تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الاستقالة عاصفة جديدة تهب علي مهرجان الإسكندرية

تحقيق : محمد كمال

مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الموعود بالعواصف والأزمات دخل مرحلة جديدة، وعلي أبواب دوامات تضعه في اختبار صعب.. وتأتي استقالة رئيس المهرجان الناقدة السينمائية إيريس نظمي لتكشف من جديد عن المأزق الكبير الذي يواجه المهرجان في الوقت الراهن، وعلي مدار دوراته الماضية إيريس نظمي التي تولت رئاسة المهرجان لثلاث دورات متتالية واجهت خلالها العواصف التي هبت علي المهرجان في محاولة للنيل منه ورفضت تقاضي أي مبالغ مالية مقابل ما قامت به إيماناً بأنه عمل تطوعي.

عن حيثيات وأسباب استقالتها قالت: الأسباب التي دفعتني للاستقالة عديدة منها: التدخل المباشر من ممدوح الليثي رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لكتّاب ونقاد السينما في أعمال رئيس المهرجان وعدم قبول الرأي الآخر، وإصدار قرارات مسبقة بدون مناقشة حقيقية.

كما أنه لا يعترف أبداً بأخطائه بل يرجعها إلي رئيس المهرجان وذلك مثلما حدث فيما يخص الفيلم المغربي »كل ما تريده لولا« فقد اتخذ قراراً بمنع الفيلم ووقف تذاكر طيران ضيوف المغرب ولبنان المشاركين في الفيلم والذين كانوا قد أعدوا أنفسهم للمجيء وفوجئوا في المطار يوم السفر إلي مصر بإلغاء تذاكرهم التي كانوا قد تسلموها بالفعل وبدون أي اعتذار مما أساء إلي شخصي كرئيس للمهرجان، كما اتخذ رئيس مجلس الإدارة قراراً بمنع عرض الفيلم المغربي في افتتاح المهرجان، وهو الفيلم الذي اختارته لجنة المشاهدة ووافق عليه اثنان من كبار النقاد هما د. رفيق الصبان، والناقد أحمد الحضري ولم يعط الفرصة لحل آخر خاصة أننا احتفلنا في تلك الدورة بالسينما المغربية، كما استضفنا وزيرة الثقافة المغربية وكادت أن تحدث مشكلة من الجانب المغربي لولا أنني كرئيس للمهرجان حرصت علي التأكيد علي حضور وزيرة ثقافة المغرب واستقبالها في المطار فجراً مع زوجها ومرافقتهما طوال فترة تواجدهما في المهرجان وأقمت لها ندوة ناجحة، كما نظمت لها لقاء مع وزير الثقافة المصري وكان لقاء حميمي عبرت فيه عن شعورها بحس الضيافة والترحاب الذي لاقته وأهدت وزيرة الثقافة المغربية لي ولوزير الثقافة فاروق حسني مجموعة من التسجيلات للفنون المغربية.. إضافة إلي خطاب الشكر والامتنان الذي أرسلته عقب عودتها لبلادها، كما رشحت لجنة اختيار الأفلام، الفيلم الفرنسي »الممثلات« للافتتاح بدلاً من »لولا« ولكن كان هناك إصرار من رئيس مجلس الإدارة علي عرض فيلم »قبلات مسروقة« من إنتاج جهاز السينما الذي يرأسه في الافتتاح رغم عدم موافقة مجلس الإدارة عليه بأغلبية الأصوات بعد مشاهدته.

وأيضاً منح جائزة التمثيل لمجموعة الشباب المشاركين في فيلم »قبلات مسروقة« الذين صعدوا إلي المسرح ليتسلموا الجوائز ولم يحدث أن منح مهرجان دولي هذا العدد من الجوائز للممثلين فبدت كنوع من الدعاية للفيلم.

ومع بداية الإعداد للدورة الخامسة والعشرين للمهرجان اتفق أعضاء مجلس إدارة الجمعية علي تعيين مدير للمهرجان وتم تكوين لجنة رباعية لهذا الغرض واخترنا الناقدة خيرية البشلاوي، وقمت بالاتصال بها شخصياً وأبلغتها بهذا الاختيار.. ثم فوجئت في اجتماع مجلس الإدارة بقرار منح مدير المهرجان مبلغاً كبيراً لم يحصل عليه أحد من قبل طوال مدة المهرجان.. كما استشعرت ما يشير إلي محاولات رئيس مجلس الإدارة بحد الاختصاصات الخاصة بي كرئيس للمهرجان ونقلها إلي مدير المهرجان حتي أنه بدأ عقد اجتماعات مع مدير المهرجان بدون علمي.. إضافة إلي ما نشر في الصحف والذي يؤكد علي تهميش دور رئيس المهرجان.

