تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مسلسل كندي يشجّع اندماج المهاجرين العرب

مونتريال - علي حويلي

النقاشات التي أجريت طيلة العام الماضي حول ما يسمى بـ«التسويات الرشيدة»، المتعلقة بحظر المظاهر الدينية للمجموعات والاثنيات الثقافية في كيبك، لم تنته فصولها بعد. والمسألة لا تزال «توقظ في نفوسنا أسوأ احكامنا المسبقة»، كما يقول الصحافي الكندي ريشار تيران.

مسلسل «اسلام كيبيك» (من 13 حلقة، مدة كل منها 30 دقيقة)، يعرض على محطة «تيلي كيبيك»، يطرح امام المشاهدين ما يعانيه العرب والمسلمون من صعوبات في التأقلم والتكيّف والاندماج. ويشير إلى نماذج من الاحكام المسبقة التي ما زالت عالقة في نفوس شريحة من الكيبيكيين، على خلفية أحداث 11 ايلول.

ويشير بعض الحلقات إلى «انخداع» هؤلاء المهاجرين، وجلّهم من الجزائر وتونس والمغرب، الذين يعلقون آمالاً وردية على مجيئهم الى كيبيك، وإلى أن المسؤولين في هذه المقاطعة الكندية، يرددون دائماً انهم في حاجة الى حملة الكفاءات والمثقفين، وبخاصة الفرانكوفونيين منهم، بغية ملء آلاف الوظائف الشاغرة التي يخلفها المحالون على التقاعد في قطاعات الانتاج... وفي نهاية المطاف، تذوب فرص العمل أمام أعينهم.

ويلفت المسلسل الى أن الوافدين الجدد ينتظرون بفارغ الصبر اكثر من ثلات سنوات للحصول على تأشيرة الهجرة، ظناً منهم انهم سيستقبلون، بعدئذٍ، بالترحاب وينعمون بالاستقرار، ويحققون ما فاتهم من احلام في بلد، ربما يصبح بديلاً من أوطانهم الاصلية. ولا يلبث هؤلاء أن يكتشفوا أن الاحلام أمر والواقع أمر آخر مختلف تماماً، فتخفت جذوة الامل في نفوسهم لتتحوّل وهماً وسراباً. ذلك أنهم يجدون أبواب العمل موصدة أمامهم، والبطالة تستبد بهم، وأصحاب الكفاءات العالية من اطباء ومهندسين... ينتهون إلى أعمال وضيعة (قياساً بمعارفهم ومهاراتهم)، ويعملون كسائقي تاكسي أو كباعة جوالين، ومنهم من يكتفي بقبض مساعدة اجتماعية شهرية.

وفي إحدى الحلقات تلخّص سيدة مغربية جانباً آخر من المعاناة بقولها: «نحن لم نأت الى هنا لنضاعف عدد سكان كيبيك، وانما لنعلم اولادنا ونعيش بكرامة». وتكشف ريتا خوري، وهي صحافية في جريدة «لا برس» من اصل لبناني، شاركت في استطلاع لآراء المهاجرين العرب والمسلمين، ألواناً من التمييز العنصري الذي «ما زال حقيقة قائمة في كيبيك»، مشيرة الى ان احد المهاجرين الجزائريين عبدالله بوستا، غيّر اسمه الى شارل ترامبليه، إثر رفض رب العمل توظيفه، ويلاحق الأخير قضائياً أمام «لجنة حقوق الانسان»، كما تقول خوري.

ولا يكتفي المسلسل بالسلبيات انما يلقي الضوء على بعض الجوانب «الايجابية» التي يكتسبها المهاجرون في كيبيك، مثل مساوة المرأة والرجل في العمل والشؤون المنزلية واحترام حقوق الانسان وحكم القانون. ويتطرّق الى بعض الجوانب «السلبية» للمهجر، مثل حرية انفصال الازواج والحريات الجنسية التي تتعارض مع العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية في البلدان الأصيلة.

وفي الختام، ثمة رسائل يوجّه بعضها إلى الكيبيكيين تحملهم على أن يكونوا «أكثر وعياً وتسامحاً وانفتاحاً» ازاء المهاجرين، ورسائل أخرى الى الحكومة التي ينبغي لها أن «تيسّر اندماج المهاجرين في المجتمع الجديد».

الحياة اللندنية

05/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)