيرة جداً.

·         وماذا فعلتِ عندما تلقيت نبأ ترشيحك لأوسكار أفضل ممثلة؟

- أتذكر انني كنت أتمشى في أحد شوارع نيويورك عندما تلقيت الخبر، وكاد أن يُغمى علي أول الأمر، ثم حاولت السيطرة على نفسي وعلى أعصابي إلى حين عودتي إلى غرفتي في الفندق، فهناك تركت العنان لمشاعري العميقة ورحت أبكي وأصرخ وأضحك في آن، قبل أن أتصل هاتفياً بخطيبي لأنقل إليه الخبر.

·         من أخبرك بالأمر؟

- أمي، بواسطة الهاتف الخليوي.

·         هل تعمل أمك في حقل السينما أو في الفن بعامة؟

- لا، إنها طبيبة.

·         هل لا تزالين مخطوبة؟

- لا، أنا الآن متزوجة من الرجل الذي كان خطيبي حينذاك. تزوجنا في نيسان (أبريل) عام 2006.

·         وهل أنت سعيدة بذلك؟

- أنا أسعد امرأة في الوجود في طبيعة الحال.

·         ألا تشعرين بأي صعوبة في الدمج بين حياتك الزوجية ومهنتك الفنية؟

- لا أشعر بأي صعوبة حتى الآن، لأنني أثق بزوجي مثلما يثق هو بي، ويقدّر ظروف عملي ويشجعني على الاستمرار فيه، بل على التفوق في كل التجارب الجديدة التي أخوضها.

شرطة المطار

·         هل تغيرت حياتك كلياً منذ أن جئت إلى الولايات المتحدة؟

- أجل، فأنا أعتبر نفسي امرأة مستقلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، بينما تبقى الفتاة في كولومبيا، في بيت أهلها إلى أن تتزوج. فأنا لو كنت عشت هناك من وراء أدواري الصغيرة في التلفزيون، أي بلا مورد رزق مرتفع، لفعلت الشيء نفسه طبعاً، وربما كنت بقيت بلا زواج حتى الآن. لقد استطعت تحقيق أمنيتي في الارتباط زوجياً لأنني أكسب ما يسمح لي بالمشاركة الفعالة في نفقات الحياة اليومية. أنا أكره المعاناة المادية المستمرة، والاضطرار إلى الاعتماد الكلي على المردود الذي يأتي من طرف واحد في البيت.

وبين الأشياء التي تغيرت منذ أن صرت معروفة ومقيمة في الولايات المتحدة، عبوري نقاط تفتيش شرطة المطار من دون أي مشكلة، بينما كنت أتعرض في الماضي للمضايقات والتفتيش، مثل أي مواطن جنوب أميركي يدخل أميركا الشمالية. عندما وصلت إلى نيويورك ذات مرة، بعد ظهور فيلم «ماريا» في الصالات، أوقفني المسؤول عن الجمارك وبدلاً من أن يفتشني مثل العادة، طلب مني صورة موقّعة، وصورة ثانية يظهر هو فيها إلى جواري، فقلت له إنني بدوري أرغب في صورة معه، كي أبعث بها إلى عائلتي وأثبت لهم أن الشرطة في الولايات المتحدة تستطيع فعل شيء آخر غير تفتيشي أو إلقاء القبض علي.

·         ماذا عن المسرح في حياتك الفنية؟

- أعشق المسرح إلى درجة الجنون، وأمنيتي الغالية هي الوقوف في المستقبل القريب فوق خشبة أحد مسارح نيويورك، إذ أعرف انني في الولايات المتحدة أستطيع كسب ما يكفيني للعيش بهذه الطريقة، علماً أن الفنان المسرحي في بلدي كولومبيا، يموت من الجوع.

·         تربطين كل شيء بالمال إذاً؟

- لست مستعدة للمعاناة من قلة المدخول المادي، وربما أن هذه هي حال كل من عرف الفقر وكبر في بلد غير مرفّه.

·         هل تعتبرين نفسك محظوظة؟

- أنا محظوظة إلى درجة كبيرة جداً، ولا أستطيع تجاهل هذه النقطة أو الادعاء أنني وحدي المسؤولة عن نجاحي.

·     مثّلتِ في فيلم «باريس أحبك» الذي يتألف من مجموعة حكايات صغيرة تدور كل واحدة منها في حي باريسي مختلف، فما ذكرياتك عن هذا العمل؟

- كانت هذه الزيارة الأولى لي إلى باريس، وقضيت أوقات فراغي خارج التصوير، في التنزه وزيارة معالم المدينة ومتاحفها والمطاعم والمقاهي. لقد وقعت في غرام باريس، لذا تجدني سعيدة جداً بالعودة إليها كلما عثرت على فرصة لذلك، مثل المشاركة في الترويج لأحد أفلامي أو حضور مناسبة فنية ما. أما عن الفيلم في حد ذاته، فقد أحببت دوري فيه لأنه اختلف عما قدمته من قبل، فأنا مثّلت شخصية مربية تسكن في أحد الأحياء الفقيرة وتتردد من أجل عملها في كل صباح، إلى حي ثري، مصطحبة معها طفلها الرضيع. والشريط يصور المشوار بين المنطقتين، ثم أيضاً الطفلين، الثري والفقير جنباً إلى جنب، وأنا في وسطهما أهتم بهما، الواحد لأنه مورد رزقي، والثاني لأنه ابني. انني أحمل ذكريات طيبة عن الفيلم وعن أيام تصويره في باريس.

الحياة اللندنية

06/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)