تجربة جديدة

أما الناقدة خيرية البشلاوي التي شغلت منصب رئيس المهرجان الجديد ومديره في نفس الوقت فتقول: هي تجربة وأحاول دخولها بإخلاص وروح متعاونة مع أي شخص قادر علي التعاون والعطاء، فلست متفاءلة أو متشائمة، ولكني أرغب في خوض التجربة وأتمني أن يكتب لي فيها النجاح، وقد قبلت هذه المهمة الصعبة لأنني من عشاق هذا المهرجان، لهذا قبلت التحدي وأتمني التوفيق.

وعن المشاكل التي تحيط بالمهرجان قالت: لا أعلم عنها شيئاً حتي الآن لأني لم أدخل فيها بعد، ولكن لا توجد مشكلة في العالم دون حل، ولا يوجد مستحيل، فحتي الآن أنا لا أعرف طبيعة هذه المشكلات لهذا أنتظر حتي أكون علي أرض الواقع ولكن بالتأكيد سيكون لها حل، والحل لن يكون فردياً لأني لا أملك عصا سحرية وسأحاول قدر المستطاع الاستعانة بالعناصر الممكنة والخبرات لحل هذه المشكلات ليعود للمهرجان رونقه وبريقه من جديد، وسأبذل كل ما بوسعي للاستعانة بعناصر جيدة سواء كانت من داخل الجمعية أو عناصر خارجية لسد النقص الموجود فأنا في النهاية موظفة أقوم بعملي في ظل الظروف والإمكانات المتاحة، وعن التغيير المستمر في رئاسة المهرجان وتأثيره قالت: أتمني أن تكون مدة تولي رئاسة المهرجان دورتين فقط حتي تتاح الفرصة لشخص آخر يأتي بأفكار جديدة يستطيع أن يضيف جديداً للمهرجان بدلاً من أن يصبح للمهرجان رؤية واحدة في ظل استمرار رئيس واحد لفترة طويلة.

وعن ما قيل من تدخل رئيس الجمعية في أعمال رئيس المهرجان قالت: حتي الآن لم يحدث أي شيء من هذا النوع، فكل ما قاله لي ممدوح الليثي: »أنا تحت أمرك«.. وأعطي لي مطلق الصلاحيات الخاصة بي بعيداً عن صلاحياته هو، ووعدني بعدم التدخل في صميم عملي، وبعد المهرجان أستطيع أن أقول لك مدي صحة هذا الكلام، وأقوم بتقييم التجربة ككل.

وعن اختصاصاتها قالت: كل ما يتعلق بالإدارة الفنية واختيار الأفلام وتشكيل اللجان والمدعوين والإشراف علي الفعاليات وكل ما هو مرتبط بالجمهور والشاشة.

وعن وصف أجرها بأنه لا يتفق مع ميزانية المهرجان علقت قائلة: طوال مشواري لم أهتم بالأمور المادية ولم أسع لها، فأنا لم أحدد أجري ولم أطلبه فالذي حدده هو رئيس الجمعية، وأعتقد أن هذا هو أقل أجر لرئيس مهرجان مقارنة بالمهرجانات الأخري.

استقالة لأسباب صحية

أما مجدي الطيب أمين عام المهرجان، فيصر علي أن إيريس نظمي تقدمت باستقالتها لأسباب صحية بعد رئاستها للمهرجان لمدة دورتين أدت دورها فيهما بشكل كبير، وفي أكثر من مناسبة كانت تحاول أن تعتذر لأنها تري أن حالتها الصحية لن تجعلها تواصل ولكنها لأسباب عاطفية ووجدانية كانت تتراجع في آخر لحظة لأن المهرجان ولد علي يديها مع »كمال الملاخ« فهي تعتبر المهرجان مثل ابنها، ولم يكن اعتذارها بسبب اختيار الناقدة »خيرية البشلاوي« كمدير للمهرجان بل قدمت استقالة مسببة اعترضت فيها علي تدخلات الليثي في قراراتها مما ينفي فكرة أن تكون الاستقالة لأسباب صحية، فأجاب: كل ما أعرفه أن فكرة الاعتذار كانت تراودها قبل تعيين مدير للمهرجان.. حتي عندما طرح اسم »خيرية البشلاوي« لم تعارض ورحبت بها لكن ما حدث هو تحديد اختصاصات وصلاحيات ما بين رئيس المهرجان ومدير المهرجان، فقد كانت الصلاحيات الممنوحة لخيرية البشلاوي أن تكون هي المدير الفني لكل اللجان الفنية والشئون الإدارية ومعني هذا أنها أصبحت تتعدي ممدوح الليثي نفسه لوجود لجنة مالية وأخري إدارية كانت برئاسة الليثي.. إلا أنه اختار خيرية البشلاوي لتكون رئيس اللجنة العليا المشرفة علي كل اللجان بجانب اللجنة التي ترأسها الناقدة إيريس نظمي.. فقد كان المأمول أن يكون المدير الفني هو المسئول، وأتمني أن يكون للمهرجان لجنة دائمة تديره طوال العام بدلاً من تشكيل لجان مالية ولجان فنية واختيار كوادر جديدة بعد كل دورة.

وعن تدخل رئيس الجمعية في عمل رئيس المهرجان قال: ليس تدخلاً بالمعني المفهوم، فرئيس الجمعية لا يتدخل في عمل رئيس المهرجان باستثناء الشئون المالية والإدارة فيحسب لممدوح الليثي أنه أخذ ميزانية من وزارة المالية خصصت للمهرجان وتم فصل الذمة المالية للجمعية عن المهرجان منذ ٣ دورات،

مشاكل كثيرة

أما الناقد محمود قاسم الذي كان مسئولاً عن لجنة المطبوعات في المهرجان فقال: الدورة السابقة كانت مليئة بالمشاكل لدرجة أنني كنت مسئولاً عن المطبوعات ورغم ذلك، فضلت عدم الذهاب احتجاجاً علي ما يحدث فقد كانت هناك خلافات في مجلس الإدارة، وكل شخص يحاول أن يلقي المسئولية علي الآخر فكان رأي ممدوح الليثي أن إيريس نظمي ترأست المهرجان عدة دورات واقترح أن يتم تعيين مدير للمهرجان لمساعدتها في إدارة المهرجان بهدف تغيير وتحسين الصورة، واختار الناقدة خيرية البشلاوي وبدأت الخلافات تظهر حول المسئولية الموكلة لكليهما وتحديد الاختصاصات بين الرئيس والمدير، وحدث نوع من النقاش وعدد من الاتصالات لم تحسم.. أما أنا فعلي المستوي الإنساني والشخصي كنت أشعر بحرج شديد لأني أقدر وأحترم الناقدتين، وزادت حيرتي بعد تقسيم الموضوع إلي قسمين: القسم الأول اللجنة العليا الفنية ولا أعرف من سيرأسها الرئيس أم المدير، والقسم الآخر القسم الإداري الذي يرأسه ممدوح الليثي.. لهذا اقترحت أن يكون ممدوح الليثي نفسه رئيساً للمهرجان لأنه الوحيد الذي يملك الحلول في إدارة المهرجان. وبعد تقديم الناقدة خيرية البشلاوي مشروعها وأفكارها وخططها حدث نوع من التوافق وحدث شبه إجماع علي ما قدمته.وفيما يتعلق بالتغيير الدائم في المهرجان قال: بالتأكيد التغييرات الكثيرة في المهرجان أثرت بالسلب عليه فلا يوجد رئيس يستمر أكثر من دورتين مما أحدث نوعاً من عدم الاستقرار لأن التغيير لا يشمل الرئيس فقط بل يشمل معظم لجان المهرجان فتأتي لجان جديدة تبدأ عملها من البداية.

وعن احترام آراء لجنة المشاهدة أوضح: لا أحد يتدخل في اختيارات لجنة المشاهدة مطلقاً حسب معلوماتي فكل شخص في المهرجان يعرف دوره جيداً وما حدث مع فيلم »كل ما تريده لولا« وهو أن لجنة المطبوعات التي أترأسها قامت بطباعة ثلاثة كتالوجات لثلاثة أفلام هي: »كل ما تريده لولا« المغربي، والفيلم الفرنسي »الممثلات«، والمصري »قبلات مسروقة« لاختيار أحدهم ليكون فيلم الافتتاح، والحمدلله كانت الإشادة إيجابية بالمطبوعات وقيل أنها أفضل ما كان في المهرجان، وقامت اللجنة باختيار فيلم »قبلات مسروقة« للافتتاح ولكن أنا ضد منع فيلم من المشاركة، وكنت أري أن فيلم »لولا« يستحق أن يشارك لأنه فيلم جيد سواء اختلفنا أو اتفقنا معه.

ضد المهرجان

ويؤكد الناقد أحمد الحضري أن التغيير الدائم ليس في صالح المهرجانات، ويوضح: التغيير الدائم لا يحقق الاستقرار، فكل دورتين تقريباً تأتي إدارة جديدة وتبدأ في التخطيط من البداية دون أن تعالج الأخطاء القديمة، لهذا تتكرر الأخطاء نفسها في الدورات التالية وستستمر طالما لا يوجد استقرار.

وعن اعتذار الناقدة إيريس نظمي قال: أعرف أن إيريس نظمي ترتبط بالمهرجان وجدانياً فهي تعتبر من المؤسسين له مع كمال الملاخ، ولكن ظروفها الصحية هي التي منعتها من الاستمرار بعد كل ما قدمته للمهرجان، وأتمني أن يستمر التعاون بينها وبين الرئيس الجديد حتي نستفيد من خبراتها الطويلة في إدارة المهرجان، وهي للحق لم تمانع في تعيين الناقدة خيرية البشلاوي ولم تعتذر عن الاستمرار بسببها كما قيل فهي مجرد شائعات.

لا.. للرئيس الدائم

في النهاية يعقب ممدوح الليثي رئيس الجمعية علي ما حدث قائلاً: إن رئيس المهرجان علي مدار تاريخه يتغير كل دورتين تقريباً، فلا يوجد رئيس يستمر أكثر من ذلك، وهذا أمر طبيعي لأنه لا يوجد رئيس دائم في المهرجان، ولا لأي مهرجان آخر، ونحن بدورنا لا نقوم بالضغط علي أي رئيس يرفض الاستمرار.. أما بخصوص استقالة الناقدة إيريس نظمي واعتذارها عن رئاسة المهرجان فقد كانت رغبتها ولم يجبرها أحد علي الاستقالة، ونحن نقدر الخدمات التي قدمتها للمهرجان ودورها في إقامة المهرجان، ونتمني التوفيق لمدير المهرجان الجديد الناقدة خيرية البشلاوي.

وعن تأثير التغيير الدائم علي المهرجان قال: التغيير يكون مطلوباً أحياناً لأننا نحتاج إلي ضخ دماء جديدة تحمل أفكاراً جديدة نستطيع من خلالها التطوير.

وعن تدخل رئيس الجمعية في أعمال رئيس المهرجان قال: اعتدت علي هذا الكلام غير الصحيح، فدائماً يقال عليّ أنني أتدخل في عمل رئيس المهرجان وهذا غير صحيح، أنا فقط أتولي الشئون المالية والإدارية.. أما الأمور الفنية فهي من اختصاص رئيس المهرجان واللجان التي يختارها فقد حددت اختصاصات مدير المهرجان الجديد وهي المسئولة عن اختيار أعضاء المكتب الفني والإشراف علي مخاطبة الدول لاختيار أفلام المسابقة الرسمية والبانوراما وضيوف المهرجان من الخارج، وأعضاء لجنة التحكيم ولجان المشاهدة وترشيح الضيوف من داخل مصر.

وعن عدم احترام قرارات لجنة المشاهدة أجاب: قرارات لجنة المشاهدة تحترم ولا يتدخل فيها أحد.. أما فيما يخص الفيلم المغربي »كل ما تريده لولا« فقد استبعد من الافتتاح لأنه سبق عرضه في أكثر من مهرجان سابق، وهذا يخالف لائحة المهرجان وتم تدارك الموقف مع الأخوة في المغرب بعد هذا الخطأ، ويتم التنسيق الآن مع المغرب للاشتراك في المهرجان القادم لأنها إحدي دول البحر المتوسط، ونفس الأمر ينطبق علي الفيلم الفرنسي »الممثلات« الذي عرض في أكثر من مهرجان سابق لهذا لم يبق أمامنا سوي الفيلم المصري »قبلات مسروقة« ليكون فيلم الافتتاح.

أما فيما يتعلق بأجر مدير المهرجان فيعلق الليثي قائلاً: أنا أري أن الأجر الذي تم تحديده للناقده خيرية البشلاوي مناسب جداً وغير مبالغ فيه علي الإطلاق، كما قيل نظراً للمجهود الكبير الذي ستبذله لأنه ستكون لها صلاحيات كبيرة وستكون متحملة المسئولية كاملة فهل نستغل وقتها وجهودها دون مقابل كما أن نظرية العمل التطوعي أثبتت فشلها.. فكيف تستطيع أن تجعل شخص يعمل وهو يعمل بدون أجر.

أخبار النجوم المصرية

05/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)